لم نشهد في تاريخ الدول رئيس دولة يهدد شعبه بالصورة التي شاهدنا عليها رئيس مصر في الآونة الأخيرة وهو يهدد ويعلن أنه سيضحي ببعض الناس من أجل الأمن القومي - علي حد تعبيره - وتارة برفع إصبعه ويلوح بيده وينثر وعيده وتهديده بصورة تدعو إلي الشفقة علي مستقبل هذا البلد. لابد أن يفكر الرئيس قبل كل حديث وما أكثرهم في الأسباب التي أوصلتنا إلي ما نحن فيه، ولابد أن يفكر في قراراته المتتالية التي كانت سبباً رئيسياً فيما يحدث من فوضي ومظاهرات بدءاً من إصرار الإخوان المسلمين علي إجراء انتخابات الرئاسة ومجلس النواب قبل التوافق علي الدستور الذي نطلق عليه أبوالقوانين، ثم دعوة مجلس الشعب للانعقاد رغم صدور حكم الدستورية العليا بحل المجلس لعدم دستورية قانون الانتخاب.. وإلغاء هذا القرار من الدستورية العليا، ويجب أن يسأل الرئيس نفسه هل المعارضة هي التي حاصرت المحكمة الدستورية العليا ومنعت القضاة الأجلاء من الدخول؟.. وهل المعارضة هي التي حاصرت مدينة الإنتاج الإعلامي بقصد إرهاب المذيعين؟.. ثم من الذي أصر علي تمرير الدستورية بالطريقة المهينة التي تمت؟.. ألم تصدر قراراً في الإعلان الدستوري بمد فترة عمل اللجنة التأسيسية للدستور شهرين وبعدها بساعات اجتمعت اللجنة من الساعة الرابعة يوم الخميس إلي الساعة الثامنة صباح الجمعة وأقرت الدستور المسخة بأغلبية من الاحتياطي الذين لم يحضروا أصلاً اجتماعات اللجنة؟ كل هذه الأمور والتهديدات المتكررة لن يتقبلها الشعب الذي أسقط نظام الظلم والتزوير ولن يقبل مطلقاً نظاماً يقوم علي التهديد وتكميم الأفواه ومصادرة الحريات، وليتعلم الجميع أن هذا الشعب مستعد لإسقاط أي نظام لا يحترم إرادته وحريته. نحن ندعو السيد الرئيس إلي السكوت، فسكوته من ذهب، وما من حديث يوجهه أو كلمة يلقيها في الداخل أو الخارج إلا وتعقبها أزمة تعرض الأمن القومي لمخاطر لا منجي منها إلا الله.. إن سكوتكم من ذهب يرحمكم الله. أمين القصاص نقيب محامي شمال سيناء عضو الهيئة العليا للوفد