أصبح أمرا طبيعيا أن يعاني الآباء من أزمة ألبان الأطفال التي لا يخلو منها بيت.. تبدأ المعاناة من شباك الشركة المصرية لتجارة الأدوية وهو منفذ بيع ألبان الأطفال المخصص من قبل وزارة الصحة ليبيع لعابري السبيل والطواريء طوال العام قابلنا علي المنفذ العديد من المواطنين الذين جاءوا من أماكن بعيدة للحصول علي علبتين من لبن البيوميل1 أو البيوميل2. ويقول سلامة ابراهيم حسن عامل نسيج من ميت حلفا قليوبية: لدي طفل يبلغ من العمر3 شهور ويحتاج إلي3 علب لبن أسبوعيا فيما تعاني أمه من عدم وجود لبن, مما يجعله يحصل علي لبن الأطفال كل15 يوما بالسعر المدعم3 جنيهات للعلبة وهي ربع الكمية التي يحتاج إليها ولكن ليس باليد حيلة. وأضاف أحاول شراء باقي احتياجات طفلي من اللبن من الصيدليات بأسعار تتجاوز18 جنيها من البيوميل1 والكارثة انه بعد تجاوز طفلي ال6 شهور الأولي سيحتاج إلي بيوميل2 وسعرها في المنفذ18 جنيها وهو مدعم وفي الخارج يتعدي ال38 أو ال40 جنيها للعلبة الواحدة ويقول حسام عمر من مدينة6 أكتوبر: واجهت مشكلة كبيرة مع طفلي حيث لا تستطيع زوجتي ارضاعه لجفاف اللبن لديها وعندما ذهبت لمركز الأمومة والطفولة بأكتوبر قالوا انها تستطيع الإرضاع لنزول قطرة لبن واحدة من ثديها وفي هذا ظلم كبير وقد بذلت مجهودا بعد أن رفضوا إعطاءنا البيوميل فجئت إلي القاهرة للحصول علي اللبن كل15 يوما ولهذا أترك عملي محاولا أن ألحق المنفذ لأن مواعيده تنتهي في الساعة الثانية بعد الظهر. وتأتي سعاد سيد حسين من الفيوم كل15 يوما لأخذ علبتين بالكاد علي شهادة ميلاد طفلها وتقول إنها حاولت إقناع الشركة بأن تحصل علي4 علب بدلا من علبتين كل15 يوما لأنها تأتي من الفيوم لكنهم رفضوا, وهذا يكبدني مصاريف السفر والاستيقاظ مبكرا للحاق بمواعيد الشركة ويؤكد حسين عمر من كفر الشيخ أنه أرهق من السؤال علي البيوميل في صيدليات كفر الشيخ كلها خاصة وأن هذه الصيدليات تبرر عدم وجود لبن بها لأن الوزارة تصرف لها من الشركة الموزعة علبتين أو ثلاث علب شهريا.. وهذا غير صحيح لكن غياب الضمير وفقدان الرحمة بالأطفال الرضع.. وأشار إلي منفذ البيع بانفعال. انظر كم سيدة تقف علي الشباك حاملة طفلها.. جئن من مناطق ومحافظات بعيدة من أجل علبة لبن لطفل رضيع. وهناك من يبيعون هذا اللبن في السوق السوداء لمحال الحلويات والجيلاتي بأسعار جنونية لأن به نسبة عالية من المكملات الغذائية يستخدمونه في عمل الجاتوهات والتورتات والجيلاتي وغيره. وحول الأزمة يقول الدكتور محسن أحمد رئيس الشركة المصرية لتجارة الأدوية ليس هناك أزمة كما يزعم البعض لكن المشكلة تكمن في أن هناك مجاملات بالصيدليات الممتدة في مصر والتي تتجاوز ال40 ألف صيدلية تقريبا وليس حصرا وهذه المجاملات ناتجة عن غياب الضمير فلو أن كل صيدلية بها20 أو30 علبة لبن كحصة أو كوتة من وزارة الصحة من السهل أن يعطيها أو يوزعها إلي معارف وأقارب ولا يلتزم بالعدالة في التوزيع وغيرها من الأسباب التي منها أيضا أن هناك من يتاجرون في اللبن ويصرفونه من المنفذ ويبيعونه كتجارة في السوق السوداء لغياب الضمير ويضيف أن وزارة الصحة توزع من15 18 مليون علبة لبن سنويا وفي حالة حدوث عجز نطلب منها3% زيادة وتكون هذه الكمية بعد إجراء مناقصة تتقدم لها الشركات العالمية وأغلبها من أوروبا وأمريكا وذلك لمنع الإحتكار وتقوم لجنة مشكلة من أطباء أطفال يقرون صلاحية اللبن وجودته. وأضاف أن هناك ثلاثة أنواع تجري عليها المناقصة هي بيوميل1 وبيوميل2 صنف ونيكلتا وليتوميلك صنف ويكون من شروطها أن يكون الأقرب شبها إلي لبن الأم. وأضاف عبد المحسن ليس لدينا أي فروض علي الصيدليات أو وزارة الصحة لمنع التجاوزات أو غيره ولدينا ثلاثة منافذ للشكاوي في الإسعاف و بمقر الشركة بكورنيش النيل وفي الإسكندرية ولدينا23 صيدلية تقريبا هي صيدليات الشركة ولها كوتة من اللبن أو حصة مثل أي صيدلية علي مستوي الجمهورية ولكن هذا كله لا يمنع وجود رقابة شديدة وعمل ملفات بالصيدليات لحل الأزمة والتأكد من البيع لأكثر من ولي أمر حتي نقضي علي المجاملات والإحتكار وهو دور وزارة الصحة كما نطالب بعدم البيع إلا بصورة بطاقة ولي الأمر للتأكد من وصول اللبن لمستحقيه.