تعددت الآراء فى الآونة الأخيرة حول كيفية تواصل المشير عبد الفتاح السيسى بالجماهير لعرض برنامجه الانتخابى على الشعب وسط حالة عدم الاستقرار الأمنى التى تعيشها مصر نتيجة الهجمات الإرهابية على أفراد الجيش والشرطة وحملة الإخوان لتخريب مصر وهدفهم الواضح لتعطيل خارطة الطريق بشتى السبل ، خاصة أن المشير السيسى مستهدف بشكل شخصى من قبل جماعات إرهابية داخلية وخارجية لا ترغب فى إتمام الفترة الانتقالية وترى أن انتخابه رئيسًا للجمهورية لا يتفق مع أهدافها. وتأتى أهمية هذا الأمر من بديهيات ضرورة تواصل المرشح بشخصه مع الجماهير لعرض برنامجه عليهم وتعريفهم بشخصه، فمن المتعارف عليه أن المواطنين فى كافة الديمقراطيات يدلون بأصواتهم الانتخابية استنادًا إلى شخصية المرشح أكثر من اعتمادهم على برنامجه الانتخابى حتى تتوفر لديهم خيارات للمفاضلة بين المرشحين، إلا ان «السيسى» تأخر ظهوره فى لقاءات تليفزيونية أو إعلامية لكى يعرض رؤيته وأفكاره على الشعب المصرى بعد أن خلع بدلته العسكرية واستقالته من منصبه كوزير للدفاع، وهو الأمر الذى جعل العديد من القوى والخبراء السياسيين فى حيرة من أمرهم، فالبعض يرى ان عدم ظهوره بشكل علنى يرجع إلى الخوف من اغتياله من قبل الجماعات الارهابية، فيما يرى آخرون أن ذلك قد يكون عائقا على تواصل السيسى مع الشعب سواء الآن أم فى المستقبل. وكان المشير يكتفى فى السابق بإجراء مقابلات مع بعض ممثلى الدول الخارجية والشخصيات العامة والكيانات السياسية فى مصر، الأمر الذى اختلف كثيرًا أثناء ظهور السيسى على الإعلام المرئى عدة مرات أثناء منصبه كوزير للدفاع وتوجيه خطاب للشعب فصل فيه رغبته فى الحصول على توكيل للقضاء على الإرهاب ثم خطاب تخليه عن منصبه كوزير للدفاع ونزوله على رأى الشارع وإعلان نيته للترشح إلا أنه مازال غامضًا فيما يخص برنامجه الانتخابى ما أثار حالة من الغموض حوله. «الوفد» استطلعت آراء بعض السياسيين وطرحت بعض الاسئلة حول ظهور «السيسى» وتواصله مع الجماهير لعرض برنامجه الانتخابى، وهل يكتفى بالتواصل عن طريق الاعلاميين فقط. فى البداية، يقول عبدالنبى عبدالستار المتحدث باسم الحملة الشعبية للسيسى ان فكرة حضور المشير للمؤتمرات غير واردة بالمرة بسبب الاوضاع الامنية غير المستقرة فى البلد بالاضافة إلى استهدافه من قبل تنظيم الاخوان الارهابى وأجهزة مخابرات دولية فى مقدمتها تركيا فلا يمكن ان نضحى به كرئيس قادم لمصر. وتابع عبد الستار: «نحن نصحناه بعدم النزول إلى المؤتمرات الجماهيرية فى الشارع ويكفى انه تعرض فى الشهرين الماضيين لثلاث محاولات اغتيال فهو مستهدف وهناك حالة من الاسترخاء فى الشارع خاصة بعد اختفائه ل 38 يوما منذ اعلان استقالته كوزير للدفاع ومنذ اعلان ترشحه للرئاسة ولكن الوضع سيتغير ونحن نحاول ان نعوض عدم ظهوره والشائعات بأن السيسى يحسم المعركة مبكرا ليس له اساس من الصحة فالمعركة شرسة وعلى أشدها وسوف نعقد مؤتمرا يضم 41 حملة و30 حزبا سياسيا لدعم المشير». واستطرد المتحدث باسم الحملة الشعبية للسيسى ان ظهور المرشحين الرئاسيين فى السابق يخصم من رصيدهم وكل ظهور لحمدين صباحى يزيد من شعبية السيسى، فالشعب اصبح يفرق بين الالتزام الحقيقى والوعود الكاذبة، فوعود حمدين اشبه بمشروع النهضة الإخوانى واعتقد انه سيكون هناك ظهور للسيسى وسط الجماهير الاسبوع المقبل وسوف يكون مؤتمرا حاشدا بين الجماهير واعتقد انه سيقام فى ستاد القاهرة وسوف يكون هناك تشديدات امنية لتأمينه. وعن تخوف الجماهير من كيفية التواصل مع المشير فى حال فوزه بالانتخابات الرئاسية يقول عبد الستار بعد الانتخابات الرئاسية السيسى ليس مطالبا بأن يعزل عن الشعب أو ان يلتقى بهم فى الشارع ولكن هناك حكومة وهى السلطة التنفيذية ومجلس الشعب وهو السلطة التشريعية ولكن ليس معنى انه لا ينزل الشارع انه فى عزلة عن الناس ولكنه يدرك تماما نبض الجماهير فالمسألة ليست معضلة فى متابعة شئون الشعب بالاضافة إلى انه بعد وصول السيسى للسلطة قد ينتهى الإرهاب من مصر نهائيا، فثلاثة أشهر فقط كافية بأن تنهى الإرهاب وتجعل الارهابيين يبحثون عن وطن آخر. ورأى الدكتور بشير الشافعى استاذ القانون الدولى ان السيسى لا يحتاج إلى تواصل جديد مع الشعب لانه تواصل معه يوم ان حرر الشعب من حكم الإخوان الارهابيين ومنذ هذه اللحظة دخل قلوب المصريين ويكفى انه خرج له أكثر من 30 مليون مصرى يطلبون منه بإلحاح الترشح للانتخابات الرئاسية، لأن الدولة لا تصلح فى ذلك الوقت الا لشخصية مثل السيسى لأن الحال فى البلد لا يحتمل. واردف الشافعى قائلاً : «إن السيسى قضى على حلم التنظيم الدولى للإخوان بأن يحكموا 50 عاما كما كانوا يقولون فهم يريدون ان يصطادوه بكل الطرق فهو هدف للجماعة فى سيناء وداخل مصر كلها، فيجب ان نحرص عليه والا نجعله عرضة لمثل هذه الاستهدافات، نحن لانريد منه ان يسير فى موكب مثل «الصباحى» لان هناك فرقا بينهما ونأمل ان يحميه الله إلى ان يتولى رئاسة مصر».