حالة التوهج الفني تأبي أن تتركه وتلازمه منذ بدايته وسط جيل من نجوم العصر الذهبي للسينما والفن حتي عندما ابتعد وعاد ملتحيا كانت قيمة النجاح تؤكد أنه كان ومازال وسيظل نجما، ورغم كل ذلك كان بعيدا عن عيون ووجدان من يكرمون ويمنحون الجوائز ودروع التكريم في المهرجانات المصرية خاصة مهرجان القاهرة السينمائي الذي كان هو الوحيد الذي يليق بقدره، لكن جاءت من الغريب كما يقول المثل وغدا يكرم النجم حسن يوسف في مهرجان دبي السينمائي الدولي عن مشواره الفني وهو تكريم يراه الفنان الكبير تقديرا كبيرا من الأشقاء ولم يفعلها الأبناء وقال: بالتأكيد سعيد جدا لأنني لمست رد الفعل علي عطائي الفني ومشواري بعد هذا العمر من مهرجان له كل الاحترام الدولي.. »يوسف» يبدأ فور عودته من دبي في قراءة سيناريو مسلسل جديد يقوم فيه بدور والد تامر حسني ويستعد لفيلم «حارس الرئيس» ويأمل الانتهاء من «جرح عمري» أمام النجمة سمير رمزي وكان هذا الحوار عن التكريم والفن والدستور ومصر التي يعشقها: في البداية سألت النجم الكبير عن مشاعر التكريم في مهرجان دبي؟ - قال: أراه شيئا يسعدني ويثلج صدري لأن الفنان أكثر شيء يسعده هورد الفعل الدولي عن أعماله وتكريمي في مهرجان دبي السينمائي لفتة طيبة وتقدير عظيم لم أنله من مهرجان القاهرة السينمائي للأسف وأري هذا التكريم صفعة لكل من تجاهلوني وتجاهلوا تاريخي ومشواري وعطائي، خاصة أن المرة الوحيدة التي طرحوا اسمي فيها للتكريم كان تكريما مشتركا مع النجم الراحل أحمد رمزي لكنه رفض، وبالتالي لم أتلق ردا من إدارة المهرجان وطويت الصفحة للأبد حتي جاء التكريم من دبي السينمائي. وأضاف: سمعت من أحد القائمين علي مهرجان القاهرة «رحمه الله» أنه كلما كان يتم طرح اسمي للتكريم يرفضه فاروق حسني وزير الثقافة وقتها وعندما قلت ذلك علي الهواء في برنامج «العاشرة مساء» مع وائل الابراشي عندما سألني عن عدم تكريمي بمصر وسردت هذه الواقعة اتصل بي الفنان فاروق حسنى وأقسم أنه بريء من هذه التهمة وربما كان هناك «لعب» من نائب رئيس المهرجان وقتها.. المهم أنني أعيش حالة سعادة كبيرة بهذا التكريم من مهرجان دبي وما سبقه من تكريم من مهرجان دمشق السينمائي في عام 2010. بعيدا عن التكريم كيف تري عودتك للسينما بعد 22 عاما من الغياب؟ - أكيد أراه شيئا مهما في مشواري وتقديرا كبيرا من فنان كوميدي محترم هو طلعت زكريا لأن فيلم «حارس الرئيس» من فكرته وتم إسناد كتابة السيناريو للمؤلف ناصر عبدالرحمن والإخراج مرشح له حتي الآن سعيد حامد، وهو من إنتاج محمد السبكي والفيلم يرصد مواقف قد تحدث لحارس الرئيس بشكل كوميدي فانتازي لكن كان اتفاقي مع صناع الفيلم عدم توجيه إهانات أو سخرية من شخص الرئيس الذي أقدمه أيا كان الفهم الذي قد يصل للجمهور عن شخصية الرئيس. لكن البعض يري أن دورك هو لشخصية الرئيس المعزول محمد مرسي؟ - الناس فهمت من شخصية الرئيس في فيلم «طباخ الرئيس» الذي قدمه طلعت زكريا أنها شخصية الرئيس مبارك لأنه الرئيس الذي عاصر الأحداث وتوج نجاح الفيلم بلقاء الرئيس مبارك لأنه الرئيس الذي عاصر الأحداث وتوج نجاح الفيلم بلقاء الرئيس مبارك بطلعت زكريا، وهو ما يراه طلعت حتي الآن تكريما وتقديرا من الرئيس الأسبق مبارك وتأكيدا أنه لم يغضب من شخصيته في الفيلم والآن نحن نقدم فيلما يرصد مرحلة معينة وظهوري فيه حتي الآن باللحية وبالتأكيد سيذهب عقل الجمهور فورا لشخصية الرئيس مرسي لكن أنا أري أنها لشخص أي رئيس لأن الأحداث كلها تركز بشكل كوميدي علي مواقف تحدث لحارس الرئيس ويتعرض لمواقف محرجة وبالتالي لن تكون هناك أية إهانة أو سخرية لشخص الرئيس أي كان فهم الجمهور له لذلك كان الفيلم كوميديا حتي يفهم الناس، أن الحدث الرئيسي هو المواقف التي قد تحدث وليس نقدا وتهكما علي شخصية الرئيس لأنني وصناع الفيلم نحترم الجميع وبصراحة سعيد بعودتي للسينما بعد 22 عاما خاصة في شكل كوميدي لأنها «سكني» من زمان وكان نفسي أقابل طلعت في التمثيل لأنه كوميديان هائل وكان بيننا مشروع مسلسل «ميراث الريح» للراحل محمد صفاء عامر الذي لم يتم حتي الآن للأسف. وماذا عن مشروعك الدرامي الجديد؟ - الحقيقة تلقيت ترشيحا من المنتج أحمد عبدالعزيز «رايت مار كينج» لدور البطولة أمام المطرب تامر حسني في مسلسل لم يتم الاتفاق علي اسمه حتي الآن تأليف محمد سليمان وإخراج إسلام خيري، ومازالت في مرحلة القراءة لكن بالتأكيد يهمني التواصل مع الجيل الجديد الذي يحمل قدرا كبيرا من النجومية والجماهيرية وسعيد باهتمام هذا الجيل بجيلي وإيمانه بخبرته وعطائه ونجوميته وأتمني أن أوفق في هذا العمل مع نخبة رائعة من جيل الشباب. وماذا عن «جرح عمري»؟ - هذا المسلسل للأسف توقف تصويره بسبب الأزمة المالية التي يمر بها المنتج شريف عبدالعظيم بعد أن قطعنا شوطا كبيرا في التصوير وهو عمل رائع سعدت بأنه جمعني بالنجمة سهير رمزي لكن للأسف العمل متوقف لضيق ذات التمويل. بعيدا عن السياسة كيف تري قانون التظاهر؟ - بصراحة أنا مندهش من الذين يرفضون هذا القانون ويعترضون عليه وهم في الأكثرية مثقفون وأنا أسألهم بصراحة: هل ترون أننا أكثر تحضرا من انجلترا وفرنسا وأمريكا؟ وهل الأمية عندنا أقل منهم فهم يطبقون قانون التظاهر ويحترمونه فلماذا تعترضون عليه في مصر ولماذا تخافون من قانون ينظم التظاهر بشكل محترم وسلمي ولماذا تريدونها فوضي ولماذا تخشون النظام والقانون؟ وأضاف: قانون التظاهر ليس اختراعا بل منقول عن دول متحضرة وراقية وأكثر منا تقدما وعلما وأمريكا التي تتشدق بالديمقراطية منذ 2001 لم ترفع قانون التظاهر أو الطوارئ، وأضاف «يوسف»: ألم يكف تظاهرا ونركز في العمل حتي نصل لانتخابات الرئيس والبرلمان ووقتها يمكن تعديل وتطوير أي قانون حتي الدستور نفسه، ألم يحن الوقت لنعيش في بلد يحترم شعبه وعمله بعض الشيء أم أن من يرفضون يريدونها فوضي وبلطجة. وقال «يوسف»: أنا مع القانون وعلينا أن نحترمه. سمعت أنك تنتقد الدستور في بعض النقاط لماذا؟ - بصراحة أنا كان لي ملاحظات علي لجنة الخمسين لأنها خلت بشكل غير طبيعي من أسماء خاصة في القانون والدستور مثل تهاني الجبالي والفقيه إبراهيم درويش والمستشار الزند ولجنة ليس بها هؤلاء تجعلني أقلق من وجود أهواء كان لهؤلاء أن يقفوا ضدها لكن في سبيل الاستقرار والنهضة والانطلاق للمستقبل لابد أن نقول «نعم» للدستور وبعدما يأتي البرلمان والرئيس المنتخب كل شيء قابل للتعديل كما قلت فهو ليس قرآنا. المهم نخطي هذه المرحلة الصعبة في مشوارنا لأن الديمقراطية لابد أن تمشي علي أشواك حتي تصل لبر الأمان خاصة أن مصر لها أعداء بالداخل والخارج مثلث محور الشر أمريكا وإسرائيل وتركيا وتابعتهم قطر ومازال مشروعهم لتقسيم مصر ل4 دويلات قائما ومشروع الشرق الأوسط الكبير حلم لم ينته، لذلك أنا لست مطمئنا لتدابير أمريكا وتظاهرها الخادع بالاعتراف بثورة 30 يونية كثورة وليس انقلابا. بصراحة شديدة كيف تري شخصية الرئيس القادم وسط كل هذه المخاوف؟ - أراه بكل وضوح وارتياح الفريق أول عبدالفريق السيسي لما يمتلكه من خبرة مخابراتية وعسكرية وهو الوحيد ورجاله من المخلصين جميعا بالقوات المسلحة الذي فطن لألاعيب أمريكا وأجهض حلمها وأجهض دسائس قطر وإسرائيل وتركيا، فهو الوحيد القادر علي إدارة هذه المرحلة للعبور بمصر من هذا المأزق ولنعتبرها مرحلة انتقالية ديمقراطية حتي تستقر الأوضاع وبعدها يسلم البلد لرئيس مدني لكن الآن الجميع من أعدائنا يشغلوننا في معارك داخلية تنهك قوي الجيش وبالتالي نكون مطمعا لأعدائنا، لأن الجيش المصري هو الوحيد الذي مازال متماسكا وقادرا علي أن يرهب أعداءه فبعدما دمروا العراق ويحاولون في سوريا وقضوا علي ليبيا ويعبثون في تونس بدعم إخواني لابد أن ننتبه ونترك الأنانية والتشدق بالديمقراطية التي لن تأتي إلا بالقوة الداخلية والخارجية، لأن هذا محور الشر مع الشريك التابع قطر تلعب ضد مصر وهي تؤوي الآن القاتلين والمتاجرين بدم الشعب مثل عاصم عبدالماجد وخالد عبدالله ويوسف القرضاوي الذي أدهشني وحيرني بشدة تحوله الرهيب الذي لم أكن أتصوره من رجل دين يحفظ القرآن ويعرف حدود دينه.