أحب الشيخين وإن لم أحسب بين مريديهما.و الدخول في موضوع (المفتي والحويني) كالدخول إلى حقل ألغام توشك أن تنفجر في وجه الساعي بها.والقبض على تفاصيل الخلاف بينهما كالقبض على الجمر.ولحوم العلماء مسمومة.والمفتي عالم لا يقدح في علمه إلا جهول أو كاره.عالم عالم عالم حتى لو اختلفت معه,حتى لو لم تعجبك بعض فتاويه,حتى لو وصلك على الفيس بوك مشهدان له متضادان في الكلام ومتناقضان في الحكم الذي يقضي به.وحسابه على ربه لا عليك. أما الشيخ الحويني فقد أدهشتني لغته ومنطقه وهو- بحق- بقية المحدثين الذين يزنون كلامهم بميزان حساس,وهو تلميذ الألباني صاحب الفتوحات الحديثية,ويكفيك أن تقول هذا صححه الألباني أو حسنه أو ضعفه وأنكره حتى يطمئن قلبك.وللرجلين مريدون ومحبون,كما للرجلين كارهون وحاسدون ومنتقدون. ولو مسست عمامة أبي إسحاق لقبلتها,لأن من علمني حرفا صرت له عبدا,وأنا أشهد بأن المرات القليلة التي استمتعت فيها للرجل قد تعلمت الكثير,وأدهشتني براعة الاستشهاد,ودقائق اللفتات اللغوية,ولكن الرجال يعرفون بالحق,والحق لا يعرف بالرجال اللهم إلا السابقون الأولون من المهاجرين والأنصار. كما أن كل رجل –والعبارة للأئمة الأربعة- يؤخذ من قوله ويرد.وبه و عليه أجد لدى قدرا من المحبة يسمح بالعتاب,و مقدارا من الاحترام يفسح مكانا لقليل من ملح النقد,ويا رجال الدين يا ملح البلد.من يصلح الملح لو الملح فسد. فأقول:يا شيخ أبي إسحاق قد أخطأت وأخطأت بمنطق أساتذتك من علماء الجرح والتعديل,فشهادتك في حق الدكتور علي جمعة مجروحة,وهل أتاك كلام إمام الجرح والتعديل (اللكنوي):"إنه قد تقرر في الأصول أنه لا يُقبل الجرح المبهم، لا سيما في حق استقرت إمامته، وقد تقرر في مقرِّه أن جرح المعاصر لا يُقبل في حق المعاصر، لا سيما إذا كانت لتعصب أو عداوة". وأنت معاصر للمفتي وجرحك فيه غير مقبول,ولست فيه بمعذور,وليس الوقت وقت عداوات, ولو قلت أو قال مريدوك : إن المفتي قد بدأ الهجوم وابتدر النقد بكتابه(المتشددون) وبمقال في الصحافة الأميريكة,فسأرد: بأن للرد طريقين لا ثلاث لهما إما السكوت أو المنطق والحجة والدليل.وليس للإساءة محل.وعفة اللسان من أخلاق العلماء. ويا أبا إسحاق لا أطالبك اعتذارا,مع أن ذلك يزيدك مقاما وإكبارا.بل غير ذلك أيسر بين يديك. من تحسين القول الذي يمكن أن يهدأ الأحوال الساخنة ويطفيء جمر فتنة يسعد بها من يكرهك و المفتي معا.ولو يقبل فضيلة المفتي اعتذاري-أنا اللاشيء- نيابة عنك فأنا أعتذر لمولانا فضيلة مفتي الديار المصرية الدكتور على جمعة. ولفضيلة المفتي أقول بعد مقدمات الأدب الواجبة في حضرة العلماء ولو يذكرني ويذكر كلماتي بين يديه قبل حج العام الماضي فسيدرك أني أقدر علمه الغزير ومقامه العالي بقدر مقام دار الإفتاء .أقول يا مولانا أين يقع الحلم والصفح من أخلاق السلف وسلوك المتصوفة وسمت العلماء ؟وأين قول عنترة : لا يحمل الحقد من تعلو به الرتب ولا ينال العلا من طبعه الغضبُ. و هلا تذكرت ما تحفظه من كلام سيد المفتين ممن عاشوا في مصر سيدي الشافعي حينما أسيئ إليه فرد: قالوا سكت وقد خوصمت قلت لهم * إن الجواب لباب الشر مفتاح يا فضيلة الإمام الدكتور لو لم تصفح وتسامح فلا غرابة على من نشهد في مصر من نزاعات طالت الخاصة والدهماء.ولو كان عالم على قدرك بالخصام مبالغا,فشيمة أهل مصر كلهم الشغب,أستحلفك بالله يا صاحب دروس السابعة صباحا في الرواق الأزهري, اصفح .فخذ العفو وأمر بالعرف كما خوطب قبلك خير من وطيء الحصى. وبعد.,فيا مريدي الشيخين,اهدأوا فالصلح بإذن الله أكاد أراه,ولو خاب مسعاي وظني فعلى كل صغير وكبير أن ينشد قول الشافعي دع الأيام تفعل ما تشاءُ وطب نفسا إذا حكم القضاء وكن رجلا على الأهوال جلدا وشيمتك السماحة والوفاءُ [email protected]