تعد الدروس الخصوصية من المخاطر التي تعوق المنظومة التعليمية الجديدة وتعرقل خطاها، وقد وجه الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، الكثير من التنبيهات للأسرة والمعلم والمدرسة، لمواجهة هذا الخطر، وكان اَخرها الذي جاء خلال حواره ببرنامج"90 دقيقة"، على قناة المحور، مع الإعلامى محمد الباز، أن الوزارة تهدف من المنظومة الجديدة تحرير المواطنين والتلاميذ من الدروس الخصوصية. وأوضح شوقي، خلال حواره في هذا البرنامج، أن هناك مصالح لعدة جهات فيما يخص الدروس الخصوصية، معتبراً أنهم مافيا تساعدهم أولياء الأمور، وأن الدروس الخصوصية تحمل الأسرة المصرية قرابة 25 مليار جنيه سنويا، والضحية الوحيد في النهاية هو رب الأسرة. وفي هذا السياق رصدت "بوابة الوفد"، آراء بعض خبراء التعليم ونواب البرلمان عن الآليات المطلوبة للقضاء على منظومة الدروس الخصوصية في مصر، وأكد الخبراء أن القضاء عليها يحتاج إلى إجراءات حازمة، وخلق كيان مدرسي متكامل، بالإضافة إلى ضرورة إتباع المنظومة التعليمية الجديدة. ومن جانبها استنكرت الدكتورة ماجدة نصر، عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، ما يصرف سنويا من مليارات الجنيهات على الدروس الخصوصية في مصر، مؤكدة أن القضاء على هذه المنظومة يحتاج إلى مجموعة من الإجراءات الفعلية، التي تبدأ بدور المدرسة والمعلمين ثم الأسرة. وأوضحت " نصر"، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن هذه الإجراءات يجب أن تنفذ من خلال إلزام المعلم أولا بالتواجد فى المدرسة مرة أخرى، ومتابعته بشكل جيد، وخلق بدائل داخل المدارس من بينها المجموعات الدراسية، التي تمنح الطالب عدم احتياجه للدروس الخصوصية، لافتة إلى ضرورة صرف للمعلم عائد مادي مناسب، فضلا عن هذه المجموعات و تعويضا عن الدروس الخصوصية. وناشدت نصر، بضرورة إعادة تدشين المهارات والأنشطة المدرسية مرة أخرى، ابتداء من التعليم الابتدائي وإستمرارا للجامعة، بالإضافة إلى وضع رقابة مشددة على المعلمين، وتقليل نسب غيابهم وتطوير أدائهم، ومنحهم وسائل تدريبية حديثة لتزويد وتنمية مهاراتهم التدريسية. وأفادت نصر، أن الدروس الخصوصية تعد من الطرق الغير جيدة للتدريس، حيث أنها تنقل للطالب نوعا واحدا من المهارات الغير مجزية مثل الحفظ والتلقين فقط، وتساهم في افتقار الطلاب لمهارات بناءة مثل الفهم والإبداع والتحليل النقدي، تلك الأمور التي يحتاج إليها العصر الحديث لتطوير المنظومة التعليمية. وأشارت عضو لجنة التعليم والبحث العلمي بمجلس النواب، إلى دور الأسرة الهام في التخلص من ظاهرة الدروس الخصوصية، لافتة إلى أن انتشار هذه الظاهرة يعود نتيجة فقد ثقة الأسرة فى التعليم الحكومي، مما جعل إتجاههم الأكبر نحو الدروس الخصوصية، وأن استرجاع هذه الثقة يتطلب وجود البديل، مثل إنشاء فصول تقوية على مستوى تعليمي عالي الجودة، واهتمام المعلم بأداء دوره المطلوب منه داخل الفصول. أكد الدكتور مجدي حمزة، الخبير التربوي، أن الخطة التي تنتهجها الوزارة من خلال تطبيق المنظومة التعليمية الجديدة، ستجني ثمارًا هائلة في القضاء على الدروس الخصوصية، والنهوض بالعملية التعليمية. وأوضح حمزة، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الدروس الخصوصية من أكبر العوامل المؤثرة في إقتصاد الأسرة المصرية، طبقًا للإحصائيات الأخيرة التي كشفت عن معدل إستهلاك مصر الكبير للدروس الخصوصية والذي يقارب من 25 مليار جنيه سنويًا. وطالب حمزة، بضرورة الإلتفات إلى ما تقوم به الوزارة من جهود كبيرة لتطوير المنظومة التعليمة، من خلال إدخال التقنيات الحديثة، كاستخدام التابلت في المدارس، مشيرًا إلى دور الأسرة الهام في هذا التطوير، من خلال توجيه أبنائهم إلى التعامل مع هذه المنظومة الجديدة، ووضع ثقتهم في الجهود التي تقوم بها الوزارة. وناشد الخبير التربوي، الوزارة بضرورة إنشاء بنية تحتية لمساندة المنظومة الجديدة، من خلال توفير النت في المدارس لسهولة تطبيق نظام التابلت الجديد، مؤكدًا أنه يعد عاملا مساعدا في النهوض بفكر الطالب، وتوجيهه إلى الفهم والتركيز، مطالبًا بإقامة دورات تدريبية، لنشر الوعي عند المعلمين وغرس أفكار جديدة، والتخلص من الأفكار الهدامة التي يحظى بها أصحاب التوجهات الإخوانية والتي تعرقل العملية التعليمية. وفي سياق متصل قال الدكتور علي فارس، خبير تطوير المناهج وإستراتيجية التعليم الفني، إن الدروس الخصوصية أصبحت تعليم موازى، وأن حل هذه المشكلة يتطلب وضع خطة متكاملة لجذب الطلاب للمدرسة مرة أخرى، بالإضافة إلى تغيير طرق التدريس والإمتحانات، وخلق كيان مدرسي متكامل قادر على منافسة مراكز الدروس الخصوصية. وأكد فارس، في تصريح خاص ل"بوابة الوفد"، أن الطلاب بحاجة إلى وضع بديل قوي، يجعلهم يتوجهون للمدرسة مرة أخري، لافتا إلى دور المدرسة في توفير الجو المناسب للطلاب، من حيث الشرح الذي يؤهلهم إلى الإمتحانات، بالإضافة إلى تطوير المناهج بحيث تواكب العصر الحديث، وتعديل نظام الإمتحانات وتحويلها إلى النظام الإلكتروني، لتخفيف العبء على الطالب والأسرة والمدرسة. وأوضح خبير تطوير المناهج وإستراتيجية التعليم الفني، أن غياب الطلاب يمنح فرصة عدم تواجد المعلم داخل المدرسة، الأمر الذي يؤدي إلى ضعف المستوي التعليمي تدريجيا، وتوجيه الطالب والأسرة للتعامل مع الدروس الخصوصية بديلا عن المدرسة، مؤكدا أن منح المعلم عائد مادي مناسب يساهم في عدم اقباله على ممارسة الدروس الخصوصية.