ذكرنا الانتشار المخيف لتكفيرى داعش (تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق والشام) والذى اجتاح الموصل وتكريت، وزحف نحو بغداد وكركوك منذ ايام، بواقعة هامة جرت ابان الاحتلال الاخوانى الارهابى لمصر، اذ اعلن مدير المخابرات العراقية ان رسالة خطيرة وقعت فى يده، وهى موجهة من محمد الظواهرى التكفيرى المعروف الذى كان يعسكر فى سيناء- ذلك الوقت- الى ابى بكر البغدادى زعيم (تنظيم الدولة الاسلامية فى العراق)، يطلب فيها المدد (سلاحا ومالا) الى ارهابى مصر. واهمية تلك الواقعة تكمن فى ايضاح العلاقة العضوية بين التنظيمات الارهابية، وخطورة ان ينجح تنظيم داعش فى اهدافه بالاستيلاء على غرب العراق (الانبار- نينوي- صلاح الدين) وضمه الى شمال شرق سوريا (الحسكة- الرقة- دير الزور- منيج- البوكمال) ومن ثم تكوين ما يسمونه (الدولة الاسلامية). اذا افلح ذلك المخطط سوف تتأثر مناطق عربية كثيرة يحاول (القاعدة) فيها تحقيق غلبته على الدول الوطنية، والاخطر معاودة الارهاب محاولته فى مصر لتحقيق الاجتياح فيها. هذه الضربة الجديدة تستهدف وضع اللمسة الاخيرة على تقسيم العراق وتلقائيا تقسيم سوريا ثم تقسيم لبنان كذلك وهو ما كانت بوادره قد بدات فى قرية عرسال منذ شهور حين وجهت مفارز تكفيرية ضربات مباشرة الى عناصر حزب الله الشيعية. عمليات التقسيم هى الهدف النهائى لكل ذلك التحرك تحت غطاءات طائفية ومذهبية متنوعة.. ومهما حاولت الولاياتالمتحدة التظاهر بانها ضد اجتياح داعش للعراق، او نادت تركيا «الناتو» للتدخل دون ان يجيبها او يجاوبها فان هاتين الدولتين- بالذات- مع ايران هما سببا المأساة العراقية الجديدة حيث عملت تركيا- بالتعاون مع الاكراد- لسرقة البترول العراقى (ثروة سيادية) دون اذن الحكومة المركزية وبما وضع لمسة واضحة تمهد للتقسيم، اما امريكا فكانت بعمليتها الاجرامية وتسريح الجيش والشرطة واجتثاث البعث العراقيين بعد غزو 2003 قد مهدت الاجواء لتقسيم العراق، ولم تنجح فى بناء ديمقراطية او دولة جديدة كما ادعت حينها، فضلا عن تمويلها فصائل التطرف وضمنها داعش عبر منحها لمؤتمر (اصدقاء سوريا).. وهكذا كانت واشنطن تريد مصر ان تسقط على ايادى امثال الظواهرى والبغدادى لولا 30 يونيو. نقلا عن صحيفة الاهرام