اختفت عبوات لبن الأطفال من الصيدليات تمامًا بعد أن خفضت مؤسسات الأدوية الكمية المحددة لكل صيدلية من 12 علبة شهريًا إلي ثلاث علب في الشهر وهي لا تكفي لطفل واحد لمدة أسبوع. وفي نفس الوقت وضعت وزارة الصحة اشتراطات للحصول علي اللبن المدعم من الوحدات الصحية ومن وحدات طب الأسرة بحيث تحصل عليه الأم بصعوبة بالغة حيث لا تحصل عليه إلا بعد قيامها بمحاولة إرضاع للطفل أمام الموظفين فإذا لم يرضع الطفل فان الأم لا تحصل علي اللبن حتي ولو أوصي به الطبيب. ويقول الدكتور إيهاب الصديق «صيدلي» إن أطفال مصر يستغيثون، فوزارة الصحة أنفقت أموالها علي إنفلونزا الخنازير وتركت الأطفال يموتون من ناحية أخري فالصيدليات تصرف حصتها الشهرية من الأدوية والألبان المدعمة من مؤسسة الأدوية وهي الشركة العامة لتجارة الأدوية وكنا نحصل علي 12 علبة شهريًا حتي شهر ديسمبر الماضي فقد تم صرف 3 علب فقط لكل صيدلية ووعدونا باستكمال الحصة في أقرب وقت إلا أننا فوجئنا بأن هذه الكمية أصبحت هي الحصة الرسمية لكل صيدلية بالرغم من أن الدعم عليها أصبح دعمًا جزئيًا بعد رفع السعر من 3 جنيهات فقط إلي 15 جنيهًا ثم إلي 17 جنيهًا للعلبة الواحدة وذلك في أقل من سنة أما الدعم الكامل فلا تحصل عليه الأم سوي بعد أن تثبت أنها لا تستطيع الإرضاع. ويؤكد الدكتور فريد محمود «صيدلي» أنه بالإضافة إلي خفض الكميات المصروفة للصيدليات فقد تم إلغاء قسم الشكاوي بمؤسسة الأدوية كما تم تخفيض حصة الصيدليات والكمية المخصصة لمراكز الأمومة والطفولة تم تخفيضها إلي الربع بمعني أن الأم لن تجد بابًا آخر سوي تغيير اللبن الذي يحصل علية الطفل إلي آخر مستورد عن طريق الطبيب وهذا يتسبب في مشاكل كثيرة للأطفال وتخيلنا بعد أن تخلصت وزارة الصحة من عبء كبير ورفعت سعر العلبة الواحدة خمسة أضعاف أن تختفي الأزمة إلي الأبد ولكن بمجرد أن الدولة تدعم العلبة الواحدة جنيهين فاختفت من جديد وعادت الأزمة لسابق عهدها. وتقول سماح السيد علي (موظفة): عندي طفلة عمرها شهران ونصحني الطبيب بإرضاعها لبنًا صناعيًا في بداية الأمر استطعت أن أحصل علي علبة وبعدها لم أجده في أي صيدلية حتي بالسعر الجديد فأنا علي استعداد أن اشتريه لها بأي ثمن فنصحني صيدلي بأن أغيِّر هذا النوع من اللبن لأنني أبحث عن المجهول «أو أبحث عن إبرة في كوم قش» وبالفعل قمت بتغييره ومن وقتها وبنتي بمستشفي الأطفال بين الحياة والموت بسبب تغيير اللبن وتعيش الآن علي المحاليل التي تم تركيبها لها في المستشفي - علي حد قولها.