قالت الفنانة الهام شاهين خلال الحوار وفي حديثها عن مشوارها مع الفن: انا سعيدة بوجودي في الأهرام المسائي لانني احبها واحترمها وخالي محمد عياد كان صحفيا في الأهرام لذلك أشعر ان الأهرام المسائي بيتي. وأول مؤلف اشتغلت معه كان يوسف فرنسيس وكان كاتبا وصحفيا في الأهرام وقدمني في مسلسل تم تصويره بالطريقة السينمائية, سباعية للتليفزيون بعنوان قلوب في البريد مع إيهاب نافع, وليلي حمادة وكانت اول مرة امثل في حياتي, وكنت دائما احضر للأهرام لاذهب معه للتصوير, بالاضافة إلي ان الأهرام المسائي يتمتع بمصداقية ولايتحيز لاي اتجاه, وبعد ذلك قدمت امهات في المنفي, وفيلم العار, وبالنسبة للسينمائيات من جيلي يمكن انا الوحيدة التي تخرجت من المعهد العالي للفنون المسرحية قسم تمثيل وإخراج, وهناك خريجات كثيرات لكنهن اتجهن للمسرح اكثر, ومعظم الفنانات كن يعتمدن علي الموهبة فقط, لكني دائما أحب أن أدرس المجال الذي أعمل فيه, ولو لم اكن درست الفن لم أكن سأعمل فيه, واقول دائما للوجوه الجديدة انهم يجب أن يدرسوا, والدراسة أفادتني كثيرا فعند تقديم سيناريو لي استطيع ان أقول رأيي, واتحدث عن ابعاد الشخصية, والدراسة لاتعلم التمثيل لكنها تصقل موهبة الممثل, وتجعله فاهما جميع الخيوط الفنية, فمثلا بما أني قسم تمثيل واخراج فأستطيع ان أعمل بالإراج, وافهم فيه جيدا, وأستطيع ان احكم علي المخرج الذي أعمل معه, كما اني درست في المعهد موسيقي,ومكياج, وديكور, والمكياج هام جدا فالشكل الخارجي مهم جدا ففي50% من نجاح الممثل يعتمد علي الشكل الخارجي, و50% الأخري اداء, فمهما كان الاداء جيد والشكل لايصدق مثل من تستيقظ من النوم بالمكياج, ونحن نعاني هنا من قصور في هذه التفاصيل, واحيانا يحرج المخرجون من تنبيه الفنان أو النجمة, وعلي المخرج ان يتدخل في جميع التفاصيل فإذا النجم اخطأ مهما كانت قيمته يجب ان يوجهه وتعلمنا ان هناك قائدا واحدا للعمل, ودراستي أفادتني فحين نطلب في لجان التحكيم في المهرجانات الدولية والمحلية, وصادفت كثيرا ان اكون عضوا في لجان تحكيم, ومرات كنت رئيسة لجنة تحكيم, وفي مهرجان الرباط بالمغرب كنت أصغر رئيسة لجنة التحكيم ولم اعلم إلاوانا هناك, فكيف أستطيع إدارة لجنة تحكيم تضم سينمائيين,ونقادا, وباحثين سينمائيين, ومخرجين, من دول كثيرة, فحتي نستطيع أن نكون مشرفين لمصر يجب أن يعرف كيف يحلل عمل فني, ويفهم معني النقد الفني, والإخراج, والسيناريو, والديكور, والموسيقي, والمكياج, ولو مسرح يكون فاهما في الحركة علي المسرح, وفن الباليه, والفن التشكيلي, لذلك لايجب الأعتمادعلي الموهبة فقط, والدراسة ساعدتني في مشواري الفني, وفي المظهر الحضاري للفنان حين يمثل بلده, وهناك فنانين موهوبون جدا لكن حين يظهر في برنامج تجد الجمهور والنقاد يقوله ياليته ماتحدثو وانا مثلت مصر في لجان تحكيم تقريبا15 مرة, وحصلت علي جوائز تعدت المائة جائزة, وعندي غرفة من السقف للأرض مليئة بالجوائز, وأطلقت عليها غرفة الجوائز, وكثر وقت ممتع بالنسبة لي هو عندما أجلس في هذه الغرفة وأتذكر ذكريات كل جائزة. اخر فيلمين كانوا قبل الثورة وهم خلطة فوزية وكان من انتاجي, وفيلم واحد صفر الذي قام بعمل طفرة في تاريخ السينما المصرية, ومهرجانات العالم احتفت به, وحصل في مهرجان الاسكندرية السينمائي الدولي علي8 جوائز, ومهرجان اوسكار السينما المصرية7 جوائز, فإجمالي الجوائز في مصر كانت25, وخارج مصر مثلهما, الفيلم ذهب إلي23 مهرجانا دوليا, وآخر مهرجان كان في روسيا قطر ستان وكان مهرجانا مشرفا, وهو مهرجان للدول الإسلامية والذي كان يسلم جوائز المهرجان هو مفتي روسيا مرتديا الزي الديني, وبجواره رجل دين مسيحي, وكانوا يستقبلون ضيوف المهرجان, وهو مهرجان للأفلام التي تقدم قيما عظيمة للمجتمعات من الدول الإسلامية وفيلمنا رغم عدم تصوري حصوله علي جائزة إلا أنه حصل علي جائزة لجنة التحكيم الخاصة وهي من أهم الجوائز, وقلت لهم وانا اتسلم الجائزة الخمسين للفيلم, ولاأستطيع ان أصف مدي سعادتي وفخري حين كون خارج مصر في مهرجان دولي ويتم النداء علي اسم الجائزة ويقال في الاول أسم مصر وفي مرات كثيرة تتساقط دموعي فرحا. وفي قوانين المهرجانات جائزة لجنة التحكيم الخاصة هي الاهم فمثلا جائزة فضل فيلم تكون بالتصويت داخل لجنة التحكيم, اما لجنة التحكيم الخاصة لابد أن تكون بإجماع اللجنة, ومعرفة قيمته في المهرجانات الدولية, ونحن في مصر لانقدر قيمتها حتي اني حين حصلت في احدي المرات علي جائزة لجنة التحكيم قلت لماذا لم أحصل علي جائزة أفضل ممثلة لأن هذا هو العرف في مصر. واشعر بسعادة بالغة حين اكون غير متوقعة لجائزة, وأن فيلما يحصل علي50 جائزة فأنها سابقة لم تحدث في العالم, فلا يوجد فرع في الفيلم لم يحصل علي جائزة. أما فيلم خلطة فوزية فكان انتاجي وأنتجته ردا للجميل للسينما المصرية وكان هذا احساسي في هذه اللحظة, وعرضت الفيلم علي أكثر من منتج وكانوا جميعا يتدخلون في الفيلم, ويرغبون في تحويله لكوميدي خاصة أن قماشة الفيلم كانت تسمح بذلك, عن طريق جعل فوزية بطلة الفيلم تتزوج اكثر من مرة من شباب صغير وهذا كان سيغير معني الفيلم, واحيانا المنتجون لايفكرون إلا في المكسب فقط, وفي الحقيقة أنا رفضت, وفي لحظة قررت ان اقوم بإنتاجه, والفيلم كان معروضا علي في البداية كممثلة فقط, وطلبت من المخرج ان يكون الفيلم فنيا بالدرجة الأولي بعيدا عن الكوميديا, والأفيش, وان يكون الفيلم مشرفا لاسم مصر ولو خسرت الفلوس التي انتجت بها الفيلم فالسينما هي التي اعطتها لي, وانا فخورة ان يكون في سيرتي الذاتية اني انتجت هذا الفيلم للسينما المصرية, كنت أقول أني أقدمه هدية للسينما في الوقت الذي كنا لانجد فيلما يمثلنا في المهرجانات, والسينما كانت وصلت لمرحلة أن هناك أفلاما كثيرة وتحقق إيرادات كبيرة لاترقي ان تمثلنا في مهرجانات دولية. وسافرنا بخلطة فوزية17 مهوجان وحصلت علي جائزة أفضل ممثلة11 مرة, وذلك بخلاف الجوائز التي حصلت عليه عنه الإنتاج. وحول الفرق بين السينما زمان, والان قالت ألهام شاهين: لم أحمل الحاكم مسئولية ماحدث, ولكن هذه الأصوات ظهرت بعد حكم الأخوان, والشيخ لم يهاجمني علي فني وأدواري, لكنه هاجمني علي ارائي, وتطرق بعد ذلك لأدواري, وذلك بسبب رأيي في برنامج انا والعسل مع نيشان حين قلت ان لا احد يستطيع ان يمنع اعمالنا الفنية, والشيخ لايستطيع ان يقينا؟ كما اني لاأستطيع ان أقيمه, وكل منا يركز في عمله ومجاله, وهناك أشخاص أشعر بالضيق نحوهم وهم من هاجموا الاديب الكبير نجيب محفوظ, والفنان عادل أمام, والفنانة هالة فاخر, والفنان نور الشريف, وقلت في الحلقة اني لست خائفة علي الفن, واننا سنتصدي لهم, ونكمل مشوارنا, لنا أجهزة مسئولة عن محاسبتنا وهي وزارة الثقافة, والرقابة علي المصنفات الفنية, لكن لايوجد رجل دين يستطيع أن يقول هذا العمل يصرح به اولا. وأطلب من الصحافة عدم ذكر اسم هذا الرجل الذي سبني صورة في صدر صفحاتهم وعدم استضافته في البرامج حتي لايتصور انه أصبح مهما وصاحب قضية وحتي لايقلده آخرون, الآن أصبح كل من يريد الشهرة ويريد أن يعرفه الناس يلجأ إلي سب أي نجم أو أي شخصية مشهورة ولها دور مهم في المجتمع ليظهر علي الساحة ويكون محل اهتمام الإعلام بكل أنواعه. مارأيك في الفن بشكل عام والسينما بشكل خاص؟ السينما بالذات تحمل الفن والصناعة والتجارة وللأسف أصبحنا لانعرف الجمع بين الثلاثة, فعندما نقدم فنا نبتعد عن التجارة وإذا قدمنا تجارة لانستطيع تقديم صناعة أو فن, لابد من الرجوع إلي الجمع بين الثلاثة لو أردنا تقديم سينما جيدة, وللأسف يرجع هذا إلي التوزيع حيث كنا نعتمد علي التوزيع في دول الخليج ولكنها أصبحت تبتعد عن الأفلام المصرية ويرفضون شراءها وقالوا أن الفيلم المصري تراجع ولهذا بدأ التقليل من تكلفة الأفلام فخرج بشكل غير لائق به, أيضا الحمهور تغير وغاب الجمهور الواعي الناضج وأصبح جمهور السينما من الأطفال الشباب الذي يبحث عن الترفيه وانصرف الكبار عن السينما الجادة وبدأت السينما توجه مجهودها ناحية الكوميدي ولكن لاننكر أن هذا النوع من الأعمال مطلوب خاصة في الظروف التي مرت بها مصر في السنوات الأخيرة. وهل تتفاءلين خلال الفترة القادمة علي الفن والسينما..؟ في الفترة القريبة لايوجد لدي أي تفاؤل, السينما مرآة للواقع ونحن أصحاب واقع مرير. ومايحدث الآن بظني هدفه إلهاء الناس عن مطالبهم واحتياجاتهم الحقيقية. لماذا هذا التشاؤم بعد ثورة عظيمة قام بها أبناء مصر..؟ كنت متفائلة بالثورة حتي11 فبراير ولكن ماحدث في المرحلة الانتقالية من سوء في الإدارة في وقت كنا نستطيع فيه الانتقال بشكل حضاري لدولة مدنية وتوفير كل هذا الدم واستشهاد عدد كبير من أبناء مصر ولكن للأسف حدث العكس وتسرب الحقد. شارك في الندوة:خالد عيسي ناهد خيري إنجي سمير أميرة العادلي