من النجاحات الرائعة التي حققها الجيش في سيناء ومؤخراً اعلان المنطقة العازلة، فهذا يعني فرض القوات السيطرة الكاملة علي أرض الفيروز، ومعناه أيضاً أن التكفيريين لم يدخلوا جحورهم فحسب وإنما بدأوا في التشتت والانكسار التام.. والعمليات العسكرية التي تجري علي قدم وساق هناك جواً وبراً ضد البؤر الإجرامية، تعني التمشيط الكامل، وفي إطار هذه العمليات الخطيرة لم يتوان الجيش في مشاركة الشرطة المدنية في القضاء علي أية بؤر إجرامية تظهر في البلاد، فإذا كان التكفيريون قد نقلوا أنفسهم وإرهابهم إلي أي مكان آخر، فإن هناك عيوناً مصرية ترقبهم في كل اتجاه، وما حدث في «دلجا» و»كرداسة» دليل قاطع علي أن يد الإرهاب باتت مغلولة.. والمنطقة العازلة التي أعلنها الجيش في سيناء تؤكد بما لا يدع أي مجال للشك، أن البؤر الإرهابية التي صنعتها «الجماعة» ومندوبها في الرئاسة الذي رحل إلي غير رجعة، أصبحت في خبر كان، وكل يوم يمر تحقق «الجماعة» فشلاً مدوياً علي فشل، وكل الأفعال الصبيانية التي تحدث هنا أو هناك مجرد فرقعات لترويع الناس، والرائع في هذا الشأن أن الدنيا لم تتوقف خلال الحرب علي الإرهاب التي تم تكليف مؤسستي القوات المسلحة والشرطة المدنية بخوضها بتكليف من المصريين الذين خرجوا بالملايين للمطالبة باقتلاع جذور الإرهاب. يبقي أن ما حدث هو للبؤر الإرهابية الظاهرة وقياداتها الذين روعوا البلاد ونشروا الإرهاب وارتكبوا من الحماقات ما زاد علي الحد، لكن هناك خلايا نائمة وآخرين لا يستهان بأعدادهم، فهؤلاء يحتاجون إلي حرب أخري لا تقل ضراوة عن الإرهابيين المتأصلين الذين وقفوا ضد الدولة وضد المصريين وأرادوا أن يحولوا البلاد إلي فرق وشيع.. الخلايا النائمة منتشرة في ربوع البلاد خاصة في القري والكفور والنجوع وتحركها المكاتب الإدارية لجماعة الإخوان الإرهابية، والأمر يتطلب من الأجهزة المختلفة بالدولة أن تنشط وتحصر هؤلاء، فإما أن يعودوا إلي رشدهم وصوابهم ويعملون العقل في كل ما يقومون به، وإما الحرب عليهم هم الآخرون حتي تتخلص البلاد تماماً من أشكالهم، فهم وقود الإرهاب المخزون الذي لا يجب الاستهانة به. البلاد تمر الآن بمرحلة تحول سياسي كبير، وخريطة الطريق تسير وفقاً لما هو مرسوم لها ولجنة الخمسين تجتمع يومياً لإجراء التعديلات الدستورية المطلوبة، والقضاء تماماً علي مواد الدستور المعيبة التي وضعها مرسي وجماعته، والجميع يستعد للانتخابات البرلمانية والرئاسية ونظام الحكم الجديد، وهذه الخلايا النائمة قد تكون عائقاً أمام حلم المصريين في تأسيس دولة مدنية ديمقراطية حديثة قائمة علي التعددية الجزئية وتداول السلطة ولابد من عدم اغفال دور هذه الخلايا النائمة لأنها ستكون التهديد الحقيقي الذي يؤثر علي مسار العملية الديمقراطية.. المطلوب من أجهزة الدولة التي أصابها «مرسي» خلال فترة حكمه بالعطب أو التعطيل، أن تنشط تماماً، وتمت عملية تطهير واسعة لكل الذين زرعت فيهم «الجماعة» روح العداء والقهر والتسلط. وصحيح أن هؤلاء ليسوا الآن ذوي تأثير، لكن علي المدي القادم سيكونون مؤثرين في تهديد الديمقراطية وضربها في مقتل.. ولابد أن نكون صرحاء مع أنفسنا، فهؤلاء متواجدون في مواقع كثيرة وتستخدمهم المكاتب الإدارية «للجماعة» بين الحين والآخر، خاصة أنهم جميعا غير ظاهرين علي السطح.. ولذلك بات من المهم والضروري ألا يتم التخاذل في هذا الشأن، لأن خطر هؤلاء أشد وطأة لأنهم غير ظاهرين للعيان.