«لا ترحل من كون إلى كون... ولكن ارحل من الأكوان إلى المكون» وهو القائل أيضاً «ربما فتح لك باب الطاعة و ما يفتح لك باب القبول، وربما قضى عليك الذنب فكان سببا في الوصول، فمعصية أورثت ذلا وافتقارا خير من طاعة أورثت عزا واستكبارا» صاحب الحكم العطائية تاج الدين أبو الفضل أحمد بن محمد الجذامي نسباً المالكي مذهباً الاسكندري داراً القرافي مزاراً الصوفي حقيقة الشاذلي طريقة، قطب العارفين وترجمان الواصلين ومرشد السالكين رضي الله عنه وأرضاه، صاحب الحكم العطائية من أشهر مناهج المتصوفة فى الرضا وقبول القضاء والقدر والصبر على الابتلاء والتى أصبحت رسائل وفوائد للسالكين وترجمت لعدة لغات. وفد أجداده من شبه الجزيرة العربية إلى مصر بعد الفتح الإسلامي واستوطنوا الإسكندرية حيث ولد ابن عطاء الله حوالي سنة 658 هجريا. وكان رضي الله عنه في أول حاله منكراً على أهل التصوف حتى إنه كان يقول: من قال إن هنالك علماً غير الذي بأيدينا فقد افترى على الله عز وجل ولكن بعد أن سلك على يد أهل الصوفية وعرف مقامهم قال : كنت أضحك على نفسي في هذا الكلام أشهر مؤلفاته المتداولة والتى سارت مضرباً للأمثال الحكم العطائية التي أفرد كثير من العلماء كتبهم في تفسير تلك الحكم ذات العبارات الرائقة والمعاني الحسنة. وتوفي رضي الله عنه بالمدرسة المنصورية بمصر سنة 709 هجرية ودفن بمقبرة المقطم بسفح الجبل بزاويته التي كان يتعبد فيها، ويقع ضريحه فى جبل المقطم المعروف بغرس الجنة لوجود الكثير من أضرحة صحابة رسول الله وآل بيته الأخيار الأطهار بجبانة سيدى على أبوالوفاء بالجهة الغربية من جبانة الإمام الليثى أسفل جبل المقطم، ولا يزال ابناء الطرق الصوفية يزورونه سنويا للاحتفال بمولده. ومن أشهر كلماته فى العشق الإلهى .. صفت أوقاتنا لما ... وردنا ذلك المعنى وبتنا في حمى ليلى ... وبالمقصود قد فزنا ومن نهوى لنا ساقي ... وساقي الحي ساقينا فكم أحيا بكاسات ... وطاسات وكم أفنى