إشادة برلمانية وحزبية بكلمة السيسي في ذكرى تحرير سيناء.. حددت ثوابت مصر تجاه القضية الفلسطينية.. ويؤكدون : رفض مخطط التهجير ..والقوات المسلحة جاهزة لحماية الأمن القومى    التوقيت الصيفي في مصر.. اعرف مواقيت الصلاة اليوم الجمعة 26 - 4 - 2024    على مدار 3 أيام، ثبات سعر اليوان الصيني في البنك المركزي    أسعار اللحوم اليوم 26-4-2024 بعد انخفاضها بمحال الجزارة    الذهب يتجه عالمياً لتسجيل أول خسارة أسبوعية في 6 أسابيع    لمناقشة إصلاح العدالة الجنائية، هاريس تستضيف كيم كارداشيان في البيت الأبيض    طيران الاحتلال يشن غارات على حزب الله في كفرشوبا    الطلاب المؤيدون ل غزة يواصلون اعتصامهم في جامعة كولومبيا الأمريكية|شاهد    فرنسا تهدد بعقوبات ضد المستوطنين المذنبين بارتكاب عنف في الضفة الغربية    عودة نيدفيد.. مصراوي يكشف تشكيل الأهلي المتوقع لمواجهة مازيمبي الكونغولي    «شرف ليا ولكن».. رمضان صبحي يكشف موقفه من الانضمام للأهلي أو الزمالك في الصيف (فيديو)    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 26- 4- 2024 والقنوات الناقلة    حالة الطقس المتوقعة غدًا السبت 27 أبريل 2024 | إنفوجراف    حكاية الإنتربول مع القضية 1820.. مأساة طفل شبرا وجريمة سرقة الأعضاء بتخطيط من مراهق    أدعية السفر: مفتاح الراحة والسلامة في رحلتك    فضل أدعية الرزق: رحلة الاعتماد على الله وتحقيق السعادة المادية والروحية    صحة القليوبية تنظم قافلة طبية بقرية الجبل الأصفر بالخانكة    مؤشرات الأسهم الأمريكية تغلق على تراجع    أبناء أشرف عبدالغفور الثلاثة يوجهون رسالة لوالدهم في تكريمه    166.7 مليار جنيه فاتورة السلع والخدمات في العام المالي الجديد    أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية جديدة بمليارات الدولارات إلى كييف    "تايمز أوف إسرائيل": تل أبيب مستعدة لتغيير مطلبها للإفراج عن 40 رهينة    قوات الاحتلال تعتقل شقيقين فلسطينيين بعد اقتحام منزلهما في المنطقة الجنوبية بالخليل    الأسعار كلها ارتفعت إلا المخدرات.. أستاذ سموم يحذر من مخدر الأيس: يدمر 10 أسر    أعضاء من مجلس الشيوخ صوتوا لحظر «تيك توك» ولديهم حسابات عليه    بعد سد النهضة.. أستاذ موارد مائية يكشف حجم الأمطار المتدفقة على منابع النيل    أبرزهم رانيا يوسف وحمزة العيلي وياسمينا العبد.. نجوم الفن في حفل افتتاح مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير (صور)    مبادرة مقاطعة الأسماك: التجار حاولوا لي ذراع المواطنين فقرر الأهالي المقاطعة    القومي للأجور: جميع شركات القطاع الخاص ملزمة بتطبيق الحد الأدنى    وزير الخارجية الصيني يلتقي بلينكن في العاصمة بكين    أنغام تبدع في غنائها "أكتبلك تعهد" باحتفالية عيد تحرير سيناء بالعاصمة الإدارية (فيديو)    «الإفتاء» تعلن موعد صلاة الفجر بعد تغيير التوقيت الصيفي    أذكار وأدعية ليلة الجمعة.. اللهم اجعل القرآن ربيع قلوبنا    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الجمعة 26 أبريل 2024    مع بداية التوقيت الصيفي.. الصحة توجه منشور توعوي للمواطنين    جدعنة أهالي «المنيا» تنقذ «محمود» من خسارة شقى عمره: 8 سنين تعب    خالد جلال يكشف تشكيل الأهلي المثالي أمام مازيمبي    الإنترنت المظلم، قصة ال"دارك ويب" في جريمة طفل شبرا وسر رصد ملايين الجنيهات لقتله    إعلان نتيجة مسابقة المعلمة القدوة بمنطقة الإسكندرية الأزهرية    هيئة الغذاء والدواء بالمملكة: إلزام منتجات سعودية بهذا الاسم    أحمد كشك: اشتغلت 12 سنة في المسرح قبل شهرتي دراميًّا    تشرفت بالمشاركة .. كريم فهمي يروج لفيلم السرب    سيد معوض يكشف عن مفاجأة في تشكيل الأهلي أمام مازيمبي    سلمى أبوضيف: «أعلى نسبة مشاهدة» نقطة تحول بالنسبة لي (فيديو)    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 26/4/2024 على الصعيد المهني والعاطفي والصحي    «زي النهارده».. استقالة الشيخ محمد الأحمدي الظواهري من مشيخة الأزهر 26 أبريل 1935    يونيو المقبل.. 21364 دارسًا يؤدون اختبارات نهاية المستوى برواق العلوم الشرعية والعربية بالجامع الأزهر    سيد معوض يكشف عن رؤيته لمباراة الأهلي ومازيمبي الكونغولي.. ويتوقع تشكيلة كولر    "مواجهات مصرية".. ملوك اللعبة يسيطرون على نهائي بطولة الجونة للاسكواش رجال وسيدات    عاجل - تطورات جديدة في بلاغ اتهام بيكا وشاكوش بالتحريض على الفسق والفجور (فيديو)    هل العمل في بيع مستحضرات التجميل والميك آب حرام؟.. الإفتاء تحسم الجدل    فيديو جراف| 42 عامًا على تحرير سيناء.. ملحمة العبور والتنمية على أرض الفيروز    تامر حسني باحتفالية مجلس القبائل: شرف عظيم لي إحياء حفل عيد تحرير سيناء    حظك اليوم.. توقعات برج الميزان 26 ابريل 2024    الشروق تكشف قائمة الأهلي لمواجهة مازيمبي    مسجل خطر يطلق النار على 4 أشخاص في جلسة صلح على قطعة أرض ب أسيوط    الأقصر.. ضبط عاطل هارب من تنفيذ 35 سنة سجنًا في 19 قضية تبديد    هل تتغير مواعيد تناول الأدوية مع تطبيق التوقيت الصيفي؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ملف خاص
إشراف : أحمد رمضان
نشر في الجمهورية يوم 11 - 11 - 2018

شكلت قضية تطوير التعليم أزمة كبيرة تراكمت لعشرات السنين ما بين دروس خصوصية وكتب خارجية ومناهج دراسية لا علاقة لها بالعلم والبحث العلمي وسوق العمل.
مؤخراً أطلق الرئيس عبدالفتاح السيسي مبادرة 2019 عام التعليم التي كانت الشرارة الأولي لاطلاق المنظومة الجديدة التي أعلنت وزارة التعليم البدء في تطبيق المراحل الأولي منها هذا العام بمرحلة التمهيدي كي جي 1 و2 والصف الأول الابتدائي بالتوازي مع بدء المنظومة في الصف الأول الثانوي.
المنظومة الجديدة تعيد مسيرة التعليم إلي مسارها الصحيح بأن يكون التعليم معتمداً علي التكامل المعرفي والتعلم التعاوني والاعتماد علي الفهم واكتشاف المواهب وتنمية المهارات لبناء الشخصية المصرية بما يتناسب مع متطلبات العصر وسوق العمل ويعالج السلبيات السابقة.
المنظومة الجديدة تقضي علي بيزنس الدروس الخصوصية ومافيا الكتب الخارجية والتي ينفق عليها المصريون سنوات ما يقارب 40 مليار جنيه ليس إلا لمزيد من الحفظ والتلقين وليس الفهم والتفكير.
المنظومة الجديدة والتي بدأت هذا العام سيتم الانتهاء من تطبيقها خلال 12 عاماً سيتم خلال هذه المدة تجهيز المدارس وإعدادها بما يتناسب مع المنظومة الجديدة من أجل إنهاء الكثافات العالية في الفصول مع توصيل الإنترنت لكل المدارس لإتاحة استخدام جهاز "التابلت" والذي سيمثل "الجوكر" بالنسبة للنظام لأنه يستطيع من خلال المذاكرة والمراجعة وتوثيق المادة الدراسية من خلال الدخول إلي بنك المعرفة المصري.
المنظومة لم تنس المعلم الذي يمثل حجر الزاوية في نجاح النظام الجديد فهناك دليل تعليمي لكل مدرس يستطيع من خلال إعداد الدروس وتقييم الطلاب مع زيادة دخله إلي أن يصل إلي الحد الذي لن يحتاج فيه إعطاء دروس خصوصية.
طلاب الصف الأول الثانوي والصف الأول الابتدائي عبروا عن سعادتهم بتطبيق المنظومة الجديدة والتي خففت عنهم رهبة الثانوية العامة ورعبها بعد أن استلموا التابلت أما تلاميذ الكي جي والابتدائي فإنهم أكثر سعادة لأن الأنشطة الجديدة زادتهم حباً ورغبة في الذهاب للمدرسة للتعلم.
"الجمهورية" ترصد معاناة الآباء في "مكتبات الفجالة"
كتب الوزارة.. فهم وتنمية مهارات واكتشاف المواهب
تحقيق : سماح صابر
أجمع أولياء الأمور والخبراء أن النظام التعليمي الجديد سينجح في مواجهة أصحاب المصالح وأولهم دور نشر الكتب الخارجية فالنظام الجديد لا يعتمد علي محتوي الكتاب المدرسي فقط بالحفظ والتلقين بل يعتمد علي الفهم والأنشطة والتدريبات وحصص تعليم للأطفال خاصة الصف الأول الابتدائي التي يتلقونها مصحوبة بالغناء والموسيقي لتصل إليهم المعلومات وتعلق بأذهانهم بكل سهولة وبالتالي لا يحتاج للكتب الخارجية.
في جولة "الجمهورية".. داخل سوق الفجالة التي يقصدها أولياء الأمور لشراء الكتب الخارجية وجدنا أولياء أمور الصفوف التمهيدية والأول الابتدائي يتضررون من عدم توافر الكتب الخارجية الخاصة لأنها لم تصل للمكتبات ولم تطبع إلي الآن بسبب تغير المنظومة التعليمية الجديدة.
عند السؤال عن أسعار الكتب الخارجية الخاصة بالمراحل التعليمية الأخري تتراوح الأسعار بين 20 و80 جنيهاً وتصدرت كتب اللغات والرياضيات والعلوم قائمة أعلي الأسعار.. كما تراوحت أسعار كتب الثانوية العامة في المواد العلمية من 200 255 جنيها.
بينما وصل سعر كتاب اللغة العربية إلي 57 جنيها.
أبدي أولياء الأمور تضررهم من ارتفاع أسعار الكتب الخارجية والذي ازداد 50% مقارنة بالعام الماضي نظراً لغلاء ورق الطباعة والحبر واشتكوا من قيام دور النشر بطبع الكتب الخارجية لفصل دراسي واحد لنضطر لشرائها في الفصل الدراسي الثاني مما يمثل عبئاً آخر كبيراً.
كشف بعض الطلاب عن وجود علاقة بين مدرس الدروس الخصوصية وأصحاب دور النشر لأنهم يجبرونا علي شراء كتب خارجية محددة الاسم لأنها الأفضل ولضمان أن يأتي الامتحان منها.
مروة السيد ولي أمر طالبة بالصف الأول الابتدائي قالت إن نظام التعليم الجديد من الواضح أنه نجح في القضاء علي ظاهرة الإقبال علي الكتب الخارجية وأن الوزير نجح في ذلك حيث توجهت قبل بدء العام الدراسي الجديد بأسبوع لعدة مكتبات لشراء كتب خارجية لابنتي ولم أجدها وعندما تابعت وتصفحت كتب الوزارة الجديدة قررت عدم شراء الخارجية فهي شيقة وسهلة الأسلوب وكافية لمذاكرة الدروس.
تري نادية زينهم ولي أمر إحدي الطالبات أن وزير التربية والتعليم عندما قرر عدم منح تراخيص لدور نشر الكتب الخارجية الخاصة بالصفوف التمهيدية والأول الابتدائي كان قراراً صائباً ووفر لنا الكثير وجعلنا نعتمد علي كتب الوزارة الجديدة التي تشرح للأطفال الدروس بأسلوب جذاب وشيق وبالفعل مررت علي أكثر من مكتبة لشراء كتب خارجية لابنتي بالصف الأول الابتدائي في مادتي اللغة العربية والإنجليزية وهذا نجاح حقيقي للمنظومة الجديدة في مواجهة مافيا الكتب الخارجية.
أضافت سوسن عبدالباري ولي أمر لأربعة أبناء بالمراحل التعليمية إن بيزنس الكتب الخارجية يلتهم جيوبنا مع بداية كل عام دراسي جديد خاصة أن أسعار الكتاب الخارجي في ارتفاع مستمر منذ أكثر من 3 سنوات بسبب التضخم وارتفاع أسعار الورق فهناك بعض الكتب كان سعرها 20 جنيهاً أصبحت ب 50 جنيها ونضطر أحياناً لشراء أكثر من كتاب خارجي للمادة الواحدة خاصة لطلاب الثانوي حتي يستطيعوا الإلمام بكافة المعلومات والامتحانات والنماذج نظراً لأنها مرحلة حرجة للطلاب وتحدد مستقبلهم ونأمل أن يقضي نظام التعليم الجديد علي بيزنس الكتب الخارجية بتطوير الكتاب المدرسي وإلمامه بجميع ما يحتاجه الطالب. وأن يطبق علي باقي المراحل الدراسية.
تنصح سامية حسن ولي أمر وزارة التربية والتعليم بأن تغير محتوي الكتب الوزارية وتجعل أسلوباً شيقاً وجذاباً للطالب ويكون غير مختصر بل ملماً بجميع ما يحتاجه الطالب من شرح وتفسير ومعاني وغيرها حتي لا يهجره ويلجأ لغيره من الكتب الخارجية وكلنا نعلم أن الامتحانات تكون من كتب الوزارة.
يتعجب مراد منصور ولي أمر من تهافت أولياء الأمور والطلاب لشراء الكتب الخارجية مع بدء كل عام دراسي جديد ويوضح أن الكتاب الخارجي يقوم صاحب دور النشر بنقل محتواه من كتب الوزارة ويضيف عليه عدة امتحانات ونماذج أسئلة فإذا قامت الوزارة بهذا العمل وأضافت نماذج الامتحانات والأسئلة بالكتاب الوزاري سوف يستغني الطلاب عن شراء الكتب الخارجية.
يوضح سامي محمود طالب بالمرحلة الابتدائية بإحدي المدارس بمحافظة الجيزة حقيقة أخري وهي اعتماد المدرسين علي الكتب الخارجية في تحضير دروسهم وشرح المناهج لدرجة أن بعض المدرسين يدخلون الحصص المدرسية وفي أيديهم الكتاب الخارجي الخاص بمادتهم ويشرحون منه للطلاب مما يدفعنا لشراء نفس الكتاب لأنه شجعنا لذلك.
طريقة العرض مختلفة
يقول مصطفي عبدالحميد طالب بالصف الخامس الابتدائي إنه يضطر هو ومعظم زملائه لشراء الكتب الخارجية وترك الكتاب المدرسي لأن طريقة عرضها للمحتوي جيدة وجاذبة وتمنح الطالب جميع المعلومات التي يبحث عنها أو يحتاجها عكس كتب الوزارة يشعر الطالب بالملل أثناء تصفحها ولا يجد ما يحتاجه من معلومات وشرح كاف للدروس.
أكد محمود عبدالرحمن ولي أمر أن أكثر من 90% من أولياء الأمور والطلاب يعتمدون في مذاكرة دروسهم علي الكتب الخارجية التي يجدون فيها معلومات عديدة ونماذج وامتحانات للدروس لا يجدونها في كتب الوزارة.. لكنني لدي أمل أن نظام التعليم الجديد سوف يجعلنا نكتفي بكتب الوزارة فمن يتصفح كتب الصفوف التمهيدية والصف الأول الابتدائي الجديد جعلت الكثيرين يكتفون بها ولا يضطرون لشراء الكتب الخارجية لسهولة أسلوبها وجذبها للطالب.
قال سامي مراد ولي أمر الطالبات بالمرحلة الإعدادية هناك أنواع عديدة من المسميات للكتب الخارجية ناهيك عن الإعلانات التي تروج لهم بوسائل الإعلام لجذب الطلاب وأولياء الأمور لشرائها بالاضافة إلي أن المدرسين أصبحوا مشاركين في عملية الدعاية لهذه الكتب وهجر الكتاب المدرسي فتجد كل مدرس يعطي دروساً خصوصية في مادته يطلب من الطلاب شراء كتاب خارجي محدد الاسم منه نظراً لأنه الأفضل ويأتي الامتحان منه وكأن هناك تعاقداً بين المدرس والجهة التي تتاجر بالكتب الخارجية وأن له نسبة جراء ذلك كلما ارتفعت نسبة مبيعاته وحقق ربحاً كبيراً.
يشترك معه في الرأي عبدالصبور محمدي ولي أمر لثلاثة أبناء بمراحل التعليم المختلفة ويقول إنه قبل بداية العام الدراسي بشهر يتصل بنا مدرسو الأبناء لإبلاغنا بأسماء كتب خارجية بعينها لشرائها وضرورة حجزها مسبقاً قبل نفاد الكمية لأنها تنفذ سريعاً مما يجعلنا نسارع إلي المكتبات لحجزها وشرائها.. والكارثة الأكبر أن تجارة الكتب الخارجية أصبحت بيزنس كبيراً يلتهم جيوب المواطنين الغلابة وبكافة الصور فبعد أن كان سعر الكتاب الخارجي للمرحلة الابتدائية يتراوح من 10 15 جنيهاً تعدي الآن الثلاثين جنيهاً.
يلتقط منه الحديث محمود سمير ولي أمر ويوضح أنه أصبح يضطر لعمل جمعية مع زملائه بالعمل حتي يستطيع شراء الكتب الخارجية لأبنائه مع بدء العام الدراسي الجديد والتي يجبر المدرسون أبنائه علي شرائها لأنها أساس النجاح ويؤكد أنه أنفق أكثر من 1000 جنيه علي شرائها هذا العام والكارثة الأكبر أنه بعد أن كان الكتاب الخارجي يضم منهج الفصل الدراسي الأول والثاني معاً أصبحت هناك كتب خارجية للفصل الدراسي الأول فقط لنضطر لشرائها مرة أخري مع بداية الفصل الدراسي الثاني.
تقول النائبة ماجدة نصر عضو لجنة التعليم بمجلس النواب إن المنظومة التعليمية الجديدة التي تم تطبيقها مع بداية العام الدراسي الجديد لا تتلاءم مع الكتب الخارجية بل يحاربها كما يحارب الدروس الخصوصية.
أوضحت أن النظام الجديد لا يعتمد علي التلقين والحفظ بل يعتمد علي الفهم وتنمية المهارات واكتشاف مواهب الطلاب وتعليمهم البحث عن المعلومة عبر موقع بنك المعرفة المصري الذي يشمل المناهج الجديدة وبه فيديوهات توضيحية بالشرح للطلاب بحيث لا يحتاج إلي اللجوء لشراء الكتب الخارجية وبالتالي يوفر الكثير من الأموال لأولياء الأمور.
أضافت أنه أمامنا 12 عاماً إلي أن يكتمل تطبيق المنظومة التعليمية الجديدة تدريجياً ويتم القضاء علي مافيا الكتب الخارجية.
يوضح مختار شاهين وكيل وزارة التربية والتعليم بالمنوفية أن نظام التعليم الجديد يجعل الطالب يعتمد اعتماداً كلياً علي كتاب الوزارة ويعتمد علي الفهم لبناء عقل الطالب منذ السنوات الأولي في المراحل التعليمية وتنمية مهاراته وتعليمه كيفية البحث عن المعلومة عن طريق بنك المعرفة المصري. أما الكتب الخارجية فهي تعتمد علي تسهيل المعلومة مما يعيق تطوير المنظومة التعليمية بشكل كامل لكن البحث عنها يجعلها تستقر في ذهن الطالب ولا ينساها.
أضاف أنه بالفعل تم تدريب عدد كبير من المدرسين علي نظام التعليم الجديد لتطبيقه علي الطلاب وتعليمهم بأسلوب جديد يجعلهم لا يعتمدون علي الكتب الخارجية بل كل المعلومات متاحة لهم عن طريق الباقة المتوفرة علي التابلت الذي سيتم الاعتماد عليه بشكل كلي سواء في المذاكرة أو أداء الامتحانات وبالتالي لن يحتاج الطلاب لشراء الكتب الخارجية وسوف يطبق نظام التعليم الجديد تدريجياً علي باقي المراحل الدراسية في السنوات القادمة.
أضاف أن النظام الجديد لا يقتصر علي محتوي الكتاب المدرسي لتقييم الطالب بل المدرس سيكون معه دليل للشرح والتقييم والأنشطة المختلفة للطلاب.
يضيف الدكتور مجدي زكي خبير تربوي أن نظام التعليم الجديد بالفعل قضي علي بيزنس الكتب الخارجية عندما طبق مع بداية العام الدراسي الجديد علي المراحل التمهيدية والصف الأول الابتدائي ولا يوجد كتب خارجية خاصة بهذه المراحل بالمكتبات واضطر أولياء الأمور أن يعتمدوا علي الكتاب المدرسي الجديد الذي وجدوا فيه الأسلوب الجذاب والسهل لأبنائهم بما يجعلهم لا يحتاجون لشراء الكتب الخارجية ونتمني أن يطبق النظام التعليمي الجديد علي باقي المراحل التعليمية لمحاربة مافيا الدروس الخصوصية والكتب الخارجية التي أنهكت جيوب أولياء الأمور.
7 آلاف مدرسة خاصة تدخل المنظومة
تكامل وتفاعل يقضي علي الحفظ والتلقين
البعض استغل التطوير لزيادة المصروفات
كتب - أحمد توفيق
المدارس الخاصة أحد أعمدة "خيمة التعليم في مصر" ويبلغ عددها 7 آلاف و385 مدرسة من اجمالي 52 ألفا و664 مدرسة طبقا للجهاز المركزي للتعبئة والاحصاء. وتدخل تحت مظلة النظام التعليمي الجديد والذي يهدف إلي تطوير شامل للعملية التعليمية.
المدارس الخاصة يتمتع بعضها بمزايا عن نظيرتها في التعليم الحكومي وقد تكون مقصدا للباحثين عن كثافة فصول اقل أو "الوجاهة الاجتماعية" ولكن في ظل المتغيرات الكثيرة في التعليم وتراجع النظام التعليمي في مصر قد تكون هذه المزايا مجرد "سيارة فارهة بدون وقود". فمن غير اسس تعليمية جيدة لن تستطيع المدارس الخاصة انتشال التلاميذ من نظام تعليمي هش إلي تعليم يواكب العصر ويستند علي ركائز قوية فلم تتحرك هذه "السيارة" وسنبقي "محلك سر" ولن يختلف خريجو المدارس الخاصة عن غيرهم إذا لم يحدث تطوير شامل للعملية التعليمية بشكل كامل كما تسعي إليه الدولة مما يحول المدارس الخاصة من "الوجاهة" إلي الابداع والتميز.
يقول السيد سويلم وكيل وزارة التربية والتعليم ومدير التعليم الخاص سابقا بإدارة القاهرة إن النظام التعليمي الجديد مشروع قومي يطبق علي المدارس الحكومية والخاصة ويهدف إلي توحيد النظم التعليمية بمصر وتطويرها للنهوض بالعملية التعليمية وتحسين مستوي التلاميذ سواء في المدارس الحكومية أو الخاصة مشيرا إلي أن مدرسي المدارس الخاصة تم تدريبهم علي النظام التعليمي الجديد وستطبق المدارس الخاصة النظام.
يتابع أن المدارس الخاصة متميزة وبتطبيق النظام التعليمي الجديد ستكون أفضل كما أن المدارس الحكومية ستكون أحسن حالا وأكثر تميزا.
يرحب الدكتور حسام المندوه رئيس مجلس إدارة مجموعة مدارس خاصة بتطبيق النظام التعليمي الجديد قائلاً: النظام الجديد يتميز بأنه متكامل ومتفاعل ويتخلص من نظام الحفظ والتلقين إلي الفهم من خلال المناهج. كما أنه يزيد من الأنشطة والتي لها دور كبير في تحسين العملية التعليمية.
يتابع ان نوعية الاسئلة يتم ربطها بالانشطة بشكل مباشر وهو ما يساهم في تحسين مستوي التلاميذ ويتغلب علي مشكلة المناهج الكبيرة ونوعية الاسئلة السيئة التي كانت أحد سلبيات النظام القديم مشيرا أن إلغاء الامتحانات في النظام التعليمي الجديد خطوة علي الطريق الصحيح فالعالم يعتمد منذ فترة علي نظام التقييم المستمر ويلغي تماما الامتحانات قبل التعليم الجامعي.
يستكمل أن إلغاء الامتحانات يساعد الطلبة علي التخلص من الرهبة المستمرة ويوفر لهم بيئة صحية للمذاكرة مؤكدا ان النظام الجديد يحقق التكامل بين المواد الدراسية المختلفة مما يساهم في تطوير التعليم وبالفعل بدأت المدارس الخاصة بالفعل تطبيق النظام التعليمي الجديد.
يؤكد عادل الفولي رئيس جمعية "أولياء أمور طلاب مصر" علي أهمية المتابعة والتقييم المستمر للمدارس الخاصة للوقوف علي التزامها بتطبيق النظام التعليمي الجديد قائلاً: إن النظام التعليمي الجديد خطوة مهمة فلابد من تطوير العملية التعليمية والنهوض بها ولكي يتحقق ذلك لابد من متابعة كافة المدارس الخاصة فبعضها قد لا يلتزم بشكل كامل وأخري استغلت عملية التطوير في زيادة المصاريف بشكل غير مبرر.
يتابع أن المدارس الحكومية يسهل تطبيق النظام الجديد عليها ولكن المدارس الخاصة تحتاج لرقابة مستمرة حتي نضمن نجاح التجربة بشكل كامل فنحن في حاجة شديدة لنطور العملية التعليمية ونعالج الأخطاء في النظام القديم.
الكثافات العالية.. الحشو.. الحفظ.. سلبيات من الماضي
تحسين أحوال المعلم حجر الزاوية في نجاح التحديث
كتبت - رشا سعيد
ظلت منظومة التعليم طيلة سنوات عديدة وحكومات متعاقبة تعاني من تدهور في المناهج وتدني أحوال المعلمين. مدارس بلا أنشطة. كثافات عالية كل هذه سلبيات عاني منها تعليمنا مما جعلنا في ذيل الأمم طبقا لتقييم الأمم المتحدة في مؤتمر ديفوس "UNDV".
خبراء التعليم أكدوا أن المناهج ظلت معقدة تعتمد علي الحفظ والتلقين مما فتح المجال لظهور أباطرة الدروس الخصوصية والسناتر وخروج الطالب لسوق العمل بلا علم ولا مهارات.
الدكتور كمال مغيث خبير تربوي بالمركز القومي للبحوث التربوية يؤكد ان نظام التعليم ظل طيلة سنوات عديدة يعاني من تدهور في كفاءة وجودة التعليم علي مختلف المستويات. وعندما قررت الأمم المتحدة في مؤتمر ديفوس "UNDV" تقييم الدول علي أساس مستوي جودة تعليمها حصلنا علي مركز متأخر. حيث البنية الأساسية متدنية فالمدارس أقل بالنسبة لعدد الطلاب لذا نجد الكثافات عالية مما جعلنا نلجأ لتعدد الفترات الدراسية وبالتالي تقسيم اليوم الدراسي وضغط الحصص ناهيك عن افتقاد المدارس المرافق الأساسية من مقاعد وانترنت وكهرباء مما ينعكس علي أداء المعلم داخل الفصل. هذا بالاضافة لافتقاد المدارس للأفنية والملاعب وغرف الأنشطة والمعامل والمكتبة بالاستغناء عنها في محاولة لتقليل الكثافات وبناء المباني الملحقة ولا ننسي تدهور حالة دورات المياه.
عن حال المعلم بتلك المنظومة يري مغيث أن الرواتب متدنية مقارنة برواتب المعلم في أوائل السبعينيات فهي عشر رواتب مطلع السبعينيات حيث كان راتب المعلم 18 جنيها وإذا حولناه لجرامات ذهب نجده يقدر ب 22 جراما ذهب عيار 18 أي أنه يحتاج حاليا لراتب يقدر 12 ألف جنيه. هكذا يستحق المعلم لذا كنا نشعر بهيبة المعلم ونحترمه فكانت مكانته محفوظة. ولا نغفل ان المناهج في ظل النظام القديم كانت عقيمة وطرق تدريس تدعم 3 قيم فقط وهي "الحفظ. التسميع والتذكر" مما ساعد علي ظهور الدروس الخصوصية ومافيا السناتر والغناء من أجل الحفظ وفي النهاية نجد امتحاناً يقيس مدي حفظ الطالب وكمية المعلومات.
هاني الألفي خبير تعليمي وتربوي يوضح أن أهم ما كان يؤرق نظام التعليم القديم الكثافات العالية لدرجة كانت الفصول تتعدي ال 100 طالب خاصة بالمرحلة الابتدائية مما تطلب عمل نظام الفترتين حتي المرحلة الثانوية وهذا كان يقابله ضغط لليوم الدراسي وعدم استطاعة المدرسين توصيل المعلومة ونقص المدارس علاوة علي وجود عجز صارخ في مدرسي المرحلة الاساسي خاصة بالإدارات التعليمية المكتظة والجاذبة للتلاميذ.
عن المناهج يري الألفي أنه كان يعيبها الحشو وتعتمد علي الحفظ والتلقين لحين الإجابة بالامتحان ولا تبرز قدرات ومهارات الطلاب وغير مواكبة لتطورات العصر والتقدم التكنولوجي حتي نظام الامتحان لا يقيس مهارات الطلاب. حيث الدرجات العالية كانت لمن يحفظ فقط دون فهم. كما ان الطالب الذي كان يعتمد علي الفهم في ظل تلك المنظومة نجده يحصل علي درجات أقل ممن يحفظ هذا بالاضافة للعديد من السلبيات التي توجب حتمية التطوير حتي ننهض ونستطيع بناء الشخصية المصرية كما قال الرئيس السيسي.
ثروت رشاد نقيب معلمي شمال القاهرة ومدير عام إدارة الساحل التعليمية الأسبق يشير إلي أن المعلم في الستينيات والسبعينيات كان لديه قناعة بأهمية التعليم وأنهم أصحاب رسالة لذا كان النظام آنذاك ولكن بعد ذلك عاني من انهيار مستمر حتي بدء المنظومة الجديدة وتحول التعليم لقضية وزير وليست وزارة ويقوم كل وزير باحداث التغييرات مثل ادخال نظام الملاحق وإلغاء الصف السادس الابتدائي ثم عودته وإلغاء العقاب بالمدارس مما أحدث فجوة بين الطالب والمعلم. قضي علي البحث عن المعلومة واظهار القدرات لاعتماد مناهج هذه المنظومة البائدة علي التلقين والحفظ بهدف دخول كليات القمة دون النظر لميول وقدرات الطلاب بدليل أن عددا كبيرا منهم يرسب بأول عام بكليات القمة فنجد نسبة 70% منهم يرسب وعدد منهم لا يكمل بها ويحول لكليات تجارة أو آداب. كما فتح المجال لمافيا الدروس الخصوصية وموضة السناتر وبالتالي غياب الطلاب وهجرة المدارس.
طالب عبدالسميع حمزة وكيل أول وزارة التربية والتعليم بالقاهرة الأسبق بعدم اغفال قلة الكفاءات وعدم وجود قيادات جيدة ومركزية لاتخاذ القرار وهي سلبيات ساهمت في تفاقم مشاكل التعليم وعرقلة سير العملية التعليمية ناهيك عن تعقيد المناهج وخروج الطالب لسوق العمل بلا علم ولا مهارات ورواتب هزيلة لمعلمين يحاولون بذل قصاري جهدهم لإنجاح منظومة تعليمية فاشلة. أما منظومة التعليم الجديد فهناك اهتمام بتحسين أحوال المعلم لأنه حجر الزاوية لإنجاح أي منظومة.
40 مليار جنيه تلتهمها ¢السناتر¢ سنوياً
"بيزنس" الدروس الخصوصية يلفظ أنفاسه
كتبت صفاء محمود:
رصدت "الجمهورية" تفاقم وتوسع مراكز الدروس الخصوصية حتي وصل الأمر إلي تحويل بعض الفيلات بمدينة 6 أكتوبر لمراكز وسناتر لاستقبال الطلاب والقاء الدروس الخصوصية بداخلها مما يدل علي الربح الوفير الذي ينتج عنها وتحاول هذه المافيا مقاومة نظام التعليم الجديد بشدة مثلما قاوموا محاولات التطوير السابقة وقدرت آخر الاحصائيات حول ميزانية الدروس الخصوصية ب 40 مليار جنيه سنويا فلم يعد المعلم رسولا وانما كاد أن يكون مليونيراً.
بشير عبدالكريم القناني مدرس لغة عربية إن نظام التعليم الجديد إن طبق كما ينبغي فسيقضي تماما علي الدروس الخصوصية ولكن المواطن المصري والاسرة المصرية أصبحت مدمنة للدروس الخصوصية خاصة ان أصحاب السناتر أصبحوا كرجال الأعمال الذين لا يستغنون عن هذه "السبوبة" فيتم الاتفاق مع مدرسين غير متخصصين وليسوا مدرسين علي الاطلاق للقيام بشرح المناهج للطلبة وعمل الملازم الخاصة لكل مادة حتي قضوا علي هيبة المدرس وعلي وظيفته في المجتمع.
يري أن كل شيء متعلق بالتعليم أصبح سبوبة حتي تطويره فأحياناً لا يكون في صالح الطلاب فعلي سبيل المثال يوجد بعض الدروس يتم تغييرها لا تعطي اضافة للطالب بل يمكن أن تزيد المنهج تعقيدا له حتي يجبر علي أخذ الدرس الخصوصي في المادة.
يقول جمال سليم مدرس جغرافيا ان المدرسة تحولت لمكان لملء البطون دون النظر إلي الاهتمام بالعقول وأصبحت مكانا لعقد صفقات الدروس الخصوصية مع الطلاب وأولياء الأمور يشترون النجاح والتفوق لابنائهم فليس أمامهم سوي الرضوخ إلي متطلبات المدرسين بالمنزل أو السنتر حيث لا يستطيع الطالب أن يحصل علي التعليم سوي بهذه الطريقة فقد اصبحت جدران الشوارع ممتلئة بأسماء أباطرة الدروس الخصوصية وأرقامهم المحمولة.
يشير سليم أن الدروس الخصوصية أصبحت وضعا اجتماعيا للطلاب وأولياء الأمور وليس لغرض التعليم كما يظن البعض ولا يهم إذا كان نظام التعليم قديما أو حديثا ففكرة الدروس الخصوصية ليس لها علاقة بتطبيق النظام فالطالب يقوم بأخذ جميع المواد في السنتر ويمكن أن يصل عدد المواد يوميا 8 مواد فكيف يستوعب الطالب الكم الهائل من الشرح والاستيعاب لهذه الحصص الدراسية.
يوضح الدكتور أشرف الطحاوي خبير تربوي ان المجتمع المصري مصاب بحمي الدروس الخصوصية وبرغم الاعلان عن تطبيق نظام التعليم الجديد إلا أن أولياء الأمور تسارعوا لحجز أماكن لأبنائهم في المراكز والسناتر الخاصة بالدروس الخصوصية لأن النظام الجديد لا يطبق إلا في السنوات الأولي من التعليم الاساسي والصف الأول الثانوي فقط. ولذلك بعض أولياء الأمور قاموا بتوصيل شكواهم للإدارات التعليمية ان هناك بعض المدرسين في المدارس يقومون بالاختيار المباشر للطلاب واصدار أوامرهم لهم انهم في المجموعة الطلابية الخاصة بهم في الدروس الخصوصية ضاربين بالعرف والقوانين عرض الحائط وهذا في أول يوم من الدراسة.
وزارة التربية والتعليم ليس لها أي صفة لمراقبة هذه المراكز ولا تخضع لسيطرتها وغير متابعة لأنشطتها حتي تحولت لتعليم موازي فالحصة الواحدة يمكن أن يكون بها 200 طالب بالرغم من الكثافة العددية لفصل المدرسة أقل من ذلك وبالرغم من هذا يتزايد الطلاب لحضور الدرس وهناك بعض المدرسين بهذه المراكز يتحايلون علي القانون فهم يعملون بنظام النصف اجر فيعطون الدروس في وقت المدرسة تحت حماية القانون والمقابل انه لا يقوم بأداء واجبه في الشرح بالفصل ويوفر جهده للدروس الخصوصية ولأن منظومة التعليم اصبحت مهلهلة ونظرا لسوء الظروف الاقتصادية التي يمر بها أولياء الأمور كل هذه العوامل استغلتها المراكز وتحولت لتعليم موازي حديث يتوفير قاعات كافية مجهرة بوسائل ايضاح حديثة ومتطورة وجذب الطلاب بمشاهير المدرسين خاصة أساتذة الجامعات والتي يكون وراءها الدعاية الإعلانية الملفتة لمواد الفيزياء والكيمياء واللغة الانجليزية والتي تجمع درجات خاصة ان وزارة التربية والتعليم لم تقدم المادة التعليمية الكافية بكتاب الوزارة حتي يقوم الطالب بالاعتماد علي نفسه ويضطر أن يستعين بالدروس الخصوصية للشرح المنهجي الوافر له.
طلاب الثانوي:
الفهم أولاً.. انتهي عصر رهبة الامتحانات
كتبت شادية السيد:
اختلف طلاب المرحلة الثانوية حول منظومة التعليم الجديدة والتي تم تطبيقها هذا العام.
يحيي أيمن طالب بالصف الثاني الثانوي علمي يقول: كانت المناهج بالنسبة للدفعات السابقة تقسم علي تيرمين فالمواد التي تدرس بالنصف الأول من العام ويتم الامتحان بها تتغير بالنصف الثاني. أما هذا العام فالمواد كلها تراكمية.
يلتقط طرف الحديث حمدي عاطف طالب بالصف الثاني مضيفا انه كان يتمني ان يكون بالصف الأول ليستفيد من التقنيات الحديثة التي ستسلم للطالب "التابلت" حيث انه علم ان به بنكا للمعرفة بجميع المواد التي تدرس له الأمر الذي يجعله لا يرهق نفسه في البحث في موقع جوجل عما يريد معرفته وأيضا يمنع أي معلومات قد تكون خاطئة.
يشاركه الرأي خالد عماد طالب بالصف الثاني الثانوي قائلاً: المنظومة الجديدة علي ما اعتقد ستفيد الطالب بالكثير من المهارات وتجعله يعتمد علي الفهم أكثر من الحفظ الذي يجعل الطالب بمجرد اداء الامتحانات ينسي كل ما حفظه ولكن النظام الجديد سيكسبه مهارات ومعلومات قد يستغلها فيما بعد.
تري مي محمود طالب بالصف الأول الثانوي أن نظام التعليم الجديد أنهي بعبع الثانوية العامة حيث ان الاختبارات تراكمية طوال الثلاث سنوات كل عام 4 اختبارات فيكون الاجمالي 12 يتم رصد أعلي الدرجات وبذلك ننتهي من الخوف والرهبة الشديدة من الثانوية العامة لدي الطالب وولي الأمر.
يطالب "باسم عماد" طالب بالصف الثاني الثانوي المسئولين بوزارة التربية والتعليم بالعمل علي تطوير المناهج الدراسية وتقليصها ومنح الطالب المفيد منها فقط بدلا من الحشو الذي لا نستفيد منه بعد التخرج حيث اننا بمجرد الالتحاق بالجامعة لا يدرس لنا شيء مما درسناه في سنوات الثانوية العامة.
يضيف أحمد كمال طالب بالصف الأول الثانوي ان المشكلة الكبري التي واجهها الطلاب هذا العام ان الدراسة بالنسبة للمواد الادبي أو العلمي ستكون ممتدة طوال العام مما يرهق الاسرة حيث ان كم الدروس سيكون مضاعفا وليس تقسيم المواد علي نصفين كالسابق بالاضافة إلي أنهم علموا من بعض المدرسين ان الالتحاق بالكليات سيكون طبقا للقدرات بجانب المجموع وإذا لم يستطع الطالب اجتياز هذه الاختبارات لن يلتحق بالكلية الراغب بها بالرغم من حصوله علي المجموع.
بالأنشطة والموسيقي والتابلت
إحياء روح الابداع والابتكار واكتساب المهارات
تحقيق شادية السيد:
منظومة التعليم الجديدة وتطويرها هدفها اكساب الطلاب مهارات تفيدهم في سوق العمل وتخلق لديهم روح الابداع والابتكار ودفعهم لمواجهة الحياة العملية وصنع القرار والعمل التعاوني.
محمد عبدالتواب مدير عام التعليم العام والتجريبيات بالقاهرة يقول: إن منظومة التعليم الجديدة تعتمد علي ثلاثة محاور أولها تطوير التعليم منذ البداية أي مرحلة كي جي 1. 2 والصف الأول الابتدائي وفيه يتم الاهتمام بالأنشطة مع تنمية ملكة الابداع عن طريق الأعمال والأفكار اليدوية.
المحور الثاني هو متعة التعليم وتبدأ من الصف الثاني وفيه تم تطوير المناهج لتواكب التكنولوجيا والتقنيات الحديثة.
ثم المحور الثالث ألا وهو الثانوية العامة وقد بدأ التطوير والتعامل مع دفعة هذا العام وتسليمهم "تابلت" خاص لكل طالب ليكون منبعاً للمعرفة له علما بأنه مرتبط ببنك للمعرفة تم تفتيته عن طريق مجلس الوزراء لحماية ابنائنا من المعلومات المغلوطة التي تبث عبر مواقع النت مع العلم أن هذا الجهاز له استخدام آخر الآ وهو أداء الاختبارات عن طريقة ثم الضغط علي مفتاح معين لارساله لجهة التصحيح الأمر الذي سيؤدي إلي المزيد من الشفافية وسيقضي علي الغش ومواقعه.
يشير عبدالتواب إلي أن امتحانات الثانوية العامة اصبحت تراكمية وكل عام دراسي به 4 اختبارات ويكون المجموع النهائي 12 يتم رصد درجاتهم ويعطي للطالب أعلي الدرجات منهم وبهذا نكون قد استطعنا الخروج من بعبع الثانوية العامة الذي خنق أولياء الأمور والطلاب لأعوام كثيرة مضت.
كما وصف وزير التربية والتعليم منظومة التعليم الجديدة بأنها ملحمة فلابد من تكاتف وتماسك جميع الأطراف سواء طالب أو ولي امر أو هيئة تدريس للعمل فيها بجد وضمير لخلق مواطن مبدع ومفكر يستطيع خدمة نفسه ووطنه علي السواء مضيفا أن التعليم الجديد ما هو إلا إعادة للنظر في منظومة التعليم لسد ما يعرف ب "فجوة الانجاز العالمية" والتي تشكل القفزة بين ما تقدمه المدارس وبين مهارات المستقبل المطلوبة لجعل الطلاب قادرين علي مواجهة الحياة العملية والعلمية عن طريق تشكيل الافكار وصنع القرار والعمل التعاوني والتفكير غير المتحيز وكل هذه المهارات يكتسبها أثناء الدراسة إلي جانب التفكير الناقد الذي يعتمد علي تقصي الدقة في ملاحظة الوقائع وتقويمها بطريقة موضوعية سليمة بعيدا عن العوامل التراثية أو المؤثرات الخارجية ويحتاج فيها الطالب إلي الفضول والتفكير والبحث عن المعلومات.
في الوقت نفسه تؤكد الدكتورة فاطمة خضر وكيل أول وزارة التعليم بالقاهرة الاسبق ان البدء بالمرحلة التمهيدية للمرحلة الابتدائية فالأطفال في هذه السن "كالعجينة التي يسهل تشكيلها" وقد تم بالفعل تطبيقها في العديد من المدارس التي يوجد بها فصول كي جي ولكن للأسف بعض المدارس الحكومية خاصة الموجودة في المناطق شديدة الكثافة كالمرج وعين شمس والبساتين ودار السلام وغيرها من المناطق الشعبية لا يوجد بها هذه الفصول وتبدأ فيها المرحلة الابتدائية بالصف الأول الابتدائي مما أدي لعدم امكانية تطبيق هذه المنظومة بها وقد استطاعت بعض المدارس بالجهود الذاتية ومشاركة المجتمع المدني ايجاد فصول لكي جي 2 فقط وكان من الواجب زيارة المدارس وتجهيزها قبل البدء بالمنظومة.
تضيف خضر بأن الاهتمام الاكبر في المنظومة هو الفهم والابداع وتنميته لدي الطالب وليس الحشو وجعله ذاكرة "كارت ميموري" يجب امتلاؤه حتي امتحانات الثانوية العامة.
قالت يواجه مدرسو المرحلة التمهيدية بعض العقبات مع أولياء الأمور الذين اعتادوا عودة ابنائهم بالكثير من الواجبات أما الآن فيعود التلميذ بدون واجبات منزلية ونطالب جميع وسائل الاعلام توضيح هذه الرؤية الجديدة للتعليم وانه يعتمد علي تنمية القدرات الفكرية والعقلية والحسيه لدي الطفل لجعله يستطيع التعامل مع متغيرات الحياة فيما بعد إضافة الي أنه يقوم بتنمية الإدراك والوعي والناحية الانسانية والاجتماعية لديه.
حذرت من ظاهرة العنف "التنمر" بين أبناء هذا الجيل إبتداء من أطفال الحضانة وحتي الثانوية العامة وتطالب أولياء الامور المشاركة في إيجاد حلول جذرية لهذه المشكلة حيث أن التعليم بالرؤية الجديدة واستخدامه الموسيقي والانشطة المختلفة لأطفال الحضانة والابتدائي سيقوم علي تهدئة أعصاب التلاميذ وتقليل هذه الظاهرة مع تنمية الابداع والابتكار وذلك عن طريق صنع منتجات ذات قيمة إلي جانب المرونة والقدرة علي التحمل وتجاهل التعليقات السلبية من الآخرين مع مواجهة التحديات والصعوبات التي قد تواجه طلاب المرحلة الثانوية عند الخروج للمرحلة الجامعية وبعدها العمل.
طالبت خضر المسئولين بفتح باب التعيين بالنسبة لمدرسي المرحلة التمهيدية حيث إنه من المفترض وجود عدد 2 مدرس بكل فصل من فصول كي جي 1 . 2 علماً بأن آخر تعيينات تمت منذ نهاية التسعينات أي أن معظم المدرسين الحاليين كبار في السن وهذه المرحلة تحتاج لمن هم أصغر سناً ليستطيع التجاوب مع أفكاره كما أن كثافة الفصول التي تزيد عن 80 تلميذاً وتلميذة بالمدارس الحكومية قد تعيق نجاح هذه المنظومة لذا نتمني النظر جلياً في أيجاد حلول لهذه المشاكل البسيطة.
يشير محمود عبدالغني وكيل أول بوزارة التربية والتعليم سابقاً إلي أن المنظومة سوف تمنح الطالب مهارة التعاون والتواصل الاجتماعي عن طريق ممارسة الانشطة الجماعية وتشجيع المدرسين للطلاب لتبادل المعلومات والافكار مع وضع أهداف اسبوعية للمجموعات التي يتم تحديدها علي أن يلتزم الطلاب بهذه الأهداف وتقديم تقرير حولها وبذلك يستطيع الخوض في حل المشاكل بشكل صحي وآمن له ولاسرته وبالتالي لوطنه ناهيك عن المهارات العلمية كالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات التي تدرس له بشكل مطور خلال سنوات الدراسة سوف يحتاج لها بشكل أوسع عبر القطاعات الاقتصادية والمهن المختلفة عند خروجه لسوق العمل.
أشار مصدر مسئول إلي أن هناك العديد من السلبيات في تطبيق المنظومة أولها عدم وجود عدد مناسب من المدرسين لخدمة سنوات ما قبل المرحلة الابتدائية الامر الذي جعل بعض المدارس تتعاقد مع تخصصات مختلفة غير مدربة للتدريس خاصة لهذه المرحلة التي تحتاج الي حاصلين علي درجة الدكتوراة فالاطفال في هذه السن "كالاسفنج" الذي يبتلع أي معلومة تدخل لها دون تفكير إلي جانب عدم استعداد بعض المدارس لتفعيل هذه المنظومة من توصيل شبكات النت للمدارس أو تسليم الطلاب "التابلت" للتعامل مع المنظومة عن طريق وسائل التكنولوجيا.
تلاميذ "الكي جي" والابتدائي:
الرسم والغناء والمسرحيات.. أحدث وسائل التعليم
تحقيق سماح صابر:
عبر طلاب الصفوف التمهيدية والأول الابتدائي وأولياء أمورهم عن سعادتهم بالنظام التعليمي ليتحول من أسلوب حفظ الدروس بشكل ممل وحشو للمناهج لنظام شيق وجذاب لطلاب الكي جي والابتدائي وجعلهم يقبلون علي مدارسهم وهم سعداء لقيامهم بأنشطة ومهارات تدريبية وحفلات مصغرة هم أبطالها ومشاركتهم رسم وتمثيل مسرحيات ودراسة المناهج بأسلوب غنائي وعمل لوحات ورقية وتيجات يلبسونها فوق رؤوسهم بالحروف الأبجدية أثناء الحصص.
تقول سامية عبدالباسط ولي أمر طالبة بكي جي2 إن النظام الدراسي الجديد جعل الطلاب يحبون الذهاب للمدرسة وعدم التغيب فابنتي كانت تذهب للمدرسة العام السابق بصعوبة بعد محاولات عديدة لاقناعها وهي تبكي وتتحجج أحيانا بمرضها عندما أقوم بايقاظها أما مع تطبيق النظام التعليمي الجديد للطلاب يذهبون للمدرسة وهم سعداء بل تستيقظ ابنتي قبلي من النوم بغرض الاسراع للذهاب للمدرسة فالتعليم بالنسبة لمراحلهم تحول من الحفظ والتلقين إلي أنشطة يمارسها الطلاب وحضور حصص بمعامل الأوساط ليمرحوا ويغنوا الحروف الأبجدية بشكل مبسط ليثبت بأذهانهم بالاضافة إلي تدريبهم علي اعداد الإذاعة المدرسية وحفظ الأناشيد الوطنية لإذاعتها واعداد لوحات ورقية مرسوم عليها حروف وأرقام ليحضروا بها الحصص الدراسية.
تضيف مروة السيد ولي أمر طالبة بالصف الأول الابتدائي باحدي مدارس الجيزة الخاصة إن المناهج والكتب بالصفوف التمهيدية والأول الابتدائي في النظام التعليمي الجديد أصبح أفضل بكثير من النظام القديم من حيث تعليم الأنشطة واضافة تدريبات وصور للأماكن السياحية وعلماء مصر واكتشاف ما حولهم وتنمية مهاراتهم ودعمها سواء في الرسم أو الموسيقي واعداد لوحات ورقية للمناسبات المختلفة وأشكال فنية للاحتفال بها مثل رسومات وتماثيل ورقية لمظاهر الاحتفال بانتصارات أكتوبر وتعليمهم بشكل مبسط بدلا من الحفظ والتلقين والحشو في المناهج الذي ينساها الطلاب بمجرد انتهاء العام الدراسي.
الطفلة سما كرم بكي جي 2 بإحدي المدارس الخاصة بالجيزة تعبر عن سعادتها بالحصص المدرسية وتقول: أنا باصحي من نومي مبسوطة عشان رايحة مدرستي وأغني الأناشيد والحروف الأبجدية مع زميلاتي بمعمل الأوساط.
تضيف ملك صابر طالبة بالصف الأول الابتدائي : أنا سعيدة جدا عشان مدرسة الفصل بتعلمني أشارك في الإذاعة المدرسية ونقوم بتصويرها بالفيديو أثناء أدائها وارسالها لماما وبابا علي موقع المدرسة.
عبرت عن سعادتها بحضور معمل "الوسائط" بالمدرسة حيث تقوم مدرسة الفصل بتشغيل اسطوانات دروس اللغة العربية وتعليمهم بشكل غنائي علي أنغام الموسيقي الهادئة ونقوم بالترديد وراءها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.