على طريقة الفتوات في أحيائنا الشعبية.. صرخ الرئيس مرسي في الشعب المصري.. وسع يا جدع.. وفتح صدره وانتفخت أوداجه، وأعلن عن برنامج لحل مشكلات مصر المزمنة في 100 يوم تبدأ من اليوم الأول لانتخابه وهذه المشكلات للتذكرة هي: رغيف العيش والوقود والمرور والنظافة والأمن. والآن لم يتبق من الوعد الرئاسي - المائة يوم - إلا 14 يوماً فقط فماذا أنجز الرئيس؟! قبل أيام قليلة جئت من بلدتي في صعيد مصر ويشهد الله على صدق معلوماتي.. فقد وصل سعر أنبوبة البوتاجاز الى ثمانين جنيها بالتمام والكمال، وقد اشتراها واقربائي بهذا السعر فضلاً، أما البنزين والسولار فقد أصبح البحث عن لبن العصفور أهون من البحث عنهما، بل واصبح أصحاب محطات البنزين يسجلون تليفونات أصحاب الحظوة وأقاربهم حتى يسارعوا بابلاغهم فور ورود كميات من البنزين والسولار وبالطبع يبيعونها لهم بأسعار مضاعفة، وهم لا يعترضون فالمهم وصول الوقود اليهم. أما رغيف العيش.. فأظنكم قد قرأتم عن أعداد القتلى في طوابير العيش في طول مصر وعرضها، والذين أعتبرهم أنا شهداء للفقر، وهم خصماء للرئيس مرسي وجماعته يوم القيامة. أما عن النظافة فقد تكررت في شوارع وميادين مصر ظاهرة الأهرامات الزبالية، فكما أبدع الفراعنة في بناء الأهرامات هاهم أحفادهم يكررون نفس الإبداع في بناء الأهرامات لكنهم استبدلوا الحجر بالزبالة.. وأهو كله إبداع برضه، أما عن «المرور» فأظن أن الشارع المصري تحول الى سيرك مفتوح وسباق لسيارات التصادم لا نظام ولا قانون ولا أخلاق أما المشكلة الأخيرة التي تصدى لها مرسي فهى الأمن، فبالرغم من المجهودات الخرافية التي تبذلها وزارة الداخلية إلا أن الخطف والسرقة أصبح عيني عينك، بل نجح لصوص السيارات الظرفاء في سرقة سيارة رئيس الجمهورية بشحمه ولحمه.. أما عن تعطيل الطريق وقطع السكة الحديد فيكفي ما نشرته الداخلية عن وجود 1409 حوادث قطع طريق وتعطيل سكة حديد واعتصامات واحتجاجات فئوية خلال 48 يوماً فقط. ماذا يعني ذلك يا سادة؟! المعنى الوحيد أن الرئيس مرسي فشل في تنفيذ وعوده في حل المشكلات الخمس التي تصدى لها، بل فشل أيضاً في حل أهم مشكلة يعاني منها الشعب المصري وهي مشكلة البطالة، لدرجة أن عدد الشباب الذين عادوا في توابيت خشبية من جراء الغرق في البحر من ضحايا الهجرة غير الشرعية تضاعفوا في أيام مرسي وزادوا على زملائهم في عهد المخلوع، الحسنة الوحيدة التي تحسب لمرسي هو قيامه بارسال طائرات عسكرية لإحضار اشلائهم الممزقة بفعل الأسماك المتوحشة!! أما غلاء الأسعار والذي طال كل شىء حتى حزمة الجرجير أو البقدونس التي زاد سعرها 100٪ لتباع بنصف جنيه بدلاً من 25 قرشاً بخلاف اسعار الفراخ البيضاء والاسماك والألبان. يعني.. يعني وباختصار الرئيس مرسي فشل فشلاً ذريعاً في حل مشاكل مصر أو حتى إعطاء مؤشرات أولية لنجاحه في حله.. نحن والله لا نتجنى على الرجل لكنه هو من قال لنا حاسبوني وانتقدوني إذا ما فشلت وها نحن نقول له بالفم المليان فشلت يا سيادة الرئيس فاذا ما كنت قد نجحت بنسبة 51٪ تقريباً فأظنك قد فشلت بنسبة 9.9٪ وهو ما يعني أنك وإن كنت قد نجحت على «الحركرك» إلا أن فشلك كان بامتياز!!