امبارح كتبتها «ما أشبه اليوم بالبارحة» وهى صحتها «ما أشبه الليلة بالبارحة» فمعذرة يازباين الشباك لأن اللى إحنا فيه اليومين دول يبغبغ اللخبطان تمام زى اليويمن اللى عشناهم بعد 5 يونيو 1967 مع إن يونيو 1967 كنا فى نكسة بينما اليومين دول فى أعقاب ثورة حتقوللى الثورة لسه مستمرة حقول لك ما أنا عارف أن الثورة لسه مستمرة وعارف أنها لن تتوقف قبل تحقيق كامل أهدافها.. عارف والله ومتأكد لكن أحياناً الشىء يفكر الإنسان بشىء برضه والشىء اللي فكرنى بيونيو 1967 هو المسرحية الهزلية اللى بيسموها محاكمة اللص الفاسد القاتل حسنى مبارك الرئيس المخلوع وباقى أفراد عصابته أيامها برضه عملوا مسرحية هزلية سموها محاكمات الطيران بعد سيل النكت اللى غرق مصر المحروسة من أقصاها اللى أقصاها برضه «فشينا همنا فيها» لدرجة ان الرئيس جمال عبدالناصر قال فى خطاب رسمى مذاع فى التليفزيون كفاية نكت دول برضه إخوانكم. وكان بيقصد القيادات العسكرية الفاسدة اللى تسببت فى هزيمة مازلنا نعانى منها حتى اليوم.. هزيمة قال عنها الكاتب الكبير الراحل الأستاذ أحمد بهاء الدين إنها «هزيمة حضارية» وقال فيها العبد الفقير «واللى جابوا النكسة» لسه ع الكراسى» وبعد صدور الأحكام المضحكة من محكمة الطيران كانت مصر المحروسة على موعد مع العيال اللى حلمت بيهم بعد 9 و10 يونيو اللى طلعوا من كل جامعات مصر فى القاهرة والإسكندرية وباقى الأقاليم يهتفوا ضد تلك الأحكام وبلغة جديدة علينا قال عنها بعض المثقفين الشرفاء انها «لغة انتحارية»! لأنها وصلت للهدف دون لف أو دوران وكان الهدف هو شخص الرئيس القائد جمال عبدالناصر إذ يقول أحد شعارات الانتفاضة الطلابية «لا صدقى ولا الغول عبدالناصر المسئول!» وكان رد فعل الإعلان المصرى فضيحة بكل المقاييس إذ تمخض الجبل الإعلامى فى مصر المحروسة فولد فأراً كما يقول المثل العربى الشهير إذ اتهم الإعلام المصرى الملوث شباب. مصر المحروسة بالعمالة والخيانة العظمى والتمويل الخارجى تماماً كما يحدث الآن مع الثوار «الملائكة» وبرز أيامها اسم عاطف الشاطر كواحد من الخونة وهو زعيم طلابى تلقى علوم السياسة فى منظمات الشباب الاشتراكى التى صنعها النظام كدعاية له فانقلبت عليه عند أول فرصة وهذا هو شأن الشباب فى كل الأجيال وكان جهاز أمن الدولة هو السباق فى البقس ب«الورد اللى فتح فى جناين مصر» فاعتقلوهم والكل صامتون فيما عدا محمد جاد الرب فلاح بركة السبع الذى كتب واحدة من عيون شعر العامية المصرية مع أنه لم يكن شاعراً وقد تلقفنا هذه القصيدة الشيخ إمام وأنا ولحنها الشيخ إمام وغنيناها معاً لتغنيها معنا مصر المحروسة هكذا. يا أم المطاهر رشى الملح سبع مرات رفع الزغروتة احكى حدوتة تعلب فات إلا المطاهر شافها مظاهر طب سكات وبأيده شرخ بنيان وصرخ وكتب وترخ ما احناش بقرات ياأم المطاهر رشى الملح سبع مرات
الله يرحمك يا محمد ياجاد وياريتك كنت معانا اليومين دول عشان نشوف المطاهر لما كبر ووعى وفهم وفهمنا إن إذا الشعب يوماً أراد الحياة. فلابد أن يستجيب القدر