تعطيل العمل وتأجيل الامتحانات.. جامعة جنوب الوادي: لا خسائر جراء العاصفة التي ضربت قنا    بعد التوقف والمنع.. افتتاح موسم الصيد ببحيرة البردويل في شمال سيناء    تنفيذ 15 قرار إزالة تعديات على أملاك الدولة بمساحة 2858 مترا بكفر الشيخ    «هوريزاون الإماراتية» تتنافس على تطوير 180 فدانا بالساحل الشمالى    سؤال برلماني عن أسباب عدم إنهاء الحكومة خطة تخفيف الأحمال    آلاف المتظاهرين يطالبون رئيس الوزراء الإسباني بعدم تقديم استقالته    استهداف إسرائيلي لمحيط مستشفى ميس الجبل بجنوب لبنان    رئيس فلسطين يصل الرياض    رجال يد الأهلي يحقق برونزية كأس الكؤوس الإفريقية    طارق يحيى مازحا: سيد عبد الحفيظ كان بيخبي الكور    المصريون يسيطرون على جوائز بطولة الجونة الدولية للاسكواش البلاتينية للرجال والسيدات 2024 PSA    أمطار رعدية ونشاط للرياح.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأحد    قرار بحبس متهمين في واقعة "حرق فتاة الفيوم" داخل محل الدواجن    الاثنين والثلاثاء.. ياسمين عبد العزيز تحتفل بشم النسيم مع صاحبة السعادة    أحمد كريمة: شم النسيم مذكور في القرآن الكريم.. والاحتفال به ليس حرامًا    بالفيديو .. بسبب حلقة العرافة.. انهيار ميار البيبلاوي بسبب داعية إسلامي شهير اتهمها بالزنا "تفاصيل"    مجلة رولنج ستون الأمريكية تختار «تملي معاك» لعمرو دياب كأفضل أغنية عربية في القرن ال 21    خبيرة أبراج تحذر أصحاب برج الأسد خلال الفترة الحالية    رامي جمال يتخطى 600 ألف مشاهد ويتصدر المركز الثاني في قائمة تريند "يوتيوب" بأغنية "بيكلموني"    رئيس الوزراء الفرنسي: أقلية نشطة وراء حصار معهد العلوم السياسية في باريس    غدا انطلاق معرض وتريكس للبنية التحتية ومعالجة المياه بمشاركة 400 شركة بالتجمع    وزير الرياضة يشهد مراسم قرعة نهائيات دوري مراكز الشباب | النسخة العاشرة    مصر ترفع رصيدها إلى 6 ميداليات بالبطولة الإفريقية للجودو بنهاية اليوم الثالث    إنجازات الصحة| 402 مشروع قومي بالصعيد.. و8 مشروعات بشمال سيناء    «صباح الخير يا مصر» يعرض تقريرا عن مشروعات الإسكان في سيناء.. فيديو    التحالف الوطني للعمل الأهلي.. جهود كبيرة لن ينساها التاريخ من أجل تدفق المساعدات إلى غزة    "اكسترا نيوز" تعرض نصائح للأسرة حول استخدام ابنائهم للانترنت    الإمارات تستقبل دفعة جديدة من الأطفال الفلسطينيين الجرحى ومرضى السرطان.. صور    رئيس جامعة جنوب الوادي: لا خسائر بالجامعة جراء سوء الأحوال الجوية    الشرطة الأمريكية تفض اعتصام للطلاب وتعتقل أكثر من 100 بجامعة «نورث إيسترن»    بالتعاون مع فرقة مشروع ميم.. جسور يعرض مسرحية ارتجالية بعنوان "نُص نَص"    خطة لحوكمة منظومة التصالح على مخالفات البناء لمنع التلاعب    فوز أحمد فاضل بمقعد نقيب أطباء الأسنان بكفر الشيخ    "بيت الزكاة والصدقات" يستقبل تبرعات أردنية ب 12 شاحنة عملاقة ل "أغيثوا غزة"    بيريرا ينفي رفع قضية ضد محمود عاشور في المحكمة الرياضية    الكشف على 1670 حالة ضمن قافلة طبية لجامعة الزقازيق بقرية نبتيت    حكم واجبية الحج للمسلمين القادرين ومسألة الحج للمتوفين    النقض: إعدام شخصين والمؤبد ل4 آخرين بقضية «اللجان النوعية في المنوفية»    بالصور| "خليه يعفن".. غلق سوق أسماك بورفؤاد ببورسعيد بنسبة 100%    وزير التعليم ومحافظ الغربية يفتتحان معرضًا لمنتجات طلاب المدارس الفنية    أهمية وفضل حسن الخلق في الإسلام: تعاليم وأنواع    علي الطيب يكشف تفاصيل دوره في مسلسل «مليحة»| فيديو    قائمة باريس سان جيرمان لمباراة لوهافر بالدوري الفرنسي    الصحة: فرق الحوكمة نفذت 346 مرور على مراكز الرعاية الأولية لمتابعة صرف الألبان وتفعيل الملف العائلي    سياحة أسوان: استقرار الملاحة النيلية وبرامج الزيارات بعد العاصفة الحمراء | خاص    استمرار حبس عاطلين وسيدة لحيازتهم 6 كيلو من مخدر البودر في بولاق الدكرور    وزيرة التضامن توجه تحية لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير بسبب برنامج المكفوفين    حصيلة تجارة أثار وعُملة.. إحباط محاولة غسل 35 مليون جنيه    السيسي يتفقد الأكاديمية العسكرية بالعاصمة الإدارية ويجري حوارًا مع الطلبة (صور)    مستشار الرئيس الفلسطيني: عواقب اجتياح رفح الفلسطينية ستكون كارثية    متصلة تشكو من زوجها بسبب الكتب الخارجية.. وداعية يرد    بعد فتح التصدير.. «بصل سوهاج» يغزو الأسواق العربية والأوروبية    «السياحة»: زيادة رحلات الطيران الوافدة ومد برنامج التحفيز حتى 29 أكتوبر    أبو الغيط: الإبادة في غزة ألقت عبئًا ثقيلًا على أوضاع العمال هناك    هل يوجد تعارض بين تناول التطعيم وارتفاع حرارة الجسم للأطفال؟ هيئة الدواء تجيب    أفضل دعاء تبدأ وتختم به يومك.. واظب عليه    وزير الخارجية يتوجه إلى الرياض للمشاركة في أعمال المنتدى الاقتصادي العالمي    إشادة دولية بتجربة مصر في مجال التغطية الصحية الشاملة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الرجل الغامض .. رهان علي الهزيمة
طارق الشناوي يكتب:
نشر في صوت الأمة يوم 10 - 10 - 2010

لم أستطع أن أستوعب علاقة هذا الاسم "الرجل الغامض بسلامته" بالفيلم الذي يلعب بطولته "هاني رمزي".. بمجرد أن تستمع إلي هذا المقطع سوف تتذكر علي الفور "سعاد حسني" وهي تغني لحسين فهمي "يا واد يا تقيل يا مجنني" هذه الأغنية التي كتبها "صلاح جاهين" ولحنها "كمال الطويل" حتي تصل إلي "الرجل الغامض بسلامته متخفي بنظارة" وتسأل ما هي العلاقة بين "هاني رمزي" و "حسين فهمي" الأول "كوميديان" والثاني "جان" وفيلم "هاني رمزي" لا علاقة له من قريب أو بعيد بخللي بالك من زوزو وأغلب الظن أنهم كانوا حائرين في اختيار عنوان فلم يجدوا إنقاذاً للموقف سوي هذه الجملة التي لا تعني شيئاً.. هذا الفيلم ظل متعثراً بضعة أشهر ربما بسبب مشكلات إنتاجية.. ولهذا تم استكمال تصويره علي مراحل متعددة كان السؤال وقتها هل يستطيع "الرجل الغامض" الصمود في أفلام الصيف مع أفلام كبار نجوم الشباك أم أن الملعب الأساسي له هو العيد وهكذا انتقل في اللحظات الأخيرة إلي أفلام العيد
. أري دائماً نجم الكوميديا يتحسس خطواته في اختيار الطريق وفي العادة وطبقاً لحالة السينما المصرية فإن القرار يملكه نجم الفيلم ويحدد مساره الفني وما الذي يقدمه للجمهور.. "هاني" كان يبدو لي في لحظة ومن خلال استقراء مشواره السينمائي أنه "يمشي علي سطر ويسيب سطر" أقصد يقدم فيلماً كوميدياً مثل "صعيدي رايح جاي" الذي انطلق من خلاله كنجم كوميدي جماهيري يعقبه بفيلم آخر سياسي مثل "جواز بقرار جمهوري" يعود بعد ذلك بفيلم كوميدي "محامي خلع" ثم يعود إلي السياسة مع "عايز حقي" ثم كوميدي " غبي منه فيه" وينطلق بعدها إلي "ظاظا رئيس جمهورية".. ملحوظة الرقابة حذفت كلمتي "رئيس جمهورية" من التتر وإن كان الفيلم لا يزال معروفاً باسمه الثلاثي.. وبعد ذلك يقدم فيلما كوميديا "أسد وأربع قطط" يستعين فيه بأبطال الفرقة اللبنانية الغنائية "الفور كاتس".. هذه المرة أراد أن يجمع بين الحسنيين أقصد الكوميديا والسياسة، كان هذا هو هدفه وتلك هي نواياه ولكنه فشل في الحالتين وهكذا جاء فيلمه الجديد "الرجل الغامض" الذي يعتبره "هاني رمزي" محملاً برؤية سياسية من خلال علاقة بطل الفيلم بوزير اقتصادي ورئيس الوزراء الذي أدي دوره "حسن حسني" الذي يقدم إليه العديد من الأفكار التي تؤدي إلي انتعاش الاقتصاد المصري.. "هاني" شاب عاطل وأغلب الأفلام التي قدمت في السنوات الأربعة عشر الأخيرة وتتناول قضايا الشباب سوف تكتشف أنها لا تتجاوز تلك - التيمة الدرامية - شاب يبحث عن عمل ولا يجد أو يجد وظيفة ولكن بإمكانيات مادية ضئيلة لا تمكنه من الزواج وهكذا يكتشف "هاني" أن الحل أمامه يكمن في الذهاب إلي المطار واقتحام صالة العائدين وينهال بالقبلات علي أي أجنبية حسناء أو حتي نصف حسناء يراها وبالتالي يتعرض للعديد من المواقف المحرجة تنتهي إلي شرطة المطار ويتم الإفراج عنه بعد أن يتنازل أصحاب الشكاوي.
تنتقل الأحداث بعيداً عن المطار وذلك عندما ينتحل "هاني" شخصية أحد رجال الأعمال ويدخل إلي اجتماع لجمعية نسائية يعلن أنه يساندهم في مواقفهم الاجتماعية والسياسة وهو يعرض أفكاره علي الوزير ثم رئيس الوزراء.. الكذب كان وسيلته في الوصول إلي رئيس الوزراء وكان حريصاً علي أن يتقرب إلي "نيللي كريم" بالكذب أيضاً في لحظة صراحة مشتركة يكتشف أنها هي أيضاً تكذب عليه عندما توهمه أن العرسان يلاحقونها ثم يتوافق الاثنان علي التعالي علي الكذب وينتهي لو أن الأفلام تقاس بمساحة الضحك فإن الفيلم فقير جداً في هذا الشأن وبالطبع لا يقاس العمل الفني بمعدل قدرته علي إثارة الضحك ولا بعدد الضحكات إلا أننا عندما نجد أنفسنا بصدد فيلم سينمائي ليس لديه ما يتباهي به إلا الضحك، فلا نملك في هذه الحالة سوي هذا النوع من التقييم.. "هاني" لم يستطع أن يستوعب ضرورة أن عليه الهروب من تلك الدائرة السينمائية الضيقة التي لم تعد مناسبة له الآن وهو يقترب من الخمسين من عمره وهذا الشاب الذي يبحث عن فرصة وزوجة كان لائقاً عليه قبل عشر سنوات علي أقل تقدير.. الزمن تغير وملامح "هاني" وخبرته تؤهله للاتجاه إلي دوائر فنية أخري ولا أدري لماذا لم يستوعب أن مرور السنوات يفتح أمامه مجالات عديدة وعليه أن يختار الأفضل الذي يتوافق مع المرحلة العمرية التي يعيشها خاصة أن "هاني" يتميز بأنه يتمتع في أعماقه بموهبة الممثل وفي المرات القليلة التي يتاح له فيها التمثيل هكذا رأيته منذ بدايته في مسرح "محمد صبحي" قبل 20 عاماً.. "هاني" أري فيه موهبة ممثل يستطيع تقمص الشخصيات الدرامية وليس فقط مضحكاتي كما يعتقد البعض.
فيلم "الرجل الغامض" الذي كتبه "بلال فضل" لا يخرج عن كونه ترديداً لكل الأعمال الكوميدية التي كتبها هو أو سبق وأن شاهدناها من تراث السينما المصرية.. الفيلم ليس لديه طموح مغاير للسائد ولا يملك القدرة علي الابتكار في اللمحة الكوميدية بل تشعر أن هذا الفيلم يعود بالكاتب لمرحلة أخري سابقة علي بدايته الأولي في أفلام مثل "حرامية في كي جي تو".. رغم أنه تقدم خطوات مثلاً في فيلم "واحد من الناس".. الخطوات هنا تعني مقارنة بأعماله السابقة ولا تعني بالتأكيد فتحاً جديداً في السينما.. هذه المرة لا شيء في السيناريو يستوقفك ربما تجد نكتة تضحكك ولكن ماذا بعد؟ لا شيء.. المخرج "محسن أحمد" وهو واحد من أهم مديري التصوير في السينما المصرية في الربع قرن الأخير وكان لمحسن تجربة سابقة في إخراج عدد من أغاني الفيديو كليب وانتقل بعدها لإخراج فيلم "أبو العربي" قبل 5 سنوات أيضاً بطولة "هاني رمزي" وتعرض الفيلم لاعتراض جهة سيادية عليا في مصر أدي إلي إعادة مونتاج الفيلم وحذف المشاهد التي أغضبت الدولة ولم يدافع المخرج وقتها عن فيلمه.. لم يكن "محسن" يملك رؤية إخراجية ولكن في حدوده الدنيا أنجز فيلمه الأول "أبو العربي" وبين الحين والحين كان يخرج بعض مسلسلات "السيت كوم" في التليفزيون وتحول إلي مخرج ولكن لم يتحقق لديه تلك الرؤية الخاصة وفي فيلمه الأخير "الرجل الغامض بسلامته" أري تراجعاً حتي عن فيلمه الأول لا تشعر بأن هناك إضافة ما تحققها حركة الكاميرا وتوجيه الممثل والتكوين الدرامي.. أول لقاء بين "هاني رمزي" و "نيللي كريم" وذلك في فيلم "غبي منه فيه" 2004 إخراج "رامي إمام" والحقيقة كان بينهما قدر من الهارمونية أسفرت عن شاشة تحمل فيضاً من البهجة.. هذه المرة لم أستشعر تلك الكيميائية حيث أن بين النجمين شيء ما مسروق وأيضاً شيء آخر مسلوق في الفيلم.. المسروق هو الضحك الذي افتقدناه كثيراً، أما المسلوق فهو السيناريو لأن النص دفع به الكاتب للتنفيذ بدون مراجعة ودون نظرة متأنية أخري تراجع ما كتبه كما أن المخرج "محسن أحمد" لم يمنحنا الإحساس بأن هناك وجهة نظر يملكها من خلال مفردات التصوير، التكوين، المونتاج.. كان المخرج أقرب إلي الإحساس بأنه مخرج منفذ لسيناريو لم ينضج بعد وبالطبع لا أحد من الممكن أن يقول لمدير التصوير ناجح مثل "محسن أحمد" بأن يكتفي فقط بالوقوف مصوراً مبدعاً طالما أنه لا يزال يريد أن يثبت نفسه كمخرج سينمائي ولكن عليه أن يملك الجرأة ويحدد موقفه وإلي أين يتجه مؤشر إبداعه الحقيقي بعد أن يتأمل تجربته الثانية كمخرج روائي!!
كان الكاتب "بلال فضل" قد أمتعنا في شهر رمضان بمسلسل "أهل كايرو" والذي تمرد فيه علي الكثير من الأطر التقليدية التي ارتبطت بالدراما التليفزيونية خاصة فيما يتعلق بالشكل البوليسي وكان بالفعل أحد نجوم رمضان في الكتابة الدرامية.. "نيللي" كانت أيضاً هي نجمة في رمضان من خلال مشاركتها في بطولة مسلسل "الحارة" واعتبرها هي نجمة رمضان الأولي و علي أقل تقدير إحدي أهم نجماته وبقدر ما أسعدنا الكاتب والنجمة في رمضان أتعسانا بهذا الفيلم في شوال!!
الجواب يعرف من عنوانه ويبدو أن الأفلام أيضاً من الممكن أن تعرف من عناوينها.. "الرجل الغامض بسلامته" عنوان مرتبك ومتلعثم وكذلك الفيلم!!
************
«فاروق حسني» رفض تكريم «حسن يوسف»
مهرجان «دمشق» يصحح خطأ مهرجان «القاهرة»
سقط سهواً، لا بل الحقيقة أنه سقط عمداً اسم "حسن يوسف"من التكريم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، لهذا من الممكن قراءة قرار تكريمه في الدورة القادمة لمهرجان دمشق السينمائي الذي يبدأ يوم 31 أكتوبر كنوع من التصحيح لهذا التجاهل الذي وقع فيه مهرجان القاهرة الذي كرم كل الأجيال بداية من رائد السينما المصرية "محمد كريم" حتي وصل إلي جيل "ليلي علوي" التي يتم تكريمها هذه الدورة!!
من الواضح أن وزير الثقافة "فاروق حسني" كانت لديه اعتراضاته علي تكريم "حسن يوسف" بسبب إطلاقه لحيته في السنوات الخمس عشرة الأخيرة وأيضاً بسبب بعض التصريحات المتحفظة التي كان يعلنها "حسن" بين الحين والآخر عن الفن ولهذا فإن اسم "حسن" كان دائماً ما يتم ترشيحه للتكريم من قبل المكتب الفني للمهرجان الذي يتكون من عدد من النقاد والسينمائيين ويتم إبلاغ "حسن يوسف" بذلك وبعد أن يؤكد لهم موافقته يتم استبعاده بسبب اعتراض الوزير ولا يتفضل أحد بالاعتذار لحسن يوسف الذي قال لي أنه لم يفكر ولو للحظة أن الوزير يعترض علي تكريمه بسبب لحيته ولكنه بعد ذلك اقتنع أن هذا هو السبب الوحيد الذي ربما استند إليه الوزير لمنع تكريمه!!
الغريب أن الناقد "محمد الأحمد" مدير مهرجان دمشق عندما رشح "حسن يوسف" للتكريم لم يفكر لا في لحية أو غيرها بل استند فقط إلي تاريخ "حسن يوسف" اتصل به أثناء تواجده بمهرجان الإسكندرية السينمائي الأخير سأله هل يوافق علي التكريم في دمشق أجابه "حسن يوسف" ضاحكاً هل تكرموني لتاريخي الفني أم لأن زوجتي "شمس البارودي" سورية الأصل قال له "محمد الأحمد" ضاحكاً للسببين معاً.. والحقيقة أن "محمد الأحمد" لم يكن يدري أن "شمس البارودي" سورية وبالتأكيد تاريخ "حسن يوسف" الحافل بالإنجازات الفنية يكفي وزيادة لتكريمه؟!
النجم الكبير "حسن يوسف" متنوع الأداء في السينما والمسرح والتليفزيون والإذاعة بدأ منذ نهاية الخمسينيات وكان في طليعة جيله ويعتبر هو المرحلة المتوسطة بين جيل "كمال الشناوي" و "فريد شوقي" و "أحمد مظهر" وجيل "محمود يسن" و "نور الشريف".. تميز أداء "حسن يوسف" بقدر كبير من العفوية والبساطة والتلقائية وعلاقته بالكاميرا أكثر حيميمة ودفئاً من كل الأجيال التي سبقته منذ أن قدمه "صلاح أبو سيف" في فيلم "أنا حرة" وهو الذي فتح باب الطبيعية والبساطة كفن أداء لكل من أتي بعده في هذا المجال.. من أساتذته من المخرجين "حسن الإمام" الذي قدمه في أكثر من 15 فيلماً مثل "امرأة علي الهامش" و "الخطايا".. قدم "حسن يوسف" للسينما نحو 10 أفلام كمخرج ثم بدأ في بطولة الأعمال التليفزيونية الدينية وأشهرها عن حياة الشيخ متولي الشعراوي "إمام الدعاة" وهذا العام شاهدناه في "الحاجة زهرة وأزواجها الخمسة" وعاد لأداء الأدوار الاجتماعية لعب شخصية الحاج "فرج" وهاجمه البعض علي أساس أنه يقدم دوراً لا يليق به بعد أن صار ملتزماً ولكن "حسن يوسف" دافع عن حقه في مواصلة الإبداع فهو ممثل يؤدي كل الأدوار وليس داعية دينيا.. وهذا بالطبع من حقه وسوف يواصل "حسن يوسف" كما قال لي أداء دوره في مسلسلات اجتماعية قادمة تحمل هدفاً وقيمة ولكنه أكد أنه لن يحلق لحيته لكي يمثل دوراً فهو يعتز بها ولن يقدم إلا الأدوار التي تسمح بأن يحتفظ فيها بلحيته برغم أنها كانت السبب في أن يتجاهله طوال تلك السنوات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ولكن مهرجان دمشق كان أكثر موضوعية في التعامل مع تاريخ "حسن" الذي سيصعد في نهاية هذا الشهر علي خشبة دار الأسد في افتتاح مهرجان دمشق السينمائي الدولي ويتسلم درع تكريمه عن كل ما قدمه للسينما المصرية وهو تاريخ كان ينبغي لمصر أن تحتفي به أولاً!!
************
من «أنور وجدي» إلي «أبو الليف».. الصحافة دائماً متهمة
أحدث خبر زواج تم تكذيبه ثم تأكيده ثم تكذيبه ثم تأكيده هو خبر زواج "أبو الليف" من "علا رامي" الذي أخذ مساحة مبالغ فيها من الاهتمام الصحفي وهذا الخبر يعيد لنا مرة أخري فتح ملف علاقة الصحافة بالفنانين وأخبارهم الشخصية!!
قبل قرن من الزمان قال "أحمد شوقي" نظرة فابتسامة فسلام فكلام فموعد فلقاء.. إلي آخر بيت الشعر المشهور لأمير الشعراء وتستطيع أن تلمح في الحياة الفنية نفس التسلسل مع تغيير طفيف "تكذيب فخطوبة فزواج".. أغلب الزيجات الفنية بدأت بتكذيب يوجه إلي دور الصحف التي تتهم باختلاق القصص الوهمية مع درس يرسله صاحب التكذيب إلي رؤساء التحرير يطالبهم بتحري الدقة وعدم الإنصات إلي المغرضين من المحررين الذين يعملون لصالح فنانة ضد أخري.. ثم نفاجأ بعد مرور عدة أسابيع أو شهور بصحة الخبر وفي العادة تنشر الصحافة الخبر علي ثلاث مراحل الأولي وهي تقدم لقرائها السبق الصحفي الذي يؤكد اقتراب الزواج وأن الكل يتكتم لكن محررها الهمام جاب الديب من ديله.. المرحلة الثانية تنشر التكذيب وتتأسف لتورط أحد صحفييها في النشر وتعد بمعاقبة الصحفي وتؤكد أن الديب لم يكن له ديل.. ثم تنسي الصحافة ورطتها وتسارع عند إعلان الخبر رسمياً بفرد مساحات لتفاصيل الزيجة وتلك هي المرحلة الثالثة!!
أشهر تكذيب للزواج في التاريخ الفني كان بطلاه هما "أنور وجدي" و "ليلي مراد" أثناء تصوير أول فيلم يخرجه "أنور وجدي" وتلعب بطولته "ليلي مراد" وتسربت أخبار عن الاستلطاف ثم الإعجاب الذي جمع بين النجمة الأسطورية "ليلي" والمخرج والمنتج والممثل والكاتب المبتدئ "أنور" في فيلم "ليلي بنت الفقراء".. وبذكاء "أنور وجدي" لم يكذب هو بل أقنع "ليلي مراد" بالتكذيب وهو ما نفذته "ليلي" كما طلب منها بالضبط ونشرت الجرائد رسالة "ليلي مراد" التي تنفي فيها أي ارتباط مع "أنور وجدي".. وبعد بضعة أسابيع وجه "أنور" الدعوة إلي كل الصحف والمجلات الفنية التي نشرت التكذيب لحضور تصوير المشهد الأخير من الفيلم وكانت فيه "ليلي مراد" ترتدي فستان الفرح و "أنور وجدي" يرتدي الاسموكن وفاجأهم "أنور وجدي" بأن المأذون كان بالفعل يكتب عقد الزواج الحقيقي ولم يكن مجرد مشهداً في الفيلم وكان الصحفيون هم معازيم الفرح.
لست ممن يؤيدون الصحافة الفنية في لهاثها وراء الأخبار الشخصية للفنانين ومنحها هذا الاهتمام الضخم المبالغ فيه وأري أن جزءاً كبيراً من هذه الأخبار الغرض منه تلميع الفنان ووضعه في بؤرة الاهتمام داخل وخارج الاستديو.. ولكن ما أردت التأكيد عليه هو أن الصحافة دائماً متهمة إذا نشرت الخبر الشخصي يتهمها الجمهور المحافظ بالجري وراء الأخبار المثيرة والغريب أن يتهمها أيضاً في نفس الوقت الفنانون بالكذب والافتراء ورغم ذلك لم تتوقف الصحافة عن نشر خبر الزواج ولا عن نشر تكذيب الزواج ولا بعد ذلك عن المشاركة بالرقص والزغاريد والنشر عند إعلان خبر الزواج وهذا هو بالتأكيد ما سوف تفعله الصحافة مع "أبو الليف" عندما يؤكد خبر زواجه من "علا رامي" هذا إذا لم يجد في الأمور أمور!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.