نقلا عن : الوفد 31/10/07 أزمة ألبان الأطفال المدعمة لم تعد أزمة موسمية بقدر ما تحولت الى مزمنة، وضحاياها أطفال ابرياء، لو نطقوا للعنوا الذين يتسببون في حرمانهم من وجبتهم الوحيدة وهم مازالوا في المهد.. الأزمة وراءها اطراف عدة استحل بعضهم غذاء الاطفال لتحقيق أرباح خيالية ببيعه في السوق السوداء لمصانع الحلويات وبالتالي اختفت الألبان من الصيدليات ومنافذ التوزيع وتسربت الي المصانع دون أن تصحو ضمائر الذين يتلاعبون بغذاء الاطفال الذين يهبهم الحياة.. وباختفاء هذه الالبان، تتعالى صرخات الاطفال وأمهاتهم لعلها تشفع عند المسئولين لسرعة التحرك ومتابعة آثار الازمة والعمل علي حلها بشكل دائم ومع ان اختفاء الالبان المدعمة شكوى عامة ومتواصلة لكن المسئولين الذين نناشدهم بالتصدي لهذه الشكاوي يصرون علي أن الالبان متوافرة داخل الصيدليات وعندما نسأل الصيادلة يقولون ان الكميات التي تصل اليهم غير تلك التي تحددها الشركة المصرية وان هناك نقصا كبيرا في حين الآباء والامهات يصرخون من اختفائها والوقوف في طوابير طويلة للحصول علي عبوة واحدة. من وقت لآخر تتجدد ازمة ألبان الاطفال وتختفي تماما من الصيدليات والاسواق، ورغم ان تصريحات المسئولين بالشركة المصرية لتجارة الادوية المسئولة عن توزيع ألبان الاطفال، تؤكد زيادة الكميات المطروحة من الالبان من 9 الي 12 مليون علبة وان تلك الالبان توزع علي 30 ألف صيدلية علي مستوي الجمهورية بواقع 24 علبة شهرياً بخلاف تلك التي تصرف للجمهور من مكتب الشكاوي بمقر الشركة علي كورنيش النيل رغم هذا الكلام، الا ان الازمة مازالت تهدد حياة الاطفال خاصة ان الالبان غير المدعومة ارتفعت اسعارها بنسبة 20% في الفترة الاخيرة. الدكتور سامي محمد الدجن - صاحب صيدلية - أكد أن ازمة اختفاء الألبان مستمرة منذ فترة طويلة ولكنها احتدمت هذه الايام نظراً لقلة المعروض منها وارتفاع اسعار الالبان غير المدعومة بنسبة 20% والشركة المصرية للادوية لاتوفر الحصة كاملة للصيدليات، فمثلاً الصيدلية الخاصة بي تحصل علي 6 علب فقط كل شهر وباقي الحصة يتصرف فيها موظفو الشركة المصرية للادوية ويبيعونها لمحلات ومصانع الحلويات والمقاهي، خاصة انه يحتوي علي نفس مكونات اللبن الحليب رغم انه منزوع الدسم مع وضع وإضافة بعض الدهون عليه حتي تصل الي نسبة الدسم المطلوبة، وهذا يحدث عجزاً في الكميات المعروضة في الصيدليات. وقال: أتحدي اي مسئول بالشركة المصرية للادوية يقول ان ال 30 الف صيدلية علي مستوي الجمهورية تحصل كل صيدلية منها علي ال 24 علبة المخصصة لها. وقالت الدكتورة ياسمين محمد - صيدلية -: الشركة المصرية للالبان »لاكتو مصر« كانت توفر الالبان وهي babyzon1 - babyzon2 بكميات كبيرة وبأسعار معقولة لكن بكل اسف هناك بعض الجهات التي تحاربها مما جعلها تصدر كل منتجاتها الي السعودية في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل المصري الي تلك الالبان. وأضافت: الشركة المصرية اسعار ألبانها مرتفعة وفي المناقصات تكون اعلي من الشركات الاجنبية في السعر لانها تدفع ضرائب ورسوم توزيع وضريبة مبيعات، وبالتالي لايوجد وجه للمقارنة والمنافسة بين الشركة المحلية الوحيدة والشركات الاجنبية. وأكد الدكتور ظريف ناشد - صيدلي -: الكميات التي تصرف للصيدليات لاتصل كاملة كما تحددها وزارة الصحة، وهي 24 علبة لكل صيدلية ولكن عادة تصل كميات اقل من ذلك بكثير وعلي اي حال فقد ارتفعت اسعار الالبان غير المدعمة هي الاخري فالالبان الي S26 جولد« كانت تباع ب 25 جنيها اصبح سعرها الآن 5.29 جنيه، و»البروميل« ارتفع من 25 الي 29 جنيها و Nan 1 - Nan2 تباع ب 25 جنيها، وهناك ألبان مدعمة واردة من الهند اسعارها رخيصة ولكنها قد تكون مليئة بالامراض خاصة وان الهند من المناطق الموبوءة. واقترح الدكتور سامي محمد - صاحب صيدلية - ان يمنع صرف الالبان من الصيدليات طالما يتم فيها تلاعب ويتم صرفها من المستوصفات خاصة في المناطق الريفية وان يعين مسئول او موظف يقوم بتوزيع تلك الالبان علي الاطفال من واقع شهادات الميلاد، وبالتالي تقضي علي الطوابير والتلاعب، وتصل الالبان للمستحقين لأن كل مستوصف يعلم موظفوه من هم اطفال القرية او المنطقة المتواجد فيها. ومن امام مكتب شكاوي الشركة المصرية للادوية، اكد المواطنون عدم توافر الالبان بالصيدليات.. وعند سؤالهم للصيدلي يقول لهم: ان الكميات لاتصل كاملة، وان وصلت لاتكفي ولذلك يضطرون لأن يتركوا اعمالهم من اجل الحصول علي الالبان من منفذ الشركة المصرية لتجارة الادوية مباشرة. محمد طه - والد لطفلتين - قال: لا اجد الالبان في الصيدليات واذهب لمقر الشركة لأحصل علي علبتين كل اسبوع من واقع شهادة الميلاد ولكن بعد عناء الوقوف في الطابور. وسالم مصطفي تساءل: ماذا نفعل في ظل ظروف هذه الازمة حسبنا الله ونعم الوكيل لا احد يرحم اطفالا رضعا فالالبان غير موجودة نهائيا في الصيدليات وتضطر للحصول عليها من مكتب الشكاوي بعد عناء الوقوف في طابور طويل، وتعطيل اعمالنا ولكن ماذا نفعل امام بكاء ودموع اطفالنا الصغار الجوعي؟ المزيد فى التحقيقات