جعل من الكلمة وطنًا وسكنًا.. والقراءة والكتابة عنده كانتا علاجًا للأرق وأداة للتوازن ظل سنوات عاشقا للسيجارة ثم كرّس بقية حياته لمحاربة التدخين.. وحواره مع فاروق الفيشاوى بداية حملات مكافحة الهيروين صلاح دياب: كنت أعمل بمشورته دائما.. وعندما تعرضت لمضايقات لم يُسخّر قلمه مطلقا للدفاع عنى.. ودائما ينحاز للحقيقة حواره مع توفيق الحكيم أكبر خبطة فى حياته الصحفية.. ودوره بطولى فى حل أزمة «حوار مع الله» أحمد بهجت أول من مد له يده فى عالم الصحافة.. وفتح أمامه بابا جديدا تعلم من الأستاذ هيكل أن يجلس خلف مكتبه وهو يرتدى البدلة والكرافتة ثم يكتب رحلات صلاح منتصر حول العالم لم تكن للنزهة وحدها بل كانت كنزًا صحفيا حقيقيا
فى مستهل كتابها «سنوات مع صلاح منتصر الإنسان.. الزوج.. الصحفى المستقل»، الصادر عن دار الشروق، تختار منى سعيد الطويل أن تبدأ بإقرار بسيط فى عباراته، عميق فى دلالاته، إذ تشير إلى أن زوجها الصحفى الراحل صلاح منتصر، رغم مسيرته الصحفية الثرية التى امتدت لسبعين عامًا، لم يترك مذكرات شخصية توثّق تجربته. ومع ذلك، بدا فى أيامه الأخيرة راغبًا فى أن تُروى قصته «قصة الصحفى والإنسان»، للأجيال القادمة. فكانت هذه الصفحات، التى جمعتها زوجته، محاولة لملء ذلك الفراغ، حيث تتقاطع السيرة الذاتية بالذاكرة الصحفية فى سرد دافئ وإنسانى، يكشف عن ملامح رجل وإرث مهنى طويل، بقدر ما يكشف عن زمن بكامله. فى الصفحات الأولى للكتاب، تروى منى الطويل مشروعها: أن يُقسَّم الكتاب إلى ثلاثة أجزاء؛ الأول على لسانها لتروى قصة لقائها بصلاح ورحلة حياتهما المشتركة، والثانى ليجمع محطات من سيرته كما رواها بنفسه أو خطها فى مقالاته، أما الثالث فيرصد القضايا والشخصيات التى شكلت عالمه المهنى. ما تقدمه هنا ليس مجرد كتاب، بل محاولة واعية لتحويل التجربة الخاصة إلى شهادة عامة عن رجل عاش للصحافة وبالصحافة. علاف الكتاب
وتستشهد منى بفكرة طالما شغلت صلاح منتصر فى سنواته الأخيرة: إقامة متحف صحفى، يجمع تراث العمالقة الذين مرّوا على الصحافة المصرية، فقد كان يؤلمه أن الإهمال الذى تلاقيه مقالاتهم وأوراقهم بينما هى فى حقيقتها كنوز فكرية تستحق أن تُعرض وتُصان. كانت الفكرة بالنسبة له مشروعًا ثقافيًا ووطنيًا، يتجاوز حدود التوثيق إلى صناعة ذاكرة جماعية تحفظ تاريخ المهنة. الكتاب يرسم ملامح أولى لرحلة صلاح منتصر: صحفى لم يكتب سيرته بيده، لكن سيرته مكتوبة فى وعى قرائه ومقالاته ومشاريعه المؤجلة. وهنا تتجلى قيمة الكتاب؛ ليس فقط كوثيقة حب ووفاء من زوجة، بل كجسر يربط بين تجربة إنسانية خاصة وبين إرث صحفى يستحق أن يُقرأ ويُتأمل. وقدم للكتاب المهندس صلاح دياب رجل الأعمال ومؤسس جريدة المصرى اليوم، قائلا: «كنت أعمل بمشورته دائما بلا جدال.. لأننى أدرك تماما أنه موضوعى ولا يستهدف سوى نجاح التجربة الوليدة (يقصد جريدة المصرى اليوم). وبالفعل، كانت آراؤه ومقترحاته سديدة، تعكس عقلا صحفيا متفردا، ورؤية مهنية وراءها سنوات طويلة من التجربة والتميز. وعندما تعرضت لمضايقات من الدولة، لم يُسخر قلمه مطلقا للدفاع عنى رغم قربى منه. كان دائما له رأيه الأمين والمخلص الذى لا ينحاز إلا للحقيقة والواقع». وقبل الدخول فى عالم الكتاب نتذكر أن أجيالا كاملة تعرفت على صلاح منتصر من خلال مناهج التعليم الرسمية ومقاله عن مكافحة التدخين «أنت سيد قرارك». وهى فرصة جيدة للتأكيد أن الأدب والصحافة يجب أن يمثلا فى مناهج التعليم المصرية، خاصة لأقلام مؤثرة مثل الكاتب الكبير صلاح منتصر بدلا من الموضوعات غير الممتعة وغير المهمة الموضوعة فى بعض مناهج التعليم التى بسببها ينفر التلاميذ ويكرهون العملية التعليمية. ولعل الجزء الختامى من الكتاب والذى يحمل عنوان «فى رثاء عدو التدخين وصاحب مجرد رأى» من مصطفى الفقى وفاروق جويدة ومرسى عطالله ورجب البنا وغيرهم يوضح لنا أهمية هذا الكاتب فى تاريخ الصحافة المصرية.
إبراهيم المعلم وبجواره صلاح منتصر وعادل إمام ومحمد حسنين هيكل ومصطفى الفقي
ثلاثة مشاريع عظيمة فى شقة الزمالك، وقبل أسابيع قليلة من الرحيل، حيث كان صلاح منتصر محاطًا بأولاد أخيه والأحفاد، وبينما كان يستعد للمغادرة بعد أن صارحه كبار الأطباء بأنه «لا أمل فى شفائه»، نطق بكلمته المؤثرة: «أعتقد أنّه تَجَمُّعنا الأخير»، ثم راح يروى باستفاضة وبصوت واهن لكن بذاكرة جيدة عن طفولته المبكرة فى دمياط وعن بيت أبيه فى حى شبرا وحكايات جمعته بأخيه الأكبر مصطفى. لقد كانت هذه اللحظة، التى تبعها تسجيل ابنة شقيقه لحديثه العفوى عن حياته وصراحته حول أخطائه. لقد فهمت الزوجة الرسالة حينها، وأيقنت أن عليها تحقيق تلك الأمنية التى اعتقدت أنه أرادها أو على الأقل سيكون سعيدًا بإتمامها: وهى جمع كل ما كُتب هنا وهناك عن فصول ومحطات فى حياته من البداية للنهاية بين دفتى كتاب. وهذا الكتاب «صلاح منتصر.. الإنسان.. الزوج.. الصحفى المستقل»، هو نواة ضمن ثلاثة مشاريع عظيمة ارتأت منى الطويل زوجة الراحل الكاتب الكبير صلاح منتصر، أنها يجب أن تُنجز لتكون بمثابة «الصدقة الجارية والوقف الخيرى عن روحه». فأول هذه المشاريع وأكثرها توثيقا هو الكتاب الذى بين أيدينا، وهو يغطى مسيرة زواجهما، وينقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية: الجزء الأول: يروى سيرة الزوجة وكيف بدأت قصة تعرفها على صلاح منتصر والجزء الثانى: يركز على المحطات الشخصية والمقالات الذاتية مستفيدًا من مقالاته المنشورة. أما الجزء الثالث فيتناول أبرز القضايا والشخصيات التى اهتم بها فى مشواره الصحفى الممتد لأكثر من 70 عاما. وعقب الانتهاء من هذا العمل التوثيقى، يأتى المشروع الثانى فى الأهمية والتنفيذ، وهو مشروع المتحف، تنفيذًا لرغبة كتب عنها صلاح منتصر فى عموده الشهير «مجرد رأى»، وقد وصفته الزوجة ب«الأصعب بين المشاريع»، وتكمن صعوبته فى كونه يحتاج إلى تمويل ومشاركة من عدة جهات حكومية ونقابة الصحفيين والهيئة الوطنية للصحافة»، والأهم أنه يتضمن جمع «نماذج من مقالات لكبار الكتاب والمفكرين بخط أيديهم» ليصبح متحفًا يليق بقامات الصحافة. فيما يأتى المشروع الثالث فهو الأرشيف والمكتبة: ويتمثل فى إهداء مكتبته الشخصية والعامة ومقتنياته إلى إحدى المكتبات الجامعية أو العامة. شريطة أن يتم المحافظة على مقتنيات المكتبة كما هى وعرضها فى ركن خاص بها، لا أن توزع وتتفرق الكتاب والمقتنيات هنا وهناك». وتحت عنوان «ثلاثية شبرا ودمياط والتوفيقية الثانوية: مجرد بدايات»، تكتب منى الطويل عن نشأة صلاح منتصر وكأنها تمسك القلم لتستعيد ملامح التكوين الأول. وتبين أن ثلاث محطات شكلت شخصيته فى مزيج فريد من الجذور والوعى والانفتاح. ففى دمياط استمد الجدّ والمثابرة، وفى شبرا تشرّب التنوع والاختلاط، أما مدرسة التوفيقية الثانوية فكانت بوابة لاكتشاف شغفه بالكتابة والفكر. وتقدم صفحات الكتاب تفاصيل ثرية من حياتها مع الكاتب الكبير الراحل، حيث يختلط اليومى بالاستثنائى فى سرد إنسانى محمل بالذكريات؛ إذ تحكى عن بدايات حياتهما المشتركة ورحلة شهر العسل إلى جنوب إفريقيا، ثم عن سلسلة رحلات بحرية «كروز» جابت قارات العالم تقريبًا، بصحبة أصدقاء مقربين، كانت فرصة لمشاهدة كنوز الطبيعة وتجارب إنسانية فريدة.
صلاح منتصر ومنى الطويل يوم عقد قرانهما عام 1993
وتحكى الكاتبة عن رحلاتها مع صلاح، ومنها رحلتهما إلى شرم الشيخ فى نهاية التسعينيات للاحتفال بعيد ميلادها، حين حاولت ممارسة رياضة الغوص، لكن التجربة كشفت عن خوف دفين لدى زوجها من الغرق أو ما يُعرف ب أكوافوبيا. هذا الموقف البسيط، على طرافته، يكشف جانبًا إنسانيًا هشًا لدى الكاتب الذى طالما بدا قويًا وصلبًا فى مقالاته. وترى منى أن رحلات صلاح لم تكن للنزهة وحدها، بل كانت كنزًا صحفيًا حقيقيًا؛ إذ كان يعود منها محمّلًا بالانطباعات والأفكار التى تتحول إلى مقالات نابضة بالحياة تتشر فى الصحف والمجلات العربية، بالإضافة إلى كتبه عن السياحة والسفر وهما: «رحلتى إلى آخر العالم»، و«رحلاتى بين الماء والسماء». وفى جانب آخر، تسرد منى قصة الهدية التى غيرت عادة صلاح فى الكتابة؛ إذ أهدته أول جهاز لاب توب خلال زيارة لها إلى الولاياتالمتحدة، فاعتبر الأمر تحديًا وتعلم استخدامه بإصرار، لينتقل من الورق والقلم إلى الكتابة الإلكترونية، محتفظًا بروحه الدقيقة فى التوثيق والأرشفة. وهكذا تكشف هذه القصص وغيرها عن وجه آخر لصلاح منتصر: الزوج المحب، والصحفى الذى يرى فى السفر مادة للحياة والكتابة، والإنسان الذى لا يخجل من لحظات ضعفه، بل يحوّلها إلى دروس صادقة تضىء سيرته. ومن بين أكثر الصفحات دلالة فى كتاب «سنوات مع صلاح منتصر» تلك التى تكشف طقوسه مع الكتابة. فتروى زوجته كيف أنه فى لحظات الأرق، كان يترك فراشه متجهًا إلى مكتبه، مبررًا لمنى أن الأفكار تزاحمه فى رأسه ك«شنيور» لا يتوقف عن الحفر. كانت مزحة يرددها بابتسامة، لكنها فى جوهرها تعبير عن علاقة مركبة بالكتابة، إذ لم تكن بالنسبة له عملًا يُؤدى فى ساعات محددة، بل حياة كاملة تلاحقه فى الليل والنهار. القراءة والكتابة عنده كانتا علاجًا للقلق وأداة للتوازن، حتى إن منى نفسها وجدت فى الكتب ملاذًا حين يطاردها الأرق، مستلهمة عادته. وتزداد صورة الانضباط وضوحًا فى مشهد آخر روته تحت عنوان «الكتابة بالبدلة والكرافتة». فعلى الرغم من تقاعده، كان صلاح يبدأ يومه كما لو أنه ذاهب إلى مكتبه فى الأهرام؛ حمام الصباح، ثم بدلة أنيقة وربطة عنق. وحين استغربت منى هذه الطقوس، أجابها بأنها عادة تعلمها من الأستاذ هيكل، وأنها أسلوب حياة يحافظ به على احترام المهنة والقراء. كانت الكتابة عنده موعدًا رسميًا لا يجوز التعامل معه باستهانة، بل يحتاج إلى حضور كامل وهيئة تعكس جدية الموقف، فتقدم السطور صورة فريدة لصلاح منتصر: الكاتب الذى جعل من الكلمة وطنًا وسكنًا، ومارسها بجدية المحترف وشغف العاشق معًا. الكتاب يقدم قراءة معمقة ليست فقط لحياة صلاح منتصر، بل لاستراتيجية تنفيذ إرث ثقافى متكامل بدأته زوجته وفاءً لرسالة لم تُكتب، ولكنها فُهمت. قضايا بارزة قدمها صلاح منتصر وفى الجزء الخاص الذى يحمل عنوان «قضايا» نتعرف أكثر على اشتباك منتصر مع قضايا وأزمات عديدة، منها «محاربة التدخين» وهى القضية الإنسانية الأهم والأشهر فى حياته رغم أن الكتاب يؤكد نقطة فارقة: «لا يعرف الكثيرون أن الرجل الذى كرّس جزءا كبيرا من حياته وإنتاجه الصحفى لمحاربة التدخين، والتركيز على أضراره الكبيرة على الصحة، وتم تكريمه من منظمة الصحة العالمية ضمن الرموز المحاربة للتدخين، ظل سنوات طويلة عاشقا وعبدا للسيجارة ثم السيجار». وقضية أخرى مهمة هى حكاياته مع فاروق الفيشاوى والهيروين وكيف أجرى حوارا جريئا مع الفنان المشهور الذى اعترف له أنه مدمن وعبد للهيروين وكان يدفع 600 جنيه يوميا ثمنا ل 2 جرام من المخدر القاتل. صلاح منتصر في حواره مع فاروق الفيشاوي بمجلة أكتوبر
ويتناول الكتاب فصلا عن مساندته للصحافة الجديدة ومبررات رفضه مغامرة «المصرى اليوم» وتؤكد الكاتبة منى الطويل أن منتصر لم يتحمس فى البداية لتأسيس جريدة المصرى اليوم بل إنه حرض أصدقاء مشتركين ضد مشروع صلاح دياب إلا أنه فيما بعد أصبح واحدا من كتّاب الجريدة بل حجز مساحة ثابتة فى صفحتها الأخيرة. وفى الفصل الذى يحمل عنوان: «شاهد رئيسى فى أزمة حوار مع الله» الحوار الأخير مع توفيق الحكيم والذى يعتبر أن الحوار معه أكبر خبطة صحفية فى حياته، وكان لصلاح منتصر أحد أدوار البطولة فى مواجهة الحملة القوية من داخل مصر وخارجها ضد توفيق الحكيم بسبب مقالاته «حديث مع الله» وكيف تدخل صلاح منتصر ليجعل عنوان المقال «حديث إلى الله»، خاصة الحكيم طلب من منتصر: «رجائى أن تفعل فى المقال ما تريد أرجوك مش عاوز حد يفهمنى غلط.. صحيح أنا واثق أن ربنا فاهمنى وفاهم نواياى، لكن زى ما بتقول لازم نراعى الشكل». صلاح منتصر خلال حواراته مع توفيق الحكيم عام 1984
اسمه فى قوائم الشرف ينطلق الكتاب من تجربة الكاتبة نفسها، وهى تبحث فى سيرة زوجها الراحل صلاح، لتجد أن اسمه حاضر فى «قائمة الشرف» لمدرسة التوفيقية العريقة. لم يكن هذا الاكتشاف مجرد معلومة عابرة، بل نافذة أوسع تطل على تاريخ مدرسة أنجبت رموزا شكلوا وجدان مصر الحديث. التوفيقية، التى خرج من صفوفها رؤساء وزراء مثل عبد الخالق ثروت باشا وأحمد ماهر باشا ومحمد محمود باشا، وقادة سياسيين وعلميين كالفريق أول يوسف صبرى أبو طالب والدكتور رفعت المحجوب والدكتور صبحى عبد الحكيم، لم تقتصر إنجازاتها على المجال السياسى وحده. بل أهدت مصر أيضا أعلام الفكر والأدب والاقتصاد مثل طلعت حرب، جمال حمدان، أحمد زكى باشا، والشاعر أحمد زكى أبو شادى. وفى وسط هذه الأسماء يرد اسم صلاح، كامتداد لروح المدرسة التى غرست فى خريجيها الانتماء والتميز. ويكتسب النص بعدا إنسانيا خاصا حين يتوقف عند العلاقة التى ربطت صلاح بالكاتب الصحفى الكبير أحمد بهجت، أحد أبرز خريجى التوفيقية. كان بهجت أول من مد له يده فى عالم الصحافة، فنشر له مقالاته وفتح أمامه بابا جديدا، فى لفتة ظل صلاح يذكرها بتقدير بالغ. لم تكن العلاقة مهنية بحتة، بل صداقة تقوم على الثقة والإخلاص، لتصبح جزءا أصيلا من رحلته فى الكتابة والحياة. هكذا تتقاطع مسيرة صلاح مع تاريخ التوفيقية ورجالاتها، ليظهر النص كتوثيق مزدوج: ذاكرة شخصية تروى أثر المدرسة فى حياة الفرد، وذاكرة وطنية تكشف كيف صنعت التوفيقية جيلا كاملا من الساسة والمفكرين والأدباء.
فى الحلقة القادمة: ● مواقفه من السلام والتطبيع.. وكيف يرى جمال عبد الناصر وشهادته عن سنوات الانتصار والانكسار ● علاقته مع السادات وزوجته جيهان وعتاب عن الديمقراطية ● شهادته عن سنوات حكم مبارك ● حديثه عن هيكل أستاذه فى كل المراحل واعتراف بفضل مصطفى أمين