المطر رزق من الله ينزل بحول الله وبقوته ويجب علينا أن نعلم علم اليقين أن هذا المطر الكثير لم ينزل بحولنا ولا قوتنا، ولا بآلاتنا ومخترعاتنا، وإنما الذي أنزله هو الله الواحد القهار القوي العزيز، ولو أنه سبحانه أمسك المطر ولم يأذن له بالنزول، لم يستطيع البشر جميعاً بما أوتوا من قوة، وما وصلوا إليه من براعة في الاختراع والتصنيع، أن ينزلوه من السماء، لأن أمر المطر وشأنه إلى الله –عزَّ وجلَّ-، فإذا كان الماء قد يعجزهم إخراجه من باطن الأرض إذا غار فيها، فكيف يقدرون عليه وهو في السماء العالية الرفيعة، قال الله –عزَّ وجلَّ- (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْراً فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ) [الملك:30]، وقال سبحانه:(أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ) [الواقعة:69]. وقال تعالى مَّا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِن رَّحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا ۖ وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِن بَعْدِهِ ۚ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (2) يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ۚ لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ ۖ فَأَنَّىٰ تُؤْفَكُونَ (3).