التظاهر حق طبيعى مكفول للجميع، والذى يقول غير ذلك مخطئ وغير محق فيما يردد، فمن حق المواطن أن يعبر عن رأيه بالوجهة التى يراها ومنها التظاهر، طالما أن ذلك يتم فى إطار من السلمية ودون تخريب للمنشآت العامة أو الخاصة، ودون الاعتداء على حرية الآخرين.. وليس من حق أحد أن يمنع مواطناً من الاحتجاج والتعبير عما تجيش به نفسه، طالما أن هذا لا يضر أو يعطل مصالح الآخرين أو يحرمهم من ممارسة أعمالهم وحياتهم الطبيعية. هذه مقدمة لابد من البدء بها قبل أن أتحدث عما أريد، والذى أبغيه هو أن عمليات المظاهرات التى تحدث «عمال على بطال» بسبب وبدون سبب باتت تشبه «الطبيخ البايت»، مما أصاب الناس بالقرف وتعطيل أعمالهم، فمثلاً نجد أعداداً لا تتجاوز أصابع اليدين تخرج فى عرض الطريق العام، وتعطل المرور وتجبر السيارات على تغيير مسارها، مما يتسبب فى تكدس وزحام مرورى كلنا يعيشه الآن بمرارة شديدة.. فهل من المنطق أو العقل أن نقول على العشرة المتظاهرين إنهم على حق فى هذا الصدد.. الحقيقة أن ما يحدث بهذا الشكل يعد اعتداء على الناس وليس حرية تظاهر. ولذلك قانون التظاهر لابد من إصداره خاصة فى هذا التوقيت، لوقف جرار المساخر التى تحدث بالبلاد، فليس من المعقول تحت دعاوى الحرية والديمقراطية أن تنتشر المظاهرات بهذا الشكل غير المبرر وتعطل البلاد ومسيرة الانتاج والعمل، وهذا ما تقوم به حالياً جماعة الإخوان الإرهابية، فتحت مزاعم الحرية فعلت «الجماعة» ما فعلت وارتكبت من حماقات ولاتزال الكثير، ومازلنا نعانى الأمرين من هذه الجرائم التى ترتكب فى حق المصريين. قانون التظاهر الذى تم الانتهاء منه، ويتم وضع العراقيل لعدم إصداره،لابد أن يصدر فى هذا التوقيت الذى تمر به البلاد.. فمثلاً أمريكا التى تدعى أنها أم الديمقراطية، لا يمكن أن تقوم بها مظاهرات عشوائية، ويشترط فى قيام المظاهرة أن يطلب تنظيمها بطلب مسبق لا يقل عن أسبوع، ولا يجوز لأحد أن يتظاهر فى مكان غير المخصص له، وإلا تعرض للعقوبات المغلظة، فمثلاً الذى يريد أن يتظاهر أمام البيت الأبيض فهناك مكان محدد من حقه القيام بمظاهرات، ولا يحق له ان يقتحم المنشآت أو يحطم النوافذ، أو يحمل الخرطوش ويطلق الأعيرة النارية والمولوتوف. أما نحن فى مصر، فالمتظاهرون من الجماعة الإرهابية، يحملون السلاح ويطلقونه فى وجه المصريين،ويضربون الكنائس ويستخدمون المساجد قلاعاً ضد خلق الله.. فهل هذا عقل أو منطق يقبله دين أو أخلاق.. هم يريدون الفوضى بالبلاد وكسر هيبة الدولة من أجل تنفيذ المخططات الإرهابية للصهيونية العالمية، ليس من الطبيعى عدم إصدار قانون التظاهر، وهو فى حد ذاته تنظيم للتظاهر وليس منعه، وكما قلت سابقاً من حق الجميع أن يتظاهر، ولا أحد يقوى على منع التظاهر.. ولكن المطلوب هو التنظيم ليس إلا.