اليوم الأربعاء الموافق العاشر من شهر أكتوبر لعام 2012 وسط ميدان التحرير وأمام مليونية من أطياف الشعب المصرى، تهليل وتكبير لوصول الرئيس مرسى إلى الميدان لإلقاء خطاب تاريخى للأمة والكل فى لحظة إنصات، بدأ الرئيس خطابه ب«بسم الله الرحمن الرحيم، أحبائى وعشيرتى، السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. كنت قد وعدتكم بإنجاز بعض المهام التى كلفتمونى بها من خلال تولى الحكم للمائة يوم الأولى، وبفضل تعاونكم معى وشرفاء مصر نجحنا فى إنجاز خمسة مهام، وسأبدأ برغيف العيش لأنه كان أكثر المهام معاناة، كنت (دقيقا) فى توجيهاتى بعد أن تسلمته مريضا بالهزال ويغلب عليه اللون الأسود المائل إلى الاصفرار ووجهه التصق بقفاه مما جعلنى أبدأ مرحلة علاجه من «الزيرو»، وبعد مرحلة «اللت والعجن» مع الكبراء وسواعد الشباب المصرى من خريجى كلية الزراعة قمنا بتوزيع فدادين من الأراضى الصحراوية على الشباب بأثمان مخفضة لزراعة القمح فقط، ووفرنا لهم المياه الجوفية وأصبح لدينا عشرات الأفدنة المزروعة قمحا، وبذلك استطعنا التصدى لمافيا استيراد القمح بعد أن كانوا (خميرة) عكننة ورفضوا أكثر من مرة الجلوس معنا على (طاولة) واحدة، ثم بدأنا مرحلة الرصد للصوص الحصص المدعمة فكان هناك أكثر من 40 فى المائة من الدقيق المدعم يباع فى السوق السوداء، فضيقنا عليهم الخناق من قبل شباب التموين الشرفاء فأصبحت صحة الرغيف (ردة) ومتوفرا ودون طوابير، وأشكر كل من ساعدونى فى هذه المهمة، وأخص بالذكر الأستاذة سكينة فؤاد والأخ محمود عمارة، وحضرت اليوم لأسلمكم رغيف بحجم (طبق) الدش وبذلك أكون وفيت بوعدى، وبما أننى كنت من هتيفة الميدان وجدت نفسى أمسك بالرغيف الأبيض المشرب بالحمرة ورفعته عاليا ثم هتفت بصوت حنجورى قائلا: لا تقوللى كايزر ولا فينو رغيف مرسى كلنا شايفينو». * ثم استرسل الرئيس وقال: «وبنفس المسلك اكتشفنا أن أزمة البنزين والسولار أزمة مفتعلة من بعض رجال الأعمال أصحاب النفوس المريضة، فكانوا يشترون السولار ليلقونه فى المصارف بعد دفع مبالغ طائلة لأصحاب المحطات لإغلاقها وإشعال الموقف. أصبح السولار الآن متوفرا فى جميع المحطات، فوجدت نفسى للمرة الثانية أمسك بالميكروفون على طريقة عمنا محمد عبدالقدوس وأصرخ هاتفا: مرسى يا رئيسنا يا مغوار وفرتلنا البنزين والسولار». * ثم واصل الرئيس خطابه قائلا: «وكما ترون الآن الأمن مستتب، فحوادث السطو والخطف انخفضت لأدنى معدلاتها بعد أن تركت الأمر لوزير الداخلية من مبدأ أن أهل مكة أدرى بشعابها، وللأمانة كان الرجل من أهل الثقة فقام بهيكلة الشرطة ووضع يده فى عش الدبابير (دبورة.. دبورة) فتخلص من القيادات الموالية للحكم البائد وأصبحت العلاقة طيبة بين رجال الشرطة والشعب، وأنتم ترون شوارع مصر الآن دون مشاكل مرورية، فأمسكت بالميكروفون وصرخت قائلا: الريس مرسى قال المرور عال العال». ثم استرسل الرئيس قائلا: «هل شاهدتم نظافة شوارع مصر ومحافظاتها؟ طلبت من رؤساء الأحياء ومهندسيها ترك مكاتبهم ومكيفاتهم والنزول إلى الشارع ومن يخالف التعليمات يترك مكانه لغيره، فعمل الجميع بهمة وتمت إزالة شوادر اللحوم والأسماك والخضار والفواكه التى احتلت طرق مترو الأنفاق، وقمنا بشراء سيارات حديثة وصناديق خاصة للقمامة من السيولة المتوفرة التى تعد بالملايين من فلوس القمامة المضافة على فاتورة الكهرباء»، وفجأة هزتنى زوجتى بعنف قائلة: «قوم يا راجل عشان تصلى الفجر، متنساش وانت نازل تاخد كيس الزبالة وترميه فى أى صندوق لأن الزبال ماشفنهوش من أسبوع، وكمان خد قفص العيش علشان تلحق الطابور بدرى»، وهنا أطلقت صرختى الأخيرة قائلا: «شوفت الأمل لمصر فى أحلامى مع الرئيس، ومنها لله مراتى حولتها لكوابيس».