حمل وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان رسالة شفوية من الرئيس الإماراتي إلى نظيره السوري بشار الأسد قال بيان رئاسي أنها تتصل بالعلاقات بين البلدين، وتأتي الرسالة الإماراتية بعد توتر شديد شاب الأجواء بين إيرانوالإمارات بخصوص قضية الجزر الإماراتية الثلاث التي تقول ان إيران تحتلها من عقود وتطالب بتحريرها، وقال البيان السوري ان لقاء الأسد والوزير الإماراتي بحضور وليد المعلم بحث تعزيز التضامن العربي والعمل على تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة. ووصف وزير الخارجية الإماراتي مؤخراً في تصريحات صحفية الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية الثلاث بأنه لا يختلف عن الاحتلال الصهيونى للجولان السورية ومزارع شبعا اللبنانية، وأن احتلال من سماهم بالفرس للأحواز العربية لا يقل بشاعة وفظاعة عن الاحتلال الصهيوني لفلسطين، وأنه لا توجد أرض عربية أغلى من أرض عربية أخرى. وكانت سورية قد بدأت جهودها الأولى في قضية الجزر الإماراتية الثلاث من خلال زيارة قام بها في العام 1992، وزير الخارجية السوري آنذاك فاروق الشرع حاملاً رسالة من الرئيس الراحل حافظ الأسد إلى نظيره الإيراني حينها هاشم رفسنجاني يعرض فيها الأسد وساطة سورية بين إيران ودولة الإمارات بعد أن كانت ذات الفكرة عقد عُرضت قبل ذلك على الجانب الإماراتي، وأعلنت سورية حينها أن إيران قبلت الوساطة السورية وأبدت رغبة في تسوية بالطرق السلمية دون اتساع هوة النزاع. وتشير المعلومات إلى أن الوزير عبد الله بن زايد آل نهيان وضع الأسد في صورة الأجواء المستجدة على خط إيرانالإمارات والموقف الإماراتي تجاه التصعيد السياسي الحاصل حالياً وأن الرسالة التي نقلها وزير الخارجية الإماراتي للقيادة السورية تحمل رغبة في تحرك سياسي سوري في هذا الشأن يستند إلى استغلال دمشق علاقاتها الوطيدة مع طهران لاحتواء الأزمة الأخيرة من جهة وقيادة وساطة بين الطرفين نحو حل سلمي لمشكلة الجزر الإماراتية الثلاث المتنازع عليها في الخليج العربي، لا سيما وأن محمد رضا رحيمي النائب الأول للرئيس الإيراني سيبدأ زيارة إلى سورية غداً الأربعاء يرافقه وفد وزاري وتقني يلتقي خلالها عددا من المسؤولين السوريين ويرأس خلالها الجانب الإيراني في اجتماعات اللجنة العليا السورية الإيرانية المشتركة التي تنعقد في دمشق يومي 28 و 29 ابريل الجاري. وستكون مجمل الملفات الإقليمية ضمن حقيبة مباحثات رحيمي السياسية مع القيادة السورية وعلى الأرجح فإن النزاع بين إيرانوالإمارات العربية سيكون واحداً من تلك الملفات إن لم يكن أبرزها، وفي سياق آخر عُلم أن عبد الله بن زايد آل نهيان أكد للسوريين دعم بلاده لسورية ضد أية تهديدات صهيونية عسكرية كانت أم سياسية. وأعربت طهران عن استيائها من تلك التصريحات وقالت إن استخدام الوزير الإماراتي لكلمة "احتلال" ومقارنته وضع الجزر بوضع الأراضي الفلسطينية المحتلة يعتبر "وقاحة"، وفي تعليقه على تلك التصريحات تمنى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية أن تكون تصريحات الوزير الإماراتي قد حرفت، معتبراً أن "تكرار مثل تلك التصريحات سيؤدي قطعاً إلى رد فعل شديد من الشعب الإيراني"، إلا أن الوزير الإماراتي جدد عقب اجتماعه بالرئيس الفلسطيني، المنتهية ولايته، محمود عباس في رام الله، وصفه لسيطرة إيران على تلك الجزر التي تعتبرها طهران أرضاً إيرانية بأنه "احتلال" وقال انه يؤثر سلباً على علاقات إيران مع جيرانها العرب، وترتبط دمشقوطهران بعلاقات تحالف قوية وتنسيق عالي المستوى، كما تجمع سورية بالإمارات علاقات طيبة تؤهلها لتلعب أدواراً متقدمة في النزاع الإيرانيالإماراتي واحتوائه.