للمرة الثانية يصدمنى رأى الأستاذ محمد حسنين هيكل ، وأجدنى مضطراً إلى الرد عليه ، ليس من باب المناكفة ولكن من أجل تصحيح المفاهيم وإيضاح الحقائق . كانت المرة الأولى عندما غزا صدام حسين الكويت ، وخرج الأستاذ بمقولة توزيع الثروة ، وهو الرأى الذى كان يردده مؤيدوا الغزو الذين باعوا ضمائرهم وذممهم للدنانير والدولارات فى ذلك الوقت ، فقد استكثر هيكل يومها أن تنعم دول الخليج بخيرات أرضها ، وقبل باحتلالها ، وبقدر ما كان ذلك الموقف مستغرباً بقدر ما كان صادماً . ومساء أمس ظهر الأستاذ هيكل مع زميلتنا المتألقة لميس الحديدى فى حوار حول الوضع الحالى والقادم ، ولايهمنى من ذلك الحوار سوى الجانب الخاص بإيران ، فقد انبرى هيكل إلى اعطاء صورة مغايرة للواقع عن الملالى الذين يحكمون إيران إلى درجة تحذيره من سقوط هذا النظام لأنه أفضل نظام من وجهة نظره ، وأن العرب سيخسرون ، خاصة فى قضية القدس ، ولميس الحديدى تطرح السلبيات ، وهو يدافع ، وتستشهد بالممارسات ، وهو يدافع ، وعندما قالت له " أن إيران تحتل الجزر الإماراتية " لم يدافع فقط ، بل نطق كفراً كما يقولون ، وكم اسفت من رد هيكل ، وحزنت من المبررات التى ساقها ، وكذلك التلميحات ، وهى جمعياً تصف فى اتجاه الجانب الإيرانى وحججه الواهية . " بلاش نتكلم عن جزر الإمارات " ، هكذا بدأ فى اجابته ، وهذه عبارة لاتستخدم إلا إذا كان هناك موقف مسبق ومحسوم ، ثم " شطح " الأستاذ فى فاصل من المغالطات المعلوماتية ، قائلاً أنه كان مشاركاً فى الحل بإيجاد توزان عندما طرحت فكرة استقلال دول الخليج ، وأوصلنا إلى موافقة على حل وسط ، ذاكراً أسم الملك فيصل وقضية البحرين ثم قال " أعتبرت البحرين عربية رغم أن بها أغلبية شيعية " وهذا يعنى أن الجزر أعطيت لايران ، وهذه مغالطة اخرى حيث اجرى استفتاء من الاممالمتحدة على عروبة البحرين وليس على توزيعها الطائفى ، اما الجزر الاماراتية فقد احتلت من قبل القوات الايرانية بقوة السلاح وقد استشهد احد افراد الحراسة ، وواصل هيكل " هلوساته " مكملاً " كان لابد من التوصل إلى معادلة حيث لايجوز اخراج الطرف الاخر من الخليج ، وهذا تلميحاً لاتسنده الادلة والوثائق ، وبعدها أكمل الاستاذ الكبير " تزوير " التاريخ ، مدعياً بأن الامارات سكتت عشر سنوات فى عهد الشاه ولم تطالب بالجزر خوفا منه ، فلماذا طالبنا بها فى عهد الملالى الذين يساندوننا !! كم هى كبيرة سقطات الكبار ، أقولها للأستاذ محمد حسنين هيكل وهو يلج عقد المئوية من عمره ، أقولها والحسرة تملأ قلبى ، والحزن يعتصر كل عرق وطنى وقومى فى جسدى ، أقولها وأردد " ليتك صمت "بل ليتك انقطعت عن الظهور وجلست فى بيتك المطل على النيل ، حتى لا تقذف نفسك بحجر قبل أن تقذف به اشقائك وأمتك ، فالجزر الثلاث إماراتية ، تاريخاً ، وسكاناً ، وحكماً ، ووثائق ، وايران دولة تحتل تراباً عربياً ، أبوموسى عربية ، وطنب الصغرى والكبرى كانت وماتزال ، وستبقى عربية ، فى زمن الشاه هى عربية ،وفى زمن الانجليز قبله كانت عربية ، وفى زمن اصحاب العمائم هى عربية ، ودولة الإمارات طالبت بها منذ اليوم الأول لقيامها عام 1971 ، وفى زمن الخمينى صديقك أيضاً طالبنا بها ، ومن بعده الخامنيئى ، ولم نسكت عن حقنا فى ارضنا ، ولم يحدث أن كانت محلاً للمساومة والتبادل فى أى وقت من الأوقات ، ولن تكون فى أى يوم ، وقد صدر قبل أيام ، وأظن فى نفس وقت تواجدك بالإمارات ، كتاب يوثق حقوق الإمارات فى جزرها ، ويمكنك يا أستاذ أن تطلع عليه وتصحح مفاهيمك المغلوطة إن لم تستشعر الحرج !!