-أنباء عن نية داعش غزو الكويت .. وخبير استراتيجى: ما يحدث خطة لإرهاب الخليج وشغل مصر -خبير أمنى: تركياوإيران تدعمانه بهدف تقسيم بغداد إلى الجنوب الشيعى والوسط السني والشمال الكردى حالة من القلق والخوف تسود دولة العراق، خاصة فى ظل توغل أعضاء التنظيم الإرهابى «داعش» داخلها، وسيطرتهم على مدينة الموصل ومحافظة نينوى متجهين إلى المحافظات والمدن الأخرى مثل كركوك وصلاح الدين وكربلاء، الأمر الذى أثار قلق عدد كبير من المحللين السياسيين والعسكريين والأمنيين، محذرين مما سموه شبح «تقسيم العراق». العميد خالد عكاشة الخبير الأمنى أكد أن هناك عددًا من القوات التابعة لبعض التنظيمات العراقية مثل جيش المجاهدين، وأنصار السُنة، وكذلك تنظيم النقشبندية الذى يقوده عزة إبراهيم الدورى نائب الرئيس السابق صدام حسين، يساعدون أعضاء تنظيم «داعش» فى شن هجماته على مدن ومحافظات العراق، مرجعًا السبب فى ذلك إلى أن هذه التنظيمات مناهضة لحكم نور المالكى رئيس الوزراء. ودلل على ذلك بأن هذه التنظيمات قد شنت فى فترات سابقة عدد من العمليات التفجيرية والإرهابية، لزعزعة نظام المالكى. وحول سيطرة «داعش» على مدينة الموصل، أشار عكاشة إلى أن ذلك يعود إلى هشاشة الوضع الأمنى داخل العراق، مؤكدًا على أن الهدف الأساسى هو إحياء التقسيم غير المعلن لدولة العراق، الذى يتمثل فى الجنوب الشيعى، والوسط السُنى، والشمال الكردى. من جانبه، طالب المالكى الإدارة الأمريكية بسرعة التدخل وشن ضربات على المناطق التى يسيطر عليها تنظيم داعش، فيما قالت الأممالمتحدة، إن سقوط الموصل يثبت أن داعش باتت تشكل مصدر تهديد للمنطقة كلها، حيث وصفت جان ساكى الناطقة باسم وزارة الخارجية الأمريكية الوضع فى الموصل بأنه «خطير جدًا»، وأن الولاياتالمتحدة تحبذ«ردًا قويًا ومنسقًا، لمواجهة هذا العدوان». المالكى اتخذ هذه الخطوة بعد الرسالة التى وجهها أبو محمد العدنانى، المتحدث باسم تنظيم داعش، إلى أنصاره، نصها « سيروا للقاء ربكم ولا تفتنوا بالنصر ولا تلينوا لعدوكم وقد منحكم الله أكتافهم فواصلوا زحفكم فإنه ما حمى الوطيس بعد فلن يحمى إلا فى بغداد وكربلاء فتحزموا وتجهزوا، متابعًا : «واصلوا زحفكم إلى بغداد الرشيد، بغداد الخلافة، فلنا فيها تصفية حساب، صبحوهم على أسوارها لا تدعوهم يلتقطون الأنفاس، ولا تتنازلوا عن شبر حررتموه.» وهدد العدنانى فى رسالته التى تم بثها عبر مواقع تابعة للتنظيم، نور المالكى، قائلًا له: «حقًا إن بيننا تصفية للحساب، حساب ثقيل طويل، ولكن تصفية الحساب لن تكون فى سامراء أو بغداد، وإنما فى كربلاء المنجسة والنجف الأشرك.» واختتم رسالته، قائلًا : «الدولة الإسلامية ستنتصر لأننا على يقين بأن الله لن يكسر قلوب الموحدين المستضعفين ولن يشمت فينا القوم الظالمين.. هذه هى الحقيقة، فيا جنود الدولة ويا أبناء الدولة ويا أنصار الدولة فى كل مكان تذكروا دائما واعلموا أن هذا النصر وكل نصر إنما هو من عند الله.. تواضعوا لله دائما ولا تتكبروا على عباده وإياكم أن يصيبكم العجب أو الغرور تعلموا من الدروس السابقة.» الغريب فى الأمر، إنه فى الوقت الذى يطالب فيه المالكى بتدخل الإدارة الأمريكية، وفى الوقت الذى تدين فيه إيران عمليات داعش، أكد العميد عكاشة بأن إيرانوتركيا وأمريكا هم من يقفون خلف العمليات التى يشنها داعش على العراق، كاشفًا عن اجتماع تم بين رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركى، وحسن روحانى رئيس الوزراء الإيرانى، فى إسطنبول برعاية أمريكية فى الأسبوع قبل الماضى، اتفقوا فيه على دعم داعش، لأسباب استراتيجية. ووصف عكاشة هجوم الإدارة الأمريكية أو تركيا أو إيران على التنظيم ووصفه بالإرهابى، بأنه مجرد «محاولات زائفة» لإبعاد شبهة تورطهم فى دعم هذا التنظيم، مؤكدًا على أن تركياوإيران هم المستفيدون من عمليات التقسيم، حيث تسعى إيران إلى تأسيس دولة شيعية خالصة، فيما تهدف تركيا إلى السيطرة على منطقة الأكراد، وإقامة محافظة كردية بأكملها. عكاشة ألقى باللوم الشديد على رئيس الوزراء العراقى، كاشفًا عن أنه تلقى تقارير قبل هذه العمليات، بأن تنظيم داعش يخطط لاقتحام مدن ومحافظات دولة العراق، لكنه لم يتحرك، وانتظر حتى تمكن التنظيم المسلح من اقتحام بعض المدن والمحافظات. فيما طالب محللون سياسيون بضرورة الإسراع بتشكيل حكومة إنقاذ وطنى غير طائفية، ترفع شعار «الدين لله والوطن للجميع» على حد قولهم، مشيرين إلى أن السبب فى توغل هذا التنظيم داخل أراضى العراق هى اتساع هوة الخلافات بين السُنة والشيعة، قائلين : الخلافات بين السُنة والشيعة وفرت أرضًا خصبة لتنامى تنظيم «داعش» واتساع نفوذه داخل دولة العراق، خاصة فى ظل شعور السُنة بأنهم مهمشون ومضطهدون من نظام المالكى. فى سياق متصل، تسود حالة من القلق والخوف بعض الدول العربية الأخرى من اقتحام تنظيم داعش لها، وبالأخص دولتى ليبيا وسوريا، وهو الأمر الذى يتوقعه المحللون خاصة فى ظل حالة التفكك التى تشهدها تلك الدول، وانقسام شعوبها، فضلًا عن وجود قواعد أخرى لهذا التنظيم فى دمشق. وهو الأمر الذى دفع سوريا - بحسب كلام محللين سياسيين- إلى إبدائها الاستعداد التام للتعاون مع حكومة العراق فى مواجهة أعضاء «داعش»، حتى لا تتسع نفوذه داخل سوريا. فيما قال السفير على العشيرى مساعد وزير الخارجية للشئون القنصلية والمصريين فى الخارج، أن هناك 1400 مصرى يعملون فى شركات المقاولات بمدينة الموصل، مؤكدًا على أن وزارة الخارجية تتابع بدقة أحوالهم فى ظل العمليات المسلحة التى تشهدها المدينة، مشيرًا إلى أن السفارة المصرية تحاول تقديم جميع التسهيلات لإجلاء المصريين من الأراضى العراقية عبر طائرات خاصة إلى مطار القاهرة، لافتًا إلى أن نبيل فهمى وزير الخارجية قد أصدر توجيهاته بتشكيل غرفة عمليات بالقطاع القنصلى لتلقى أية اتصالات من هؤلاء المصريين أو ذويهم. داعش من النشأة إلى السيطرة ! داعش أو الدولة الإسلامية فى العراق والشام.. تنظيم إرهابى مسلح.. يتبنى الفكر السلفى الجهادى، يهدف أعضاؤه إلى إقامة دولة «الخلافة الإسلامية»، ويضم ما بين خمسة إلى سبعة آلاف مقاتل معظمهم ممن قاتلوا من قبل فى العراق والشيشان، ويعود ظهوره إلى عام 2004. كانت النواة الأولى لهذا التنظيم، جماعة التوحيد والجهاد فى العراق بزعامة أبو مصعب الزرقاوى، قبل أن تتحول إلى تنظيم «القاعدة فى بلاد الرافدين» بعد مبايعة الزرقاوى لأسامة بن لادن، وبعد مقتل الزرقاوى فى سنة 2006 تم انتخاب أبو حمزة المهاجر زعيمًا جديدًا للتنظيم قبل أن يتم تشكيل «دولة العراق الإسلامية» بزعامة أبى عمر البغدادى فى نهاية العام. وبعد مقتل المهاجر وأبى عمر البغدادى تسلم أبو بكر البغدادى زعامة التنظيم سنة 2010. ولكن تلقى التنظيم ضربة قوية على يد القوات الأمريكية فى العراق خاصة مع ظهور مجالس الصحوة - وهى تجمعات عشائرية تأسست من أجل مواجهة التنظيم فى مناطقهم، فكاد ينتهى لكنه عاد ليستجمع قواه مع رحيل القوات الأمريكية من العراق. وفى عام 2011 أعلنت «دولة العراق الإسلامية» أن المجموعة المسلحة فى سوريا المعروفة ب«جبهة النصرة» هى امتداد لها وأنهما اندمجتا تحت مسمى «الدولة الإسلامية فى العراق والشام». ووقتها قابلت الجبهة الانضمام إلى داعش باستحسان إلا أن الخلافات والمعارك بدأت بعد أن اتهمت الجماعات المعارضة الأخرى بما فيها النصرة «داعش» بمحاولة الانفراد بالسيطرة والنفوذ والتشدد فى تطبيق الشريعة الإسلامية وتنفيذ إعدامات عشوائية. فى إبريل 2014، أعلن المتحدث باسم « داعش»، عن انفصال التنظيم فعليًا عن تنظيم القاعدة تحت قيادة أيمن الظواهرى، قائلًا: «إن أسباب الانفصال هى أن تنظيم القاعدة تحت قيادة «أيمن الظواهرى» تخلى عن ثوابت الجهاد، وأحدث انقسامًا بين المجاهدين.
التنظيم تعاظمت نفوذه خلال هذ الفترة بعد توغله فى العراق، وسيطرته على مدن ومحافظات عراقية بأكملها، الأمر الذى جعل محللين سياسيين يحذرون من خطورة اتساع نفوذ هذا التنظيم، وامتداده إلى الدول العربية الأخرى وفى مقدمتها سوريا.