لا أخاف علي بلادي من فتنة بين مسلمين ومسيحيين بقدر خوفي عليها من الفتنة الكبري بين المسلمين أنفسهم فالفتنة الاولي موجودة في كل دول العالم بطريقة او اخري وستظل موجودة ما دامت الحياة ولا علاج لها سوي القانون ولكن اختلاف مسلمي مصر بين سنة واخوان وصوفية وسلفيين وشيعة وعلمانيين حتي الثمالة يحمل اكبر تهديد للامن القومي المصري وللاسلام نفسه ! وجاءت المظاهرة الغبية التي قام بها البعض امام محكمة كفر الشيخ لنصرة الشيخ حجازي ابو اسحق الحويني في قضية السب والقذف التي رفعها ضده مفتي مصر د. علي جمعة لتلخص لنا اكبر خطر يهدد مصر والاسلام والقواعد الراسخة فيما يسمي بفقه الاختلاف وعلو صوت شيوخ الزوايا والكتاتيب ولا احب ان اقع في نفس الخطيئة التي وقع فيها البعض بسب وقذف من اراهم علي خطأ واعترف انني احب الشيخ محمد حسان في الله ولا أطيق اسلوب الشيخ الحويني في الاستدلال وخاصة في طريقة رضاع الكبير! ولا لغته العامية ولا دعاباته التي منها قوله عن نفسه " أنا قرموط كبير " ورغم كل ذلك ففي يقيني ان كلاهما علي خير حتي لو اتفقت او اختلفت مع هذا او ذاك! واذا كان المفتي قد قال ما قاله واثار حفيظة السلفيين ومنها ما كان حول اللحية فقد كان رد الحويني عليه في ذلك بعيدا عن اصول فقه الاختلاف واقرب الي حوارات الصبيان وانقل نص ما قاله عن المفتي للاخ وسام عبد الوارث علي قناة الحكمة ومن ذلك : علي جمعة ولد ميتا ..يعرف" شيء " من اشياء .. وهو في الميزان العلمي عارفينه في اصول الفقه .. حد يروح يسأل زمايله عن علمه واخلاقه ودينه .. ضحالة علمية! وأصل بكم الي اقتراح الرجل المحترم الي المفتي ويقول فيه : "اقترح علي زفة الراقصين العرب يعملوا عرض راقص بالعمة والكاكولا وهايزين يهزوا وسطهم كويس علشان يمتعوا الجماهير كويس " ولا أدري كيف يمكن ان يصدق مثل ذلك المثال للرد علي ما يظن ان المفتي قد استهزأ بالسلفيين في قوله انهم لا يعرفون عن الاسلام سوي اللحية ولم يخطيء الرجل فهناك من هو كذلك وقد خرج الشيخ وجدي غنيم قبل ايام يدعو الشباب بعد الثورة الي تربية لحيته لاغاظة اعداء الدين وفاته ان هناك من قال بالسُنَّة والندْب في الاحاديث الشريفة الخاصة باطلاق اللحية وأن الأمر بمُخالفة المُشركين لا يتعيَّن أن يكون للوُجوب والا وجب صبْغ الشعر وقد سُئل عليٌّ كرَّم الله وجهه عن قوله صلي الله عليه وسلم: "غيِّروا الشَّيْبَ ولا تَشَبَّهُوا باليهود" فقال: إنما قال النبي ذلك والدِّينُ قُلٌّ فأما الآن وقد اتَّسع نطاقه وضرب بجرانه فامرؤٌ وما يَختار والخلاصة: أن العلماء اختلفوا في إعفاء اللحية وحتي في قصها وطولها! وأدعو كل صاحب علم ومكانة وخاصة اهل العمة والكاكولا و الشيخ الجليل محمد حسان ان يتدخل لاحتواء هذه الفتنة واحياء اصول اداب الاختلاف بين الفقهاء وان لا يتحول الامر الي مسخرة كما حدث في تظاهرة السبت التي تحولت الي سب في مفتي الديار المصرية حتي وصفه أحدهم بانه باع دينه! وأدعو الله مخلصا ان يجنبنا شرور الفتن وصغائر شيوخ الهوامش والعوام وان يعرف الجميع فضل واداب الاختلاف واحتمال الصواب في رأي المخالف و إنصاف المخالف والتسامح في المختلف فية مع تجنب اللدد في الخصومة و التأثيم والتكفير . آخر سطر : اللهم اكفنا شر من إذا خاصم فجر !