أمام الجدران تقف «شويكار» ليست سعيدة بألوان الحائط أو جمال الديكور.. لكنها سعيدة بالصور التي تفوح منها رائحة الذكريات.. تضحك تارة وتبكي تارة أخرى، فقد رحل أصدقاء العمر وتراجعت أضواء الشهرة وتجرأت التجاعيد على الوجه.. ورغم كل شىء ترى أن الحياة مازالت تحتفظ بجمالها ومعناها. في عام 2009 عادت «شويكار» إلي شاشة السينما من خلال فيلم «كلمنى شكراً» أرادت أن تسترجع وجه الكاميرا الذي تعاطف معها كثيراً ولكنها لم تستمر وأعلنت أن محاولات الحاضر لن تكن مفيدة ومن المستحيل أن تعيد بهاء وجمال الماضى. في البداية تحدثت «شويكار» عن حال السينما قائلة: «فى السنوات الأخيرة تفاقمت أزمة السينما وتراجع مؤشر الإنتاج بسبب خوف المنتجين من الخسارة وبعد تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي مسئولية الحكم بدأت الثقة تعود إلي المنتجين وبدأت عجلة الإنتاج الجيد تدور وهذا واضح من إعلانات الأفلام التي تغزو شاشات الفضائيات.. وعن تجربتها مع المخرج خالد يوسف قالت: وافقت علي المشاركة في فيلم «كلمنى شكراً» لأن خالد يوسف مخرج موهوب ولديه رؤية جيدة لكني لست راضية عن مستوى الفيلم ولا أرى أنه أفضل أفلام خالد يوسف، الذي قدم «دكان شحاتة» و«هى فوضى». وحول أفضل مخرج في السينما المصرية قالت: تعجبنى سينما كمال الشيخ وفطين عبدالوهاب والرائع عاطف الطيب واندهش من الهالة التي يحاول كثير من الناس وضعها حول يوسف شاهين، فهو ليس صاحب مدرسة كما يدعى البعض وأعتبره مخرجاً عادياً ولا أبالغ إذا قلت إن تلاميذه تفقوا عليه وقدموا أعمالاً ممتازة أمثال خالد يوسف ويسرى نصرالله. وبسؤالها عن محاولة عدد من نجوم الفن التمسح في السلطة قالت: أتصور أن مكان الفنان الطبيعى أمام الكاميرا ويقدم أعمالاً تسعد الجمهور، الفنان في تصورى يعد حزباً قائماً بذاته ويظل تأثيره عظيماً وكبيراً مادام يقدم أعمالاً جيدة، ويجب علي الفنان أن يقوم بدور اجتماعي ويساند قضايا مجتمعه.. وأذكر أنه أثناء حرب الاستنزاف طلب الرئيس عبدالناصر الاستمرار في عرض مسرحية «سيدتى الجميلة»، كان يرى أن الناس محبطة ومكسورة الخاطر ومهمة الفن هو إسعاد الناس والمساهمة في تخفيف العبء والضغط النفسى عنهم.. وكنت والراحل فؤاد المهندس نقدم المسرحية يومياً وبداخلنا ألم وانكسار ومهمتنا رسم الابتسامة علي وجوه مهزومة.. ولكن في الوسط الفنى «كدابين زفة». وهذا معروف للجميع. وبسؤالها عن الراحل فؤادالمهندس أجابت شويكار: لم أنفصل عن فؤاد المهندس كما يعتقد الناس، عشت معه 19 سنة كان حبيبى وصديقي وأبى.. وعندما أفتش في جراب الذاكرة لا أجد حدثاً أو مناسبة بعيدة عنه وحبى له حرمني من التفكير في الارتباط برجل آخر.. وأعتبر موته ضربة قاضية قصمت ظهرى وألوم علي الدولة عدم تقديرها لمشوار وعطاء فؤادالمهندس الذي ملأ الدنيا وشغل الناس. وعن لحظة الانكسار والانتصار في حياتها قالت: أنا مثل كل إنسان فى حياته الفرحة وفي حياته الحزن.. تعرضت لمحن كثيرة لكنى تعودت عدم البوح بها وكنت أكتم ألمى بداخلى وأحاول عبور المحنة بمفردى والحمد لله مازلت قوية وقادرة على مواجهة متاعب وضغوط الحياة. وتقارن «شويكار» بين نجوم الماضى والجيل الجديد قائلة: عندما أتكلم عن الجيل الماضى أتذكر عمر الشريف ورشدي أباظة وأحمد رمزى، هؤلاء نجوم تعشق الكاميرا ظهورهم وتحب ملامحهم.. وفي النساء أتذكر شادية وفاتن حمامة وسعاد حسنى.. ولكن لو سألتني عن أفضل ممثل في تاريخ السينما المصرية أقول الرائع «محمود المليجى» كان يتنفس تمثيل وعندما يتحدث تكتشف أنه فنان مثقف. وأضافت: الجيل الجديد جيد ولكن تنقصه الخبرة وتعجبني اختيارات أحمد السقا وأحمد حلمي ومنى زكى. وعن علاقتها بنجوم الزمن الجميل قالت: كانت العلاقات الاجتماعية جيدة وذات مرة اتصلت بى كوكب الشرق أم كلثوم وكنت سعيدة بهذا الاتصال وطلبت مني حضور عرض مسرحية «أنا فين وأنت فين» وقلت لها «يا هانم تنورى»، وقبل رفع الستارة بحوالى ساعة أبلغت رئيس الأوبرا بحضور أم كلثوم العرض. وفوجئت بثورة ضدى لم أكن أعلم أن حضور «أم كلثوم» له بروتوكول خاص فيجب وضع السجادة الحمراء ويجب أن يكون هناك بوفيه شاى وجاتوه في الفاصل. باختصار كانت لها نفس بروتوكول الوزراء.. فحدثت أزمة ولكن رئيس الأوبرا اجتهد واتصل ب«جروبى» لحضور الشاى والجاتوه وتفهمت أم كلثوم الأمر وبقدر الإمكان تفادى رئيس الأوبرا الموقف، كما كانت تربطنى علاقة صداقة وود قديم بالعندليب عبدالحليم حافظ وعبدالوهاب وفريد الأطرش.. وبصراحة شديدة أشعر بالحسرة كلما سمعت أغاني جديدة.. مصر طول عمرها بلد السينما والغناء ولا يخفى علي أحد أننا في الفترة الأخيرة نعاني من انهيار في الغناء وتواضع الأفكار في السينما.. الغناء الجيد يهذب المشاعر ولا يحرك الغرائز، ورغم كل الشواهد السيئة أشعر أن هناك أملاً كبيراً في تغيير الحال واثقة في أن الاستقرار السياسي سوف ينعكس علي الحالة الفنية. وعن أهم أسباب تراجع المستوي الفنى قالت: أتصور أن تعدد القنوات الفضائية كارثة لأن كثرة القنوات وتنوعها دفع أصحابها إلي البحث عن مواد فنية لشغل ساعات البث وهذا سمح لعرض مواد ضعيفة المستوي، باختصار الفضائيات صنعت استسهالاً في الإنتاج الفني، ولكن عندما نري أفلاماً مهمة مثل «الجزيرة2» و«الفيل الأزرق» يجب أن نتفاءل ونؤمن بأن حال السينما سوف ينتعش وأيضاً مستوى الأغنية سوف يرتفع مرة أخرى، فمصر ستظل هوليوود الشرق مهما حدث. وعن حال مصر السياسي تري أن ثورة 30 يونية غيرت وجه مصر وتقول: عندما سمعت «السيسي» يتحدث لأول مرة شعرت بارتياح شديد وأدركت أن هذا الرجل سوف يقود مصر إلي الأفضل، ويوماً بعد يوم تتحسن الأوضاع في بلدنا.. وسعيدة جداً لأن هناك مشروعاً قومياً اسمه «قناة السويس» جعل المصريين يتوحدون. مهم أن يكون لدينا مشروع قومي نلتف حوله ونصنع من خلاله حاضراً جديداً يبهر العالم.. والشيء الذي يعجبني هو التفاف المصريين حول هدف واحد وهو بناء مصر جديدة خالية من العنف وتستوعب أحلام الجميع. وعن أكثر شيء لا يعجبها قالت: لا يعجبني مذيعي بعض برامج التوك شو وأرى أنها تفتقد الموضوعية في طرح الأحداث وأتمني أن يراعي المذيعون الجمهور الذي أصبح أكثر وعياً ونضجاً بعد الأحداث السياسية الأخيرة