هل "داعش" هي أداة واشنطن الجديدة لإشاعة الفوضى؟!! عندما زرت العراق منذ عدة سنوات وجدته في حالة يرثى لها فعلى أرض الواقع يكاد يكون البلد مقسما سواء بخطوط الطائفية بين الشعية والسنة أو خطوط العرق بين العرب والأكراد.. ووجدت سكان هذا البلد الغني يعانون الفقر ونقص الكهرباء والمياه ويعانون فقدان الأمن فانتشرت الأسوار الأسمنتية في كل مكان.. وكان مصدر الخطر الرئيسي في بغداد منطقة الدورة التي كانت معقلا للقاعدة.. كان ذلك منطقيا بعد أن فكك المحتل الأمريكي الجيش العراقي بعد الغزو في عام 2003 .. واستمر العراق في الانهيار لينتقل فيروس الطائفية إلى سوريا المجاورة التي مزقتها الحرب الأهلية منذ عام 2011 ليتحول الجيش السوري الفتي القوي إلى كتائب مرهقة متناثرة على جبهة واسعة.. ووسط هذا المشهد الكارثي برزت "داعش" خلية سرطانية تنهش في الجسدين العراقي والسوري لتقيم عليهما دولة ظلامية راسبوتينية قمعية تصدر الارهاب والمخدرات للشرق الأوسط كله.. ولقد مر الكثيرون على حادث سقوط الموصل ثانية كبريات المدن العراقية سكانا في يد " داعش" مرور الكرام رغم أن هذا الحدث الكارثة بمثابة الزلزال الذي يجب أن ينبه الجميع إلى الخطر الداهم.. وداعش اختصار لعبارة الدولة الاسلامية في العراق والشام وهي تنتشر على امتداد قوس كبير في الشمال السوري يبدأ من الحدود العراقية السورية في دير الزور والرقة التي باتت تسيطر عليها بشكل كامل وصولا إلى جرابلس ومنبج والباب وإعزاز شمال حلب إضافة إلى شمالي إدلب قرب الحدود التركية.. وعلى الأراضي العراقية استولت داعش على محافظة نينوي وتوجه مقاتلوها إلى محافظة صلاح الدين المجاورة حاملين راياتهم السوداء.. وسط نزوج جماعي لسكان المنطقة.. وتسعى داعش دائما للتوسع في نفوذها عبر قضم مستمر للمناطق المحيطة بالأراضي التي تسيطر عليها وما تلبث أن تعلنها تابعة للدولة الإسلامية التي ترمي إلى إقامة الخلافة .. وإبراهيم بن عواد بن إبراهيم البدري المولود عام 1971 في مدينة سامراء العراقية هو أمير داعش و هو خريج الجامعة الإسلامية في بغداد درس فيها البكالوريوس والماجستير والدكتوراه وعمل أستاذاً ومعلماً وداعية. بدأ البغدادي نشاطاته منطلقا من الجانب الدعوي والتربوي الا أنه ما لبث أن انتقل الى الجانب الجهادي، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين. أولى نشاطاته بدأت من جامع الإمام أحمد بن حنبل، مؤسساً خلايا مسلحة صغيرة في المنطقة، قامت بعدد من العمليات الإرهابية وشاركت في حروب الشوارع التي شهدها العراق في السنوات الماضية. أنشأ بعدها اول تنظيم اسماه "جيش اهل السنة والجماعة" بالتعاون مع بعض الشخصيات الأصولية التي تشاركه الفكر والنهج والهدف ونشطت عملياته في بغداد وسامراء وديالى ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية. والمناطق التي تسيطر عليها داعش بها العديد من الأقليات الدينية والعرقية ( مثل الأكراد والمسيحيين) والتي باتت عرضة لعمليات القمع والاعدامات الميدانية.. ولقد وجه النظام السوري مؤخرا الاتهام للاستخبارات الأمريكية بدعم داعش بهدف تحقيق مخطط الشرق الأوسط الكبير وتمزيق دول المنطقة.. فهل داعش هي أداة الفوضى الأمريكية الجديدة بعد فشل الغبراء " الاخوان"؟!! في طفولتي حملني بساط الريح وعالم الف ليلة السحري الى العراق.. بلد هارون الرشيد.. التي كانت مسرحا للكثير من أحداث عالمي الخيالي.. ولكن ما كان يجب أن أنسى أنها بلد مسرور السياف أيضا.. والأهم أنه لا يجب أن ننسى أن ثورة 30 يونيو المجيدة وجيشنا العظيم والزعيم عبد الفتاح السيسي قد حموا مصر من هذا المصير المظلم.. ولكن لا يجب أن ننتظر زحف داعش من سيناء بل يجب سحلها في سيناءوالعراقوسوريا بكل ما لدينا من سلاح.. نعم يجب سحل هذه الداعش قبل وصولها للوادي في مصر.. فالوقاية خير من العلاج..