اليوم.. تشريعية الشيوخ تستكمل مناقشة تطبيق القانون المدني على عقود الإيجار    مصر لديها أكبر عدد للواعظات فى العالم بواقع 691 واعظة .. الوعظ النسائى قصص وحكايات ترويها واعظات الأوقاف    تداول أسئلة امتحانات النقل بالجيزة على جروبات الغش.. والتعليم تحقق    أسعار الأسماك اليوم في سوق المنيب.. البوري ب85 جنيها    مدبولي: تمكنا من تعديل القانون الخاص بالأموال النقدية    وزير الإسكان العماني يتفقد مشروعات العلمين الجديدة بصحبة الجزار (صور)    أسعار السلع التموينية اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    المالية: تبكير مواعيد صرف مرتبات يونيه للعاملين بالدولة    وزير الإسكان: 15.8 ألف حجز مبدئى لوحدات المرحلة العاشرة من «بيت الوطن»    المزايدة على مصر هدفها تقويض المشروع الوطنى.. المفاوض المصرى يعمل لصالح الشعب الفلسطينى.. ويهدف لاستقرار المنطقة    الدفاعات الأوكرانية تدمر خمس طائرات استطلاع روسية في خيرسون وميكوليف    الطريق الثالث.. استدعاء (الضرورة) للأستاذ من رفوف الكتب إلى ساحة الحرب فى غزة (1) هيكل: لا سياسة بلا خريطة.. ولا سلام بالتهافت    ينشرن الرعب فى أوساط القوات الروسية القناصات الأوكرانيات.. الأكثر فتكًا فى التاريخ!    فيضانات البرازيل تسبب دمارا وخسائر في الأرواح.. نزوح 340 ألف شخص (فيديو)    الثقافة المرفوضة    حارس باريس سان جيرمان يعلن الرحيل رسميًا    مدحت عبد الهادي ينصح مدرب الزمالك بهذا التشكيل أمام نهضة بركان    حالة الطقس اليوم الأحد 12-5-2024 في محافظة قنا    جدول مواعيد القطار الأسرع في مصر والقطارات المكيفة على خط «القاهرة - أسوان»    سلطان طائفة البهرة: أقدر مساعي أجهزة الدولة المصرية لإنارة بيوت الله    حظك اليوم وتوقعات الأبراج 12 مايو 2024: مشاكل ل«الثور» ومكاسب مالية ل«الحوت»    بعد نجاحه الفنى والجماهيرى فى أول أيام عرضه: السرب.. ملحمة نحتاج منها المزيد    الاحتلال يحاصر النازحين بمراكز الإيواء التابعة للأونروا فى مخيم جباليا    فيلم Kingdom of the Planet of the Apes يتجاوز 22 مليون دولار في أول أيام عرضه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الاحد 12-5-2024    خريطة دينية للارتقاء بحياة المواطن التربية على حب الغير أول مبادئ إعداد الأسرة اجتماعيا "2"    توقيع بروتوكول تعاون بين محافظة القليوبية وجامعة بنها    «المالية»: تبكير مواعيد مرتبات صرف يونيه للعاملين بالدولة بمناسبة إغلاق السنة المالية وعيد الأضحى    السيطرة على حريق نشب فى عشش بمنطقة البساتين    «صحة مطروح» تطلق قافلة طبية مجانية بقرية زاوية العوامة بالضبعة.. غدًا    حبس نجار مسلح وترزي 3 سنوات بطوخ بتهمة سرقة كابلات الكهرباء    السيسي: أهل البيت عندما بحثوا عن أمان ومكان للاستقرار كانت وجهتهم مصر (فيديو)    ترتيب الدوري السعودي الإلكتروني للعبة ببجي موبايل    اليوم .. وزارة الداخلية تُعلن شروط قبول الدفعة العاشرة من معاوني الأمن (تفاصيل)    اليوم.. «تضامن النواب» تناقش موازنة المركز القومي للبحوث الجنائية    السيسي: آل البيت وجدوا الأمن والأمان في مصر    رئيس جامعة حلوان يفتتح معرض "الإبداع في التصميم التنفيذي للمنشآت الخشبية الخفيفة"    الأونروا: نزوح قرابة 300 ألف شخص من رفح خلال أسبوع    المجلس الاقتصادى والاجتماعى يواصل التحضير للقمة العربية بالانعقاد اليوم على المستوى الوزارى.. خطة الاستجابة الطارئة للعدوان على غزة تحظى بزخم كبير.. ومندوب فلسطين يكشف تفاصيلها.. واهتمام بالغ بالتحول الرقمى    مصرع ربة منزل وابنتها في حادث انقلاب موتوسيكل داخل ترعة بأطفيح    إسلام بحيري يرد على سبب تسميه مركز "تكوين الفكر العربي" ومطالب إغلاقه    مصرع شاب في حادث تصادم بطريق شبرا بنها – الحر في القليوبية    موعد عيد الأضحى المبارك 1445ه: تفاصيل الإجازة وموعد وقفة عرفات 2024    الرئيس السيسى من مسجد السيدة زينب: ربنا أكرم مصر بأن تكون الأمان لآل بيت النبى    أخبار مصر: رد إسلام بحيري على محمد حسان وعلاء مبارك، نجاة فتاة بأعجوبة من حريق بالأميرية، قصة موقع يطارد مصرية بسبب غزة    60 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات بمحافظات الصعيد.. الأحد 12 مايو    مش هروحه تاني، باسم سمرة يروي قصة طريفة حدثت له بمهرجان شهير بالسويد (فيديو)    ما حكم الحج عن المتوفى إذا كان مال تركته لا يكفي؟.. دار الإفتاء تجيب    وزير الرياضة يفتتح أعمال تطوير المدينة الشبابية الدولية بالأقصر    بطولة العالم للإسكواش 2024| تأهل 4 لاعبين مصريين للجولة الثالثة    «آمنة»: خطة لرفع قدرات الصف الثانى من الموظفين الشباب    ما التحديات والخطورة من زيادة الوزن والسمنة؟    عمرو أديب ل إسلام بحيري: الناس تثق في كلام إبراهيم عيسى أم محمد حسان؟    الصحة تعلق على قرار أسترازينيكا بسحب لقاحاتها من مصر    ملف رياضة مصراوي.. مذكرة احتجاج الأهلي.. تصريحات مدرب الزمالك.. وفوز الأحمر المثير    يا مرحب بالعيد.. كم يوم باقي على عيد الاضحى 2024    حبس سائق السيارة النقل المتسبب في حادث الطريق الدائري 4 أيام على ذمة التحقيقات    علي الدين هلال: الحرب من أصعب القرارات وهي فكرة متأخرة نلجأ لها حال التهديد المباشر للأمن المصري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النهار تنفرد.. أطماع "داعش" فى مصر
نشر في النهار يوم 17 - 06 - 2014

بعد أن تمكن تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش" من أجزاء كبيرة من العراق واقترابها من إعلان كل العراق إمارة إسلامية للتنظيم، أصبح هناك خطر كبير يحدث بمصر وخاصة فى ظل الانباء التى أكدها مقربون من قائد "داعش" أبو بكر البغدادى تفيد برغبته فى إعلان إمارة إسلامية بمصر عقب الانتهاء من العراق، الأمر الذى أكدته الجبهة الوسطية المصرية وأكدت أيضا وجود لرجال "داعش" على الأراضى المصرية.
عن خطط "داعش" للوصول إلى مصر وتأسيس الإمارة الإسلامية بها، قال الجهادى السابق صبرة القاسمى، منسق عام الجبهة الوسطية لمواجهة التكفير والتفجير، فى تصريحات خاصة ل "النهار" : تعتبر مصر هى الحلم الأول لتنظيم "داعش" لها لانها قلب الوطن العربى والعنصر الأهم فى الحزام الجهادى الذى تسعى "داعش" لإنشائه، ولذلك بدأت "داعش " التوغل فى مصر منذ فترة طويلة وبالتحديد بعد ثورة يناير وفتح سيناء على مصرعيها لقوى الإرهاب، حيث تمكنت "داعش" من دخول مصر فى هذا التوقيت، وبعد وصول مرسى إلى حكم مصر ساعدها فى عمل مراكز تدريب والانتشار فى الصعيد من أجل تدريب كوادرها باتفاق مع الإخوان المسلمين وبالتحديد مع خيرت الشاطر الذى ذهب على رأس وفد إخوانى إلى سيناء للتفاوض مع الجماعات التكفيرية بها فى صفقة متبادلة تتضمن انشاء إمارة إسلامية فى سيناء مقابل دفاع تلك الجماعات الإرهابية عن الإخوان فى حال ثورة الشعب عليهم وانضمام الجيش لشعبه كالعادة.
الإمارة الاسلامية
وعن حقيقة اقتراب "داعش" من تركيز هجماتها فى مصر تمهيدا لإعلان إقامة الإمارة الإسلامية بها، تابع القاسمى حديثه : لا يمكن أن تعلن "داعش" تأسيسها للإمارة الإسلامية فى مصر إلا بعد 4 مراحل، نفذت منها "داعش" حتى الآن مرحلتين الأولى والثانية، والمراحل الأربع هى أولا توغل "داعش" وتغلغلها داخل الدولة المصريا فكريا بحيث تستطيع أن تنشر خطاباتها وأفكارها داخل المجتمع المصرى لاستقطاب البعض من أجل الانضمام إليها، والمرحلة الثانية هى مرحلة التجنيد الفعلى لبعض المؤيدين لأفكار "داعش" ،وتعقب خطوة التجنيد الفعلى خطوة أخرى تعرف باسم "التهيئة"، وفيها يتم تدريب المجندين على القتال وأعمال الإرهاب.
وأضاف منسق الجبهة الوسطية : أما المرحلة الثالثة والتى تستعد "داعش" لتنفيذها عقب الانتهاء من العراق، فهى الأخطر على الإطلاق حيث أنها تشمل استهداف قوات الجيش والشرطة فى المقام الأول لاظهار ضعفها وتشتيت جهودها ومن ثم تبدأ عملية الحرب على البنية التحتية للدولة وتدميرها بالكامل ،والبنية التحتية تشمل خطوط الكهرباء والغاز والمياه ومترو الانفاق وباقى وسائل المواصلات، وبعد الانتهاء من تلك المرحلة تبدأ المرحلة الرابعة والأخيرة والتى تعرف باسم مرحلة "إدارة التوحش"، وفى تلك المرحلة تضع "داعش" أيديها على عدة مناطق من الدولة وتسيطر عليها سيطرة كاملة ،ثم تعلن بها إقامة الإمارة الإسلامية وانضمامهم لدولة "داعش".
منتهى الخطورة
واستطرد القاسمى فى حديثه : وجود "داعش" على أرض مصر أمر فى منتهى الخطورة، فهم أشبه بالتتار يأتون على الأخضر واليابس حتى يحققوا ما يريدون، فهم يملكون عقيدة راسخة بأنهم الحق ولذلك أنا أرى أن الحرب المصرية على "داعش" يجب أن تبدأ أولا بالفكر من خلال القوة الدينية التى يمتلكها الأزهر الشريف المعبر الرسمى والوحيد عن الدين الإسلامى الوسطى، ومن ثم تأتى المواجهات المسلحة والتى سينجح فيها بإذن الله جيش مصر العظيم بقيادة الرئيس المنتخب المشير عبدالفتاح السيسى، الذى يعتبر الآن العدو الأول ل "داعش"، فلقد تركوه حتى ينصب رئيسا حتى يوحدوا الجهاد ضده باعتباره "طاغوت" ومن ثم يهدر دمه ويهدر دم كل من يعاونه ويؤيده.
أبو بكر البغدادى.. حكاية أخطر رجل فى العالم
القائد الفعلى لتنظيم "داعش" حاليا هو أبو بكر البغدادى وهو الزعيم الرابع للتنظيم بعد كل من أبو مصعب الزرقاوى، مؤسس التنظيم والذى لقى حتفه مقتولا عام 2006، وأبو حمزة المهاجر، زعيم التنظيم، ومعه أبوعمر البغدادى، أمير الدولة الإسلامية فى العراق، ولاقى الثنائى مصرعهما إثر غارة جوية أمريكية بالعراق على منزل اجتمع فيه البغدادى والمهاجر لمناقشة مسار التنظيم وذلك كان عام 2010، ليتم اختيار أبو بكر البغدادى زعيما للتنظيم وأميرا للدولة الإسلامية فى العراق "داع" ثم أميرا للدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش".
10 ملايين دولار على رأسه
وبالاقتراب أكثر من أبو بكر البغدادى أو كما يطلق عليه "أبو دعاء" أو "الكرار"، فاسمه الحقيقى هو إبراهيم عواد إبراهيم البدرى الحسينى القرشى، من مواليد سامراء بالعراق عام 1971 أى يبلغ من العمر الآن 41 عاما، بدأ البغدادى حياته عضوا فى تنظيم القاعدة بالعراق وأصبح زعيما للتنظيم فى العراق عام 2010 بأوامر بن لادن الذى قتلته أمريكا واقسم أبو بكر البغدادى على الانتقام له، وبالفعل نفذ ما وعد بعد أن استهدفت جماعته عدة عمليات إرهابية شرسة فى العراق ضد الجيشين الأمريكى والعراقى.
تهديد ل نيويورك
حاولت أمريكا قتل أبو بكر البغدادى من خلال قصف موقع ذكر أنه به فى أكتوبر عام 2006، كما حاولت السلطات العراقية القبض عليه وفشلت فى ديسمبر 2012، صنفت أمريكا البغدادى كإرهابى دولى بعد عملياته الوحشية ووضعت جائزة قدرها 10 ملايين دولارعلى رأسه.. كان أبو بكرى البغدادى سجين أحد المعتقلات الأمريكية على الأراضى العراقية، وقال الضباط عنه إنه كان الأكثر هدوءا وغرورا بين السجناء تبدو عليه ملامح القيادة ويظهر فى عينه قلب لا يعرف الخوف، كان البغدادى نادر المشاكل طوال 5 سنوات قضاها فى المعتقل ،وكان أخر ما قاله للجنود الأمريكان أثناء رحيله من المعتقل : نلتقى فى نيويورك، الأمر الذى اعتبره الجنود الأمريكان تهديدا واضحا من البغدادى للرد على أمريكا فى عقر دارها فى أقرب فرصة تسنح له بعد خروجه من محبسه المظلم الذى قضى فيه وفقا لتصريحات شخصية له، أسوأ أيام حياته.
انتصارات "داعش"
"إبراهيم الحسينى" أو " أبو بكر البغدادى" شخصية هادئة متمكنة استطاعت أن تنقل العمل الجهادى من البربرية إلى التطور من استخدام الأسلحة البدائية لاستخدام أكثر الأسلحة تطورا مع الحفاظ على عقيدة الجهاد دون تغيير، فهو حقا أخطر رجل فى العالم الآن وبلا منازع، وهذا ما اعترفت به أمريكا واعترف به العالم بأسره بعد هزيمة جيش "داعش" للجيش الشيعى العراقى شر هزيمة واقترب وبشدة من احتلال العراق كلها.
رسالة إلى الظواهرى
أبرز ما قاله البغدادى عقب انتصاراته الكبرى فى العراق هو تهديده ل أيمن الظواهرى وزعيم تنظيم القاعدة من الاستمرار فى دعم الإخوان فى مصر ومن وصفه ب "المرتد" وهو محمد مرسى، حيث طالب البغدادى الظواهرى بالبعد عن من تلاعبوا به وأهانوا شيبته والبدء الجديد فى تحقيق دولة الخلافة التى يحلم بها كل مسلم حقيقى.
العالم فى حالة رعب
وبعيدا عن المعلومات الشخصية ل البغدادى فهو يعتبر الآن أخطر رجل فى العالم بعد أن أرسل تهديدا واضحا لكل دول العالم بقدرة جماعته على تحقيق ولو جزء بسيط جدا من حلم الخلافة بعد نجاحه فى الاستيلاء على أجزاء كبيرة من سوريا والعراق وهدد تركيا وإيران والكويت ومصر وفلسطين بل وتنظيم القاعدة أيضا، ليصبح الجميع يريد أن ينهى كابوس "داعش" وبأى ثمن، بدليل ما طلبه رئيس الوزراء العراقى نور المالكى من الإدارة الأمريكية بمساعدة الجيش العراقى فى مواجهة "داعش" من خلال ضربات جوية على مواقعها، فى حين طالب الجيش السورى الحر جموع الدول الصديقة المؤيدة له بدعمه فى مواجهة "داعش" التى تمكنت من أماكن كثيرة جدا من سوريا بعد انسحاب الجيش منها فى ظل تقدم التنظيم ،وتكلف الجيش السورى أكثر من 8 آلاف جندى من جنوده قتلهم رجال "داعش".
"داعش" .. ما بين حلم الخلافة ومشروع الشرق الأوسط الجديد .. أسئلة كثيرة دارت فى أذهان الجميع عن تنظيم "داعش" الذى نشط مؤخرا فى العراق واستطاع أن يحتل أجزاءا كبيرة منها قادما من العدم إلى صناعة الدولة وتجديد حلم الخلافة الإسلامية التى تراود تيار الإسلام السياسى فى مصر والوطن العربى، فى حين رأى آخرون أن "داعش" ما هى إلا الأداة الجديدة للأمريكان لتنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد وتفتيت الوطن العربى بعد أن فشلت الأداة الأولى والتى كانت تمكين الإخوان من حكم العالم العربى بعد ثورات الربيع العربى .
خطر
وعن "داعش" وحقيقة أفعالها يقول أحمد بان، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان المسلمين والباحث فى شئون تيار الإسلام السياسى، أن "داعش" خطر حقيقى يواجه مصر والعالم ومن الممكن أن يكون فى المستقبل القريب تهديدا حقيقيا للأمن القومى المصرى والعربى بأسره، ولا يجوز بأى حال من الأحوال تجاهل هذا الخطر وإهماله حتى لا نقع فى نفس الخطأ الذى وقعنا فيه من قبل أثناء وجود التتار الذين فاجئونا بطموحاتهم الاستعمارية .
وتابع "بان" فى تصريحاته ل "النهار" : "داعش" تنظيم إرهابى مدعوم من قوى اقليمية ودولية مثل أمريكا وإسرائيل مما يعطى هذا التنظيم قوة لا يجب أن يستهان بها، وخاصة أنهم يمثلون السيناريو الثانى لأمريكا من أجل مشروع الشرق الأوسط الجديد لتقسيم الوطن العربى وتفتيته من خلال خلق كتلة سنية قوية لمحاربة الكتلة الشيعية فى المنطقة والتى تمثلها إيران لانشاء حالة من الصراع تنتهى بأن تصبح إسرائيل هى الأقوى فى المنطقة وسط دويلات عربية ضعيفة، وأتى هذا السيناريو بعد فشل السيناريو الأول المتمثل فى تمكين جماعة الإخوان المسلمين من حكم مصر وباقى دول الربيع العربى ومن ثم يبدأ التقسيم من الداخل على أسس عرقية وطائفية بل وسياسية أيضا.
التحالف
ونفى أحمد بان فكرة تحالف الإخوان مع جماعة "داعش" للانتقام من الشعب المصرى على اقصاء الجماعة ورئيسها فى 30 -6، مؤكدا أن "داعش" كفرت مرسى صراحة وأعلنت عدم دعمها له ولجماعته فى قضيتهم فى مصر على الرغم من أن نظام الحكم الإخوانى كان يمثل بالنسبة ل "داعش" الإسلام الوسطى الذى جعلهم لم يفكروا فى مصر طوال الفترة الماضية ويركزون جهودهم فى العراق والشام.
مخطط غربى
أما هشام النجار، القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية: داعش جزء من المخطط الغربى والأمريكى على وجه الخصوص لاضعاف المنطقة العربية وتفتيتها وتقسيمها لصالح بقاء الكيان الصهيونى وإسرائيل أقوى من الدول العربية والاسلامية مجتمعة ؛ ولتبقى هى القوة الكبرى والأهم والعظمى فى منطقة الشرق الأوسط بحسب مخطط الشرق الأوسط الجديد الذى وضعته القيادة الأمريكية وتعمل حالياً على تنفيذه على الأرض، وبحسب هذا المخطط الذى تلعب فيه المخابرات الأمريكية دوراً حيوياً بمشاركة وتعاون المخابرات الايرانية ومخابرات بعض الدول العربية تظل المنظمات التكفيرية وميليشيات تنظيم القاعدة هى الأداة الأهم التى توظفها أجهزة الاستخبارات لتنفيذه وتحقيقه، فهى تقوم بالدور المطلوب منها على أتم وجه بصناعة وايجاد قيادة موازية ودولة داخل الدولة وتستهدف مؤسسات الدولة المدنية والأمنية وتشيع الفوضى وتقسم المجتمعات على أسس دينية ومذهبية وعرقية، وتعمل على اخفاء مظاهر الحياة الطبيعية ومظاهر المدنية من بشر واستثمارات وصناعة واستصلاح أراض، فلا وجود الا لقيادات مسلحة ورعايا لا مواطنين تسوقهم بالخسف والقهر والاستعلاء والاضطهاد بحسب تفسيراتهم المهووسة المنحرفة عن صحيح الدين والشريعة .
وعن حقيقة استهداف تنظيم الدولة الإسلامية " داعش" لمصر بعد الانتهاء تماما من العراق، تابع هشام النجار قائلا : تأتى مصر فى المرتبة الأولى وفى مقدمة الدول التى يراد لها أن تصبح مسرحاً لعمليات القاعدة ومليشياتها وصولاً لهدف التفتيت والتقسيم واضعاف الدولة المركزية وانهاك مؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الجيش، وجميع هذه الأهداف مكتوبة ومعلنة مسبقاً فى مشروع الشرق الأوسط الجديد ومشروع تقسيم مصر وسوريا والسودان والسعودية وليبيا والعراق، هذه المجموعات التكفيرية المسلحة والقاعدة وداعش وأنصار بيت المقدس وأجناد مصر وأخواتهم وبال على الاسلام وعلى الأمة وعلى مصر والدول العربية وتمثل تهديداً خطيراً على الإسلام والمسلمين، لأنها تعمل لحساب استخبارات غربية لتنفيذ مخطط مدمر تقوده الولايات المتحدة الأمريكية يصب فى صالح وحساب ربيبتها فى المنطقة اسرائيل، وأتحدى منظمة من تلك المنظمات التكفيرية المسلحة التى ترفع راية الجهاد وشعارات الاسلام وأتحدى أيمن الظواهرى أن يضرب باتجاه تل ابيب أو أن يرسل أحد الاستشهاديين أو كتيبة من كتائبه ليقوم بعملية مسلحة ضد الكيان الصهيونى، فلن يقدر ولن يستطيع ولم يحدث قبل ذلك أن قام بهذا الأمر فكل عملياته موجهة للدول الاسلامية والعربية وتستهدف جنوداً وضباطاً مسلمين ومؤسسات أمنية عربية ومسلمة، فان لم يكن هذا يخدم الكيان الصهيونى وأمريكا، فمن يخدم ؟ .
أما بخصوص دولة الخلافة الإسلامية التى تسعى إليها "داعش" فى المنطقة وتستغل ذلك فى تجنيد بعض الشباب المسلم الذى يحلم بتلك الدولة وعن امكانية تحالف أنصار مرسى معهم، أضاف النجار فى حديثه : الخلافة الاسلامية كلمة حق يراد بها باطل وهم يتمسحون بها وهى منهم براء، فالخلافة الراشدة نظام حكم وفترة تاريخية تضافر فيها الحكم الراشد والمجتمع الراشد كلاهما معاً، ونظم الحكم متغيرة باختلاف الزمان والمكان وتطور الظروف والمستجدات مع الحفاظ على الاصول والثوابت والمنطق يقول البناء على الموجود والمتاح بالاستفادة والتلاقى مع النظم التى تتفق مع روح الخلافة والشريعة فى الشورى والديمقراطية والعدالة والعدل والمساواة والحرية وهى المقاصد التى أسستها الخلافة، مع السعى لاقامة نظام اقتصادى عربى مشترك يسوده التعاون والتكافل والتكامل، ولكن هؤلاء يطمعون فى السلطة باسم الدين ويوظفون الخلافة لهذه الأطماع ويشوهونها ويسيئون اليها بتصرفاتهم البربرية التى لا تمت للدين بصلة، فالشريعة اقامة الحياة وسبل العيش الكريم وليس اقامة حدود وجلد وقتل، والشريعة توفير للحياة الكريمة وتحقيق المساواة بين الغنى والفقير وليس ارهاب مدنيين واستهدافهم واخراجهم من بيوتهم كما تفعل داعش، وسوف يخسر الاسلاميون كثيراً فى مصر اذا وافقوا ورضوا عن هذه التصرفات أو تجاوبوا معها، وأنا أرى أن النهاية الحقيقية والأكيدة للاسلاميين فى مصر اذا وضعت يدها فى يد هذه التنظيمات التكفيرية وتعاونت معها.
"داعش".. الكابوس المفزع الذى استيقظ عليه العالم العربى
4 حروف "د"، "ا"، "ع" و"ش" هى الحروف المكونة لكلمة "داعش"، الجماعة الإرهابية الأخطر فى العالم الآن والاسم هو عبارة عن اختصار ل "الدولة الإسلامية فى العراق والشام "، بدأ ذلك التنظيم فى الظهور عام 2004 ،وكان هدفه الرئيسى إعادة دولة الخلافة الإسلامية فى العالم وتطبيق شرع الله، وبالفعل بدأ التنظيم فى ممارسة إرهابه القائم فكريا على السلفية الجهادية ونجح فى وضع البذرة الأولى للدولة الإسلامية فى العراق عام 2006 ،ومنها انطلق التنظيم نحو إثبات قوته واستعراض عضلاته فى العراق من خلال العديد من العمليات النوعية ولعل أبرزها اقتحام سجن أبو غريب، أحد أشد وأقوى السجون فى العالم بأسره.
بدايات "داعش"
وعند اشتعال الثورة السورية واقتتال المعارضة وجيش سوريا، تم تشكيل جبهة النصرة فى أواخر عام 2011 وكانت المقاتل الأشرس فى الحرب الأهلية السورية حتى استطاعت تلك الجبهة السيطرة على مناطق كبيرة جدا بسوريا أعلن على إثرها إنشاء دولة إسلامية بسوريا، فقام أبوبكر البغدادى بإعلان دمج جبهة النصر بتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق، ليصبحا تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش"، وبعد فترة قصيرة خرج مؤسس جبهة النصرة الأصلى أبو محمد الجولانى لينفى اندماجه مع تنظيم الدولة الإسلامية ويؤكد على استمراره ضمن جيوش تنظيم القاعدة، الأمر الذى تسبب فى اندلاع حرب بين التنظيمين وانتهت بهزيمة جبهة النصرة وانضمام الكثير من أبنائها إلى تنظيم الدولة الإسلامية الذى رفض مبايعة أيمن الظواهرى وتنظيم القاعدة فى أفغانستان، ليعلن بعدها عن ميلاد تنظيم إرهابى جديد هو الأخطر فى العالم وأكثر خطورة حتى من تنظيم القاعدة وهو تنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام "داعش".
التنظيم الأقوى والأخطر والأغنى فى العالم
تمتلك "داعش" حوالى 15 ألف مقاتل مستعدين للموت فى سبيل الوصول إلى دولة الخلافة، وعدد كبير من الصواريخ والدبابات والطائرات حصل عليها التنظيم أثناء حربه على الجيش الأمريكى ،ومكنت تلك الأسلحة هذا التنظيم الإرهابى من هزيمة الجيش العراقى حاليا واقتراب إعلان دولة العراق كلها كإمارة إسلامية، كما نجح التنظيم أيضا فى الاستيلاء على ما يقرب من 429 مليون دولار بعد احتلاله "الموصل" فى 24 ساعة فقط واستيلائه على أصول كل البنوك فيها وبالتحديد البنك المركزى.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.