«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المفكر السياسى البارز عضو لجنة نظام الحكم رفعت لقوشة ل"المسائية": مسودة الدستور تجعل مصر "عزبة" للأغلبية
نشر في المسائية يوم 04 - 11 - 2012

وضعت مسودة الدستور، الجمعية التأسيسية فى مرمى نيران كافة القوى السياسية، لاسيما وأنها جاءت مخيبة للآمال، ما توجب البحث عن حقيقة ما يدور داخل "مطبخ" التأسيسية، فى ظل تواتر أنباء عن وجود ضغوط تتعرض لها الجمعية من أجل إخراج دستور على مقاس فصيل بعينه. حيث أزاح الدكتور رفعت لقوشة، المفكر السياسى البارز، عضو لجنة نظام الحكم داخل التأسيسية، الستار عن حقيقة ما يدور داخل كواليس الجمعية، مؤكدا أن هناك أعضاء داخل الجمعية تعمدوا تلغيم الأرض، أمام مسودة الدستور، عن طريق تسريب مواد مغلوطة، وشدد على أن المسودة التى خرجت للنور تحول مصر إلى عزبة للحزب الحاكم، وإلى نص الحوار....
حوار:علاء الدين حافظ
الرئيس يستعين بآليات نظام مبارك للقبض على السلطة.. وخطة ال100 يوم تقليد أمريگى
فصيل بعينه استخدم أسلوب"الضغط الناعم" لتمرير النظام البرلمانى
.. والدستور المؤقت يمكن الأغلبية من مفاصل الدولة
تداعيات "الأزمة السورية" تنذر
بحرب فى المنطقة.. ومصر لن تنجو منها
دوما تتهم القوى السياسية بأنها لا ترى إلا نصف الكوب الفارغ.. هل ينطبق عليها ذلك فى موقفها من مسودة الدستور؟
بالعكس القوى السياسية والمجتمعية على حق تماما فى هجومها على المسودة، لأنها للأسف الشديد ليس لها علاقة بماهية الدستور، فالأمر تجاوز حد الاعتراض على نسب التشكيل داخل الجمعية، إلى ما هو أهم، إذ كشفت المسودة عن عدم حرفية الأعضاء فى كتابة واعداد الدستور، فضلا عن غياب الرؤية، ما تسبب فى إخراج مسودة عبارة عن مجموعة من المواد المتضاربة، التى يصعب التوافق عليها.
هذا الهجوم قد يقبل من شخصيات خارج الجمعية، لكن أن يأتى من عضو بارز بها، فإنه يشى بعدم عرض الأمر على الأعضاء؟
المسودات التى خرجت من الجمعية، وتحديدا من لجنة نظام الحكم، لم تعرض على الأعضاء، وعلمنا بها من الإعلام.
بماذا تفسر ذلك؟
لأنه لم يكن هناك أليات مؤسسية حاكمة للعمل داخل الجمعية، ما تسبب فى تشكيل أليات خلفية، ومن خلالها برزت ظاهرة المسودات المتعددة.
نظام الحكم داخل المسودة ضبابى، بمعنى أنه لا رئاسى ولا برلمانى ولا حتى مختلط... تعقيبك على ذلك؟
دعنى أقول أن نظام الحكم فى المسودة هو "اللا نظام"، هذه إلى جانب انها جمعت كل الأخطاء التى لا يمكن أن نتصورها فى دستور ما بعد الثورة، منها أن رئيس السلطة التنفيذية، هو الحكم بين السلطات وليس الدستور، إخلال التوازن بين السلطات الثلاثة لصالح البرلمان.
كيف تم الإخلال بهذا التوازن؟
عن طريق جعل مجلس النواب هو مركز القوى فى النظام الجديد، حيث اشترطت المسودة أن يأتى رئيس الحكومة عن طريق حزب الأغلبية، ومن ثم لن يستطيع رئيس الجمهورية إقالته، كما أنه لن تكون هناك مراقبة من البرلمان للحكومة .
هل تستطيع الجمعية تلافى أخطاء المسودة الأولى فى الثانية، ما يحقق التوافق المطلوب؟
لن تستطيع ذلك، لغياب الاحترافية كما أشرت.
إذا كيف يمكن الخروج من هذه الإشكالية؟
إما إسناد الأمر لمجموعة محترفة لإعداد الدستور، بحيث تبدأ من المقترحات التى حصل عليها توافق، أو البحث عن مخرج قانونى لمد أجل الجمعية، لأنه ليس من الحكمة، الانتهاء من دستور غير ناضج، أو يعيد الرئيس تشكيل الجمعية.
هل ترى فى الطرح الخاص بالدستور المؤقت مخرج للأزمة، أم أنه سيعقد من تداعياتها؟
الدستور المؤقت يواجه اشكاليتين، الأولى: أن هذه المسودة لا تصلح أن تكون دستور مؤقت، الثانية: أن هناك خللاً فى التوازن بين السلطات لصالح مجلس النواب، ومن ثم فإن الفترة التى يحكم فيها البلاد دستور تجور فيه سلطة البرلمان على باقى السلطات، يمكن حزب الأغلبية من تسكين كل عناصره فى الدولة.
هل الاغلبية الراهنة دفعت فى خروج دستور يمكنها من الدولة، أم عدم احترافية الأعضاء هى التى دفعت لذلك؟
هناك قوى بعينها استخدمت أسلوب "الضغط الناعم" من خلف الكواليس فى هذا الاتجاه، ساعدها على ذلك عدم احترافية الأعضاء.
كيف يستقيم سعى حزب الأغلبية إلى تطبيق نظام برلمانى رغم أن الرئيس ينتمى له؟
عندما نعود إلى برنامج حزب الحرية والعدالة، نكتشف أنه تم بناؤه على أن يكون نظام الحكم برلمانيا، وعندما نعود إلى نتائج الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأخيرة، نكتشف أن حزب الحرية والعدالة حصل على 48% بفارق كبير بينه وبين باقى الأحزاب، فى المقابل فإن الحرية حقق 51% وكسور، وهو فى لغة السياسة فوز غير مستقر، فلو وضعنا هاتين الملاحظتين فى عين الاعتبار، ولو كنت مكان حزب الأغلبية، وسألت نفسك ما هى فرصتنا الأكبر فى المستقبل؟ سيكون الرد بالتأكيد التشريعية، إذا يكون رهان المستقبل عليها.
البعض داخل التأسيسية اتهم اعضاء بعينهم بتسريب مسودات مغلوطة، لإفساد عمل هذه الجمعية؟
للأسف هذا حقيقى، فهناك أعضاء داخل الجمعية"لغموا" الأرض" أمام المسودة عن عمد.
هل تؤيد ما يروج له التيار المهيمن على الساحة، من تصويت الشعب بنعم على أى دستور يخرج من هذه الجمعية؟
لا أؤيد ذلك، لأن الأمر لا يتعلق بوجود دستور عليه خلاف، فالأمر يتعلق بعدم وجود مسودة دستورية من الأساس.
ماذا عن حقيقة الاتصالات التى تحدث بين الجمعية وعدد من الدول الغربية؟
لا يوجد لدى شواهد أو قرائن أو أدلة لذلك، وأعتقد أنهم يتابعون عمل الجمعية، لأن القصة أكبر من مجرد دولة تعد دستورا، فالموضوع أكبر ، لأننا لا نتحدث عن دولة هامشية، نحن نتحدث عن اعادة بناء دولة قد تحلق بأجنحتها فى الزمن القادم إلى مستويات الدول الإقليمية الكبرى، فإذا حلقت فإنها ستعيد رسم خريطة المنطقة، ولأن الامر بهذه الأهمية، فأى دولة معنية بما يجرى وفى مقدورها التأثير فلن تتردد فى ذلك.
بعيدا عن التأسيسية .. هل الرئيس مرسى أخطأ فى تقدير خطة ال 100 يوم؟
علينا الاعترافاً أن الظروف والمعطيات شديدة الحساسية، وأن الإبحار فى ظل هذه الظروف سيكون صعبا، والتقييم يعيدنا إلى السبب وراء دفع جماعة الإخوان بمرشح رئاسى، فقرروا الدفع بمرشح بعد أن كثر الحديث عن عودة دستور 71الذى يمنح الرئيس صلاحيات واسعة، ومن ثم بدء التخوف من أن يأتى رئيس من خارجهم ويبدأ فى تصفيتهم وفقا لصلاحيات دستور 71، من هنا يصبح الدفع بمرشح للحرية والعدالة فى الانتخابات الرئاسية، يبدو كعمل دفاعى ، ولأنه عمل دفاعى لا يهتم بأشياء أخرى، من بينها أن يكون هناك برنامجا للحركة. وبالمناسبة لم يكن هناك خطة لل 100 يوم، ولكن كان هناك وعود قصيرة الأجل، وتعد تقليد أمريكى، واعتقد أنه نصح به الرئيس مرسى، والرئيس لجأ لهذه الوعود لغياب البرنامج.
لكن هذا الطرح يتعارض مع مشروع النهضة القائم؟
جرى أحاديث كثيرة عن ان مشروع النهضة مجرد مجموعة أفكار رئيسية، لا أكثر ولا أقل، وغياب البرنامج يعنى أننا أمام رئيس تولى مقاليد السلطة وليس تحت يده برنامج حقيقى للحركة، وبمنطق الأشياء أنه سيبحث عن أليات للقبض على السلطة، وقد يضطر مع غياب البرنامج لاستعادة أليات ما قبل الثورة.
هل قرار تغيير قيادات الجيش ، يندرج تحت هذا الطرح؟
اعتقد أن هذه التغييرات نتيجة طبيعية، لحادث رفح فمثل هذه الحوادث توصف داخل المؤسسسات العسكرية بأنها ضربة إهانة، لذا كان من الضرورى احداث تعديلات من داخلها، خاصة أن ازدواجية السلطة كانت ستنتهى عقب إعداد الدستور، والانتهاء من انتخابات مجلس النواب.
فى اعتقادك أن استعادة الأليات القديمة، قد يبلور تيارات معارضة للإخوان؟
بالتأكيد.
هل هذه التيارات قادرة على مجابهة الإخوان؟
إذا ذهبنا فى طريق اتخاذ موقف من إلغخوان على اعتبار إنه خصم يجب مجابهته، فهذا أمر كارثى يساعد على تجذير الإنقسام داخل المجتمع، فى نفس الوقت يقلل من فرص بناء معادلة سياسية صحيحية، فحزب الحرية والعدالة فصيل سياسى داخل معادلة سياسية ، بمعنى أنه ليس أكثر من حزب ولا أقل، وينبغى أن تكون المواجهة معه ليست مواجهة إقصاء بقدر ما هى محاولة بناء معادلة سياسية صحيحة.
ذكرت أن الرئيس فى طريقه للقبض على السلطة، يستعين بآليات قديمة، هل ينطبق ذلك على التشكيل الوزارى الأخير؟
نعم.
وفق هذا المنطق فإن من يحكمنا هو الحزب الوطنى الإخوانى، هل تؤيد ذلك؟
ليس بالضرورة هذا المعنى، فمن يرغب الآن فى استعادة الآليات القديمة، فلن ينجح، لأن نظام مبارك لم يتعرض للحظة انهيار الدولة، لكن الأن الدولة فى مرحلة تفكك، وبالتالى حتى استعادة الأليات القديمة ، ربما يقود لنتائج عكسية.
ماذا عن الفريق الرئاسى؟
تشكيل الفريق الرئاسى للرئيس وخاصة المستشارين كشف عن ان مؤسسة الرئاسة تفتقد الهيكلية، لانه غير المقبول، أن يتم تعيين مستشارين، ثم يجرى البحث عن اختصاصات لهم.
تطارد الرئيس مرسى اتهامات بأنه يعمل لمصلحة جماعة الإخوان أكثر مما يعمل لمصلحة الشعب.. تعليقك؟
عندما تذهب إلى السلطة من نقطة دفاعية، وعندما تعيد استخدام آليات قديمة، يصبح من ضمن أولوياتك، التوسع فى فطيرة السلطة، حتى يتاح لك توزيعها على أكبر عدد ممكن، خاصة وأنه لايوجد برنامج للرئيس يتيح له كسب أنصار من خارج حزب الحرية والعدالة، عكس أردوغان فى تركيا الذى نجح بفضل برنامجه فى استقطاب شرائح واسعه من خارج حزبه.
تقييمك لأداء جماعة الإخوان بعد رفع الحظر عنها؟
ليس لديهم خبرات رجل الدولة، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لإكتساب هذه الخبرات.
مرجعية الرئيس مؤسسات الدولة ام مكتب الإرشاد؟
اعتقد وجود خلافات داخل الجماعة، فهم يعيشون تجربة لم يعيشوها قبلا، وذهبوا إليها بأسرع مما توقعوا وبأسرع مما رتبوا، ومن المحتمل أن تكون هناك تداعيات لهذه الخلافات على مؤسسة الرئاسة، وفى ظنى أن وجود رغبة نحو الدفع بالنظام البرلمانى نتاج هذه الخلافات.
وفق المعطيات الراهنة هل مرسى قادر على بناء دولة ديمقراطية حديثة؟
الشواهد على الأرض لا تقول ذلك، لان المهمة كبيرة، ومن يتصدرون لا يشعرون بذلك، وللأسف ليس الرئيس مرسى وحزبه فقط ، وإنما جميع القوى السياسية، لا تعى حجم هذه المهمة، فأنت تؤسس لدولة جديدة ينبغى أن تستمر لمئة عام قادمة، وحتى أكون أكثر صراحة لأ أجد قوى سياسية تستطيع تحمل أعباء هذه المهمة.
وكالات غربية أفردت تقارير تشير إلى أن رئيس مصر الثورة، يأتى بعد مرسى؟
ربما نعم وربما لا، ورأى الشخصى أن ثورة يناير لم تلتقى رجالها الكبار حتى الأن، الذين يوصفون بالآباء المؤسسين للدولة الجديدة،مع ملاحظة أن الشعب المصرى تجاوز مرحلة جاذبية الاستقطاب للحنجرة ، وفى طريقه لجاذبية الاستقطاب نحو العقل، لم يعد الشعب مستعداً لمنح ثقته لرجل يطلق كلمات من حنجرته، ولكنه مستعد منح ثقته لشخص يطلق أفكار من عقله.
حزب الدستور من الممكن أن يساعد على إلتقاء الثورة مع أبائها المؤسسين؟
الأسماء داخل حزب الدستور، لها تجارب سابقة فى العمل العام، وفى ظنى الشخصى سيكون مجرد حزب فى معادلة سياسية.
نعرج إلى الشأن الخارجى.. هل تعتقد وجود رابط بين حادث السفارة الأمريكية الأخيرة، وما حدث للسفارة الأمريكية فى طهران عام 1979؟
دعنا نعترف أن هناك ضغوط أمريكية على الرئيس، وأن هناك بعض اجنحة فى أمريكا ترى أنه يمكن الحصول من مرسى على ما لم يتم الحصول عليه من مبارك، ودعنا نعترف ان الأمريكان فى الشان الداخلى يفعلوا ما يلى، هم يؤيدون مرسى ويؤيدون خصومه، يدفعون بمرسى إلى الأمام وفى نفس الوقت يدفعوا به إلى الخلف، وموقف الأمريكان من الداخل المصرى، أشبه برجل ذهب ليراهن فى سباق الجياد فراهن على كل الجياد، وافترض ان أحدها سيكون فائزا، و حادث السفارة الأمريكية، بدا وكأنه محاولة للتحرر من الضغوط الأمريكية على الرئيس، بعد ان وصلت إلى الخطوط الحمراء.
بمعنى؟
الضغط من أجل ترتيبات فى سيناء، قد تذهب إلى مقاصة الأراضى، وترتيبات فى الداخل قد تذهب للضغط نحو تقسيم طائفى للسلطة، وقد تذهب للحصول على إمتيازات لوجيستية لحزب الأطلسى على الأراضى المصرية، ومن هنا كان الرغبة فى التحرر من هذه الضغوط عن طريق إبراز الرأى العام فى حادث السفارة.
هل المساعدات الأمريكية لمصر، سلاح من أسلحة هذا الضغط؟
بالتاكيد تمثل ورقة ضغط استرتيجية على مصر، لأن وقف هذه المساعدات معناه أن مصر لم تعد دولة ملتزمة باتفاقية كامب ديفيد، وأن هذا إعلان من راعى الاتفاقية يترتب عليه حق إسرائيل فى طلب تعديل الاتفاقية.
هل تتوقع خروج النظام المصرى من التبعية لأمريكا فى عهد مرسى؟
أتوقع ان تسير العلاقة بين الدولتين، ناحية"وفاق الصداقة"، بمعنى أننا لسنا أعداء ولكن كل منا يحترم، المصالح الإستراتيجية للاخر، واعتقد ان الشكل الأمثل للعلاقة بين الدولتين يتوقف على الداخل المصرى، فإذا نجحنا فى بناء الدولة الحديثة، قد نكون حليف استراتيجى كامل لأمريكا، وإذا لم نستطع ستكون الدولة أرضا مستباحة.
اتجاه مرسى نحو الصين وإيران.. هل يصب فى مصلحة تحقيق" وفاق الصداقة" أم لا؟
مجرد محاولة من الرئيس لاستثمار ممرات مفتوحة، قد تساعده على التحرر من الضغوط الأمريكية، وحتى الأن يبدو أن هذه الممرات لها حدود ، وربما تكون لضرورة تكتيكية.
هل تؤيد الطرح الخاص بتعديل بنود اتفاقية السلام؟
نعم نحن فى حاجة لذلك، وفى حاجة أيضا إلى وضع مادة فى الدستور" أن اراضى مصر لاتقبل بالتجزئة ولا تخضع للمقاصة والتبادل، لكى نخفف الضغط على أى رئيس مصرى فيما يخص إجراء تبادل لأرض سيناء.
هل تعتقد أنه بتغيير نظام الحكم فى مصر، قد لايكون لقول السادات ان حرب أكتوبر آخر الحروب بين مصر واسرائيل من موقع الإعراب خاصة فى ظل توتر العلاقة بين البلدين؟
فى تقديرى الشخصى لن يكون هناك حرب مصرية إسرائيلية فى المدى المنظور، لكن هذا لا ينفى وجود احتمالات نذر حرب فى المنطقة، بسبب تداعيات ما يحدث فى سوريا، ولابد أن تعى القيادة فى القاهرة ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.