الحقيقة المؤكدة ضمن كل الأوهام والضلالات والمؤامرات و«الاشتغالات» التي نعيشها أن هناك دماء مصرية يتم استباحتها، وشهداء يتساقطون بلا ذنب ولا جريرة، وأيادي مجرمة آثمة تحركها وتضعها على «الزناد» عقول خائنة.. حقيرة. .. الحقيقة الآن هي «الموت» الذي أصبح جنودنا خير جند الأرض يواجهونه في كل لحظة، لا يعرفون وجه عدوهم الجبان الذي يختبئ في سيارة مفخخة، أو نصف نقل تحمل «مصريين» أو «غيرهم»، أو لغم مزروع بأيد قذرة يهدف لتفجير عربة عسكرية. هو نفس «الموت» الذي واجهته «النساء» في المنصورة، والذي يواجهه المصريون الأبرياء الذين أصيبوا في محاولة تفجير مديرية أمن الدقهلية. .. «الموت» عندما يختبئ في عباءة الإرهاب، ويتوقعه الناس في كل زاوية أو سيارة مشبوهة، أو شخص بملامح معينة.. تصبح «الدولة» كلها في خطر، وعندما لا تأمن على أهلك من الخروج إلى شوارع القاهرة والاسكندرية والمنصورة والعريش والمدن الرئيسية والعودة سالمين يصبح العقد الاجتماعي بين المواطن والحكومة على المحك. .. وعندما لا يأمن الزائر أو السائح على نفسه من الموت غدراً أو الاختطاف ترويعاً يكون «الإرهاب» قد نجح في تحقيق أهدافه وتمكن من نخر عظام «الدولة». ماذا ننتظر أكثر مما يحدث للتحرك فوراً و«احتواء» الكارثة قبل وقوعها؟.. هل ننتظر تكرار السيناريو نفسه الذي وقع قبل 61 عاماً عندما احترقت القاهرة؟.. هل سنلدغ من نفس «الأفعى» مرتين ثم نقول.. عفواً لم نكن نتوقع أو ندري.. ونعدكم يا شعب مصر ألا نلدغ مرة ثالثة؟!! .. وإذا كانت الحكومة تترك «الجماعة»، تفعل ما تفعله بالمصريين حتى يزدادوا كراهية لها، ويقبلوا بأي عنف يمارس ضدها مستقبلاً، فأؤكد لها أن هذا المخطط «غبي» لأن ثمنه هو دماء مصرية نتركها تهدر وهدف لا يوافق عليه عاقل، فلا أحد يقبل بمواجهة عنف «الإخوان» بعنف «الجيش والشرطة» لأن القاعدة تقول إن العنف لا يؤدي إلا إلى العنف، والسقوط في هاوية حرب أهلية لا قرار لها. المطلوب - مرة اخرى- مبادرة «حقيقية» يقودها الأزهر ، وفي نفس الوقت تحرك أمني محترف، تدعمه اتصالات مع قيادات الجماعة لحقن الدماء، وتقديم كل من مارس العنف والقتل أو حرّض عليه إلى محاكمة عادلة. أعلم أن الأمر ليس سهلاً، خاصة في ظل «تدخل» العديد من الأطراف الداخلية والخارجية لتحقيق أهداف تكاد تكون معلنة، على رأسها تقسيم مصر وإسقاط الدولة المصرية، لكن هذا هو التحدي الحقيقي الذي يواجهه الرئيس المؤقت ورئيس الوزراء والجيش والداخلية، وكل الشرفاء في مصر. المعادلة صعبة: كيف تتعامل مع «تيار» يتدثر بعباءة الدين، ويشعل النار في مصر باسم الإسلام، ويطلق شعارات حق.. يراد بها باطل، ويسفك دماء الأبرياء مدعياً أنها الطريق إلى الله؟.. وذلك دون أن تستخدم معه «القوة المفرطة»؟.. هذا ما يجب على الساسة والعسكريين أن يجلسوا معاً لتحقيقه وبأسرع وقت ممكن، قبل أن تسفك مزيد من دماء المصريين، أوينفجر الوضع خارجاً عن سيطرة الجميع، لأي سبب من الأسباب، او حتى دون سبب مع تزايد «الاختناق» من الوضع الراهن. أدعو الله ان يسارع «الأزهر» ومعه الحكماء والعقلاء إلى حل هذه «المعادلة الصعبة».. حتى تخرج «مصر».. منتصرة بإذن الله، ويعود الأمن لشعبها وضيوفها، والأمان لربوعها. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء. twitter@hossamfathy66