أعلنت "دار الإفتاء" المصرية أن عمليات القتل والاغتيال للشخصيات العامة والسياسية والعسكرية، وبذل المال من أجل القيام بها من الفساد والبغى فى الأرض بغير الحق، وذلك من كبائر الذنوب التى زخرت الشريعة بالتنفير منها وتوعدت عليها بأشد العقوبات، بل أبانت أن الإصرار عليها يسلب إيمان فاعلها. جاء ذلك فى فتوى أصدرتها دار الإفتاء اليوم الاربعاء ردا على بعض الفتاوى التحريضية التى أطلقتها بعض المواقع التكفيرية، والتى رصدها مرصد دار الإفتاء المصرية الذى تم إنشاؤه لمواجهة الفكر التكفيرى . وأوضحت دار الإفتاء فى فتواها أن الشرع الشريف قد نهى عن قتل الغافلين؛ وأن إيمان المسلم يمنعه من الفتك والقتل كما يمنع القيد الحركة، كما جاء فى الحديث الشريف عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لا يفتِك المؤمن، الإيمان قيد الفَتك». وقوله عليه الصلاة والسلام: «لا يفتك مؤمن» هو نهي، أو خبر بمعنى النهي، وهو دليل على سلب الإيمان عن القاتل؛ إذ إن هذه العمليات المسؤول عنها فى كثير من صورها تتحقق فيها غفلة المقتول، وإصرار القاتل على القتل . وأضافت دار الإفتاء أن من المفاسد العظيمة لهذه الأفاعيل الدنيئة الخارجة عن أحكام الإسلام ونبله أنها تزيد من ترسيخ الشائعات والاتهامات الباطلة التى يلصقها أعداء المسلمين بدين الإسلام، ويريدون بها تشويه صورته؛ مِن قبيل أنه دين همجى دموي، غايته قهر الشعوب والفساد فى الأرض، وهذا كله من الصد عن الله وعن دين الله. وعن بذل المال للغير نظير قيامه بتلك الاغتيالات أكدت فتوى دار الإفتاء أن هذا الفعل من الإجارات الفاسدة، وأن بذل هذا المال من المحرض وقبوله من المحرض أمران محرمان شرعا ، لأنه إعانة على المعصية وشددت دار الإفتاء على أن الأصل فى النفس الإنسانية – سواء كانت مسلمة أم غير مسلمة - هو عصمتها وعدم جواز الاجتراء على إنهاء حياتها إلا بسبب شرعي؛ وقد نص القرآن الكريم على تحريم قتل النفس مطلَقًا بغير حق.