رأت صحيفة "هيرالد تريبيون" الأمريكية أن إسناد حزب "النهضة" الإسلامي الحاكم مهمة تشكيل حكومة جديدة لوزير الداخلية السابق "على العريض" أتت في إشارة إلى أن الحزب الحكام لا ينوي التراجع عن حقه كحزب حاكم أو تحقيق أي من مطالب المعارضة في محاولة لتلطيف الأزمة السياسية في البلاد. وذكرت الصحيفة أن "على العريض" اتهم في وقت سابق بفشله في وقف العنف من قبل الإسلاميين المحافظين عندما كان مسئولًا عن أمن تونس كوزير للداخلية، وهو ما يثير بعض التوترات بين المعارضة والنظام. وأوضحت الصحيفة أن "العريض" الذي تعرض لانتقادات حادة من قبل المعارضة لفشله في ضمان الاستقرار، يأتي في إشارة إلى أن الحزب الحاكم أقل استعدادا لتقديم تنازلات أمام الأحزاب العلمانية، مشيرة إلى أن ترشيح "العريض" جعل مهمة خلق توافق في الآراء وبناء تحالف مع الأحزاب السياسية الأخرى في تونس أكثر صعوبة. ولفتت الصحيفة إلى أن تعيين حزب النهضة الإسلامي الحاكم "العريض" لتولي منصب رئيس الوزراء بعد "حمادة الجبالي" الذي استقال لرفض اقتراحه بتشكيل حكومة غير سياسية من التكنوقراط، يعكس مدى الانقسام داخل الحزب بين الأجنحة المتشددة والمعتدلة. وانتهت الصحيفة قائلة: "إن اغتيال زعيم المعارضة العلمانية "شكري بلعيد" اقحم البلاد في أعمق أزمة سياسية تشهدها تونس منذ بدء الانتفاضة قبل عامين، وهو ما أدي إلى احتجاجات عنيفة ضد الحكومة التي يقودها الإسلاميون."