أفنى 36 عامًا أمام أضواء الكاميرات، وتصفيق الجماهير، لم يترك شخصية إلا وجسدها في عالم السينما والدراما، بين أدوار للخير وأخرى للشر، بحيث تنوعت مسيرته الفنية التي توّجها أيضًا ببعض الشخصيات الكوميدية والدرامية.. هو الفنان "خالد صالح" الذي تمر ذكرى رحيله الثانية اليوم بعدما غادر عالم الأحياء فجر يوم 25 سبتمبر 2014، تاركًا أدوار صعبة سجلتها الكاميرات ودونتها شاشات السينما، تستعرض أبرزها "الوفد" في التقرير التالي. "ريس الكباريه" "الريس عمر حرب" أحدإحدى الأدوار التي جسدها "صالح" بإتقان شديد في فيلم حمل نفس الاسم، تقمص فيه دور رجل شرس صاحب سلطة ونفوذ لا يعرف غير المال وسيلة للتفاوض. كانت الشخصية عبارة عن رجل يدير صالة "للقمار" وكأنه يدير دولة بأكملها، يقف في نهاية الفيلم بمنتصف الصالة، ليكشف أن هذا العالم ما هو إلا صورة مصغرة من الحياة التي نعيشها في عالمنا. واستطاع الفيلم الذي شارك فيه نخبة من النجوم أمثال الفنان هاني سلامة، وسمية الخشاب وغادة عبدالرازق، تجسيد صراع الخير والشر، وشهوة الربح والبقاء للأقوى، كل هذه المعادلات التي يطبقها حاكم عالم "الكازينو". "مونتي الفاسد" كانت من الشخصيات التي أثرت كثيرًا في مسيرته الفنية، وأصبحت لقبًا يطارد كل محامي فاسد، بعدما جسد خالد صالح شخصية المحامي "منتصر" والشهرة "مونتي" في فيلم "ملاكي إسكندرية". تقمص الراحل شخصية المحامي الفاسد الذي يستغل الفرص في تحقيق مكاسبه أولًا، ويظل مختبئًا طوال أحداث الفيلم تحت عباءة الصداقة للفنان أحمد عز، واشتهر ب"إفيهات" عديدة أطلقها خلال الفيلم. "فتحي العبيط" من الكوميديا إلى الدراما، استطاع "صالح" أن يأثر قلوب الجماهير ودفعهم للبكاء أحيانًا، من خلال شخصية "فتحي العبيط" التي جسدها في فيلم "الحرامي والعبيط" تقاسم بطولته مع الفنان خالد الصاوي الذي جمعته بالراحل صداقة قوية. مزج "خالد" في هذا الدور بين الكوميديا والدراما الاجتماعية، وبالرغم من صعوبة ظهوره في دور المجذوب، إلا أن الفنان الراحل استطاع بخبرته الفنية إتقانة، ودفع الجماهير للوقوع في حالتين مختلفتين بين الضحك على تصرفاته، والتعاطف مع حالته. "حاتم المفتري" لازال الجميع يستخدم شعار "حاتم لازم يتحاكم" للدلالة على بطش الداخلية، بعدما جسد الراحل خالد صالح دور الضابط "حاتم" الذي سُجل له كإحدى العلامات البارزة في السينما المصرية. جسد الفنان الراحل أحد أدوار الشر له في فيلم "هي فوضى"، انتقد فيه التصرفات الخاطئة من قبل قيادات الشرطة بين استغلال للنفوذ والسلطة، وظهرت شخصية أمين الشرطة "حاتم" بشكل متقن. واستطاع النجم أن يبرز الفساد كبطل أساسي في الأزمة الحالية بالمعنى السياسي والأخلاقي، حتى حمل الفيلم لقب ثاني وهو: "ثنائية الكبت الجنسي والقمع السياسي"، شاركه في الفيلم كلًا من: "منة شلبي وهالة صدقي ويوسف الشريف ودرة". "القنصل المرعب" خطى الراحل من خلال فيلم "ابن القنصل" مع الفنان أحمد السقا، عشرات الخطوات في طريقه الفني، بعدما ظهر فيه بدور الرجل العجوز، الذي ظل في غياهب السجون مدة طويلة، حتى تبدلت الأحوال خارجيًا واتضح أن له ابن لا يلبث وينصب عليه. وترجع تسمية خالد صالح ب"ابن القنصل" لقدرته الفائقة على تزوير جوازات السفر والتأشيرات مع أصدقائه الباقين، الذي لقبهم ب"مثلث الرعب"، استطاع خلال الفيلم تجسيد دور العجوز بشكل كوميدي حصد له جوائز عدة. "إبراهيم بتاع الورد" أما "إبراهيم" زوج "يسرية" في فيلم "أحلى الأوقات" فقد جسد خلاله الراحل الرجل المصري العملي، الذي يعمل ليلًا نهارًا لتوفير لقمة العيش إلى منزله ولا يجد وقت لزوجته التي دومًا تطالبه بالاهتمام بها، واشتهرت هند صبري التي مثلت زوجته في الفيلم بجملتها الشهيرة الذي ظلت عالقة بهما: "عايزة ورد يا إبراهيم". "تاجر السعادة" من السينما إلى الدراما التي أبدع فيها الراحل خالد صالح، وأخذ لقب "تاجر السعادة" عن جدارة عقب ذلك المسلسل التليفزيوني الذي قدمه في رمضان 2009، فرغم فقده البصر إلا أنه لم يفقد البصيرة في التعامل مع الآخرين، ويزعم أنه صاحب "كرامات".