ارتبط أسم "أبو بكر البغدادي"، بالتنظيمات التكفيرية منذ ظهوره، فقد ولد في عائلة متدينة تتبع العقيدة السلفية التكفيرية، ووالده الشيخ عواد من وجهاء عشيرة البوبدري العراقية التي تعود اصولها الى قريش، وأعمامه دعاة اسلاميون في العراق. ووفق "توب نيوز" فإن "البغدادي" خرج من عائلة متشدد، ويلقب ب"أبو دعاء"، ليمر على العديد من التنظيمات الجهادية التكفيرية في العراق و يستقر اخيرا اميراً لدولة الإسلام في العراق والشام "داعش". ولم تقتصر نشاطات "البغدادي" على الجانب الدعوي والتربوي كما بدأ، بل انتقل في السنوات ال8 الأخيرة الى الجانب «الجهادي» العسكري، حيث ظهر كقطب من اقطاب السلفية الجهادية وأبرز منظريها في محافظتي ديالى وسامراء العراقيتين. وانشأ "البغدادي" اول تنظيم اسماه "جيش اهل السنة والجماعة" بالتعاون مع بعض رفاقه من الخط والنهج نفسه، ونشّط عملياته في بغداد، سامراء وديالى، ثم ما لبث ان انضم مع تنظيمه الى مجلس شورى المجاهدين حيث عمل على تشكيل وتنظيم الهيئات الشرعية في المجلس وشغل منصب عضو في مجلس الشورى حتى إعلان دولة العراق الإسلامية. وفي 16 مايو 2010، نصّب "ابو دعاء" اميرا للدولة الإسلامية في العراق، فبعد ان عمل على استخدام علاقاته الواسعة مع العشائر في سامراء وديالى لضم شباب العشائر الى التنظيم. منذ تولي ابو بكر البغدادي قيادة تنظيم دولة الإسلام في العراق، قام بتنفيذ عدد كبير من العمليات والهجمات الإرهابية التي حصدت ارواح عدد كبير من العراقيين، اشهرها كانت عملية مسجد "أم القرى" في بغداد، التي أسفرت عن مقتل النائب العراقي "خالد الفهداوي"، وهجمات انتقامية لمقتل زعيم تنظيم القاعدة السابق "اسامة بن لادن"، حيث شن عدة عمليات ارهابية في العراق ادت الى استشهاد العشرات من رجال الشرطة العراقية والمواطنين. وبعد اندلاع الأزمة السورية، استفادت الفصائل الإسلامية المتشددة من حال الفوضى التي عمت البلاد، ونشأ اواخر العام 2011 ما يسمى ب"جبهة نصرة اهل الشام"، والتي ظهر من خلال ممارساتها العسكرية والفكرية تبعيتها للنهج السائد لدى دولة الإسلام في العراق، وبعد ذلك ظهر تسجيل صوتي منسوب ل"ابي بكر البغدادي" يعلن فيه ان جبهة النصرة هي امتداد لدولة العراق الاسلامية. وصفت "داعش" بالأكثر تشددا من جبهة النصرة على الرغم من فظاعة ما اقترفته الأخيرة، الا ان احكام داعش وممارساتها صنفت بالأفظع بين جميع التنظيمات المنتشرة على الأراضي السورية، وبلغ التطرف المسيطر على هذا التنظيم، حد الدخول في مواجهة مع ما يوصف بي ابناء الخندق الواحد، فأعلن التنظيم حربا وقائية على ما وصفهم بال"منافقين" اي الجيش الحر، حيث يختلف معهم في العقيدة والأهداف، واستطاع ان يهزمهم في عدد من المناطق كحلب وإدلب وريفيهما. واستطاع في إعزاز ان ينهي وجود لواء كبير من الوية الجيش الحر، "عاصفة الشمال"، حيث خاض مواجهات عنيفة معهم وصلت حد تكفيرهم واستباحة دمائهم، ونفذت العديد من احكام الإعدام بحق قياديين في الجيش الحر في حلب وريف اللاذقية، دير الزور والرقة. من جانب أخر خصصت الحكومة الأمريكية جائزة قيمة لمن يساعد في القبض على "أبوبكر البغدادي"، وجاء في إعلان على موقع مخصص ل «المكافآت من أجل العدالة»، تابع لوزارة الخارجية الأمريكية، أن الوزارة تطلب معلومات لمكافحة الإرهاب الدولي، ومعلومات عن مكان "أبو دعاء"، وذلك مقابل جائزة قيمة تصل إلى 10 ملايين دولار.