وصف معارضون مصريون خطاب الرئيس محمد مرسي، مساء أمس الأربعاء، ب"الإنشائي الذي لم يحمل جديدا"، معتبرين أنه "سيزيد" من الحشد ضده في مظاهرات 30 يونيو الجاري المطالبة بإسقاطه. وقال جورج إسحاق، القيادي بجبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، إن خطاب مرسي "مجرد حديث هزلي مرسل لا يحمل جديدا"، معتبرا أن مرسي في هذا الخطاب "أثبت أنه ليس رجل دولة، فخطابات رجال الدولة تكون أكثر عقلانية مما حدث"، بحسب قوله. واستنكر إسحاق تطرق الرئيس في خطابه إلى قضايا لاتزال منظورة أمام القضاء ولم يصدر بها أحكام نهائية حتى الآن، مشيرا إلى أن "الرئيس بذلك أثبت أنه لا يحترم القضاء". فيما أعرب طارق الخولي، وكيل مؤسسي حزب 6 إبريل، عن دهشته من مدة الخطاب الذي استمر نحو 3 ساعات متواصلة، معتبرا أن الرئيس "توهم أنه يستطيع كلما أطال في الوقت أن يقنع الشعب المصري بما ذكره من أوهام ليقلل من نسب المشاركة في مظاهرات 30 يونيو ولن ينجح في ذلك". وأضاف الخولي :"للمرة الأولى نرى رئيس الدولة يوجه اتهامات خطيرة لعدد من الشخصيات على الهواء، ولم يكتف بهذا بل ذكر أسمائهم تفصيليا، ليصل به الأمر أن يصف ويتهم أحد القضاة بأنه مزور، و حتى إن كان القاضي مزور بالفعل ، فليس من مسؤوليات مرسي أن يكشف عن ذلك ، بل هي مسؤولية التفتيش القضائي" . كما رفض كذلك الاتهامات التي وجهها الرئيس لبعض رجال الأعمال بأنهم يتهربون من الضرائب ويستخدمون القنوات التليفزيونية المملوكة لهم للهجوم عليه، وقال إن "هذه القنوات بها بعض الأشخاص الذين يحظون بتاريخ مشرف في الإعلام، ولا نتصور أنهم يخضعون لأوامر أحد بأي شكل من الأشكال". كما اعتبر أن حديث الرئيس عن توجيهه للمحافظين بتعيين مساعدين من الشباب الذين يقل أعمارهم عن 40 عاما بمثابة :"رشوة سياسية لشباب الثورة، قبل أيام قليلة من احتجاجات قد تطيح به". وأشار إلى أن حديث الرئيس عن المؤسسة العسكرية ووصف رجالها بأنهم مثل الذهب "يأتي في سياق التأكيد على إيصال رسالة للشعب مفادها أن الجيش من المستحيل أن يتدخل في السياسة مرة أخرى". ورأى أن خطاب الرئيس :"سيزيد من وتيرة الحشد ضده في كل الميادين خلال مظاهرات 30 يونيو الرامية للإطاحة به"، بحسب قوله. واعتبرت سكينة فؤاد، الكاتبة الصحفية والمستشارة السابقة للرئيس، أن خطاب مرسي "لم يتطرق إلى الواقع المصري، ولو كانت هذه الإنجازات التي تحدث عنها الرئيس حقيقية ، فلماذا يعاني المصريون؟ ، ولماذا يزداد إصرارهم على الخروج في 30 يونيو للإطاحة بنظام الإخوان (جماعة الإخوان المسلمين التي كان مرسي أحد قيادييها قبل توليه الرئاسة واستقالته من مناصبه فيها)؟" . وأضافت أن "مرسي وجماعة الإخوان المسلمين يثبتون كل يوم انعدام صلتهم بالواقع المصري"، وتساءلت "من الذي قال إن الانقسام بين الرئيس والمعارضة بسبب الحكم؟ .. فهذا كلام غير حقيقي فالإنقسام بدأ عند الإعلان الدستوري الذي أصدره في نوفمبر الماضي ، والإنقسام حدث عندما تم الفصل بين التيارات المدنية والإسلامية". من جانبه قال محمد أبو حامد، وكيل مؤسسي حزب "حياة المصريين" ، إن خطاب مرسي "تضمن سلسلة من الأكاذيب التي لا علاقة لها بالواقع وبينها كلامه عن الثورة وكأنه هو المدافع عنها، رغم أن واقع الأمر كشف أن أداء الرئاسة أبعد ما يكون من العمل على تحقيق أهداف الثورة"، على حد تعبيره. وأضاف أن :"اتهامه للداعين لمظاهرات 30 يونيو بأنهم فلول وبلطجية يدعو للأسف، لكن العكس هو الصحيح لأن 30 يونيو ستكون ثورة شعبية لإستكمال ثورة يناير والشعب هو المحرك". وأشار إلى أن :"قرار مرسي تشكيل قطاع بالشرطة لمكافحة البلطجة وقطع الطرق يهدف في الأساس إلى إجهاض أي تحركات شعبية مناهضة للحكم الإخواني"، مقللا من أهمية حديث مرسي عن إجراء تعديلات دستورية في الوقت الحالي "لأن المطالب انحصرت في مطلب واحد وهو ارحل" . وقالت كريمة الحفناوي القيادية بحزب "التحالف الشعبي الإشتراكي" وعضو جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة، إن ما جاء بالخطاب مجرد "عبارات إنشائية مرسلة لا تمت للواقع بأي صلة"، معتبرة أن الهدف منه :"محاولة إثبات تماسكه في مواجهة الحراك الشعبي المطالب بتنحيته". ودافع هشام مراد، محامي المرشح الرئاسي السابق أحمد شفيق، عن الأخير إزاء الاتهامات التي وجهها له الرئيس مرسي خلال الخطاب، وقال إنها "مرسلة ولا أساس لها من الصحة". ورأى أن القضية المتهم فيها موكله والشهيرة ب"أرض الطيارين" كان من الممكن أن تنتهي بالبراءة خلال جلستين فقط من بدايتها "لولا تدخل السياسة فيها"، مشيرا إلى أن شفيق "سيرد بالمستندات" على اتهامات الرئيس لأنها "باطلة". وتوقع قيام النظام الحالي ب"تلفيق" المزيد من القضايا لشفيق في الفترة المقبلة، وقال إن "النظام السابق الشماعة التي يعلقون عليها فشلهم رغم أنه غير موجود على أرض الواقع". وكشف المستشار عبد الله فتحي، وكيل أول نادى القضاة، أن مجلس إدارة النادى سيعقد اجتماعا عاجلا للرد على ما وصفه ب"الإهانات" التي وجهها الرئيس للقضاة واتهامهم ب"التزوير والدخول فى المعترك السياسي"، مشددا على أن القضاة سيكون لهم "رد حاسم". فيما حمل محمد الأمين، رئيس مجلس إدارة قنوات "cbc" الفضائية المصرية، والذي اتهمه الرئيس بالتهرب من الضرائب واستغلال قنواته في الهجوم عليه، الرئيس مرسي المسؤولية عن حياته، وقال إن ما قاله "تحريض علني على القتل ضدي"، كما أوضح أنه تم إبلاغه بمنعه من السفر من دون تحديد الاتهامات الموجهة له. وعبر مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، عن دهشته البالغة من أن يضعه الرئيس "في أول قائمة أعدائه"، مضيفا "كثيرون اعترضوا علي الرئيس ولكن لم يضعهم ضمن قائمة أعدائه .. فلماذا مكرم محمد أحمد؟". وأضاف أن كل ما يملكه مقال صحفي بجريدة الأهرام تحت عنوان "نقطة نور"، متابعا: "لم أهاجم الرئيس فيه ولم أسبه وكل ما فعلته هو مناقشة أفكار وتصرفات جماعته كما ناقشت أفكار المعارضة".