أبرزها وظائف بالمترو براتب 8000 جنيه.. «العمل» توفر 100 فرصة للشباب    يسر عبد الغني رئيسا لنادي السنطة الرياضي وسامي عبد المقصود نائبا (فيديو)    محمد التاجي: لولا تدخل السيسي ل"طبل" الجميع للانتخابات وينتهي الأمر دون كشف التجاوزات    صافي الأرباح يقفز 33%| بنك البركة – مصر يثبت قوته المالية    من 18 إلى 54 ألفًا.. زيادة تعجيزية تهدد مصدر رزق مزارعي بهادة بالقليوبية    ممداني: ناقشت مع الرئيس ترامب مسألة تدخل إدارة الهجرة في نيويورك    محمد موسى يهاجم الجولاني: سيطرتك بلا دور.. والسيادة السورية تنهار    بالأمر، ترامب يحدد الموعد النهائي لزيلينسكي لقبول خطة السلام في أوكرانيا    حدد الموعد، رئيس الاتحاد الفرنسي يتحدث عن اقتراب زيدان لتدريب منتخب الديوك    اختطاف واحتجاز أكثر من 200 تلميذ و12 معلما في هجوم مسلح على مدرسة كاثوليكية بنيجيريا    تطورات مثيرة في قضية سرقة عصام صاصا للحن أغنية شيرين    خبيرة اجتماعية: بعض النساء يهربن للعمل بحثًا عن ذاتهن لا بحثًا عن المال    التوقعات السامة| خبيرة أسرية توضح كيف تحول الزواج لعبء على المرأة    استشارية: خروج المرأة للعمل لا يعفي الرجل من مسؤولية الإنفاق أبدًا    عضو "الشؤون الإسلامية" يوضح حكم التعامل مع الدجالين والمشعوذين    الصورة الأولى لعروس المنوفية التي لقيت مصرعها داخل سيارة سيارة الزفاف    محلل سياسي عن لقاء السيسي ورئيس كوريا: مصر مركز جذب جديد للاستثمارات    فلسطين.. آليات الاحتلال تطلق نيرانها صوب المناطق الشرقية لمدينة خان يونس    «العشري» يدعو الحكومة للاجتماع بالمصنعين ومراجعة قرار فرض رسوم الإغراق على البليت    شيكو بانزا يوضح سبب تأخر عودته للزمالك    مداهمة مفاجئة تكشف الإهمال.. جمعية زراعية مغلقة وقرارات حاسمة من وكيل الوزارة    الجيزة: تعريفة ثابتة للسيارة بديلة التوك توك ولون موحد لكل حى ومدينة    تعرف على حالة الطقس اليوم السبت فى سوهاج    اتحاد الكرة يعلن حكام مباريات الأحد في الدوري الممتاز    مارسيليا يتصدر الدوري الفرنسي مؤقتا بفوز ساحق على نيس    مصطفى حجاج يكشف حقيقة الخلاف بينه وبين هاني محروس    وزير الثقافة يعلن ختام فعاليات الدورة السادسة والأربعين لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ويُكرم الفائزين بمسابقاته    مى عز الدين تنشر صورا جديدة تجمعها بزوجها أحمد تيمور    تعرف على أسعار اللحوم البلدي اليوم فى سوهاج    خطة السلام بأوكرانيا.. ماذا قال عنها ترامب وبوتين وزيلينسكي؟    مصرع شابين وإصابة 3 في حادث تصادم على طريق بنها–كفر شكر بالقليوبية    أخبار × 24 ساعة.. السياحة: 1.5 مليون سائح ألمانى زاروا مصر منذ بداية 2025    اكتشاف عجز 44 طن سكر داخل مضرب بكفر الشيخ.. وضبط أمين المخازن    رمضان صبحي أمام المحكمة في قضية التزوير| اليوم    بسبب ركن سيارة.. قرار هام في مشاجرة أكتوبر    مسئول إسرائيلى: سنحصل على الشرعية لنزع سلاح حماس إذا لم ينجح الأمريكيون    أحمد حسن يكشف أسباب عدم ضم حجازى والسعيد للمنتخب الثانى بكأس العرب    محلل أداء الأهلى السابق: الفريق استقبل أهدافا كثيرة بسبب طريقة لعب ريبيرو    قائمة بيراميدز - عودة جودة وغياب مصطفى فتحي أمام ريفرز    أهم الأخبار العالمية والعربية حتى منتصف الليل.. ترامب: ممدانى رجل عقلانى جدا ونتفق فى الغاية وهو ليس جهاديا.. طوارئ فى فرنسا استعدادا لحرب محتملة مع روسيا.. وزيلينسكى عن الخطة الأمريكية للسلام: نواجه لحظة حاسمة    أحمديات: برنامج دولة التلاوة رحلة روحانية مع كلمات الله    محمد أبو سعدة ل العاشرة: تجميل الطريق الدائري يرتقى بجودة حياة السكان    صلاح بيصار ل العاشرة: أحمد مرسي علامة كبرى في الفن والأدب السريالي    تباطؤ إنفاق المستهلكين فى كندا خلال الربع الثالث بسبب الرسوم الأمريكية    إعدام كميات كبيرة من الأغذية والمشروبات غير الصالحة بالمنوفية    القاهرة الإخبارية تكشف تفاصيل العملية الانتخابية في الرياض وجدة    11727 مستفيدًا في أسبوع سلامة الدواء بالمنوفية    رئيس جامعة المنيا يناقش إعداد الخطة الاستراتيجية للجامعة 2026–2030    الترسانة يتعادل مع المنصورة في ختام الأسبوع ال13 بدورى المحترفين    جعجع: لبنان يعيش لحظة خطيرة والبلاد تقف على مفترق طرق    عالم بالأوقاف: الإمام الحسين هو النور المكتمل بين الإمامة والنبوة    بسبب رسامة فتيات كشمامسة.. الأنبا بولس يطلب من البابا تواضروس خلوة بدير العذراء البراموس    شوقي علام حول التعاملات البنكية: الفتوى الصحيحة تبدأ بفهم الواقع قبل الحكم    إقبال كثيف وانتظام لافت.. «القاهرة الإخبارية» ترصد سير انتخابات النواب فى الأردن    كيف يؤثر تناول السكر على مرضى السكري وما الكمية المسموح بها؟    «الزراعة» تواصل حملاتها لحماية الثروة الداجنة    جامعة بنها ومؤسسة حياة كريمة ينظمان قافلة بيطرية بمنشاة القناطر    الجالية المصرية بالأردن تدلي بأصواتها في المرحلة الثانية لانتخابات النواب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"داعش" كلمة السر في نكبة عربية جديدة
نشر في الوفد يوم 18 - 06 - 2014

المنطقة العربية علي أبواب حرب شاملة.. سيقتل فيها العرب إخوانهم العرب، وسيحرق «العرب ديار العرب».. ومصر في مرمي النار .. وأكد خبراء أن الحرب الشاملة ستبدأ في رمضان القادم الينا خلال أيام.
وعندما تقع الواقعة سيبدأ عهد جديد من نكبة عربية جديدة.. تهدد كل العرب بالفناء أو علي الأقل تجعل من بلاد العرب مرتعا للصهاينة والأمريكان.
لقد استوطن الشيطان الشرق الأوسط.. وأقام في بلاده مملكته.. وراح يطل برأسه هنا وهناك في كل بلاد العرب.. مرة يظهر في صورة ثائر.. ومرة يرتدي لحية وعمامة.. ومرة يظهر رافعا شعار الشرعية.
وأحيانا يكون داعية ديمقراطي.. وأحيانا أخري يظهر مرتديا البرنيطة الامريكاني.. ومرة يكون شيعيا أو سنيا أو درزيا أو قبطيا.. ومرة يظهر في شكل ميليشيات مسلحة.. وأخيرا ظهر في ثوب «داعش».. ليجاور الشيطان الأقدم في الشرق الأوسط المعروف ب «إسرائيل»..
و كل هذه الشياطين تغني حاليا فوق أرض العرب.. فحولتها الي ساحات معارك ودم وخيانات وانقسامات وفوضي.
آخر عناقيد الشياطين الزاعقين في أرض العروبة هو تنظيم «داعش» الذي يقوده ابوبكر البغداي.. الذي يمثل علامة استفهام كبري. واعتقلته القوات الأمريكية أثناء احتلالها العراق مع آلاف العراقيين في معتقل بوكا، وكان حينها مجرد مزارع بسيط، ولكن واشنطن رصدت 10 ملايين دولار مقابل رأس البغدادي الذي اتهمته وقتها بقائمة طويلة من الجرائم الإرهابية، وعندما انسحبت عام 2010 تركت المعتقل علي حاله فتم إطلاق سراح كل من فيه قبل أن يغادر آخر جندي أمريكي ارض العراق.. فخرج «البغدادي» من المعتقل وانضم الي تنظيم القاعدة.
وبسرعة كبيرة تولي البغدادي زعامة التنظيم في العراق عام 2010 بعد مقتل اثنين من كبار قياديها، كانت القاعدة في حالة تقهقر في العراق.
ومع قدوم ربيع 2013 شكل البغدادي تنظيم «الدولة الاسلامية في العراق والشام» (داعش) وقال في البدء إن تنظيمه هو اندماج بين ما يسمى ب «دولة العراق الإسلامية» التابع لتنظيم «القاعدة» الذي تشكّل في اكتوبر 2006 وبين المجموعة الإسلامية المسلحة في سورية المعروفة ب«جبهة النصرة»، إلا أن الاخيرة رفضت هذا الاندماج وعلى الفور، وبدأت المعارك بين الطرفين في يناير 2014.
وسيطر التنظيم في يناير مع جماعات أخرى على الفلوجة وقطاعات من الرمادي غرب بغداد.. وبشكل مفاجئ ودرامي سيطر علي الموصل إحدي أكبر المدن العراقية الغنية بالنفط ثم سيطر على محافظة نينوى العراقية الشمالية التي أعلنها ولاية.. ونصّب «البغدادي» من نفسه أميرا للمؤمنين واختار مجلس شوري ومجلس الحل والعقد ليساعدانه في الحكم متعهداً بشن «غزوات» جديدة حتي تصل حدود دولته الي سيناء.
وبالفعل نشر التنظيم خريطة للمنطقة حدد فيها دولته التي ضمت أراضي العراق وسوريا والكويت وكل الأراضي اللبنانية والأردنية والفلسطينية حتي حدود سيناء، وأكدت تقارير استخباراتية غربية مع بداية العام الحالي أن «داعش» تضع على أجندتها سيناء، ويعتبرونها جزءاً من بلاد الشام، ولهذا تسعي الي ضم «أنصار بيت المقدس» التابع لتنظيم القاعدة إلى صفوفها.
بعد استيلاء مسلحو «داعش» على مدينة الموصل ومحافظة نينوى في العراق، استولى التنظيم - بحسب محافظ نينوى - على 425 مليون دولار من البنك المركزي في الموصل، كما نهبوا مصارف محلية واستولوا منها على مبالغ طائلة وكميات كبيرة من السبائك الذهبية.
ثروات كبيرة
وبحسب مراقبين غربيين تقدر ثروة حركة طالبان بنحو 400 مليون دولار، وهي تتقدم بذلك على منظمة فارك الكولومبية التي تملك ثروة ب350 مليون دولار، فيما يملك حزب الله 200 مليون دولار، أما حركة الشباب الصومالية فتقارب ثروتها 100 مليون دولار، بينما جاء تنظيم القاعدة من بين أفقر هذه التنظيمات ب30 مليون دولار فقط وفقاً لمجلس العلاقات الخارجية الأمريكي.
وحتى قبيل سقوط الموصل، كان تنظيم «داعش» من أغنى التنظيمات التي تشارك في الصراع الدائر في سوريا، إذ إنه يدفع أموالاً طائلة لعناصره ويمدّهم بأفضل أنواع الأسلحة وأكثرها تطوراً.
دعا أحد أعضاء حركة «داعش»، المصريين إلى الجهاد لتطبيق الشريعة قائلا: «هيهات أن يطبق الإسلام في مصر بغير جهاد طويل ومرير».
وهكذا أشعل «داعش» معارك ستظل رحاها تطحن عظام عرب العراق والشام والخليج العربي وتحرق ثرواتهم وتهلك حرثهم ونسلهم لسنوات طويلة.
وحسب نبيل نعيم مؤسس تنظيم الجهاد في مصر فإن «داعش» أمامها سنوات طويلة من الحروب في العراق وستصطدم بقوي كثيرة منها قوي إيرانية وربما تتعرض لهجوم جوي من الطيران الأمريكي فإذا ما تمكنت من التصدي لكل هؤلاء فإنها ستقوي وتصبح قادرة علي تهديد دول الخليج العربي كله وتهديد مصر ايضا، أما إذا ما اندحرت فإنها ستختفي الي الأبد ولكن هذا الاختفاء سيحتاج الي سنوات حتي تتلاشي تماما.
وتؤكد الدلائل ان ظهور «داعش» في حد ذاته ليس سوي نذير حرب طائفية طويلة بين السنه والشيعة وهو المخطط الذي تسعي واشنطن الي تحقيقة في الشرق الاوسط منذ زمن بعيد، فالإدارة الأمريكية اعتنقت سياسة اقتبستها من دعاء يردده المسلمون كثيرا «اللهم اهلك الظالمين بالظالمين واخرجنا من بينهم سالمين».. والإدارة الأمريكية تعتبر المسلمين جميعا ظالمين وإرهابيين ولهذا هداها تفكيرها الي ان أفضل طريقة للخلاص من المسلمين.. سنة كانوا أو شيعة.. هو إشعال الحرب بينهما.
ومثل هذه الحرب تحقق لواشنطن مزايا بلا حصر فهي أولا ستجبر الإرهابيين - من وجه النظر الامريكية - في كل دول العالم الي التوجه والتجمع في الشرق الاوسط ثم يقضي بعضهم علي بعض بعدما يشترون كميات هائلة من الأسلحة الأمريكية وعندها ستصبح إسرائيل وحدها هي الدولة الأقوي في الشرق الاوسط فتتمدد حسبما تريد فوق الأراضي العربية وتصبح حدودها من البحر الي النهر كما يزعم وعدهم التوراتي بل سيكون في إمكانهم جعل حدودهم من المحيط الي الخليج.
وما يؤكد ان «داعش» هي الشرارة الاولي لحرب طائفية في المنطقة هو أن أمريكا اعتبرتها انتفاضة سنية ضد حكم نوري المالكي رئيس الحكومة العراقية وهو نفس ما رددته طهران واعتبرت «داعش» حربا سنية هدفها تصفية الشيعة ولهذا أعلن علي السيستاني أحد أكبر المرجعيات الدينية للشيعة في العراق والعالم، أن من يقاتل «داعش» ويموت فإنه شهيد أما قادة الفصائل الشيعية في العراق فقالوا صراحة إن من يريد الحصول علي لقب «يا حسين» فسيحصل علي اللقب فور تسليمه 100 رأس من أهل السنة!
ورقة أمريكية
ويؤكد اللواء سمير عيد - الخبير الاستراتيجي – أن «داعش» ورقة امريكية لجأت اليها واشنطن لإشعال حرب طائفية في الشرق الأوسط بعدما فشل مخططها في إشعال تلك الحرب علي يد الإخوان.. ويقول اللواء عيد: واشنطن أعدت خطتها علي أن يشعل الإخوان حربا طائفية في المنطقة من خلال التدخل المسلح في الحرب الأهلية في سوريا وعندما كان محمد مرسي رئيسا لمصر بدأ بإعلانه الحرب ضد نظام بشار الأسد ولكن القدر لم يمهله وأطاحت به ثورة 30 يونيو فلما سقط مرسي وجدت واشنطن أن مخططها لإشعال حرب طائفية أوشك علي الانهيار ولهذا لجأت الي ورقة جديدة لتنفيذ ذات المخطط ولم تكن تلك الورقة سوي «داعش».
واضاف اللواء سمير عيد «داعش» لا تمتلك سوي حوالي 5 آلاف مقاتل من جنسيات مختلفة ..عراقية ومصرية وسورية وافغانية وأوروبية .. وأسلحتها حديثة ولكنها في النهاية أسلحة خفيفة.. ورغم ذلك حققت انتصارات كبيرة بشكل سريع في العراق لأن الجيش العراقي انسحب أمامها ولأن هناك من تعاطف معها من العراقيين السنة ومن رجال جيش صدام حسين».
ورغم أن الخبير الاستراتيجي اللواء حمدي بخيت يؤكد أن «داعش» أضعف من أن تواصل عملياتها الإرهابية لفترة طويلة وأضعف من أن تستمر سيطرتها علي أراض عراقية سوي فترة قصيرة جدا إلا أنه يؤكد في ذات الوقت أن «داعش» صنيعة المخابرات الأمريكية وأنها في ذات الوقت تستغلها المخابرات الإيرانية من أجل تبرير عدوانها علي مناطق سنية في العراق.
وأيا كان الأمر فإن المستشار حسن أحمد عمر خبير الشئون الدولية يؤكد أن منطقة الشرق الأوسط ستشهد صداما مسلحا بين إسرائيل وحزب الله خلال شهر رمضان القادم وقال: من يطالع ما يجري في كواليس مسرح الأحداث العربية سينتهي الي نتيجة لا لبس فيها وهي أن المنطقة العربية ستشهد صراعا مسلحا بين حزب الله وإسرائيل خلال شهر رمضان.
واضاف «المسرح العربي معد تماما لهذا الصراع واختفاء الجنود الإسرائيليين الثلاثة مؤخرا ليس إلا آخر شرارة لإشعال صدام عسكري كبير في المنطقة العربية»
وواصل «علي كل الأحوال فإن المنطقة العربية علي مشارف مرحلة فوضي عارمة بدليل ما يجري في العراق من اقتتال طائفي النزعة تغذيه أجهزة مخابرات عالمية وأيضا ما يجري في سوريا من حرب أهلية وهناك أيضا حرب أهلية في ليببا وانقسامات خطيرة في اليمن وفي السودان وما تشهده مصر من مؤامرات من جهات داخلية وخارجية وحتي تنجو مصر من الفوضي التي تلقي بشباكها علي المنطقة يجب أن تقود مصر المنطقة كلها وتبدأ في مواجهة اسرائيل بشكل مباشر وان تبدأ بطلب اعادة النظر في اتفاقية السلام وتطلب بشكل مباشر من اسرائيل ان تقر بإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس بشقيها الشرقي والغربي.
وأضاف «بدون أن تبدأ مصر بالمبادرة وتقود دفة الأحداث في المنطقة العربية فستجرفها الفوضي وستدخل ذات المتاهة التي تعاني منها سوريا والعراق وليبيا وخاصة ان كل محلل منصف لابد أن يعترف بأن مصر بها حاليا شباب جاهزون لغسل عقولهم بسهولة وجرهم الي دائرة العنف وحمل السلاح».
ذات المعني يؤكده أيضا صبرة القاسمي مؤسس الجبهة الوسطية لمواجهة العنف والتطرف ويقول: «علينا أن نعترف بأن ممارسة العنف مازال يسيطر علي عدد من المصريين ويبدو ان عددا غير قليل من المصريين يبدون تعاطفا من نوع ما مع «داعش» بدليل أن الفيديو الرابع الذي بثه قادة «داعش» علي الانترنت حظي بمشاهدة مليون مصري.
دراسة قديمة
ما يجري في الشرق الأوسط حاليا يجبرنا علي العودة الي قراءة دراسة أمريكية خطيرة نشرتها عدة صحف عالمية قبل 4 سنوات من الآن.. الدراسة أعدها في اوائل عام 2011 أحد الباحثين الأمريكيين المهتمين بشئون الشرق الأوسط ومصر والعرب وكشف خلالها عن وجود خطة بعيدة المدي نسجت خيوطها داخل وكالة الاستخبارات الأمريكية «CIA» ووزارة الدفاع الأمريكية - البنتاجون - تهدف إلي حصار مصر ثم التهامها عسكريًا عام 2015»
قال الباحث إن واشنطن تسعي منذ فترة إلي افتعال أزمات سياسية ودينية وعرقية داخل مصر بهدف خلق حالة انقسام الشعب المصري وهو ما يجعل النظام عرضة لانتقاد المجتمع الدولي وفرض عقوبات عليه، ومن ثم التمهيد لاحتلالها عسكرياً بعد التدخل في شئونها الداخلية من خلال بعض الطوائف أو منظمات المجتمع المدني أو الشخصيات المثيرة للجدل التي تعمل علي تفكيك المجتمع المصري وفقا لخطة كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية في ذلك الوقت لفرض الديمقراطية علي الطريقة الأمريكية عن طريق الفوضي الخلاقة.
انتهي كلام الباحث والمدقق فيه يكتشف بسهولة ان جانبا كبيرا من المخطط الامريكي تم تنفيذه بنجاح ، فالمجتمع المصري حاليا في حالة انقسام غير مسبوق فهناك مصريون يتمنون لو ان الله خسف بمصر وأهلها الأرض ونظرة سريعة علي صفحات الاخوان علي الانترنت تكشف أن أمثال هؤلاء عددهم بالآلاف وهذه ثغرة خطيرة يمكن أن يتسلل منها أعداء الوطن لطعن البلاد في ظهرها.
وفي النهاية نحن امام سيناريو حدود الدم الذي كشف جزءا كبيرا منه العقيد الامريكي المتقاعد رالف بيترز الذي كتب مقالا خطيرا في مجلة القوات المسلحة الأمريكية عام 2006.. قال فيه إن القومية الخالصة يمكن أن تجد مبررا لتغيير الحدود في المنطقة العربية لتشكيل كيان سياسي مستقل لها بما يؤدي لتفتيت كل دولة حالية لعدة دويلات علي أسس عرقية أو طائفية أو إثنية، ولهذا أعدت الأجهزة الأمريكية الخرائط علي أساس الواقع الديموجرافي للدين والقومية والمذهبية ويري الكاتب أنه لكي تتم إعادة ما أسماه بتصحيح الحدود الدولية فإن ذلك يتطلب توافقا لإرادات الشعوب ولأن هذا من الصعب تحقيقه فلابد من سفك الدماء للوصول إلي هذه الغاية.
واضاف «تنفيذ خريطة الدم يقتضي تجميع الفلسطينيين في كيان مستقل واليهود في كيان آخر حيث ستنشأ دولة جديدة تضم الأردن القديم وأراضي من السعودية وربما من فلسطين المحتلة تضم كل فلسطينيي الداخل وفلسطينيي الشتات وتسمي الأردن الكبير ويستولي الكيان الصهيوني علي باقي أراضي فلسطين، أما غزة فسيتم ضم أجزاء كبيرة إليها من سيناء قد تصل إلي نصف سيناء.
وأن عدداً من الدول العربية ستقع ضمن هذا المخطط الجديد باقتطاع أجزاء منها بالإضافة إلي دول إسلامية منها إيران وتركيا وباكستان وأفغانستان وغيرها علي أن تكون هذه الكيانات الجديدة بالطبع موالية للغرب ولأمريكا.
تقسيم السودان
وبالنسبة إلي السودان فقد بدأت الخطة مبكرا حيث تم فصل الجنوب عن الشمال ويتم العمل حاليا علي فصل الشرق عن باقي السودان لتنشأ بالتالي ثلاث دويلات تتحكم فيها أمريكا.. ففي الجنوب دولة مسيحية تدين بالولاء للغرب عقيدة واستراتيجية ويمكنها التأثير علي المياه التي تصل إلي شمال السودان ومصر، وأما شرق السودان فالمؤشرات تؤكد أنه بحيرة من البترول ولا يمكن للغرب أن يتركه في أيدي حكومات تناصب الغرب العداء وتعمل علي تنشيط علاقاتها مع الصين وروسيا.
وواصل العميد الأمريكي: بدأت الإدارة الأمريكية الترويج لهذا المخطط منذ حرب أكتوبر عام 1973علي أقل تقدير وإن كان البعض يرجع هذا المخطط إلي الأربعينيات حيث كانت أمريكا قد بدأت في الظهور كقوة عظمي علي الساحة الدولية بينما كانت الدول الاستعمارية الأوروبية تضعف وتنسحب من مستعمراتها في أفريقيا وآسيا وبدأت تنفيذه فعليًا في العراق بالاتفاق مع إيران وأفغانستان وباكستان وبمساعدة إسرائيل.
يتضح أن الهدف من الخطة الأمريكية هو حل القضية الفلسطينية علي حساب الدول المجاورة ودون المساس بإسرائيل وضمان ولاء الدول الجديدة لأمريكا وضمان ولاء الدول التي سيتم استقطاع أجزاء من الدول المجاورة إليها لأمريكا وإسرائيل معا.
وبذلك تضمن الإدارة الأمريكية والإسرائيلية شرق أوسط جديدا يحقق الأهداف الأمريكية والإسرائيلية في السيطرة علي موارد وثروات المنطقة وتضمن في نفس الوقت وصول الإمدادات البترولية والغاز إليها دون تهديدات أو مخاوف من قطعه كما حدث في حرب أكتوبر وضمان الأمن والأمان للكيان الصهيوني بعد عملية الفك وإعادة التركيب للدول المحيطة بها».
انتهي كلام العميد الأمريكي.. ويجب أن نتوقف أمام آخر عباراته «إعادة فك وتركيب الدول المحيطة بإسرائيل وطبعا مصر ستكون في قلب عمليات الفك والتركيب هذا هو المخطط الذي يجب ان ننتبه له.. ونستعد لمواجهته ليس من الآن ولكن من الأمس.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.