تباينت ردود أفعال السياسيين والمعارضين بعد خطاب الدكتور محمد مرسي الذي بدأه باستعطاف الجماهير، ثم استعراض الإنجازات والاعتذار عن الأخطاء والتقصير، واختتم حديثه برسائل تهديد للمعارضة، وأخبرهم بأن مكانهم هو "السجون". وصف أمين إسكندر القيادى بالتيار الشعبى خطاب الرئيس مرسى أنه ركيك، ولا يحتوى على أى منهجية فى الحديث والعرض، وأن الرئيس كان يستخدم أسلوب القفز على الحقائق، وما يحتويه من اتهامات كاذبة للمعارضة. واستنكر إسكندر استعراض الرئيس لإجمالى الديون التى خلفها رؤساء مصر، بدءًا من عبد الناصر حتى مبارك، ولم يصارح الشعب المصرى بحجم الديون التى تسبب فيها منذ توليه حكم البلاد، بالإضافة إلى حديثه عن الدستور المصرى ووصفه بأنه جاء بإرادة شعبية رغم أنه يعلم أنه دستور إخوانى تم سلقه وتمريره بسرعة من قِبَل المستشار حسام الغريانى. وأشار إلى أن الرد على خطاب مرسي سوف يأتيه من كل ميادين مصر، فالتحرير والمنوفية تردان عليه "بالرحيل"، وقال إنه كان يتوقع أن يخرج الرئيس على شعبه بخطاب فيه من تصفية الحسابات الشخصية مع خصومه، سواء من النظام السابق أو المعارضة، وهو ما حدث بالفعل، "فاستمعنا لذكره لأسماء كالفريق شفيق ومكرم محمد أحمد، واتهام المعارضة الحالية بأنهم خونة وعملاء وينظمون المؤامرات على مصلحة الوطن". وأضاف "الغريب أن الإنجازات التى استعرضها مرسى لا محل لها من الإعراب، فقد تحدث عنها حزب الحرية والعدالة أيام مجلس الشعب، خصوصًا توفير التأمين الصحى للمرأة المعيلة والأطفال وغيره من الإنجازات الأخرى المليئة بالتناقضات وعدم المصداقية، حيث تحدث عن انتعاش السياحة رغم تعيينه قياديًّا بالجماعة الإسلامية، وتحدث عن الثقافة وهو اختار وزيرًا لا يفقه شيئًا عن الثقافة". أما عن تهديد مرسى المعارضة وتلويحه الدائم بأنه رئيس المجلس الأعلى للشرطة والقائد الأعلى للقوات المسلحة، وثنائه على شهدائهم ودورهم، يرد إسكندر "هذا موقف تحسمه القوات المسلحة والشرطة، ولكن مع العلم إذا انحازت الشرطة للنظام والسلطة، فتستحق ما يحدث لها من غضب، وإذا كان الجيش يريد أن يكون محايدًا ويستمع لكلمة مرسى فعليه أيضًا أن يتلقى مصيره المحتوم، حيث ما نراه حتى الآن من سلوك فهو غير طيب، خاصة أن الشعب المصرى لم يغفر لقادة القوات المسلحة السابقين تسليم الوطن للإخوان المسلمين وهم من كانوا وراء الموقف التى توجد عليه البلاد حاليًّا". ويرى علاء عبد المنعم عضو مجلس الشعب السابق أن خطاب الرئيس جاء أقل كثيرًا مما هو متوقع، فلم يطرح حلولاً للخروج من الأزمة التى تمر بها البلاد، فكان خطابًا إنشائيًّا، احتوى على لغة لا يصح أن تكون فى خطابات الرؤساء. وأضاف عبد المنعم أن الرئيس وقع فى فخ توجيه إهانات لأسماء بعينها وإلقاء الاتهامات عليها، دون أى وجه حق، فهو ليس جهة تحقيق أو تهام، ومن ثم وصل خطابه إلى درجة من التدنى، فضلاً عن تهكمه على مؤسسة القضاء بالضحك عليها والتشكيك فى أحكام البراءة التى حصل عليها المتهمون من بقايا النظام السابق. ونبه عبد المنعم إلى خطورة عدم إحساس الرئيس أو إدراكه لمقدار الأزمة التى يمر بها الوطن، مضيفًا أنه يتحدث فى خطابه وكأنه مستمر فى الحكم، وهذا محض خيال، وكل ما استعرضه من إنجازات ليس له علاقة بالواقع. وأضاف أن ثناء الرئيس على الداخلية والجيش ما هو إلا محاولات للاستجداء؛ للوقوف معه فى يوم 30 يوينو، مشددًا "على مسئوليتى لن تنحاز الشرطة أو الجيش إلا للشعب المصرى". وقالت مى وهبة المسئولة الإعلامية لحملة "تمرد" إن خطاب مرسي دليل على خوف الرئاسة والجماعة من يوم 30 يونيو، وهو ما دفعه إلى استعطاف الجماهير في بداية حديثه، وإقناعهم بأنه محمد مرسي المواطن وليس الرئيس، وهو أحد "الغلابة" الذين يعيشون في هذا الوطن؛ ليبدو وكأن مبارك هو الذي يتحدث. وأضافت أن "الخطاب هو رسالة ترهيب وتهديد للمعارضة، ووضعهم بين خيارين، فإما أن يتصالحوا مع مؤسسة الرئاسة، أو يتم الزج بهم إلى السجون كما كان يفعل مبارك، ثم أكد أنه سيضرب بيد من حديد، واتضح ذلك من خلال مغازلته للجيش والشرطة، ومحاولة تبيين أن القرارات واحدة، خاصة بعد تصريحات الفريق عبد الفتاح السيسي التي أثبت فيها أن القوات المسلحة ولاؤها للمواطنين". وأشارت إلى أن "مرسي اختزل الأزمات في جهات مختلفة، وأهمل مسؤليته، كما عمل على "شخصنة" بعض الأمور؛ ليبرر مواقف تلقي باللوم عليه هو وليس على الأشخاص، وكأنه جاء لتصفية حساباته مع شفيق والقاضي، وهو شيء لا يليق برئيس جمهورية، وعليه أن يدرك في النهاية أن جماعة الإخوان المسلمين تمثل "قلة"، وأن الجيش في النهاية ولاؤه للشعب وليس للرئيس". ويرى وحيد الأقصرى رئيس الحزب العربى الاشتراكى أن "الخطاب استفزازى واستعلائى وانتقامى، وإن دل على شىء فإنما يدل على ضعف فى رؤية وتقدير الظروف السياسية الخطيرة التى تمر بها البلاد، وأنه حالة من الكذب الشديد انتهجتها الجماعة (على حد قوله) واخفاء ومحاولة طمس فشلهم خلال عام بإلقاء المسئولية على المعارضة". واستنكر الأقصرى لغة التخوين والعمالة التى وصف بها الرئيس المعارضة، واتهامها بإثارة القلاقل ومحاولتها لقلب نظام الحكم وخروجها عن الشرعية. وأضاف الأقصرى أن حرص الرئيس على إظهار حالة من التناغم والتناسق بين مؤسسة الرئاسة والقوات المسلحة لن يفلح، "فأى ناظر لوجوه قادة القوات المسلحة وعلى رأسهم الفريق السيسى يستطيع أن يقرأ موقف الجيش جيدًا". وأشار الأقصرى إلى أن تهديد مرسى للجيش بأنه القائد الأعلى للقوات المسلحة يستمده مع جماعته من الدعم الأمريكى الفاضح لهم الذى بدونه كانوا الآن فارين فى أعالى الجبال يبحثون لهم عن ملجأ وليسوا جالسين فى سدة الحكم. وأكد الأقصرى أنه بعد خطاب مرسى أصبح الجهاد فرض عين على كل مصرى يريد أن يسترد ثورته، فالرئيس اعتقد أنه بخطبته المطولة وكلامه الكثير سوف يقنع الشعب المصرى، ويقوم بالتصفيق والتهليل له مثل الإخوانجية الذين حضروا المؤتمر، "وعايز أقول لهم: بطلوا بقى.. كفاية كذب". واستنكر حديث الرئيس عن الثورة، وهي التى وصفتها جماعته بأنها عملية صبيانية يوم 23 يناير 2011 وقتما كان ملقى القبض عليه فى قضيه التخابر مع الأمريكان، على حد قوله. أمين إسكندر: خطاب مرسي ركيك.. وإذا انحازت الشرطة للنظام فتستحق ما يحدث لها علاء عبد المنعم: الرئيس يتحدث وكأنه مستمرفى الحكم.. وهذا محض خيال مي وهبة: مرسي يغازل الجيش والشرطة لترهيب المعارضين وحيد الأقصري: الخطاب استفزازي واستعلائي وانتقامي