آخر تطورات حادث طائرة الرئيس الإيراني.. جهود عالمية للوصول لموقع إبراهيم رئيسي.. انقطاع الاتصالات والظروف الجوية تعيق عمليات البحث    تسنيم: انقطاع الاتصالات السلكية واللاسلكية والراديو في منطقة سقوط المروحية    تركيا: مسيرة «أكينجي» رصدت مصدر حرارة يعتقد أنه حطام مروحية رئيسي    بكاء زوجة ونجل شيكابالا بعد منعهم من النزول للملعب للاحتفال بالكونفدرالية (فيديو)    اتحاد الصناعات: وثيقة سياسة الملكية ستحول الدولة من مشغل ومنافس إلى منظم ومراقب للاقتصاد    تراجع جديد في سعر كيلو اللحم البقري قائم اليوم 2024    سوريا تعرب عن تضامنها مع إيران في حادث اختفاء طائرة «رئيسي»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: الضغط الأمريكي لا تأثير له على إسرائيل    غارة إسرائيلية عنيفة تستهدف مخيم البريج وسط قطاع غزة    بالاسم والرقم القومي.. رابط نتيجة الصف الخامس الابتدائي 2024 الترم الثاني (استعلم الآن)    أول تعليق من أحمد زيزو بعد تتويج الزمالك بالكونفدرالية.. ماذا قال؟    دونجا يوجه رسالة للاعب نهضة بركان بعد لقطته الرائعة في نهائي الكونفدرالية    مصدر أمنى ينفى الشائعة الإخوانية بوجود سرقات بالمطارات.. ويؤكد: كذبة مختلقة    سمير صبري ل قصواء الخلالي: مصر أنفقت 10 تريليونات جنيه على البنية التحتية منذ 2014    عمر الشناوي: «والدي لا يتابع أعمالي ولا يشعر بنجاحي»    الأميرة رشا يسري ل«بين السطور»: دور مصر بشأن السلام في المنطقة يثمنه العالم    دعاء الرياح مستحب ومستجاب.. «اللهم إني أسألك خيرها»    دعاء الحر الشديد كما ورد عن النبي.. اللهم أجرنا من النار    طريقة عمل الشكشوكة بالبيض، أسرع وأوفر عشاء    عبدالملك: المثلوثي وزيزو من نجوم الكونفدرالية.. وهدف الجزيري في الذهاب وراء التتويج    الشماريخ تعرض 6 لاعبين بالزمالك للمساءلة القانونية عقب نهائي الكونفدرالية    حسين لبيب: اليوم سنحتفل بالكونفدرالية وغدا نستعد لاستكمال الدوري    "علامة استفهام".. تعليق مهم ل أديب على سقوط مروحية الرئيس الإيراني    استعدادات عيد الأضحى في قطر 2024: تواريخ الإجازة وتقاليد الاحتفال    مصدر أمني يكشف حقيقة حدوث سرقات بالمطارات المصرية    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق داخل مدرسة في البدرشين    جريمة بشعة تهز المنيا.. العثور على جثة فتاة محروقة في مقابر الشيخ عطا ببني مزار    نشرة منتصف الليل| تحذير من الأرصاد بشأن الموجة الحارة.. وتحرك برلماني جديد بسبب قانون الإيجار القديم    الهلال الأحمر الإيراني: حددنا موقعا آخر للبحث وفرق الإنقاذ بشأن مروحية رئيسي    عيار 21 الآن بعد الارتفاع الكبير.. سعر الذهب بالمصنعية اليوم الإثنين 20 مايو بالصاغة    اليوم.. البنك المركزي يطرح سندات خزانة بقيمة 9 مليار    الإعلامية ريهام عياد تعلن طلاقها    د.حماد عبدالله يكتب: العودة إلى الماضى والنظر إلى المستقبل    قبل إغلاقها.. منح دراسية في الخارج للطلاب المصريين في اليابان وألمانيا 2024    استشهاد رائد الحوسبة العربية الحاج "صادق الشرقاوي "بمعتقله نتيجة القتل الطبي    ملف يلا كورة.. الكونفدرالية زملكاوية    تعرف على أهمية تناول الكالسيوم وفوائدة للصحة العامة    كلية التربية النوعية بطنطا تختتم فعاليات مشروعات التخرج للطلاب    الصحة: طبيب الأسرة ركيزة أساسية في نظام الرعاية الصحية الأولية    بعد الموافقة عليه.. ما أهداف قانون المنشآت الصحية الذي أقره مجلس النواب؟    تقرير رسمى يرصد 8 إيجابيات لتحرير سعر الصرف    ارتفاع كبير في سعر الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 20 مايو 2024    نقيب الأطباء: قانون إدارة المنشآت الصحية يتيح الاستغناء عن 75% من العاملين    خبيرة ل قصواء الخلالى: نأمل فى أن يكون الاقتصاد المصرى منتجا يقوم على نفسه    حظك اليوم برج الدلو الاثنين 20-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    منسق الجالية المصرية في قيرغيزستان يكشف حقيقة هجوم أكثر من 700 شخص على المصريين    حتى يكون لها ظهير صناعي.. "تعليم النواب" توصي بعدم إنشاء أي جامعات تكنولوجية جديدة    مسؤول بمبادرة ابدأ: تهيئة مناخ الاستثمار من أهم الأدوار وتسهيل الحصول على التراخيص    عالم بالأوقاف يكشف فضل صيام التسع الأوائل من ذي الحجة    اليوم.. محاكمة طبيب وآخرين متهمين بإجراء عمليات إجهاض للسيدات في الجيزة    اليوم.. محاكمة 13 متهما بقتل شقيقين بمنطقة بولاق الدكرور    عواد بعد التتويج بالكونفدرالية: سأرحل بطلًا إذا لم أجدد مع الزمالك    أيمن محسب: قانون إدارة المنشآت الصحية لن يمس حقوق منتفعى التأمين الصحى الشامل    تقديم الخدمات الطبية ل1528مواطناً بقافلة مجانية بقلين فى كفر الشيخ    أتزوج أم أجعل أمى تحج؟.. وعالم بالأوقاف يجيب    هل يجوز الحج أو العمرة بالأمول المودعة بالبنوك؟.. أمينة الفتوى تُجيب    نائب رئيس جامعة الأزهر يتفقد امتحانات الدراسات العليا بقطاع كليات الطب    «المريض هيشحت السرير».. نائب ينتقد «مشاركة القطاع الخاص في إدارة المستشفيات»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



صبحي صالح: إذا انتهت التأسيسية من أعمالها فلا محل لأى حكم قضائى بإبطال الدستور
نشر في التحرير يوم 31 - 12 - 2012


حوار: احمد البرماوي
تم نشره من قبل في عدد التحرير الصادر 11 نوفمبر 2012
توصيفات عديدة يمكن أن تذيِّل اسم صبحى صالح المحامى، فهو واحد من أبرز قيادات جماعة الإخوان المسلمين وعضو الجمعية التأسيسية لكتابة الدستور، وكان أحد أعضاء لجنة طارق البشرى للتعديلات الدستورية التى شكّلها المجلس العسكرى عقب نجاح الثورة وتنحى مبارك، التى يؤكد كثيرون حاليًّا أنها سبب أزمة الدستور حاليًّا. شخصية صالح أثارت الجدل بكمّ تصريحاتها الإعلامية التى تستفز الخصوم السياسيين لجماعته، فهو لا يفوّت فرصة لمهاجمة القوى المدنية، التى ترفض مسوَّدة الدستور، ويرى أن الأغلبية لا تسيطر على «التأسيسية». له رؤى قانونية وحجج قوية تجعله المحامى الأقوى داخل جماعة الإخوان المسلمين.
صالح له عدد من المؤلفات التى يتجلى فيها فكره الإخوانى، ومنها «العلمانية فى قفص الاتهام»، و«بحوث فى الاعتقالات»، و«محاكم أمن الدولة طوارئ بين الإلغاء والإبقاء»، و«قانون محكمة الأسرة نهاية أم بداية»، كما أن له عدة محاضرات فى القضية الفلسطينية، وسلسلة خطب على شرائط كاسيت، منها «صور من حياة الرسول»، و«بنات النبى». «التحرير» التقت صالح لسؤاله عن رؤيته للأوضاع السياسية، وعن المستجدات الأخيرة فى دستور مصر المقبل، وكذلك رؤيته لأداء الرئيس خلال الفترة السابقة، وكيف يرى خصومه السياسيين، ونفوذ خيرت الشاطر داخل الجماعة، وإمكانية صدور حكم قضائى بإبطال تشكيل الجمعية التأسيسية للدستور ومن ثَم بطلان الدستور، وعلاقة الإخوان بالمجلس العسكرى، فإلى نص الحوار...
■ كيف ترى المشهد السياسى وتسلسل الأحداث من بعد الثورة؟
- أعتقد أن الحياة السياسية أخذت لونا منذ تنحى الرئيس المخلوع وظلت عليه حتى الآن، ألا وهى حالة الاستقطاب الحاد، وتلك الحالة لا تقوم على مشروع بقدر ما تقوم على خصام، فعلى سبيل المثال المشروع الإسلامى معلوم أنه قائم على مشروع محدد، سواء كان على الطراز الإخوانى أو على الطراز السلفى، أما المشروعات الأخرى فليست لها ملامح معينة ولكن هدفها فقط الهجوم على المشروع الإسلامى.
■ هل تقصد بأن القوى المدنية هى التى تهاجم المشروع الإسلامى؟
- أنا لا أعرف ما هى القوى المدنية، فهذا مصطلح لا أعرفه وليس له مكان بالنسبة إلىّ، لأنه يستخدم فى مواجهة العسكرية وحكم الكهنة وليس فى مصر حكم كهنة، ونحن نعيش حالة استقطاب وخصام سياسى ما بين القوى الإسلامية وغير الإسلامية.
■ وهل يبرر ذلك الحالة العدائية التى نشهدها الآن بينكم وبين خصومكم الذين لا ينتمون إلى المشروع الإسلامى؟
- الذى يختلف عن المشروع الإسلامى لا أعرف ملامحه، لأنه لم يقدم مشروعا معينا، أنا أنتمى إلى الفصيل الإسلامى، أنا غير معنىّ بالرد بالسباب أو التجريح، لأنه ليس بضاعتى، أنا معنىٌّ بمناقشة مشروع، والساحة السياسية الآن ليس فيها تنافس مشروعات وإنما تشهد صراعا معطلا للحياة السياسية، وبالرغم من هذا التعطيل فإن المسار السياسى يسير كما هو، فقد تمت التعديلات الدستورية وتم انتخاب مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، وانعقدت الجمعية التأسيسية وأصدرت مسودة أولية، إذن نحن نسير فى مراحل إنجاز، وإذا قارنا بين مصر وتونس أو ليبيا فنحن متقدمون للغاية.. وبالتالى فمسارنا السياسى انطلق وأعطى معالم وقام ببناء مؤسسات وهذا دليل على أن النظرية التى تبنيناها باعتبارى أحد أعضاء لجنة التعديلات الدستورية كانت صحيحة.
■ وما تعليقك على مسايرة جماعة الإخوان المسلمين للمجلس العسكرى وعدم الاعتراض على سياساته خلال فترة وجوده فى السلطة؟
- لأننا أنجزنا ما كنا نسعى إليه ونريده، مافيش أسهل من السباب وهى أرخص بضاعة فى السوق، لقد وضعنا تعديلات دستورية معينة حددت خارطة طريق كانت قائمة على بناء المؤسسات، وختمت بانتخاب الرئيس، وتم ذلك وتمت إعادة بناء الدولة فى موعد لم يتجاوز عامين، ومن كانوا يعارضون التعديلات الدستورية كانوا معجبين بالتجربة التونسية، والآن أسألهم أيهما أكثر إنتاجا؛ التجربة المصرية أم التجربة التونسية؟ فنحن أنتجنا خمسة كيانات.
■ وبماذا ترد على أن تلك الكيانات الخمسة ليس لها نتاج حقيقى على أرض الواقع بشكل إيجابى؟
- من يردد ذلك هو الفصيل الذى لا يرى شيئا إيجابيا على الإطلاق، ألم يطالب هذا الفصيل الذى كان يطالب بانتهاء حكم العسكر أن يظل المجلس العسكرى فى السلطة لمدة عامين آخرين؟ من يرد الاختلاف معنا فليأت بمشروع وخارطة طريق وإنتاج.
■ هل تقصد بذلك أن معارضى التيار الإسلامى ليس لديهم مشروع أو خارطة طريق؟
- أنا لا أعرف فقد يكون لديهم وأنا لا أعرفه وهذا لا يعنينى.
■ كيف ترى خطى الرئيس منذ توليه السلطة؟
- الرئيس سار فى الطريق الآمن بسعة صدر وحلم وتأنٍّ، واختار المسار الديمقراطى ودولة المؤسسات، ولم يسلك طريق مجلس قيادة الثورة عام 1952 من إعلان لحالة الطوارئ وإقامة المحاكم الاستثنائية ولجنة التصفية ولجنة التأميم وحل الأحزاب السياسية، وحينما أصدر الرئيس قرارين واعترض عليهما القضاء، قبِلَ الرئيس قرار القضاء وأنكر ذاته لصالح مؤسسات الدولة، وهو الآن يشاور كل القوى السياسية وهذا لم يكن يحدث من قبل، وأقام مجلسا استشاريا موسعا مكونا من 20 مستشارا وهذا يعنى أن الرئاسة لا تتمثل فى شخص بل تدار كمؤسسة، وقبل حكومة ليست من فصيله، وما زال يتعامل مع شخصيات تمتد بها علاقة مع النظام السابق ولم يأخذ بالشبهات، وإنما ملتزم بأحكام قضائية وكل من لم يثبت عليه فساد يقبل به.
■ وكيف تقيم القرارين اللذين اتخذهما الرئيس مخالفة للقضاء؟
- من الناحية القانونية ووفقا لمنظورى فقرار الرئيس بإعادة مجلس الشعب صحيح 100%، فهو لم يعطل حكم المحكمة كما يفترى البعض عليه بالزور أو ادعاء بالجهل.. الرئيس قال فى المادة الأولى «استمرار المجلس فى عمله، والمادة الثانية تشترط إجراء انتخابات خلال 60 يوما بعد الاتفاق على النظام الانتخابى»، وهذا يعنى أن المجلس محلول واستمرار عمله حتى لا يكون هناك فراغ دستورى، ولكى لا يكون المجلس العسكرى هو المشرع.. أما إقالة النائب العام فبها عديد من الروايات، والمستشار أحمد مكى وزير العدل أصدر رواية مكتوبة تحت نص شهادة للتاريخ، ولا يمكن لى أن أكذبها، كما أن هناك كلاما منسوبا للنائب العام على لسان قاضٍ أقدم منه، قال «لقد طلب منى أن يذهب كسفير لدولة عربية، وهذا يؤكد أنه قبل المنصب بل وقام باختيار الدولة، لأنه ضعيف فى اللغات الأجنبية». وأنا أصدق تلك الرواية، وبهذا لا يمكن أن نعتبر قرار الرئيس إقالة للنائب العام ولكن كان تعيينا فى السلك الدبلوماسى، وعندما رفض النائب العام فى النهاية كانت النتيجة أن ظل فى موقعه.
■ وما تعليقك على خروج الإخوان لتأييد قرار الرئيس بإقالة النائب العام؟
- خروج الإخوان كان عقب الحكم ببراءة المتهمين فى موقعة الجمل، والناس شعرت بهذا الحكم بأن الشهداء ماتوا وحدهم، لذا كان النزول للحفاظ على دماء الشهداء، وهناك من كان يهتف بإقالة النائب العام منذ الثورة فلماذا تنسبها إلى الإخوان، وعندما نريد فعل شىء أو مطلب معين فنحن لا نتخفى بل نعلن عن أننا حزب الحرية والعدالة وتلك هى مطالبنا دون أى خوف.
■ وكيف ترى الأحداث التى دارت فى هذا اليوم من دماء سالت فى ميدان التحرير يوم جمعة كشف الحساب؟
- حكم البراءة صدر قبل جمعة كشف الحساب بيوم واحد، والحكم كان مستفزا فنزل المصريون لإعلان غضبهم.
■ ولماذا لم يغير الإخوان أماكن تظاهراتهم تفاديا لأى احتكاك متوقع بدلا من النزول إلى ميدان التحرير؟
- ميدان التحرير ليس «غرفة نوم» وليس بالحجز المسبق، ولا يملك أى فصيل سياسى احتكاره، وهو مفتوح للكافة وليس من حق أحد أن يمنعنا من الحضور، ونحن ذهبنا إلى
الميدان وقناعتنا أن الجميع سيلتف حول «دماء الشهداء»، وذهبنا لقضية مجمعة وهم ذهبوا لقضية مفرقة.
■ وما تعليقك على حكم براءة متهمى موقعة الجمل؟
- كل القضايا خرجت لعدم كفاية الدليل، وكل المحاكم غير مطمئنة للأدلة، لذا يجب البحث عن الدليل وإلا ذهبت دماء الشهداء هدرًا.
■ وهل تعتقد أن اللجنة المشكلة حاليا لتقصى الحقائق قد تأتى بأدلة جديدة؟
- اللجنة قالت إنهم توصلوا إلى معلومات جدية، ولكنى لم أسألهم عن تلك المعلومات وليس من حقى الحديث عنهم.
■ ما تعليقك على أن الدستور القادم المنسوب للجمعية الحالية سيكون مقيدا للحريات؟
- هذا غير صحيح على الإطلاق ومن يقول ذلك فإما أنه لم يقرأ المسودة وإما أنه قرأها ويقول غير الحقيقة، والفيصل بيننا وبينه النصوص الموجودة فى الدستور، ويكفى أنه تم استحداث 10 مبادئ للحقوق والحريات فكيف يكون تقييدا، الآن أصبح إصدار جريدة فقط بمجرد الإخطار، حرية الإبداع بكل أشكاله مكفولة.
■ ألا ترى أن هناك توجها من قبل جماعة الإخوان لتقييد حرية الرأى وتحديدا المطالبات بحبس الصحفيين فى قضايا النشر، وتصريحات الدكتور محمود غزلان أكبر دليل على ذلك؟
- الإخوان يقولون إنه لا ينبغى التمييز بين الناس ومن يرتكب جريمة يعاقب بعقوبتها وفقا للقانون، الدكتور غزلان ليس ضد حرية الرأى ولكنه يتحدث عن صيانة الأعراض، فهو يؤكد أنه لا يصح ولا يليق أن تحبس الناس ولا يحبس الصحفى، وبالفعل هذا لا يصح، فمن يسبنى على صفحات يقرؤها الآلاف لا يتم حبسه بينما من يسبنى فى الشارع يتم حبسه.
■ وكيف تفسر صدور عديد من المسودات للدستور، مما أدى إلى إرباك المشهد السياسى؟
- هناك اتهامات موجهة لنا بأننا «نسلق الدستور»، فمن أين نسلقه ونحن نصدر أكثر من مسودة للنقاش، ألم تكن واحدة تكفى، وكل مسودة تصدر بهذا تعديلات واختلافات عما قبلها.
■ كم مسودة خرجت من الجمعية حتى الآن؟
- نصدر مسودة تقريبا كل أسبوع، والمسودات المجمعة بلغت 6 مسودات آخرها كانت بتاريخ 5 نوفمبر وهى المسودة الأخيرة.
■ وكيف ترى تصريحات الدكتور محمد البلتاجى عن تحديد موعد 10 ديسمبر للانتهاء من الدستور؟
- لا نستطيع وضع سقف ملزم، ولكن قد يكون هذا الموعد للتنظيم فى إطار جدول أعمال وفترة زمنية، حتى لا يتم استهلاك الوقت والجهد.
■ هل تشعر بأن هناك من يريدون تعطيل عمل الجمعية التأسيسية من الداخل؟
- لا أستطيع أن أنفى ذلك، وقد يكون هناك خلافات فى الرؤى.
■ ألا تخافون من انسحابات جديدة من الجمعية التأسيسية؟
- «اللى عايز ينسحب ينسحب» فسيكون محرومًا من شرف كتابة أعظم دستور فى التاريخ.
■ وما تعليقك على المنسحبين وعودتهم مرة أخرى؟
- الرجوع إلى الحق فضيلة، واستدركوا ما فاتهم.
■ وبماذا ترد على من يصف صياغات بعض المواد التى تم نشرها بأنها «ركيكة»، وأن الجمعية ليس بها العدد الكافى من القانونيين؟
- هذا هو الكلام الذى أرفض التعليق عليه، لأنه لا يستحق التعليق ومن يقول إن هناك صياغات «ركيكة» يعنى أن أعضاء الجمعية والاحتياطى والخبراء لا يفقهون فى الصياغة أو القانون، وأنا أرفض هذا، يكفى أن لجنة الصياغة بها رئيس مجمع اللغة العربية وأستاذ اللغويات بدار العلوم، فهل من يصف المواد بالركيكة يعلم أكثر من هؤلاء الأساتذة.
■ وضع الرئيس فى الدستور الجديد والخلاف عليه.. كيف تراه؟
- الصياغة فى ما يخص الرئيس موضوعة منذ شهر مضى، ولقد تم اختيار أن يكون نظام الحكم «برلمانى شبه رئاسى»، وتنحصر اختصاصات الرئيس فى اختصاصين فقط وهما السياسة الخارجية والأمن القومى، وما دون ذلك فهو بالاشتراك مع الحكومة، واختيار رئيس الحكومة سيكون بالاشتراك مع البرلمان.
■ وماذا لو اتفق البرلمان صاحب الأغلبية الإخوانية والرئيس الذى ينتمى إلى نفس الفصيل على رئيس حكومة من بينهم؟
- إذن فالنظام السياسى متوافق، الرئيس والبرلمان والحكومة فى قمة الانسجام السياسى.
■ وأين المعارضة من خطتكم المستقبلية؟
- الأغلبية لا تنفى وجود معارضة، بالتأكيد لا، ونحن لن نخترع العجلة من جديد، ففى النظم البرلمانية كلها فى العالم، تأتى الحكومة وفقًا للأغلبية البرلمانية.
■ وماذا عن اللجنة الاستشارية التى أعلن عنها المستشار الغريانى لكى تشرف على المسودة النهائية للدستور؟
- المستشار الغريانى قال نريد لجنة ولم يتم تشكيلها حتى الآن، والأسماء التى تم الإعلان عنها فى تلك اللجنة المقترحة ستكون من 3 أو 4 وتختص بالصياغة النهائية بعد تعديلات النواب، ودورهم سيختص بالتهذيب والصياغة النهائية، وكان هناك اقتراح بأن يكونوا من خارج اللجنة، ولكن تم الاتفاق على أعضاء من الداخل وهم حسام الغريانى وعاطف البنا ومنصف سليمان.
■ وما تعليقك على تسريب بعض المواد التى تم الاتفاق عليها داخل الجمعية إلى الجريدة الرسمية للحزب؟
- ما تم نشره على الجريدة حصل عليه الصحفى الذى قام بالنشر، من على الإنترنت من موقع الجمعية التأسيسية، ولا يعنينا ما تنشره الصحف.
■ وبماذا ترد على أن إنجاز الدستور فى أقرب وقت ممكن المقصود منه الانتهاء قبل صدور حكم المحكمة الدستورية العليا؟
- لا يعنينا حكم المحكمة الدستورية العليا بالحل أو بالإبقاء، نحن نؤدى واجبنا الوطنى بمنتهى الدقة والإخلاص، ولن نسمح لأنفسنا بإصدار دستور غير ناضج لأنه سيعد خيانة لوطنيتنا وضمائرنا.
■ ألا تخافون من حل الجمعية للمرة الثانية؟
- من ذهبوا إلى القضاء الإدارى هم من يسعون لتعطيل المركبة السائرة، وبمراجعة الأعداد داخل الجمعية التأسيسية ستجد أن غير الإسلاميين أكثر من الإسلاميين، وإذا نظرت إلى الاستفتاء والانتخابات السابقة، من مجلس شعب، ومجلس شورى، ورئاسة، يمكنك تقييم القوى غير الإسلامية، فهم فى الواقع لا يتعدون 20% فى أغلب الحالات، ومع ذلك فهم يمثلون أكثر من تلك النسبة داخل الجمعية التأسيسية وهذا يعنى أننا نقبل بالآخر.
■ الأعضاء الذين تم اختيارهم من خارج «الإخوان» أو حزب النور، يميلون أيضا إلى التيار الإسلامى.. بماذا ترد؟
- نحن لا نحاسب الناس على تدينهم، وهل معنى أنهم أقرب إلى الإسلام أن نقصيهم من التمثيل فى الحياة السياسية؟ والخلاصة أن الأحزاب السياسية الإسلامية الممثلة داخل الجمعية التأسيسية فقط هما حزبا «الحرية والعدالة» و«النور».
■ إذا تم الاستفتاء على الدستور الجديد ثم صدر بعد ذلك حكم من المحكمة الدستورية بحل الجمعية فكيف سيكون الموقف القانونى؟
- المحكمة الدستورية لا تنظر فى الجمعية التأسيسية ولكن تنظر إلى المادة رقم واحد من قانون المعايير رقم 79 وهى مادة فى قانون، ودور المحكمة هو الفصل إذا كانت تلك المادة دستورية أو غير دستورية، وإذا صدر الحكم بعدم دستورية هذه المادة يعنى ذلك أن تعود القضية إلى مجلس الدولة للفصل فيها بحل الجمعية أو الإبقاء عليها، وإذا أنهت الجمعية التأسيسية أعمالها فلا محل للحكم.
■ وما تعليقك عن ترديد البعض أن المستشار الغريانى ديكتاتور فى إدارة جلسات الجمعية؟
- كل واحد وله طريقته وربما تعجبنى، وبالتأكيد كل شيخ وله طريقته، وربما يكون هذا هو الأسلوب الأنسب فى الإدارة، أنا لست مضارًا من إدارته.
■ وكيف ترى دور المستشار الغريانى فى أزمة إقالة النائب العام؟
- النائب العام قام بنفى ما تردد من أن الغريانى قام بتهديده.
■ وماذا عن اللجنة التى أرسلها المستشار الغريانى لسؤال النائب العام عن التهديدات التى وصلته، ولم تعلن هذه اللجنة عما توصلت إليه؟
- لأن النائب العام أعلن أنه لم يتم تهديده، واللجنة أعلنت ذلك.
■ الفقيه الدستورى وعضو الجمعية التأسيسية جابر نصار أعلن منذ أيام قليلة أنه لم يتم تحديد شكل الحكم إذا كان رئاسيًّا أم برلمانيًّا أم مختلطًا.. فما تعليقك؟
- كل ما هو معروض هو مسودة أولية والمسودة النهائية التى بدأنا فيها من أول شهر نوفمبر تقول إن نظام الحكم سيكون رئاسيا شبه برلمانى.
■ وما تعليقك على أداء مستشارى الرئيس القانونيين.. ووصف البعض لهم بأنهم ورطوا الرئيس فى أكثر من قضية، ولماذا لم يتم اختيارك ضمن الفريق الاستشارى؟
- أنا أثق فيهم، والرئيس حر فى اختياراته وكلهم كفاءات محترمة، وهذا لا يمنع من أن يسألنى الرئيس فى أى استشارة قانونية، وهنا أعلق بأن من يقولون ذلك يتدخلون فى أمور عجيبة لا تعنيهم.
■ كيف لا تعنيهم أليس هذا رئيس الجمهورية وكل أفعاله محسوبة عليه؟
- الناس فى الفضائيات والصحافة بدأت تدير الدولة بدلًا من الرئيس، بدلا من أن يشاركوه.
■ وكيف ترى أداء الرئيس خلال المئة يوم والوعود التى قطعها على نفسه؟
- مقتنع تماما بما قاله الرئيس فى استاد القاهرة عن إنجازاته فى المئة يوم، بل إنه قال جزءًا وما تم إنجازه أكثر مما قاله الرئيس.
■ ألا ترى أن الأزمات التى وعد الرئيس بحلها خلال المئة يوم لا تزال قائمة بل تتفاقم؟
- وما هو المبرر من انتشار ظاهرة الإجرام على الرغم من أننا نعيش حالة ثورة، وهى التى تعنى النقاء هل الرئيس مسؤول عن 40 مخالفة مرور سير عكس الاتجاه يوميا، وسرقة السولار؟
■ ولماذا لا يكلف الرئيس المؤسسات المختصة لضبط تلك السرقات والمخالفات؟
- بالفعل تم ضبط عديد من السرقات ومسؤولين داخل قطاع البترول عن فساد وتهريب مواد بترولية وتم إحالتهم إلى النيابات المختصة.
■ ألا تشعر بأزمة البنزين والدولار التى نعيشها الآن؟
- أنا لم أشعر بفرق، فأنا تموين سيارتى 92، بينما الأزمة تدور حول بنزين 80، ومع ذلك قامت الدولة بضخ أكثر من 100% من النسبة التى كانت تضخ، وعقدت الحكومة اتفاقيتين لاستيراد الوقود إحداهما مع قطر والأخرى مع الجزائر.
■ وماذا عن عنصر الأمن، أترى أيضا أن الأمن تحسن منذ تولى الرئيس للحكم؟
- من ينكر أن الأمن تحسن بشكل ملحوظ فهو «جاحد»، وأنا راض عن الأداء الأمنى الحالى.
■ وماذا عن رضاء الشعب؟
- أنا فرد من الشعب، وأرى أن مستوى الأداء جيد فى ظل المعوقات والحرب المضادة وانتشار الإجرام فالرئيس حقق إنجازا أنا راض عنه.
■ علاقة الإخوان بالمجلس العسكرى حينما كان حاكمًا بالبلاد كيف تراها الآن؟
- أراها أنها كانت علاقة سياسية، وكان مشروعنا إنهاء حكم العسكر، وهو الإنجاز الذى تم تحقيقه بالفعل، والدليل على ذلك مقولة رجب طيب أردوغان رئيس وزراء تركيا الذى قال «الرئيس مرسى قام خلال 40 يومًا بتحقيق ما أنجزناه فى 7 سنوات»، وأعتقد أن أردوغان خبير فى السياسة.
■ وبماذا تجيب عما يقال عن اتفاقات تمت بين الإخوان المسلمين والمجلس العسكرى بأن تكون السلطة مقابل الخروج الآمن؟
- أنا أتحفظ على هذه المصطلحات، الإخوان ليس لهم سلطان على السلطة القضائية، وإذا وجدت السلطة القضائية تهمة فلتحقق فيها والمتهم يجب أن يحبس، «الإخوان» لا علاقة لها بنظام القضاء المصرى.
■ وبماذا تبرر موقفكم من أحداث «محمد محمود» وتخاذلكم عن دعم الثوار؟
- موقفنا كان «حنكة سياسية»، وكنا نعلم أن هناك مجازر، ونحن لا نشارك فى مجازر، وأصدرنا بيانا بالإدانة فى حينها.
■ أيهما أجدى «الحنكة» السياسية أم إيقاف الدماء التى تسيل؟
- لن يكون الدليل على رفضى وانتقادى هو أن أقوم بالسباب، وما فعلناه أننا أدنا ما يفعله المجلس العسكرى وهذا هو ما يسمى بالأداء السياسى، ونحن لا نشارك فى أعمال عنف، ولن نشارك فى أعمال عنف ولا نقر العنف ولا نتبناه أو نقبل به.
■ ألا تمتلك جماعة الإخوان المسلمين ميليشيات مسلحة؟
- هذا كلام ساذج، والإخوان لا تؤمن بالميليشيات وليس لديها ميليشيات ولا يلزمنا ذلك.
■ وماذا عن أحداث جامعة الأزهر والاتهامات التى وجهت للجماعة بخصوص امتلاكها ميليشيات عسكرية؟
- هذا العرض كان «كاتا ثانية»، وكان مجرد استعراض، والمحكمة أعطت الجماعة إخلاء سبيل أربع مرات فى ظل النظام السابق.
■ كيف ترى الخلاف القائم الآن بين الإخوان وبين التيار السلفى، خصوصا بعد دورهم البارز فى إنجاح الرئيس مرسى فى انتخابات الرئاسة؟
- الإخوان تؤمن بحق كل فصيل فى طريقته فى التفكير، حقهم الاختلاف ولا أعرف من أين جاء الخلاف؟ وليس بالضرورة أن يكون الخلاف فى الرأى يعنى الخصومة.
■ وبما تفسر رجوعهم عن الاتفاق. وما أنتج الاختلاف الحالى داخل الجمعية التأسيسية؟
- هذه طريقتهم فى التفكير وهم أحرار ومسؤولون عنها.
■ ألا ترهبون قوة التيار السلفى فى الانتخابات القادمة؟
- من أين تأتى الرهبة، ألم نكن فى الانتخابات البرلمانية السابقة متنافسين.
■ ألا تشعر بأى ندم على وجودك ضمن الفريق الذى كتب الإعلان الدستورى بعد الثورة؟
- بالعكس أنا فخور، وسعيد جدا بمشاركتى فى المجموعة التى شاركت فى الإعلان الدستورى، خصوصا بعد التأكد من بعد نظرنا ورؤيتنا الصحيحة.
■ وبماذا ترد على من يقولون بأن الجماعة هى التى تحكم مصر الآن وليس الرئيس مرسى؟
- هذا كلام سخيف، محمد مرسى كفاءة وخبير وأستاذ جامعى وخبير سابق فى وكالة ناسا، ويمارس العمل السياسى منذ أكثر من 20 عامًا، وهو مؤسس حزب الحرية والعدالة، وليس من حق أحد حتى لو كان قياديا فى الجماعة أن يتحدث باسم الرئاسة حتى لو كان «المرشد العام».
■ أين مشروع النهضة؟
- مشروع النهضة مطروح وقيد التنفيذ، وقمة التخلف أن نسأل عن الثمرة وقت الزرع.
■ أين مؤشرات الزرع التى بدأت فى سياق مشروع النهضة؟
- مصنع بنى سويف للإلكترونيات «سامسونج»، 300 اتفاقية مع الصين والسودان وتركيا وإيطاليا.
■ كيف ترى تنصيب الدكتور حسن البرنس نائبا لمحافظ الإسكندرية على الرغم من رفض البعض له؟
- الدكتور البرنس كان مرشحا كمحافظ للإسكندرية منذ سنوات، ورفض البعض لا يعنى الكل، وال14 فردًا الذين تظاهروا لإقالة البرنس ليسو هم ال7 ملايين شعب الإسكندرية، وكونهم جاؤوا بالباعة الجائلين من منطقة المنشية فهذا أمر مختلف، وجود المعارضة لا ينفى الأغلبية ومقتضى الديمقراطية أن تقبل الأقلية بالأغلبية.
■ ألا ترى أن الأعداد التى وصفتهم بالقليلة لهم مطالب يجب مناقشتهم فيها بدلا من تهميشهم؟
- شوية ناس محتجين.. هو إحنا قبضنا عليهم أو حد ضربهم؟!. طيب ما يحتجوا إيه المشكلة.
■ وبماذا ترد عن خطة الإخوان للتمكين فى السلطة ونشر قياداتها فى المحافظات التى لم تحصل فيها على أصوات فى الانتخابات؟
- الرئيس يختار من يشاء بالكيفية التى يراها مناسبة، وبإمكانك الاتصال بمؤسسة الرئاسة للاستفسار، ومع ذلك تم تغيير محافظ سوهاج ونحن حاصلون فيها على نسبة أصوات كبيرة، كما أننا لم نرسب فى محافظة القاهرة حتى يتم تغييره، والرئيس قام بتعيين 6 محافظين منهم محافظ مرسى مطروح وأسيوط وسوهاج، والخلاصة أن الرئيس قام بتعيين المحافظين الذين اقتضى الحال تعيينهم وقصر التعيينات على نتائج الانتخابات غير صحيح.
■ ألا ترى أن هناك اتجاها حقيقيا لأخونة الدولة ومؤسساتها؟
- كلام سخيف وليس له طعم مثله مثل من يرددونه.
■ وما تعليقك على رفض البعض اختيار أعضاء كل من المجلس القومى للصحافة والمجلس الأعلى لحقوق الإنسان، وأن اختيارات الأعضاء تمت وفقاً لمجاملات؟
- «وماله لو مش عاجب الناس» ما هو بالتأكيد هايكون فى ناس مش عاجبهم، إذا كان الأنبياء أنفسهم كان بعض الناس يرفضونهم، واللى كارهين سيظلوا كارهين ولو حرصت على إرضائهم فلن يرضوا، لأن الحالة النفسية لا تُعالج أما الحالة الفكرية فهى التى تُعالج.
■ وماذا عن رؤية الجماعة للمرأة، وأنها ليست على أولويات الجماعة؟
- لا يوجد فصيل سياسى يقدر المرأة ويعتز بها أكثر من الإخوان على سبيل التحدى، والمرأة هى الحاسمة فى الانتخابات لدينا، أما عن تمثيلها داخل المؤسسات فهذا يعتمد على ثقافة المجتمع ومراعاة الرأى العام أصل فى السياسة، فعندما نرشح سيدة فالإقبال عليها يكون أقل، إذن المجتمع هو الذى يحدد قبولها ورفضها، ونحن أول فصيل سياسى قام بترشيح امرأة هى جيهان الحلفاوى فى الإسكندرية فى ظل معطيات الأمن القاسية.
■ وماذا عن علاقة الإخوان بالأقباط فى ظل ولاية البابا تواضروس الثانى؟
- على ما يرام والرئيس هنأ البابا الجديد والمرشد العام كذلك، وعن البابا تواضروس فأنا لا أعرفه وآمل أن يكون إيجابيا وواعيا ومدركا.
■ وكيف ترى الفتنة الطائفية التى تشتعل كل حين وآخر؟
- من بعد الثورة لم يعد هناك حالة احتقان أو توتر طائفى مثلما كان فى العهد السابق، وما يوجد الآن هو بقايا تراكمات قديمة، والحياة السياسية الآن تسير بشكل طبيعى، والعدالة تأخذ مجراها سواء كان مسلما أو مسيحيا، ولم يعد هناك ملفات مدفونة أو سياسية «البوس» فى كل حادثة.
■ وبماذا تفسر تهجير الأقباط من بعض القرى فى مصر فى ظل رئاسة الرئيس مرسى؟
- لقد أمر الرئيس بعودتهم مرة أخرى وانتهت الأزمة فى حينها.
■ وماذا عن هجرة الأقباط بعد صعود التيار الإسلامى من بعد الثورة؟
- احنا مالناش دعوة بيهم، واحد عايز يمشى هاعمله إيه، وأنا أحترم مخاوفه، ولكننا لم نطرده، فهو يخاف من مجهول.
■ كيف ترى الأوضاع الآن فى سيناء؟
- وهل نحن من زرعنا؟ ما يحدث الآن فى سيناء هو منتج كامب ديفيد، الجيش المصرى لم يكن يدخل سيناء منذ 34 عاما، ومحمد مرسى الرئيس الوحيد الذى أمر الجيش بالدخول إلى سيناء.
■ ألم تكن تلك الأوامر بالاتفاق أولا مع إسرائيل؟
لا طبعا، بل قام بإخطار الأمم المتحدة فقط، واحنا ما بناخدش إذن من أحد، وقال إن أمننا لا يحتاج إذنا من أحد فى أمننا الوطنى، وإسرائيل الآن فى غاية النكد لأن ما يحدث الآن خارج عن رغبتها، حالة الوفاق مع حماس وفتح المعبر وعدم موافقة الرئيس على الاتصال بأحد منهم، ولم يذكر الرئيس كلمة إسرائيل على لسانه مرة واحدة يجعلهم مستائين.
■ وكيف ترى خطاب الدكتور مرسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى؟
- «يا حبيبى» ده خطاب برتوكولى معمول به لكل الدول منذ الملك فؤاد.
■ أليس جديرا برئيس المصرى بعد الثورة أن يعدل من هذا الخطاب؟
- تغيير البروتوكول يعنى تغييرا فى السياسة الخارجية، والرئيس لا يملك إلغاء الاتفاقيات الدولية وهذا شأن الحكومة لا الرئيس، ومن وقع الاتفاقية هى جمهورية مصر العربية وليس الرئيس محمد مرسى.
■ وبماذا ترد على من يقولون إن وجود الرئيس مرسى فى الحكم يطمئن الجهاديين فى سيناء لكونهما متقاربين فكريا؟
- ما يحدث هناك فى سيناء هو تطهير وهناك عديد تم القبض عليهم، ومن يقيم الأداء العسكرى هم الخبراء العسكريون.
■ علاقة الإخوان بحماس هل تدعم وجود نموذج التطرف فى سيناء فى ظل وجود الأنفاق بين مصر وغزة؟
- لا طبعا «هو إحنا عبط ولا حاجة»، حماس تحرس الأنفاق من جانبها لحرصها على العلاقة مع الدولة المصرية ونحن نحرس الأنفاق من جانبنا، والأنفاق ستغلق، سيناء كانت مستباحة قبل الثورة والآن الدولة تشن حملة للقضاء على كافة البؤر الإرهابية.
■ ألا ترى أن سيناء بما يجرى فيها أوشكت على الخروج من السيطرة المصرية؟
- سيناء كانت خارج السيطرة، وكان الجيش المصرى ممنوعا من دخولها وكانت منزوعة السلاح، وكنا مراقبين دوليا، وكانت الطائرات الحربية ممنوعة من الدخول وهى الآن موجودة وكذلك المدرعات التى لم تكن تتجاوز النقطة «أ» فهى الآن فى المنطقه «ج »، كل هذا يعنى أنها كانت خارج السيطرة وعندما يدخل الجيش سيناء وتأمينه للأقسام يعنى عودة السيطرة.
■ ولكن عودة الجيش لتأمين الأقسام كانت بسبب انسحاب الشرطة؟
- الشرطة انسحبت لأن دورها كان هزيلاً.
■ ولماذا لا يزال أهالى سيناء يشعرون بالتهميش والإقصاء وأن المنظومة الأمنية لم تتغير؟
- محمد مرسى لم ينشأ الدولة المصرية أو وزارة الداخلية، محمد مرسى جاى علشان يعالج.
■ ولكن الرئيس بيده إعادة هيكلة الداخلية.. فما الداعى للانتظار؟
- ومن أدراك أنه لا يفعل ذلك، وكون أنه «اتسع الخرق على الراقع» فهذه مشكلة الخرق وليس مشكلة الراقع، أى أن ذلك ما نعيشه هى مشكلة كثرة المشكلات وليست مشكلات من يعالجها، فهل محمد مرسى هو الذى أنتج الفساد فى مصر من 30 عاما حتى الآن، أليس من الظلم تحميله 40 عاما وعدم احتماله 4 أشهر.
■ ولكن هناك مؤسسات مجتمع مدنى عرضت عديدا من مشاريع إعادة هيكلة لجهاز الشرطة ولم يتم الأخذ بها؟
- ليس كل من خرج ليتحدث بكلمتين على التليفزيون يعد خبرة علمية واجبة النفاذ.
■ وكم يبلغ تعداد الإخوان الحقيقى؟
الإخوان لا يتكلمون عن أعداد.
■ لماذا؟
- سياسة الإخوان، كذلك الأقباط أيضا لا يذكرون أعدادهم.
■ وبماذا تفسر تراجع الدكتور محمد مرسى عن بعض وعوده التى قطعها على نفسه مع الجبهة الوطنية قبل إعلان نتيجة الانتخابات، وما يتضمنه من إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية؟
- الرئيس لا يملك إعادة تشكيل الجمعية التأسيسية، وطلب الرئيس من أعضاء الشورى أن يستقيلوا من الجمعية وبالفعل استقالوا وليس للرئيس سلطان على غير «الإخوانيين»، ونحن الآن 17 عضوا من الإخوان فقط فى الجمعية.. وكذلك فإن محمود مكى نائب الرئيس من خارج جماعة الإخوان المسلمين، ورئيس الوزراء ليس له علاقة بالإخوان ولم يكن يوما فى الجماعة، والمستشارين 2 فقط من الإخوان و18 من خارج الإخوان.
■ هل ترى أن هناك شخصيات تقف أمام نهضة مصر؟
- نعم كثيرون، ولكنى لست فى حل من أذكر أسماء، ولا تتصور أن الشعب غافل عن ما تفعله تلك الشخصيات.
■ متى يكون الدستور جاهزاً للاستفتاء عليه؟
- خلال شهرين من الآن إذا استمررنا على نفس المنهج، لأن محل الخلاف بسيط.
■ هل تحدثت مع الرئيس منذ توليه الرئاسة؟
- لم أتحدث معه إطلاقا، بالرغم أنى أحمل منه توكيلا عاما، وتربطنى به علاقة شخصية، وسجن معى فى جمعة الغضب ولكن لم يحدث بيننا اتصال منذ توليه المنصب، واحترامى للمنصب يمنعنى أن أتصل به.
■ كيف تبدد مخاوف الشعب من الإخوان؟
- بالصبر والتجربة.
■ وبماذا تفسر مخاوف بعض الحكام العرب من الإخوان المسلمين؟
- هؤلاء الحكام لا يخافون من الإخوان ولكن يخافون من الثورة المصرية التى تزعج الجميع باعتبار مصر القيادة، وهناك هواجس أن تمتد الثورات إلى بلادهم.
■ وما تعليقك على تصريحات ضاحى خلفان القائد العام لشرطة دبى المناهضة باستمرار لجماعة الإخوان؟
- ضابط شرطة ولا يعبر عن شىء، وهو بمثابة مدير أمن باللغة المصرية وكلامه ليس له ثقل ولا يستدعى التعليق.
■ وكيف تقيم أداء الحكومة المصرية الحالية؟
- تلك الحكومة عليها دور تؤديه، وبعد الدستور بالتأكيد سوف تأتى حكومة جديدة.
■ ألن يأتى رئيس جديد بعد الدستور؟
- لا، الرئيس سيكمل مدته، لأنه منتخب بانتخابات لا طعن عليها.
■ وهل سينص الدستور الجديد على وجود مادة تضمن بقاء الرئيس حتى استكمال مدته؟
- لا بد أن يكون هناك مادة تنص على هذا المعنى احتراما للمراكز القانونية المستقرة وليس لها علاقه بشأن الرئيس.
■ هل يعنى ذلك أن الحكومة القادمة ستكون إخوانية؟
- البرلمان القادم هو من سيحدد ذلك، من حق أى حزب سياسى أن يسعى للسلطة بل واجب عليه.
■ هل تتوقع زوال حكم الإخوان قريبا؟
- أتمنى أن لا يحدث ذلك، وإذا الشعب اختار الإخوان فمن حقهم الاستمرار وأما غير ذلك فيجب أن يرحلو فورا، والإرادة الشعبية يجب أن تحترم فى كل الأحوال ومن يقل غير ذلك لا يستحق أن يكون مواطنا فى هذا الشعب.
■ وكيف ترى الموكب الأمنى لرئيس جمهورية مصر بعد الثورة وما فيه من المبالغة فى تعداد الجنود؟
- أعتقد أن الموكب الأمنى للرئيس يقتصر على تأمين الرئيس، أعطنى ملاحظاتك وأنا سوف أرسلها إليه، وهل تأمين الرئيس بدعة مصرية؟ ألم يكن مبارك يعطل المرور يومين عند مرور موكبه، ولكن مرسى لا يعطل المرور.
■ وأين الرئيس الذى فتح صدره فى ميدان التحرير؟
- هو لا يزال كذلك، والرئيس قاعد فى القاهرة وأنا مقيم فى الإسكندرية ولا أراه.
■ ألا تفسر ذلك بأن الرئيس يشعر بالخوف من أى عملية اغتيال؟
- ماحدش بيموت ناقص عمر والرئيس عارف كده، الرئيس اتحبس لما شبع وكان ممكن يموت فى إحدى المرات التى حبس فيها، وخرجنا من هذا السجن أنا على لجنة تعديلات الدستور، والرئيس خرج على منصب رئيس الجمهورية.
■ وبماذا ترد على من يقولون بأن خيرت الشاطر هو الآمر الناهى والعقل المدبر للجماعة؟
- من يقول ذلك هم من يحقدون عليه، خيرت الشاطر أحد النواب لمرشد جماعة الإخوان المسلمين.
■ أليس لأموال الشاطر نفوذ داخل جماعة الإخوان؟
- الإخوان أغنياء وليسوا عالة على خيرت الشاطر.
■ من أين جاءت أموال الإخوان وهم كانوا فى السجون كما يدعون فى أثناء حكم مبارك؟
- «اسأل ربنا كيف يوزع الرزق»، قول لربنا انت بتديلهم ليه، أنا عمرى ما اتحبست غير لما ربنا عوضنى.
■ وكيف ترى التصالح مع رجال الأعمال المنتمين للنظام السابق؟
- ما جاء قانونى.. فالتصالح فى القانون من قبل الثورة يختص بقضايا المال، وليس فى التزوير على سبيل المثال، وإذا كان الفعل استيلاء على مال فعقوبته استرداد الأموال.
■ هل ممكن الحكومة تلجأ للتصالح لإنقاذ نفسها من الأزمة الاقتصادية الحالية؟
- التصالح فى القضايا المالية حق مقرر، والغرامة تتضاعف بتضاعف الدرجة ولكنه لا يسقط الجرائم الأخرى كالقتل والتربح والإفساد السياسى.
■ وكيف ترى خطاب الرئيس مرسى فى إيران والترضى على الصحابة بالكامل؟
- المقصود منه أن علاقتنا الدولية ليست خصما من معتقداتنا الدينية، وإذا كان الأداء السياسى وقمة عدم الانحياز ككتلة دولية تقتضى حضورى إلى إيران فهذا لا يعنى أن نتنازل عن أننا دولة سنية.
■ هل كان مقصودا بذلك بعدم السماح بالمد الشيعى فى مصر؟
- بالطبع كان مقصوداً.
■ ألا ترى أى أخطاء للرئيس منذ توليه الحكم؟
- الرئيس لم يتسلم سويسرا أو السويد، بل تسلم مصر مبارك، وأنا أتعجب لناس لا تشفق على الرئيس من هول ما تسلمه وتطالبه بما لا يملكه.
■ هل تتوقع نجاح الرئيس مرسى فى الانتخابات القادمة؟
- بالطبع لو أراد الترشح سوف ينجح.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.