بنات مصر يكنسن الأضرحة

11 مليون فتاة.. يفوتهن قطار الزواج

9 ملايين عانس فى مصر.. أشهر رقم فى عالم الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء، استمر لأكثر من 20 عاماً دون زيادة أو نقصان، فجأة أعلن اللواء أبوبكر الجندى مؤخراً عن ارتفاع نسبة العنوسة فى مصر إلى 13٫5 مليون ممن تخطت أعمارهن 30 عاماً، منهم 2٫5 مليون شاب و11 مليون فتاة.
ويبقى سؤال: ما تأثير ارتفاع معدلات العنوسة على المجتمع؟.. وما تأثيرها النفسى على فتيات لم يعد أمامهن من سبيل سوى كنس مقام السيدة زينب وأضرحة ومساجد أولياء الله الصالحين بحثاً عن العريس المنتظر؟
فى آخر تقرير للجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء 2016 بلغ عدد السكان التقديرى فى مصر بالداخل 91 مليون نسمة، منهم 46 مليوناً 414 ألف نسمة للذكور بنسبة 51٪، و44 مليوناً و609 آلاف نسمة للإناث بنسبة 49٪، وبلغت نسبة النوع 104 ذكور لكل 100 إنثى، وذلك وفقاً لتقديرات السكان عام 2016.
وقال الجهاز بمناسبة اليوم العالمى للمرأة: إن متوسط أعمار الإناث بلغ 73٫3 سنة مقابل 70٫5 سنة للذكور عام 2016، موضحاً أن متوسط سن الزواج للإناث وفقاً لبيانات نشرة الزواج والطلاق عام 2015 بلغ 24 سنة.
وتحت قبة البرلمان أعلنت لجنة الدفاع والأمن القومى برئاسة كمال عامر أن قضية العنوسة أصبحت قضية أمن قومى.
وأوضحت اللجنة أن العنوسة تحولت إلى قضية خطيرة ينبغى التصدى لها فعزوف الشباب والفتيات عن الزواج سواء بإرادتهم أو لا تمثل مشكلة تهدد الأمن القومى كما أنها تؤدى إلى انحراف الشباب وانتشار الزواج العرفى وتفاقم معدلات الأمراض النفسية والعصبية والجريمة.
حاولنا التواصل مع اللواء كمال عامر رئيس لجنة الدفاع والأمن القومى لمعرفة ما تم خلال عام للقضاء على أسباب العنوسة دون جدوى.
الشات والزواج الإلكترونى
ارتفاع معدلات العنوسة تصل إلى هذا الرقم أمر متوقع من قبل الدكتور إبراهيم غانم المستشار بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية لعدة أسباب، منها المشكلات الاقتصادية والتى تعد أحد أهم أسباب عدم زواج الشباب والفتيات، فضلاً عن عوامل أخرى مثل الانطواء والمستقبل المظلم وكثرة المشاكل والمآسى من تجارب الآخرين.
وأضاف د. إبراهيم أن انفتاح طرق ووسائل الشهوة الكائنة فى وسائل التكنولوجيا الحديثة من شات أو الزواج الإلكترونى جعلت الشباب والفتيات يكتفون بها دون تكلفة، محذراً بالخطر الداهم على الشباب.
سألته: وما الفرق بين أيام زمان والآن؟
قال: فرق كبير فى السياق الاجتماعى والسياسى والاقتصادى، فالأجيال الجديدة تعيش فى محيط سياقات ضاغطة تشجع على تجاوز القيم وتقاليد المجتمع، كما أن شدة الأزمة الاقتصادية وتدنى قدرة الشباب والفتيات على بناء أسرة لم تكن بهذا الشكل، أيضاً تراجع العلاقات المتكافئة والمتضامنة داخل العائلات الكبيرة، موضحاً أن العلاج والحل يوجد فى وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم المغالاة فى المهر، وعدم التشدد فى الاشتراطات.
نصائح للفتاة العانس
وحذر الدكتور جمال فرويز، أستاذ الطب النفسى من التأثير النفسى والأعراض التى تظهر على الفتاة التى تخطت سن الزواج، والتى تتمثل فى الاكتئاب الداخلى والعصبية الزائدة وعدم تحمل الآخرين وسرعة ضربات القلب وآلام فى المعدة وآلام فى الرقبة، واضطرابات فى النوم، مضيفاً أن المشكلة الأكبر تكمن فى إلقاء المجتمع اللوم عليها واتهامها أنها السبب فى عدم الزواج.
ووجه د. جمال، نصائح للفتيات اللاتى تخطت أعمارهن سن الزواج بالانخراط فى الأعمال الخيرية من خلال دور الأيتام والمسنين، أو الاندماج فى العمل أو استكمال الدراسات العليا أو التطوع فى الجمعيات الخيرية، مشيراً إلى أن أغلب الفتيات التى تعمل فى هذه الجمعيات غير متزوجات.