بداية أقر وأعترف بأني أحب الشيخ القرضاوي، بل وكنت أحب نجله عبد الرحمن - رغم عجرفته الواضحة - لأنه من نسل الشيخ ومن «ريحته»، بل إنني كنت أتتبع أحاديث الشيخ في قناة الجزيرة باهتمام شديد.. أعرف أن هذا «الاعتراف» الآن لن يرضي قرائي ومحبيني، بل وسيعدونه «تهمة» في حد ذاتها، لكنها هى الحقيقة كما تعودتم مني مهما أغضبتكم أظن أن هذه المقدمة التي تكشف علاقتي بالشيخ ، وهى علاقة من طرف واحد لأنني لم ألتق الشيخ في حياتي أبداً - لكنها علاقة الشيخ بأحد محبيه ومريديه. لذلك أفضل أن أرسل لشيخنا رسالة، تحفظ للرجل مكانته وهى تعد من وجهة نظري من باب «حقه» علىَّ في نصحه عندما أراه قد جانب الصواب وانحاز لعصابة تهدد الشعب في حياته ومعيشته، بل وباتت أشبه «بالأذى» الذي يعترض طريق المصريين والواجب على كل واحد منا أن يسهم في ازاحته عن طريق مصر الجديدة، التي بذلنا الغالي والنفيس من أجل الوصول إليها. يا شيخنا الجليل أرجو أن تراجع نفسك، ومواقفك من ازمة مصر الحالية، وأن تدرك أن «الشرعية» ليست صكا مجانيا تمنحه الشعوب - على بياض - للحاكم ليفعل بها ما يشاء دون محاسبة ولا رقابة.. فالعلاقة بين الحاكم والشعب هي علاقة عمل في المقام الأول، فإذا ما أنجز الرئيس وبذل كل ما في وسعه لاسعاد شعبه جدد الشعب عقد العمل، أما إذا ثبت بالدليل القاطع فشل هذا الرئيس بإهماله أو تعمده فأعتقد أن العلاقة مصيرها الفشل والانتهاء.. هذه هى الحقيقة يا شيخنا الجليل، فنحن لم نكن ضد مرسي كرئيس بسبب انتمائه للإخوان، ولكن كل اعتراضاتنا انصبت على فشل الرجل في اداء عمله، وانحيازه لأهله وعشيرته من افراد العصابة، حتى «فشل» الرجل في كل أعماله، و«خان» كل ما توعد به لشعبه بل إنه جعل مصر القيمة والقامة تنتظر «الحسنة» من أصغر الدول العربية والتي لا يتعدى عدد سكانها ركاب أحد قطارات مترو الأنفاق ولهذا خرج عليه الشعب وأزاحه هو وعصابته، فأي جريمة ارتكبناها يا فضيلة الشيخ؟! أليس من حق الشعوب تقويم الحكام وعزلهم إذا ما فشلوا؟! هل هذه جريمة في اعتقادك؟! يا شيخنا الجليل لقد صدر منك الكثير من الاساءات في الآونة الأخيرة طالت كل مسئولي البلد من رئيس الجمهورية الى وزير الدفاع وحتى رئيس الوزراء، وهى اساءات بعيدة كل البعد عن أخلاق شيخنا التي عرفناها، بل وليست من الإسلام في شىء فلم نعهدك شتاماً ولا لعاناً يا مولانا فماذا حدث؟! هل انتماؤك للإخوان تغلب على «نصرك» للحق والانحياز لارادة الشعوب.. يا مولانا ما هكذا تورد الابل، ولم تكتف بكل ذلك بل طال سبابك زملاءك من العلماء وعلى رأسهم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر والمفتي الأسبق على جمعة وأطلقت عليهم مشايخ السلطان فهل هذا يليق يا مولانا؟! أما تحريضك لجنود وضباط الشرطة والقوات المسلحة ومطالبتك لهم بعصيان أوامر قادتهم فهو يضعك تحت طائلة القانون، وهذا ما لا نرضاه «لمقامك» يا مولانا. انظر يا شيخنا كيف رد الإمام الأكبر على اساءتك وكيف رفض محاولات الكثيرين شطب اسمك من المجلس الأعلى للشئون الاسلامية ورفضه تماما لهذا المطلب وحفظ الطلبات في درج مكتبه. يا شيخنا يعلم الله أني احبك واحفظ مقامك، ومن هنا ارجوك أن تراجع مواقفك وفتواك لأن في الانحياز لارادة الشعوب مرضاة لله سبحانه وتعالى طالما كانت في الحق وتراعي العدل، فمصر يا مولانا لا تحارب الاسلام بل إن الفريق السيسي الذي تخصه بسبابك وشتائمك.. ترتدي زوجته الحجاب منذ أن كان ضابطاً صغيراً فهل مثله يحارب الاسلام.. ياشيخنا أرجع الى ربك ومحبيك.