"السحابة السوداء" ظاهرة باتت متكررة في مصر بشكل سنوي، بسبب انتشار حرائق قش الأرز من قبل المزارعين، خصوصًا بحقول دلتا مصر المتسعة، ما يتسبب في خروج تلك السحابة، وتبدأ عملية الحرق مساءً وتستمر طوال الليل، فيحمل الهواء كميات كبيرة من الأدخنة ونواتج الإحتراق إلى التجمعات السكنية الملاصقة القريبة والبعيدة من الحقول، والتي تسبب حالات إختناق وأمراض تنفسية خطيرة لملايين المصريين. ومع دخول موسم حصاد الأرز بمصر والذي يتكرر في شهر سبتمبر من كل عام، تصدر الحكومة المصرية مرارًا وتكرارًا قانوناً يجرم حرق مخلفات الأرز، عن طريق فرض غرامات مالية وعقوبات، ينص على ضرورة التخلص منها من خلال إعادة التدوير، عن طريق تجميعها في المكابس لتحويلها إلى أعلاف للحيوانات أو مخصبات للتربة، إلا أن المزارعين يتهربون من ذلك بالحرق ليلاً. وفي العام الحالي، أعلنت وزارة الزراعة، بالتنسيق مع وزارة البيئة اتخاذ بعض الإجراءات للحد من عمليات حرق قش الأرز، وتتضمن تلك الإجراءات تنظيم برامج وندوات وحملات إرشادية مكثفة لتوعية المزارعين بأهمية تدوير قش الأرز، بالإضافة إلى توقيع برتوكول تعاون لجمع 350 ألف طن قش أرز من 6 محافظات، هي: "القليوبية، الشرقية، الدقهلية، الغربية، كفر الشيخ، البحيرة"، بالإضافة إلى التنسيق مع الأمن من خلال حملات أمنية للحد من تلك الظاهرة. وتم تصنيف ظاهرة حرق قش الأرز ضمن قائمة أخطر الملوثات في الوقت الحالي، فهي تؤدي إلى تلوث الهواء، وتتسبب في العديد من الأخطار الصحية، وتهدد صحة الإنسان، فضلًا عن تسببها لحالات اختناق، والعديد من الأمراض، مثل حساسية الصدر والأزمات القلبية والذبحة الصدرية، وأمراض الصدر مثل "الربو وضيق التنفس". جدير بالذكر أن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، قد أفتتحت أمس مؤتمر عرض نتائج ومؤشرات نوبات تلوث الهواء الحادة، وتم عرض فيلم تسجيلي عن خطورة حرق قش الأرز، والإجراءات التى قامت بها البيئة للحد من حرقه. وعرض الفيلم، الدور التي قامت به البيئة في عمل إنشاءات لشبكة جديدة خاصة، برصد مصادر التلوث والتعامل معها، بالإضافة إلى شبكة الحساسات البيئية التي ترصد المنشآت الصناعية، كما وفرت الوزارة قدرا كبيرا من المعدات ومفارم كثيرة، ولفت الفيلم التسجيلي عن تعاون البيئة مع المتعهدين. وترصد "بوابة الوفد" في تقريرها مخاطر السحابة السوداء على الصحة وكيفية الوقاية منها. خطر السحابة السوداء على الصحة: دخان حرائق قش الارز يختلف في تركيبه عن أي دخان تقليدي يمكن ان تستنشقه بسبب الجسيمات التي يحويها, وتأثير ذلك واضحا على المرضي الذين يعانون من مشاكل تنفسية. تعرض مرضي الربو لدخان حرائق قش الارز تزداد أعراض مرضهم بشكل مضطرب ويحتاجون الي استعمال ادويتهم المضادة لنوبات الربو بشكل أكبر. على الرغم من أن الهواء قد يبدو نظيفا الا أن الجسيمات التي يحتويها دخان حرائق قش الارز تظل موجودة بالهواء لفترة أكبر حتي بعد اخماد الحرائق, فتأثيرها يستمر لايام عدة أو اسابيع . الاعراض التي ينبغي الانتباه اليها عند استنشاق أدخنة "السحابة السوداء": انخفاض مستوي النشاط بصورة عامة زيادة السعال صفير و اصوات مسموعة خلال عملية التنفس تغير في لون الجلد أو الشحوب صعوبة أو سرعة في التنفس سرعة التعب و الشعور بالاجهاد الخطوات الأولية التي يجب اتخاذها لعلاج حالات استنشاق أدخنة السحابة السوداء: عند بداية استنشاق ادخنة السحابة السوداء يمكن ان يعاني من الشخص بعدها لمشاكل تنفسية, وفي تلك الحالة ينبغي اتخاذ الخطوات الاتية: جلب المريض داخل المنزل و جعله يستريح حتي تهدأ الاعراض اعطاء المريض دواء نوبات الربو اذا كان موصوفا له من قبل الطبيب المعالج اذا حدث احمرار بالعين ينبغي غسل العين يالماء و شرب الكثير من السوائل يفضل تغيير كامل ملابس المريض و الاستحمام فورا وفي حالة استمرار الاعراض أو حدوث أي تغير في مستوي الوعي، ينبغي استشارة الطبيب المختص فورا أو اللجوء الي اقرب مستشفي لتقديم الاسعافات الضرورية للمريض حتى لا تتعرض حياته للخطر. الوقاية من أخطار السحابة السوداء: ينبغي على الشخص عند دخوله للمنزل خلع ملابسه لانها تحمل الكثير من الجسيمات الضارة, ومبادرته بالاستحمام قبل فعل أي شيئ. غلق كافة نوافذ المنزل عند رؤية أدخنة حرق قش الارز تنتشر بمحيطه لتجنب تسربها للداخل. يفضل استخدام فلاتر الكربون النشط و الفلاتر الايونية في أجهزة تنقية الهواء بالمنزل لتقوم بتنقية الهواء من ما قد يكون تسرب اليه من أدخنة السحابة السوداء. يجب الحرص على التهوية الجيدة لجميع غرف المنزل خلال الفترات التي لا يكون بها انتشار لأدخنة السحابة السوداء، لكي يتجدد الهواء النظيف ويخرج كل ما هو ضار.