تستعد مصر لاستقبال أحد أهم فلاسفة الموسيقي والغناء علي مستوي الوطن العربى، وهو الموسيقار اللبنانى الكبير «مارسيل خليفة»، الذي يقوم بإحياء حفلين، الأول بحديقة الأزهر يوم الجمعة القادم، وبعدها سيتجه لمدينة الإسكندرية لإحياء حفله الثاني مساء السبت بمكتبة الإسكندرية. الموسيقار اللبناني يعتبر مدرسة موسيقية مستقلة، أضافت للفكر الموسيقي العربي العديد من التطورات والإبداعات، فمنذ بداياته لم يكن مؤلفاً موسيقياً تقليدياً، وأراد أن يطبق فكره الثوري علي الموسيقي الشرقية وربطها بالآلات الموسيقية الغربية، فكان حبه الشديد للعزف علي آلة «العود»، شرارة انطلاقه ليوسع نطاق استخدام هذه الآلة وإبراز جمالها، وفكره في دمج آلة «السيكسفون» في ألحانه بالآلات الشرقية. مارسيل لم يكن فناناً كبيراً أو موسيقياً متميزاً من أجل الشهرة أو المال فقط، ولكنه ارتبط بقضايا وطنية ظل يدافع عنها من خلال أعماله، وهو ما جعله يرتبط بقصائد الشاعر الفلسطيني الكبير محمود درويش بالرغم عدم التقائهما سوي مرات قليلة، وكانت ألحانه لهذه القصائد سبباً رئيسياً في ارتباط الشعر بآلة العود وأصبحت تتغني بها الشعوب المناضلة في أوقات المحن وأشهرها قصيدتا «أمى» و«جواز سفر» اللتان ربط من خلالهما الشاعر محمود درويش عشق الأم والحبيبة بعشق الوطن، وكان هذا في أواخر السبعينيات وبداية الثمانينيات. ومع بداية التسعينيات بدأ مارسيل في التحول إلي تقديم المقطوعات الموسيقية دون غناء، وقرر أن يبدأ بمقطوعة توضح التحول في استخدام آلة العود بالفكرين الجديد والقديم من خلال مقطوعة بعنوان «جدل»، وقام أيضاً بعمل الموسيقي التصويرية للعديد من الأعمال المسرحية مثل «حلم ليلة صيف وملكة قرطاج». ومن جانب آخر، هناك العديد من الأزمات تعرض لها الموسيقار اللبناني كادت أن تلقي به وراء القضبان أشهرها عام 2003 عندما استخدم آية قرآنية في أغنية «أنا يوسف يا أبى»، وهي قصيدة للشاعر محمود درويش أخذها من سورة يوسف إسقاطاً على القضية الفلسطينية، ولكنه تبرأ منها، بالإضافة إلي عرضه المسرحي «مجنون ليلى» الذي اتهمه فيها برلمان النواب الإسلامي بالبحرين عام 2007 بالتطرق لإيحاءات جنسية لا تتناسب مع طبيعة المجتمعات الشرقية وهو ما جعله يصدر بياناً ليوضح أن الحب يستهجن الإرهاب الفكرى. ألبوماته الموسيقية وصلت إلي تسعة عشر ألبوماً، حيث طبعت أول أسطوانة له عام 1976 في باريس وتشمل أربع قصائد لمحمود درويش منها قصيدة «بالأخضر كفتاة» التي أصبحت نشيد ثورات الربيع العربي منذ عام 2011، ومن أعماله «عالحدود وسلام عليك وركوة العرب والجسر وسعادة ومن أين أدخل الوطن وكانت آخر أعماله سقوط القمر عام 2012».