كي لا تضيع سيناء الى الأبد

مرت أعياد تحرير سيناء هذا العام وسط جو من الإحباط والكآبة تغمر المواطنين، فالمشاكل من كل جانب تحيط بهذه المنطقة وسط أجواء من القلق والخوف عليها، حيث يرتفع الصخب والضجيج من أجهزة الإعلام والمحللين السياسيين والعسكريين، ويردد أن مؤامرة واسعة تحاك حول هذه البقعة الطاهرة المقدسة
التي سالت على رمالها دماء الشهداء ومع الأسف يلتزم رئيس الجمهورية وحكومتنا الرشيدة الصمت المريب، بل والتغطية على ما يجري وما هى حقيقة نشاط حماس ولماذا سكوت أصحاب القرار السياسي على نكبة الأنفاق لدرجة أنه عندما استشهد ثلاثة من أبنائنا ضباط وجنود النجدة على سد وادي العريش وصلتنا دعوة من محافظ شمال سيناء للقاء وزير الداخلية في قاعة اجتماعات المحافظة وتواجدت القوى السياسية والنقابات المهنية ومشايخ القبائل في الساعة الثانية عشرة وحضر المحافظ ونائبه وبعد دقائق أعلن المحافظ أن الوزير قد غادر المحافظة ولم يلتق بأحد ثم دارت مناقشة قصيرة حول الحادث وعندما صرخ أحد المشايخ بأن المصيبة تأتي إلينا من الأنفاق والضرر كله منها، وهنا فوجئنا بالمحافظ يعلن أنهم بالأمس كان هو ونائب المحافظ في لقاء مع رئيس الجمهورية وأن النائب سأله عن الأنفاق وأن رئيس الجمهورية أجاب بأنه لا توجد أنفاق!! ماذا نقول وماذا نحكي وبماذا نفسر هذا الكلام الا أن نقول إن الرئيس لا يريد أن يتحدث أحد أو يسأل عن الأنفاق.
ماذا فعلت الرئاسة والحكومة في قضية الملكية التي أصبحت مشكلة، ونحن مضطرون أن نقول إنه في العهد البائد شهدت قضية الملكية انفراجات منها القرار الجمهوري رقم 632 لسنة 82 بالاعتداد بالملكية الذي لايزال موجوداً بدون تفعيل.
وقضية التعمير والتنمية والفراغ الهائل الذي تعاني منه المحافظة وطالما نادينا وأعلنا أنه لابد من ملء سيناء بالبشر حتى يمكن الذود عن استقلالنا وكرامتنا ولكن دون جدوى والحكومات في الماضي والحاضر أكثر ودن من طين وودن من عجين، وتارة يتردد اسم قطر وأخرى يتردد اسم حماس وحكومتنا الرشيدة ورئيسنا المغوار كأن الموضوع لا يهم في قليل أو كثير وهو فعلاً لا يهمهم بدليل هذا الصمت القاتل الذي نشهده.
إنكم تضحون بجزء غال من وطنكم، حررته دماء الشهداء وهذا يصل الى حد الخيانة العظمى تضاف الى مجموعة الخيانات التي توجه الى نظام الحكم، ومن هذا المنبر الحر نعلن أن سيناء على تاريخها الطويل لم تشهد إهمالاً ولم نتعرض الى مؤامرات مثلما تتعرض له الآن ونسأل الله سبحانه وتعالى عاقبة الأمور.
أمين القصاص
فقيه المحامين لشمال سيناء
وعضو الهيئة العليا للوفد