لكِ يا مصرُ السلامة وسلامًا يا بلادي إنْ رمى الدهرُ سهامَه أتَّقيها بفؤادي واسلمي في كل حين .. هذه الكلمات التي كتبها "مصطفى صادق الرافعي" منذ ما يزيد على مئة عام، هي النشيد الرسمي للشرطة المصرية، وهي ليست مجرد كلمات يرددها طلبة وخريجو كلية الشرطة يوم تخرجهم، بل هي عقيدة الشرطة المصرية "واسلمي في كل حين"، رجال الشرطة المصرية ولاؤهم الأول للوطن، ومهمتهم الأولى سلامة الوطن والمواطن، وهدفهم الأسمى تحقيق الأمن والأمان. كل يوم يثبت رجال الشرطة أنهم أهل لثقة المصريين، بل والعالم أجمع، فما رأيناه في الأيام الماضية وخلال انعقاد قمة شرم الشيخ للسلام، وكيف وضعت وزارة الداخلية خطة متكاملة لحفظ الأمن في مدينة شرم الشيخ وبشكل متميز، حتى أن الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" أشاد مرتين بانخفاض معدلات الجريمة في مصر.. المرة الأولى خلال لقائه المشترك مع الرئيس عبد الفتاح السيسي على هامش قمة السلام، قائلا: "لقد قاموا المصريين بعمل رائع.. لديهم نسبة جريمة منخفضة جدا، كما تعلمون، لأنهم لا يتعاملون مع الأمور باستهتار كما نفعل نحن في الولاياتالمتحدة". أما المرة الثانية كانت في طريق عودته إلى واشنطن، حيث جدد ترامب إشادته بمقارنة الأوضاع في مصر ببعض الولاياتالأمريكية، قائلا إنهم "أقوياء جدا، ليس لديهم جرائم عنيفة مثلنا"، مضيفا: "أريد أن يكون حكام الولايات في أمريكا مثل حكام مصر بل وأقوى للحد من جرائم العنف (...) يمكنك في الواقع أن تمشي في الحدائق بمصر دون أن تُسرق أو تُضرب على رأسك بمضرب بيسبول". وأوضح أنه "كان هناك 4 آلاف حادث إطلاق نار في شيكاغو، وجرائم قتل على مدى فترة زمنية قصيرة نسبيا، أي، في غضون عام ونصف تقريبا". ما قاله ترامب حقيقة نلمسها جميعا، لقد شهدت مصر انخفاضا ملحوظا في معدلات ارتكاب الجرائم خلال السنوات الماضية وفقا لإحصائيات وزارة الداخلية، وقد شمل هذا الانخفاض جميع أنواع الجرائم بما في ذلك السرقة والاعتداء والقتل؛ وتعود أسباب هذا الانخفاض إلى عدة عوامل منها تشديد الإجراءات الأمنية وزيادة عدد قوات الشرطة في الشوارع، وتطبيق برامج مكافحة الفقر وتحسين الأوضاع المعيشية للمواطنين، وتشديد العقوبات على الجرائم الخطيرة، كما ساهم نجاح برامج إعادة تأهيل المجرمين في الحد من معدلات العودة إلى الجريمة. كذلك هناك سياسات أمنية ناجحة، ساهمت في خفض معدل الجريمة مثل زيادة الدوريات الأمنية وتطبيق نظام المراقبة بالكاميرات في الشوارع والأماكن العامة.