ترتبط مصر والصين بعلاقات تاريخية تزيد علي 5 آلاف عام، وكانت مصر من أوائل الدول العربية التي كان لها تمثيل دبلوماسي مع الصين، كما كانت من أوائل الدول التي بادرت بالاعتراف بجمهورية الصين الشعبية، كما كان للصين الشعبية موقف رافض تجاه العدوان الثلاثي على مصر، فضلاً عن تقارب التوجهات السياسية للبلدين في دعم سياسة عدم الانحياز، ويوجد فى الصين جالية مصرية تصل إلي بضعة الاف، تعمل فى اعمال مختلفة، صناعية تجارية وفى مجالات البحث، وكثيرا ما يواجه المصريون مشكلات فى مجال الاستيراد من الصين بسبب مشكلة شهادة الجودة التى باتت كالصداع المزمن فى رأس كل تاجر مصرى، وحول العلاقات المصرية الصينية وابناء الجالية المصرية، حاورت «الوفد» سفير مصر بالصين «هشام شعير». واسأله : كيف يمكن تصور مستقبل العلاقات المصرية الصينية بعد تولى محمد مرسي بالانتخابات الرئاسية؟ - من وجهة نظرى أرى ان العلاقات سوف تستمر وبقوة ولا علاقة بين التيار الديني والعلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين الا لو كانت هناك قرارات جديدة تعوق العمل وتؤثر على العلاقة بين البلدين. ما هو الدور الذي تقوم به القنصلية العامة بشنغهاي لمساعدة ابناء الجالية المصرية هنا فى حل مكلاتهم؟ - نحن جئنا من مصر الى هذا العمل بالصين ونحن على علم ويقين تام انه عمل شاق ان كان في طبيعته او في حياتنا اليومية التي نعيشها في الصين ولهذه الأسباب نعي جيدا حجم المعاناة التي يعاني منها المواطن المصري المقيم بالصين فنحن نوفر له خدمات كثيرة تجارية واخرى اجتماعية وانسانية ايضا وبعلاقتنا الدبلوماسية مع المسئولين الصينيين على غرار سرعة التصديق على شهادات المنشأ وتوفير الجو الملائم للمواطن المصري المقيم بالصين من خلال علاقاتنا الوطيدة بالأمن والشرطة الصينية، لنا دور فعال في حل المشاكل والنزاعات التي تنشب بين التجار المصريين واصحاب المصانع الصينية وهذا يكون بالتعاون مع الجاليه المصرية بالصين. هل لدي حضراتكم حل لمشكلة شهادة الجودة «السي اي كيو » التي اصدرها الوزير السابق رشيد محمد رشيد والتي اصبحت صداعا مزمنا في رأس كل تاجر ومستورد مصري يتعامل مع الصين؟ - مشكلة شهادة الجودة (السي اي كيو) من وجهة نظري الشخصية انها ليست بمشكلة وانها ايضا ليست إلى حل، ولا بد ان نكون متفقين ان اصل هذه الفكره منع السلع ذات الجودة المتدنية من دخولها الى مصر من خلال رقابة ذاتية من الصين على نفسها وجميع الشكاوي التي طرحت امامنا وامام الحكومه المصرية، مصر ليست طرفا فيها ولكن هذا الأمر يتعلق بصعوبات في النظام الصيني الداخلي ووجدنا بعد ذلك قرارات حاسمة من وزارة التجارة والصناعة الصينية تتمثل في منع وحظر مجموعة من الشركات الصينية بعدم دخول منتجاتها الرديئة والمقلدة الى السوق المحلي المصري لكي لا تؤثر سلبيا على الاقتصاد المصري وهذه الشهادة التي يعتبرها البعض او كل التجار والمستوردين المصريين الذين يتعاملون مع الصين صداع مزمن في رأسهم انا من وجهة نظري انا اعتبرها حصنا وامانا للاقتصاد المصري. هل تتأثر السياحة المصرية وتوافد السياح الصينيين على مصر بعد فوز حزب الحرية والعدالة بالانتخابات الرئاسيه؟ - ممكن أن تتأثر لأن لكل سائح حساباته الشخصية، فكيف سيذهب الى مصر فى هذه الأوضاع، وما هو وضع المناطق السياحية وهل توجد عقبات في الحصول على التأشيرات لمصر بعد فوز الأحزاب الاسلامية. ما حجم التعاملات الاقتصادية والتجارية بين مصر والصين في هذا العام وهل تأثرت بالأحداث الجارية اما لا؟ - لم تتأثر العلاقات التجارية والأقتصادية المصرية الصينية بالأحداث الجارية بل تتزايد حتى وصلت هذا العام 80 مليون دولار تقريبا لان الصين تلعب دورا هاما في تقديم سلعة ترفع من مستوى المعيشة لفقراء العالم الثالث في مقابل رخيص جدا وليست هذه السلع استهلاكية مثل لعب الاطفال. هل يوجد منح دراسية تمنحها الصين لشباب مصر وما هو دوركم في توزيع هذه المنح؟ - نعم يوجد منح دراسية من الصين، ولكن لا يوجد لنا دور في توزيع هذه المنح لانها تكون من خلال السفارة الصينية بمصر وليست السفارة المصرية بالصين وللأسف الشديد ان مصر لم تستغل هذه المنح ودارسيها الاستغلال الامثل والاستفادة منها ومن الابحاث العلمية وعلوم الجينات والابحاث الالكترونية.ولا بد ان يكون هناك تعاون مشترك في مجال البحث العلمي والحصول على هذه المنحة بأقل تكاليف واعلى مردود ولن ننسى ان في عام 2010 تم افتتاح المركز الثقافي المصري ببكين ولم يستغل الاستغلال الامثل. كيف يرى المصريون بالصين حزب الوفد الجديد؟ - حزب الوفد وجريدته هو حزب صاحب ثورة 19 وكان زعيم الحركة الوطنية المصرية الى ان حدث فيه عدة تطورات داخلية على مر الخمسينات والستينيات منعته من تطوره الطبيعي مع عودة الحزب في مطلع الثمانينيات خلق تفاؤلا وتطلعات فاقت امكانيته في الواقع واستمر هذا الوضع في التسعينيات والعقد الاول من الالفية الثانية ونتطلع الآن ان نرى عودة حقيقية لهذا الحزب تمثل قيمة الاسم وتاريخا نضالا عريقا في العشرينيات والثلاثنيات ويعتبر الآن حزب الوفد من افضل الاحزاب السياسية على الساحة السياسية في جمهورية مصر.