لن يجد أي مواطن عذراً للدكتور هشام قنديل إذا لم ينجح هو وحكومته في وضع الحلول المناسبة لمشاكل المصريين، وهي لحسن الحظ معروفة للجميع جيداً وفي مقدمتهم الدكتور محمد مرسي رئيس الجمهورية، والذي حددها بنفسه ووضعها علي أولويات برنامجه الانتخابي وهي خمس مشاكل رئيسية (الأمن، النظافة، الوقود، رغيف العيش، والمرور).. بل وأكد التزامه بالعمل علي حلها خلال أول 100 يوم من رئاسته أفهم جيداً أنه لن يستطيع مسئول مهما كانت قدراته أن يقضي علي هذه المشكلات في شهر أو سنة.. ولكن علي الأقل يجب أن يلحظ الجميع أن هناك تحسنا متزايداً في الاهتمام بتلبية احتياجات المواطن اليومية، ولكن الواقع حتي الآن شيئ مختلف تماماً.. فبعد أن كان المواطن يحصل علي رغيف عيش مدعم بعد معاناة في طابور طويل أصبح يقف نفس الطابور للحصول علي »العيش السياحي«.. ولكي يملأ سيارته بالوقود يبحث عن محطة بنزين في منطقة بعيدة عن وسط القاهرة، هذا بخلاف المستوي المتدني للنظافة والذي شهد تحسناً عقب مبادرة الرئيس التي أطلقها تحت شعار »وطن نظيف« إلا أننا لازلنا في حاجة لتفعيل أداء هيئات النظافة والتجميل وتطوير أداء شركات جمع المخلفات الأخطر من ذلك أن مشاكل المصريين هذه ستتضاءل أمام مشكلة ارتفاع الأسعار وهي مشكلة عالمية سنعاني منها قريباً، باعتبار أن مصر جزء من السوق العالمي، وطبقاً لتقديرات الخبراء فإن حكومة قنديل تحتاج لتدبير مبلغ 14 مليار جنيه بصورة عاجلة جداً وإلا ستحدث كارثة في الأسواق، لتغطية فاتورة الارتفاعات المتوقعة في أسعار السلع الأساسية التي تدعمها الحكومة مثل الزيت والسكر والخبز.. مع ملاحظة زيادة أسعار القمح في البورصات العالمية بنسبة 50٪ ولذلك فنحن نحتاج لتعامل مختلف مع مشاكل المصريين خلال المرحلة المقبلة، تعامل يعتمد علي الفكر الخلاق والمصارحة بالحقائق ولا يعتمد علي العبث بعقول الناس وخداعهم ولكن ما يحدث حتي الآن للأسف هو مجرد تكرار لنفس طريقة التصريحات الوردية التي كان يرددها الوزراء والمسئولون في عهد النظام البائد، والمواطنون أيضاً يمارسون نفس سلبياتهم وكأن مصر بلد مواطنين آخرين غيرنا، لذلك نحن في حاجة لمبادرة يكون شعارها »أنا مصري وبحب بلدي«.