طرح د.ياسر برهامى, نائب رئيس الدعوة السلفية, رؤيته تجاه تظاهرات القوى المدنية التى من المنتظر أن تخرج يوم 30 يونيو الجارى للمطالبة بإسقاط الرئيس وإنهاء حكم جماعة الإخوان المسلمين. وقال برهامى فى رؤيته :" نعيش في مصر جميعًا حالة من التوتر بانتظار ما يسفر عنه يوم "30/ 6"، وما يحمله من مخاطر على كيان الدولة المصرية وليس فقط على منصب الرئيس وشخصه، ومع وجود طرق متباينة في التفكير وصور معروضة من قِبَل البعض للتعامل مع الموقف؛ فلابد من إعمال العقل السليم في ضوء النظر الشرعي للمصالح والمفاسد ومآلات الأمور، ودروس التاريخ". وحدد نائب رئيس الدعوة السلفية جملة من المسائل، مؤكدا ضرورة مراجعة النفس فيها والتى تمثلت فى أن الاستهانة بسفك الدماء من قِبَل أي طرف هو جهل بأدلة الشرع وجرأة غير محمودة يذم صاحبها عند الله ثم عند الناس، مشيرا إلى أن الجرأة على التكفير لتبرير ذلك أشد وأفظع؛ لأنه يجمع إلى الذنب بدعة, وليس كل من خالف في المواقف السياسية يكون ملحدًا أو مأجورًا أو زنديقًا مستشهدا بحديث رسول الله: "لَنْ يَزَالَ المُؤْمِنُ فِي فُسْحَةٍ مِنْ دِينِهِ مَا لَمْ يُصِبْ دَمًا حَرَامًا". فى السياق ذاته قال برهامى: "إن الدماء "هي وقود الثورات"، وربما بدأ الأمر ببضعة آلاف يُقتل منهم آحاد، فترعد لهم وتبرق ملايين "وعلى هذا يراهن أعداء هذه الأمة"، فعلينا الانتباه لهذا المخطط الذي فشل عدة مرات ويحاولون مرات متتابعة بلا يأس، وإياكم وحماسة الاندفاع بعواطف غير محسوبة. وأكد أن خروج بضعة آلاف أو حتى عشرات الآلاف لا يتغير به واقع على الأرض "وإن نفخ فيه الإعلام المعلوم توجهه". وأضاف أنه من الأفضل ترك الأمر يمر ثم يموت كما ماتت محاولات سابقة، والاكتفاء بحماية الأجهزة الأمنية المسئولة للمباني والقصور الحكومية والرئاسية مع تأمين شخص الرئيس في مكان آمن- أمر سهل، مع التأكيد على عدم التعامل بعنف مع الخارجين؛ لأن سفك الدماء سيجر مئات الألوف الغاضبة أصلاً، المبغضة ابتداءً بسبب كثير من الممارسات التي أفقدتنا كإسلاميين جزءًا كبيرًا من شعبيتنا. وقال برهامى: "إن وضع الإسلاميين جميعًا في بوتقة واحدة ضد الشعب الساخط المنهوك اقتصاديًا الذي يعاني معاناة أشد من معاناته أيام "مبارك" يعرِّض العمل الإسلامي ذاته والدعوة إلى الله لخطر عظيم؛ خصوصًا مع إعلام "يُسمى بإسلامي" يجعل مخالفة جماعة أو شخص أو حتى الرئيس معاداة للدين أو حتى محاربة للمشروع الإسلامي,! ولربما دفع هذا بعض الناس دفعًا لمحاربة الدين بالفعل طالما أنه على الصورة التي تزعمون، فالدعوة إلى الله لابد أن تظل باقية ومحفوظة المنزلة في النفوس. وواصل برهامى رؤيته:" ما زالت هناك فرصة لحوار سياسي حقيقي- لو صدقنا الرغبة في ذلك- مع كافة الأطراف، والمرحلة الحالية -عند العقلاء- ليست مرحلة مواجهة مع الجميع في الداخل والخارج، ولنتذكر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- أول ما قدِم المدينة عقد عهدًا مع اليهود يتضمن مسئولية مشتركة للدفاع عن المدينة، مع أن المواجهة معهم حتمية وآتية ولابد، كما أنه ظل مستوعبًا للمنافقين أمثال "ابن سلول" مدة حياته؛ ليحافظ على وحدة المجتمع المسلم الناشئ، والمشكلة فيما سبق من حوارات تحولها إلى "مكلمة"؛ دون طرح حلول حقيقية واستعداد لائتلافٍ وطني حقيقي".