«القومي للطفولة والأمومة»: تمكين الفتيات في التعليم والصحة استثمار في مستقبل الوطن    استمرار تلقي طلبات الترشح لانتخابات النواب بالأقصر لليوم الرابع على التوالي    «التضامن» تقر تعديل قيد جمعيتين في محافظتي الجيزة والقليوبية    أسعار الخضراوات اليوم السبت 11 أكتوبر في سوق العبور للجملة    بعد مكاسب 130 دولارًا.. أسعار الذهب اليوم 11 أكتوبر في بداية التعاملات    «المشاط»: «السردية الوطنية» تُركز على قطاعات الاقتصاد الحقيقي    مصر تستهدف زراعة 3.5 مليون فدان من القمح    شعبة الأدوات الكهربائية: مصر تستهدف 145 مليار دولار صادرات    اسعار الدينار الكويتي اليوم السبت 11اكتوبر 2025 فى بداية التعاملات    الري: إعادة استخدام المياه وتطبيق مبادئ WEFE Nexus    استقرار وانخفاض طفيف في أسعار الحديد بأسواق المنيا السبت 11 أكتوبر 2025    غارات إسرائيلية على جنوب لبنان تسفر عن شهيد و7 جرحى.. والرئيس اللبناني: عدوان سافر بعد وقف الحرب في غزة    شهيد و7 مصابين جراء غارة لجيش الاحتلال على جنوبي لبنان فجر اليوم    مستشار ترامب: اتفاق «شرم الشيخ» سيفتح باب الأمل لسلام دائم بالمنطقة    أيمن محسب: الصلابة السياسية للرئيس السيسى منعت انزلاق المنطقة إلى فوضى جديدة    بيان رسمي بشأن إصابة مبابي في تصفيات كأس العالم.. يعود لمدريد    تصفيات آسيا لمونديال 2026.. عمان يواجه الإمارات والعراق أمام إندونيسيا    نجم تونس: علاء عبد العال مدرب كبير.. ومبارياتنا مع الأهلي والزمالك "عرس كروي"    اليوم.. ختام منافسات الكبار والناشئين ببطولة العالم للسباحة بالزعانف في المياه المفتوحة    مصر تتوّج ب13 ميدالية في منافسات الناشئين ببطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبي    سكالوني يكشف سبب غياب ميسي عن ودية فنزويلا    اليوم.. غلق كلي بطريق امتداد محور 26 يوليو أمام جامعة مصر باتجاه الواحات    قبل ثاني جلسات محاكمة المتهمة.. والدة أطفال دلجا: «الإعدام مش كفاية»    مصرع شخص أسفل عجلات القطار بطنطا    تحرير 164 مخالفة تموينية.. وضبط أسمدة وسلع مدعمة في حملات بالمنيا    وزارة الداخلية تبدأ في قبول طلبات التقدم لحج القرعة لهذا العام غدا    أجواء خريفية منعشة.. سحب وأمطار خفيفة تزين سماء السواحل الشمالية    عرض جثث 3 أطفال شقيقات غرقن بالبانيو نتيجة تسرب الغاز بالمنوفية على الطب الشرعى    تشميع مخزن مواد غذائية بساحل سليم فى أسيوط لمخالفته اشتراطات السلامة    في عيد ميلاده.. عمرو دياب يحتفل ب40 عامًا من النجومية وقصة اكتشاف لا تُنسى    من هو زوج إيناس الدغيدي؟ الكشف هوية العريس الجديد؟    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 11-10-2025 في محافظة الأقصر    هل فيتامين سي الحل السحري لنزلات البرد؟.. خبراء يكشفون الحقيقة    الصين تعتزم فرض قيود شاملة على تصدير المعادن الأرضية النادرة    قتلى ومفقودين| انفجار مصنع متفجرات يورد منتجات للجيش الأمريكي بولاية تينيسي    غدًا.. ثقافة العريش تنظم معرض «تجربة شخصية» لفناني سيناء    بالأرقام.. ننشر نتيجة انتخابات التجديد النصفي لنقابة الأطباء بقنا    مواقيت الصلاه اليوم السبت 11اكتوبر 2025فى محافظة المنيا    الجمعية المصرية للأدباء والفنانين تحتفل بذكرى نصر أكتوبر في حدث استثنائي    تعرف على فضل صلاة الفجر حاضر    30 دقيقة تأخر على خط «القاهرة - الإسكندرية».. السبت 11 أكتوبر 2025    «رغم زمالكاويتي».. الغندور يتغنى بمدرب الأهلي الجديد بعد الإطاحة بالنحاس    «علي كلاي» يجمع درة وأحمد العوضي في أول تعاون خلال موسم رمضان 2026    فتاوى.. عدة الطلاق أم الوفاة؟!    فتاوى.. بلوجر إشاعة الفاحشة    ملك زاهر: ذهبت لطبيب نفسي بسبب «مريم»| حوار    تصفيات كأس العالم 2026| مبابي يقود فرنسا للفوز بثلاثية على أذربيجان    «الوزراء» يوافق على إنشاء جامعتين ب«العاصمة الإدارية» ومجمع مدارس أزهرية بالقاهرة    محمد سامي ل مي عمر: «بعت ساعة عشان أكمل ثمن العربية» (صور)    برد ولا كورونا؟.. كيف تفرق بين الأمراض المتشابهة؟    وصفة من قلب لندن.. طريقة تحضير «الإنجلش كيك» الكلاسيكية في المنزل    أحمد فايق يحذر من خطورة محتوى «السوشيال ميديا» على الأطفال    والدة مصطفى كامل تتعرض لأزمة صحية بسبب جرعة انسولين فاسدة    متطوعون جدد في قطاع الشباب والرياضة    العراق: سنوقع قريبا فى بغداد مسودة الإتفاق الإطارى مع تركيا لإدارة المياه    من المسرح إلى اليوتيوب.. رحلة "دارك شوكليت" بين فصول السنة ومشاعر الصداقة    الوساطة لا تُشترى.. بل تُصنع في مدرسة اسمها مصر    صحة الدقهلية: فحص أكثر من 65 ألف طالب ضمن المبادرة الرئاسية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التاريخ الأسود لجرائم «الإخوان»
30 يونيه طوق نجاة المصريين من الإرهاب
نشر في الوفد يوم 01 - 07 - 2018


كتب محمد عيد:
مرت 5 سنوات على ذكرى ثورة 30 يونية التى أنقذت مصر من ويلات جماعة الإخوان الإرهابية، فهى الجماعة التى خربت مصر وراحت تفسد فى البلاد بجرائم القتل والخراب والدمار والانفراد بالسلطة والهجوم على الأقباط ومنعهم من ممارسة شعائرهم وغيرها من الكوارث والخطايا.
فلم تكن ثورة 30 يونية ثورة عادية، نظراً لما شهدته من تهديدات فجة من قيادات الجماعة الإرهابية مدعومين من الخارج من مخابرات وأجهزة عالمية هدفها إحداث فوضى كبيرة داخل البلاد حتى تنتهى الثورة بتشريد الملايين وتحويل مصر من دولة قوية إلى دولة تعانى مما عانت منه سوريا والعراق وليبيا واليمن.
ممارسات رفضها شعب الحضارة، وخرج عازماً على ألا يعود أدراجه قبل أن يسقط حكم المرشد فكان له ما أراد وكان لمصر السلام.. فبعد الوقوف على شفا الانهيار، أنقذ الشعب المصري بلاده بخروجه في ثورة 30 يونيو، بعد أن باتت طبول الانهيار تدق في أرجاء مصر وعلى حدودها، على محاولات لشق الصف الوطني، وتزييف وعيه ثقافياً وتاريخياً.
في مظاهرة وُصفت بأنها الأكبر في تاريخ البشرية، أنقذ الشعب المصري هويته بعدما ثار على جرائم الإخوان، الذين تمكنوا من إحداث خراب كامل مازالت البلاد تعاني أثره.
فعلى مدار السنين لم يذكر التاريخ جماعة الإخوان المسلمين بحسنة واحدة، صفحاتهم سُطرت بالدماء على الدوام، على خلفية سوداء لم تتغير أبداً، وانتهجوا ممارسات رفضها الشعب المصري الأبي، ولم يستجب لهم أبداً بحجة أنها من الدين وللدين.
وأدرك المصريون منذ الوهلة الأولى، براءة الإسلام والإنسانية من تلك الجرائم المفزعة التي حاولت المرور بواسطة الدين من أجل أطماع وأهواء ومصالح ذاتية سواء للجماعة، أو من يعمل التنظيم الإرهابي لصالحهم.
التاريخ الأسود ضد الإنسانية
ضم تاريخ الإخوان الإرهابى العديد من الوقائع التى حاولت الجماعة تنفيذها بدأ من اغتيال أحمد ماهر في فبراير 1945 وبعده نسف سينما ميامي في مايو 1946 ثم عمليات نسف سينما مترو وكوزموس ومتروبول في 6 مايو 1947 واغتيال الملك يحي ملك اليمن وأولاده في فبراير 1982 والقاضي أحمد الخازندار في مارس 1948 وفي 4 إبريل 1948 شهدت مناطق شبرا وروض الفرج وشارع السندوبي ووكر الجيزة ما عرفت ب»جرائم الأوكار».
ودمرت الجماعة حارة اليهود في 20 يوليو 1948، ونسف شارع فؤاد في شهر يونية 1948 ومحلات عدس وبنزيون في أغسطس 1948، وحارة اليهود للمرة الثانية خلال عام فى سبتمبر 1948.
ويضاف إلى جرائم جماعة الإخوان حادث «السيارة الجيب في 15 نوفمبر 1948 حيث قام عدد من أعضاء الإخوان بنقل أوراق خاصة بالنظام وبعض الأسلحة والمتفجرات في سيارة جيب من إحدى الشقق بحي المحمدي إلى شقة أحد الإخوان بالعباسية إلا أنه تم الاشتباه في السيارة التي لم تكن تحمل أرقاماً وتم القبض على أعضاء التنظيم والسيارة لينكشف بذلك النظام الخاص السري لجماعة الإخوان المسلمين وأعلن محمود فهمي النقراشي رئيس الوزراء قراراً عسكرياً بحل جماعة الإخوان المسلمين واعتقال أعضائها وتأميم ممتلكاتها وفصل موظفي الدولة والطلبة المنتمين لها وتم اغتيال محمود فهمي النقراشي في 22 ديسمبر 1948، واغتيال «حسن البنا» المرشد العام للجماعة في 12 فبراير 1949، ومحاولة اغتيال إبراهيم عبد الهادي رئيس الوزراء واغتيال حامد جودة رئيس مجلس النواب في 5 مايو 1949، وكذلك محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية فيما يٌعرف بحادث المنشية وذلك في 26 يونية 1954، ومحاولة اغتياله مرةً ثانية في 1965 ومحاولة نسف القناطر إلا أن عمليتهم باءت بالفشل.
واغتيال الشيخ الذهبي في 1977 واغتيال الرئيس أنور السادات في 6 أكتوبر 1981، وفي ذات الشهر حاولوا اقتحام مبنى الإذاعة والتليفزيون «ماسبيرو»، وكذلك في نفس الشهر هجموا على مديرية أمن أسيوط، وقتلوا أكثر من 118 جنديا وضابطا، وفي 1948 دعوا إلى قتل كل طائفة تمتنع عن إقامة شرع الله.
في 12 أكتوبر 1990 نفذوا عملية اغتيال الدكتور رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب، واغتيال الدكتور فرج فودة في 1997، وقتل سائح بريطاني قرب ديروط بتاريخ أكتوبر 1992، كما نفذوا تفجيرات مقهى وادي النيل في 1993، وقتلوا أمريكيين وفرنسي وإيطالي وطفلة تُدعى شيماء في هجوم على فندق سميراميس عام 1993.
والهجوم على عبارة سياحية وقتل سائح ألماني في عام 1994، والهجوم على منتجع سياحي وقتل سائحين ألمانيين في ذات العام، بالإضافة إلى هجومين في جنوب مصر وقتل سائح بريطاني، وفي 1996 نفذوا هجوم بالجيزة وقتلوا خلاله 18 سائحا يابانيا، ووفي نوفمبر 1997 قامت الجماعة بقتل وذبح 62 سائح بأسلحة نارية والسكاكين، فيما يُعرف بمذبحة الأقصر وحتشبسوت، واستمرت عملياتهم إلى أن تم الإعلان عن مبادرة وقف العنف في عام 1997.
وفي عام 1952 وضعت جماعة الإخوان المسلحة مخططاً لحريق القاهرة، بقيامهم بإشعال النيران فى منشآت الدولة وإشاعة الفوضى بكل ربوع الوطن وذلك من خلال حرق أقسام الشرطة والمنشآت العامة والوزارات وقتل المواطنين الأبرياء وإرهابهم وترويع الآمنين.
وشهدت السنوات الأخيرة، تطور نوعي في نهج جماعة الإخوان الإرهابية، حيث اتجه التنظيم إلى ارتكاب جرائم إرهابية فاضحة، ظهرت بكثافة بعد ثورة 25 يناير، وبدأت بأحداث 28 يناير 2011 ارتكب التنظيم الإرهابي، جريمته الكبرى بترويع الشعب وحرق أقسام الشرطة، واقتحام السجون في أقبح خروج على القانون، ثم اتجه بعد ذلك إلى الاتحادية، مرورًا بأحداث الحرس الجمهورية ومذبحة كرداسة واغتيال النائب العام، بهدف إسقاط الدولة.
الاتحادية
لأن دولة القانون لم ترق للمرشد ورفاقه، فأصدرت الجماعة أمراً لأنصارها، بحصار المحكمة الدستورية العليا في ديسمبر 2012، بغرض تعطيل عملها، خارقين بذلك كل التعاهدات والاتفاقات الدولية، فيما يخص حماية واستقلال القضاء والحقوق المدنية والسياسية.
وفي تشويه لكل مبادئ حرية التعبير والديمقراطية، قام أنصار الجماعة بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وإطلاق التهديد والوعيد، في محاولة لترهيب الإعلاميين.
فكانت البداية، حينما أصدر الرئيس المعزول محمد مرسي، إعلانًا دستوريًا في عام 2012، واعترضت عليه القوى السياسية وأنصارها ونزلوا إلى الشارع في 5 ديسمبر 2012، وتحرك الآلاف من المعارضين إلى قصر الاتحادية للاعتصام للمطالبة بدستور جديد وإلغاء الإعلان الدستوري.
وتظاهر أيضًا أنصار المعزول في الشارع وهناك حدثت اشتباكات دامية متعمدة بأوامر من قيادات الجماعة، أسفرت عن مقتل 9 أفراد من بينهم الصحفي الحسيني أبو ضيف، كما تم رصد قيام مجموعات من عناصر الإخوان بالقبض على المعارضين وتعذيبهم في المناطق المحيطة بقصر الاتحادية.
المقطم
ووقعت أحداث المقطم يوم 22 مارس 2013 أمام المقر العام لجماعة الإخوان بمنطقة المقطم نتيجة اشتباكات بين متظاهرين وأفراد من جماعة الإخوان، لاستخدامهم العنف ضد المتظاهرين، كما استخدموا مسجد بلال بالمقطم كمكان لاحتجاز المتظاهرين والاعتداء عليهم وتعذيبهم.
وكانت القوى السياسية والمدنية دعت إلى تظاهرات أمام مكتب الجماعة بالمقطم فيما عرف بجمعة رد الكرامة وذلك للتنديد بالاعتداءات على الصحفيين والنشطاء.
بين السرايات
وشهدت منطقة بين السرايات القريبة من جامعة القاهرة، واحدة من معارك العنف الأهلي، على خلفية الخطاب الذي أذاعه «مرسي» في 2 يوليو 2013، وتكررت في الخطاب كلمة «الشرعية»، مما تسبب نزول أنصار الإخوان إلى الشوارع واشتباكهم مع الأهالي في منطقة بين السرايات والكيت كات، وأسفرت عن مقتل 19 مصريًا وإصابة 200 شخص آخرين.
أحداث الحرس الجمهوري
أما أحداث الحرس الجمهوري، فكانت أولى الأحداث الإرهابية التي قامت بها الجماعة عقب الإطاحة ب «مرسي»، حيث قامت مجموعات كبيرة في فجر يوم 8 يوليو 2013، بمحاولة اقتحام مبنى دار الحرس الجمهوري زعمًا أن «مرسي» بداخل المبنى وسيتم الإفراج عنه بالهجوم على قوات الأمن وخروجه.
كرداسة
واشتعلت أحداث عنف في كرداسة، بين الشرطة والمتظاهرين في يوم إعلان عزل محمد مرسي في 3 يوليو 2013، بوقوع مذبحة في صفوف قوات قسم شرطة كرداسة، التي راح ضحيتها 11 من الضباط والجنود، يوم فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس من عام 2013، وقامت قوات الجيش المصري والشرطة باقتحام كرداسة لتطهيرها من الإرهاب والقبض على مرتكبي المذبحة.
سيدي جابر
وشهدت منطقة سيدي جابر بالإسكندرية في 5 يوليو 2013، اندلاع أعمال عنف من قبل مؤيدي المعزول، تجاه المظاهرات المعارضة لهم، والتقطت الكاميرات وقتها المتهم محمد رمضان وهو يقوم بإلقاء أطفال من فوق سطح إحدى العمارات في المنطقة، وذلك لأنه كان يحمل علم مصر ويعارض المعزول.
اعتصام «رابعة»
وبعد فشل مخططات الجماعة في الحشد ضد ثورة الثلاثين من يونيو، بدأت قيادات الجماعة في إرسال بعض التهديدات للشعب المصري من خلال منصة الاعتصام في رابعة العدوية، ففى البداية قال القيادى الإخواني محمد البلتاجي: إن ما يحدث في سيناء من إرهاب يتوقف في الثانية التي يعود فيها مرسي، بينما قال صفوت حجازي: اللي هيرش مرسي بالمية هنرشه بالدم، في حين عاد حجازى ليطلق تصريح: رسالة إلى الكنيسة المصرية، لو تآمرتم وساعدتم في عزل مرسي فسيكون لكم شأن آخر.
ومع انتهاء الاعتصام كشفت التحقيقات القضائية عن وجود تعذيب داخل اعتصام رابعة العدوية المسلح، وذلك بعدما استمر قرابة 40 يومًا خلف وراءه مئات القتلى والمصابين، جراء العنف والتعذيب من قبل جماعة الإخوان طوال فترة وجودها بالميدان، وهي القضية المتهم فيها عصام سلطان ومحمد البلتاجي ومحمد بديع وصفوت حجازي وأسامة ياسين وعصام العريان، وبدأ اعتصام رابعة العدوية، ردًّا على دعوات حركة تمرد للجماهير بالنزول في تظاهرات حاشدة يوم 30 يونيو 2013 للمطالبة بإسقاط «مرسي».
عمليات إرهابية
وأثارت الجماعة العشرات من الاحتجاجات الفئوية، وحرضت على تعطيل العمل بالمصالح الحكومية والعمالية، بعدها بدأت الاحتجاجات على الحكم الفاشي للإخوان، حتى قام أنصار الجماعة بترويع وقتل وتعذيب المتظاهرين السلميين أثناء محاولتهم التعبير عن رفضهم حكم المرشد.
ما إن سقط حكم الجماعة، حتى تحول الانتقام من الشعب برمته، فاتجهت لتخريب البنية الأساسية، وتفجير أبراج الكهرباء، لتزيد أعباء إضافية إلى الشبكة القومية، وتضع أمام القيادة الجديدة تحدياً هائلاً، وما كان لدولة يونيو إلا أن تغلبت على ذلك في وقت قياسي.
ومع إدراكهم التام بأن وقتهم قد حان، اتجه أنصار الجماعة لسلسلة من العمليات الإرهابية الدامية، قوضت كل ما بقي لها في صفوف المصريين، ورداً على ثورة الشعب، ارتكبت جرائم إرهابية، استهدفت فيها المدنيين العزل بالأسلحة الآلية والقنابل، وراحت تغتال رجال الجيش والشرطة وقيادات الدولة.
وجلب الإخوان مئات الإرهابيين إلى سيناء، في إطار مخطط لنشر الفوضى والتخريب، كما أقدموا على تهريب السلاح والمتفجرات عبر الحدود، ووضعت الجماعة أيديها في أيدي المدانين، وسعت لتوطيد أقدام عدد منهم في بمواقع قيادية في الدولة.
وبعد الإطاحة بحكم الإخوان، وعزل «مرسي»، اتجهت الجماعة إلى ارتكاب الأعمال الإرهابية، فخلال الأعوام السابقة وقعت العديد من العمليات الإرهابية من خلال المجموعات والتنظيمات الإرهابية التي تتبعها بالأمر المباشر نفذتها ك«المقاومة الشعبية والعقاب الثورى وكتائب حلوان وكتيبة إعدام ومولوتوف، وحسم ومجهولون وكتائب حلوان»، ودأبت جماعة الإخوان على نفى أي علاقة بينها وبين هذه المجموعات، لتكشف لنا الأجهزة الأمنية والتحقيقات القضائية أن الحركات التي تتبنى كل عملية ما هى إلا ستار للجناح العسكري بالجماعة تحمل مسميات مختلفة لكنها تتبع تنظيمًا واحدًا.
عمليات نوعية
وفي يناير 2014، ظهر مصطلح «العمليات النوعية» فى العلن لأول مرة، عندما أعلنت حركة تسمى «المقاومة الشعبية»، بيان ميلادها الذي تداولته صفحات جماعة الإخوان، يتحدث عن تنفيذ عملية إرهابية استهدفت أقسام شرطة، ورجال أمن، قبل ساعات من حلول الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير.
ýوتبنت «المقاومة الشعبية»، تنفيذ عدة عمليات تخريبية، واستهدافًا لأقسام شرطة ومنتسبين للأجهزة الأمنية، مؤكدة أن «عملياتها النوعية» ما هي إلا حلقة في سلسلة كبرى، كما حرضت على تنفيذ عمليات الاغتيال والتفجيرات.
وشهدت مصر في عصر الإخوان، أعلى معدلات الجريمة وحالة من الانفلات الأمني، حتى أصبحت رواية الخطف والسرقة بالإكراه، وسرقة السيارات، واقتحام المنازل، أموراً تبدو معتادة.
اغتيالات
ýولم تتوقف جرائم الإخوان، عند هذا الحد، بل لجأ التنظيم إلى توجيه الضربات واستهداف مواكب المسئولين، كاستهداف المستشار هشام بركات النائب العام الراحل، عن طريق تفجير موكبه في 29 يونيو 2015، خلال مروره بمنطقة مصر الجديدة، وكذلك العقيد وائل طاحون رئيس مباحث المطرية السابق، الذي تم اغتياله قبل بركات بشهرين في شهر أبريل.
وفي 11 أغسطس 2016، تبنت حركة حسم، محاولة اغتيال الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق.
وفي أكتوبر 2016، أعلن تنظيم داعش الإرهابي، مسئوليته عن اغتيال العميد في الجيش المصري هشام شاهين قرب منزله في شارع الأزهر بمدينة العريش في محافظة شمال سيناء.
تفجير الكنائس
أقباط مصر وكنائسها دفعوا ثمناً باهظاً في مواجهة إرهابٍ تعرضت فيه العشرات من الكنائس للتفجير والحرب والتخريب الذي راح ضحيته مئات الشهداء وآلاف المصابين.
وشاركت جماعة الإخوان الإرهابية في أحداث إرهابية عديدة خلال عام 2017م، إما بالتنفيذ أو بالشماتة والتحريض على العنف، كما حدث في استهداف دور العبادة، وتفجير كنيستين في محافظتي الإسكندرية والغربية، تزامنًا مع «أحد السّعف» في التاسع من أبريل، وقُتل 44 شخصًا، وجُرح 126 آخرون في تفجيرين انتحاريين.
وكذلك محاولة تفجير كنيسة مارمينا بحلوان في ديسمبر 2017، والتي أوقفها شباب مصر الشجاع بتصديه لمنفذي العملية الارهابية.
مذبحة مسجد الروضة
وفي منتصف نوفمبر 2017، ارتكبت أذرع الإخوان الإرهابية جريمة من أبشع الجرائم في التاريخ، استهدفت المصلين من المدنيين داخل مسجد بقرية الروضة بالعريش، حيث قامت مجموعة من العناصر الإرهابية باقتحام المسجد وإطلاق النار على المصليين أثناء أدائهم شعائر صلاة الجمعة مما اسفر عن استشهاد 235 شخصا ما بين أطفال وكبار سن ورجال.
ثم قامت العناصر الارهابية بتفجير عبوة ناسفة بمحيط المسجد وفتح النار على الأهالى الذين فزعوا إلى المسجد فور سماعهم دوى الرصاص ثم احرقوا عددا من سيارات الأهالى.
استهداف الجيش
ومن بين العمليات الإرهابية التي شاركت فيها جماعة الإخوان، ما حدث في7 من يوليو، واستهداف عناصر من الجيش المصري، ليستشهد 26 جنديًا مصريًا، ويصاب العشرات من قوات الأمن، في هجوم على نقطة تفتيش في مدينة رفح محافظة شمال سيناء.
كما استهدفت جماعة الإخوان، المشاركة في الهجوم على نقطة تفتيش لقوات الأمن المصرية على الطريق الدائري بجنوب العريش بمحافظة سيناء، مما أسفر عن استشهاد ستة مجندين وإصابة 4 آخرين.
وكعادتها تستهدف جماعة الإخوان، الجيش والشرطة، كما حدث واستهدفت عددًا من الأكمنة في منطقتي كرم القواديس والخروبة، ونفذت العديد من الهجمات وصل عددها إلى قرابة 150 عنصرًا، استخدموا السيارات المفخخة، وقذائف «آر بي جي»، إلى جانب الاشتباكات بالأسلحة الخفيفة.
وتورطت جماعة الإخوان، في العمل الإرهابي، الذي شهده طريق الواحات في الجيزة، وأسفر عن استشهاد 16 ضابطًا ومقتل وإصابة 15 إرهابيًا.
تدمير العلاقات الخارجية
باسم الدين قتلوا وباسم الدين خدعوا.. تلك كانت فترة حكم الإخوان القصيرة، صفحة سوداء من القمع والديكتاتورية، ومصادرة الحريات وخلال عام واحد، شهدت البلاد سلسلة من الأزمات الداخلية والخارجية.
وكانت سلسلة اسقاطات كثيرة، كادت تذهب بمصر إلى مصير مجهول، على الساحة الدولية، بدأت باجتماعهم الشهير حول سد النهضة عام 2012، تسبب الإخوان في تعقيد أزمة السد على خلفية تصريحات غير مسئولة تم بثها على الهواء مباشرة.
أما في ذكرى 6 أكتوبر عام 2012، أعلن «مرسى» قطع العلاقات مع سوريا، وكاد أن يُورط الجيش في معضلة إقليمية ما تزال مشتبكة حتى الآن.
وتسبب سعي الإخوان لتوطيد العلاقات مع إيران، في التأثير على علاقات مصر الخليجية المميزة، وكذلك مساعدة تركيا في التخابر لبث نفوذها، حيث سربت الجماعة أسراراً أمنية مهمة لعملاء الدوحة ونظام تمّام.
التخريب الممنهج للاقتصاد، والإساءة لعلاقات مصر الدولية كان إحدى جرائم لحكم الجماعة، حيث تعرضت خطوط الغاز لتفجيرات متتالية ما أوقع مصر في شباك التحكيم الدولي الذي فرض على البلاد غرامات تُقدر بمليارات الدولارات.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.