التصريحات التي أدلي بها الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الإمارات لم تكن موجهة هذه المرة إلي طهران, وانما للأشقاء العرب, حتي يذكرهم بأن هناك أرضا عربية محتلة وهي الجزر الثلاث التي تحتلها إيران, في الوقت الذي ترتفع فيه أصوات تطالب بالحوار مع دول الجوار. وما قاله الوزير بعبارات واضحة لم يجد التجاوب السريع والمطلوب, حيث مضت تصريحاته دون رد فعل ولو ببيان إنشائي تصدره الجامعة العربية تطالب فيه إيران بضرورة الانسحاب وإجراء المفاوضات لإنهاء هذا الوضع غير المقبول. نحن ندرك بطبيعة الحال أن هناك بندا ثابتا في جميع القرارات العربية الصادرة عن مؤتمرات القمة, يؤكد أحقية دولة الإمارات في الجزر الثلاث, ولكن هذا لا يكفي, خاصة أن تطورات الأحداث تشير كما أسلفنا إلي نوع من النسيان أو التناسي لحقيقة اضطر الوزير الإماراتي أن يعيدها ويكررها علي مسمع الجميع وانه لا فرق بين احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية واحتلال إيران للجزر الإماراتية. والغريب أن طهران هي التي سارعت بالرد مستغلة حالة الصمت العربي وأكدت علي لسان مسئوليها أنه لا تفاوض حول هذه الجزر بأي حال من الأحوال. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد وانما تستعرض إيران قواتها العسكرية في مياه الخليج وتعلن عن أسلحة جديدة بمصاحبة تهديدات قادة الحرس الثوري بأن لديهم القدرة علي إحراق المنطقة بأكملها, ولا نستطيع القبول بأن هذه التهديدات موجهة إلي إسرائيل وأمريكا فقط, لأن التلميحات واضحة وصريحة تجاه بقية دول الخليج. ومن الصحيح تماما القول إن أبناء الخليج باتوا يشعرون بالقلق المتزايد وان أسئلة كثيرة تفرض نفسها حول موقف العرب إذا قامت إيران بتنفيذ تهديداتها, ولا نستطيع نسيان المزاعم الإيرانية حول البحرين. أليس في ذلك كله ما يستدعي التحرك العربي ولو ببيان.. وهو أضعف الإيمان. muradezzelarab@hotmailcom