ساعات قليلة تفصلنا عن الحدث الأهم فى تاريخ مصر.. ساعات قليلة وتسطع شمس الحرية ويختار المصريون رئيسهم فى أول انتخابات رئاسية حقيقية فى تاريخ البلاد... ساعات قليلة ويتوجه ملايين المصريين إلى لجان الاقتراع فى مختلف محافظات مصر ليختاروا أول رئيس منتخب عبر صناديق شفافة ووسط أجواء غير مسبوقة.. ساعات قليلة ويقول المصريون للعالم أجمع.. نحن أصحاب حضارة عريقة.. صنعنا أعظم ثورة... وانتخبنا رئيسنا فى تجربة هى الأولى فى العالم العربى. مع بزوغ فجر السبت يستكمل المصريون ثورتهم بانتخاب رئيس يقودهم إلى آفاق المستقبل المشرق الذى نراه قريباً.. مع تباشير صباح السبت يحقق المصريون حلمهم.. ذلك الحلم الذى طال انتظاره عشرات السنين، وتحول إلى حقيقة بدماء «المصريين». ساعات قليلة وتتجه أنظار العالم إلى أم الدنيا ليرقب العدو والحبيب. القريب والبعيد ماذا سيفعل المصريون فى هذا اليوم العصيب؟ ذلك اليوم الذى سعى إليه المخلصون.. وخاض فيه الخائفون.. وغفل عنه الغافلون.. يوم تسقط فيه الأقنعة، وتتجلى فيه الحقيقة من خلال صندوق شفاف يجسد إرادة الناخبين بلا زيف أو تجميل. والسؤال الذى يفرض نفسه فى هذه الساعات العصيبة: ترى ماذا سيكون من أمر الغد؟ ماذا سيفعل المصريون أمام صناديق الانتخاب؟ إلى أى قبلة يتجهون؟ وإلي أى مصير يذهبون؟. يراهن البعض على المقاطعة، وآخرون على السير فى الطريق الخطأ، وفريق ثالث على عدم تقبل النتيجة.. وإلى كل هؤلاء أقول: أنتم لا تعرفون هذا الشعب العظيم ولم تستوعبوا الدرس حتى الآن. أقول للذين يراهنون على خيار المقاطعة، لقد خاب ظنكم فى الأول أى جولة تصويت المصريين فى الخارج وسيخيب ظنكم فى الثانية إن شاء الله.. فالبشرى جاءت من الخارج ليقول إن المصريين قبلوا التحدى وخرجوا فى انتخابات الجولة الثانية وحققوا نسبة لم تحدث لا فى الانتخابات البرلمانية ولا فى الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية.. أقول لهم هذا هو المصرى عندما يشعر بالمسئولية.. هذا هو المصرى عندما يشعر بالخطر.. هذا هو المصرى عندما يدرك اللحظة الفارقة... نعم سيخرج المصريون بعد ساعات ليدركوا اللحظة الغارقة ويختاروا رئيسهم ولن تقل نسبة التصويت عن الجولة الأولى وستكون نقطة نظام لكل من يحاول أن يعرقل مسيرة الشعب من أجل منافع ومكاسب لم تتحقق.. سنخرج جميعاً رجالاً ونساء.. شباباً وشيوخاً من أجل مصر الغد.. مصرالمستقبل ولن نستجيب أبداً لدعوات اليأس ومحاولات إضعاف الهمة والعزيمة. سنخرج ونضع مصر نصب أعيننا.. سنحافظ على المظهر الحضارى الذى تميزنا به فى انتخابات ما بعد الثورة بدءاً من الاستفتاء مروراً بانتخابات البرلمان وانتهاء بالجولة الأولى لانتخابات الرئاسة.. سنحافظ على هذا السجل الناصع الذى لم يسجل حالة عنف واحدة ولا سقوط ضحايا من أي محافظة.. سنقول للعالم هذه انتخاباتنا أمامكم.. وبالأمس قبل الثورة كانت انتخاباتهم لتعلموا أن «مصر الثورة» تختلف عن «مصر مبارك» رغم أن الشعب كما هو لم يتغير. وإلى الذين يسألون عن قبلة مصر الجديدة أقول وكلى ثقة إن المصريين سيختارون طريق الثورة.. وسيرفضون العودة إلى الماضى البغيض.. سيثأرون لدماء الشهداء... ولن يتسامحوا مع من قتلهم ودهسهم بالسيارات المصفحة، وألقى بجثثهم على قارعة الطريق. سيختار المصريون طريق الحق والعدل.. ولن يعودوا إلى عهود الظلم والقهر والطغيان..سيختارون طريق الحرية ولن يكون للديكتاتورية البغيضة مكان علىأرض الكنانة بعد اليوم. سيختار المصريون رئيساً..وسيكتبون بأيديهم نهاية لعهود غاب فيها الحق.. وانتشر فيها الظلم.. ودخل فيها الأبرياء السجون فى تهم ظالمة من خلال محاكمات عسكرية نادينا كثيراً بضرورة وقفها. سيختار المصريون طريق الشفافية والطهارة والنقاء.. ولن يعودوا أبداً لعهود الفساد التى شهدت نهب الثروات على أيدى حفنة ظالمة لم تراع الله فينا. ولمن قال إن الاختيار بين المرشحين هو اختيار بين احتلالين أو علقمين.. أقول: لقد ظلمت نفسك بمقولتك هذه وسيثبت لك المصريون ان ما قلته هو فقط من وحى خيالك.. لأن هناك مرشحاً سيأتى عبر الصناديق وباختيار الأغلبية ولن يكون أبداً محتلاً.. وستعلم أن المحتل هو من يريد أن يأخذ شيئاً ليس من حقه.. وليس معنى أن هناك أقلية لم تعجبها نتيجة المرحلة أو الجولة الأولى أن اللذين يخوضان جولة الإعادة محتلان لسبب بسيط وهو أن ما يقرب من«50٪» من الشعب أعطى صوته لهما. ولمن قال إن نجاح أحد المرشحين سيعقبه انفجار كبير ونجاح الآخر سيعقبه انفجار أقل أقول: لقد سكت دهراً ونطقت كفراً.. وسيثبت لك المصريون إن هناك مرشحاً وطنياً مخلصاً دخل المعتقل أيام الثورة واعتقلوا نجله وهو فى سن الثامنة عشرة.. هو مرشح مدعوم بأغلبية كبيرة من المصريين وأن الانفجار الذى تتحدث عنه هو من وحى خيالك.. ولا أدرى كيف تسمح لنفسك أن تقفز على الاستفتاء التاريخى الذى قرر فيه المصريون ان تكون مدة الرئاسة « 4 سنوات» قابلة للتجديد مرة وتطالب سيادتك بأن تكون مدة الرئيس الجديدة سنة واحدة.. يا سيدى إن مكانتك عند الشعب المصرى معروفة وما حدث لك فى المقطم هو خير دليل على ذلك.. وأبداً لن تستطيع أنت ولا من يقفون خلفك أن تروجوا للفوضى، وأبداً لن يقبل الشعب وصاية لا منك ولا من غيرك. وإلى الإعلام المنفلت أقول: سيخرج المصريون ليختاروا المرشح الذى حاربتموه وبارزتموه بالشائعات والزور والبهتان أياماً طويلة.. سيختار المصريون اليوم مرشحهم رغم لطم الخدود وشق الجيوب والبكاء والعويل حتى وصل الأمر بإحداهن أن تخرج على الهواء وتناشد المجلس العسكرى ألا يسلم السلطة إلى الدولة الدينية.. والغريب أنها لا تعلم أن الإسلام لا يعرف شيئاً اسمه الدولة الدينية وأن الخليفة أبابكر الصديق هو أول من وضع أسس الدولة المدنية.. ولكنه الجهل يا عزيزى! سيخرج الشعب اليوم ليلقن كل من استهان به وحاول خداعه درساً.. وسيختار رئيساً يتقى الله فينا ويحفظ لمصر كرامتها وعزتها.