لم يبدأ خالد صالح مشواره الفني منذ طفولته كعادة أغلب الفنانين، ولكن بدأه متأخرًا حينما تجاوز عمره السادس والثلاثين، كذلك لم يطل على الجمهور فجأة باعتباره بطلًا لأعماله، بل شارك بأدوارًا صغيرة بعضها كان مشهدًا واحدًا فقط، فمن لا يتذكر مشهد القاضي الذي يحاول الفصل في قضية خلع داليا البحيري من زوجها في فيلم "محامي خلع"، وقبلها شارك في أدوار صديق البطل في أفلام منها "النعامة والطاووس" مع مصطفى شعبان الذي شاركه أيضًا بطولة فيلم "خلّي الدماغ صاحي"، كذلك كان له ظهورًا محدودًا في مسلسل "مذكرات زوج معاصر" مع الفنان أشرف عبد الباقي، ثم "ميدو مشاكل" مع أحمد حلمي. "أنا بابا يلا" ورغم حضوره المتأخر على الساحة الفنية، إلا أن براعته في تجسيد مختلف الشخصيات شفعت له لدى الجمهور، وجعلته يلتفت إلى موهبته القوية، ودفعت صنّاع السينما إلى ترشيحه لأدوار لم يسبق له تقديمها، حتى جاءت انطلاقته في فيلم "تيتو" بشخصية الضابط الفاسد الذي يتفق مع أحد المجرمين، أحمد السقا، لسرقة الموقع الذي ستقوم الشرطة بمهاجمته قبل حضورها، وقددم خلاله أولى العبارات التي أصبح يشتهر بها رغم مرور أكثر من 10 سنوات على عرضه، وهي "أنا بابا يلا". "عاوزة وردة يا إبراهيم" لتتوالى بعد ذلك لمساته وإضافاته الفنية على الشخصيات التي يجسدها؛ فرغم أن فيلم "أحلى الأوقات" هو بطولة نسائية للثلاثي حنان ترك، ومنة شلبي، وهند صبري، إلا إنه استطاع بأداءه التلقائي البسيط أن يجسد شخصية "إبراهيم" الزوج المصري المكافح لأجل زوجته، هند صبري، وفي إحدى خلافاته معها، وشعوره بأن عودتها لصديقتيها حنان ومنة جعلها تلتفت إلى أمور لم تكن تفكر فيها، حتى بادرته بطلبها "عاوزة وردة يا إبراهيم". "خدت كام يا منتصر" واستمر في تغيير جلده وشكله في الأدوار التي يجسدها حتى فاجأ الجمهور بشخصية "فرج خنزيرة" في مسلسل "أحلام عادية" مع الفنانة يسرا، مرورًا بالمحقق في وفاة أشرف عبد الباقي ضمن أحداث فيلم "خالي من الكوليسترول"، والموظف المسؤول عن الأرشيف في فيلم "فتح عنيك"، حتى تجسيده لشخصية "منتصر" صديق أحمد عز في فيلم "ملاكي اسكندرية" الذي يعد أحد العناصر المحركة لأحداث العمل السينمائي، وهو ما لم يكن يعرفه عز في البداية، ليكتشف ذلك بعد وفاة والد صالح في الفيلم، ليسأله عن سبب خداعه له قائلًا "خدت كام يا منتصر"، فيبادره صالح بالإشارة بأصابعه برقم 3 أي 3 ملايين، حتى أصبحت حركة معروفة لدى كل جمهور صالح، ومتابعي الفيلم أيضًا. وفي "حرب أطاليا" لم يتمكن صالح من تحمل سرقة السقا لملابسه، وأوراقه الشخصية المهمة، وكذلك سيارته الخاصة، وفي مكالمة هاتفية من السقا يحاول فيها أن يستفز صالح يتوعده الأخير بعبارته الشهيرة أيضًا: طب وحياااااة أمك ما هرحمك حتى لو جتني شايل كفنك..يا واطي"، لتكون الخطوة الفنية التالية لصالح مختلفة تمامًا عن هذه فيجسد دور رجل الأعمال الحالم الرومانسي الذي يقع في غرام إحدى فتيات "الريكلام"، غادة عبد الرازق، في فيلم "عن العشق والهوى". ثم انتقل صالح لمرحلة أخرى وهي الكوميديا الاجتماعية من خلال دور "بوبو" في فيلم "1/8 دستة أشرار" مع ياسمين عبد العزيز، ومحمد رجب، ونيكول سابا، مجسدًا شخصية لص يتميز بخفة دمه وذكاءه، ويتوجه باختياراته الفنية إلى مغامرة أخرى يدخل مرة ثانية مع حنان ترك التي سبق أن التقى بها في فيلم "أحلى الأوقات"، وذلك عبر مشاركته لها في بطولة فيلم "أحلام حقيقية"، يشاركها البحث حول حقيقة أحلامها التي تحدث في الواقع، إلى جانب مشاركته في فيلم "عمارة يعقوبيان" الذي ضم نخبة من كبار النجوم منهم عادل إمام، ونور الشريف، وصديقه خالد الصاوي. "اللي مالوش خير في حاتم..مالوش خير في مصر". بعدها بدأت بطولات صالح في الدراما التليفزيونية عبر "سلطان الغرام" فنجح في تجسيد شخصية الرجل المزواج والذي يعدل في نفس الوقت بين زوجاته بعدما سار في مشوار طويل استطاع خلاله تكوين نفسه بنفسه، ليرشحه بعدها خالد يوسف للقيام ببطولة فيلم "هي فوضى" ليجسّد شخصية أحد الضباط الفاسدين، والذي يستغل منصبه في الحصول على أموال من المواطنين نظير ألا يتم إلقاء القبض عليهم في قضايا غير حقيقية، وإذا ما اعترض أحدهم على ذلك يهدده بجملته الشهيرة: "اللي مالوش خير في حاتم..مالوش خير في مصر". ليعود بعد ذلك إلى الدراما التليفزيونية ليشارك هند صبري بطولة مسلسل "بعد الفراق"، وتقديم قصة رومانسية حاولت أن تتخطى الفوارق الاجتماعية بين الطرفين، ثم يجسد البطولة في فيلم "الريس عمر حرب" مع هاني سلامة، وسمية الخشاب، وأيضًا غادة عبد الرازق، ثم يجسد شخصية "مصباح" الضرير في مسلسل "تاجر السعادة" مع داليا مصطفى، ومروة عبد المنعم، ليتواعد بعد ذلك مع الوحوش في مسلسل "موعد مع الوحوش" مع سهير المرشدي، وإن كان كلا المسلسلين لم يحققا النجاح الكبير له. ويعود مرة أخرى ليلتق بأحمد السقا في عمل سينمائي آخر بعنوان "ابن القنصل" ليكون هو القنصل الذي يفلح السقا في خداعه بأنه ابنه لأجل الاستيلاء على أمواله. وبعد غياب عن الدراما التليفزيونية عاد لها مع "الريان" ليحقق نجاحًا كبيرًا عند عرضه في رمضان منذ ثلاثة أعوام، عبر تجسيده لشخصية أحمد الريان صاحبة إحدى شركات توظيف الأموال، وشاركه البطولة درة، وأحمد صفوت، وباسم سمرة. وفي "كف القمر" حاول صالح جمع شمل أشقاءه أصحاب التوجهات والميول المختلفة حسب ما طلبته منه والدته "قمر"، وفاء عامر، ليكتشف فيما بعد أن له أبناء في عدة دول يجمعهم في شقة "9 جامعة الدول"، ليجسد دور "فرعون" في مسلسل يحمل هذا الاسم، وتشاركه بطولته جومانا مراد، وأحمد صفوت. ليخرج عن المألوف في شكله وأدواره بتجسيده لشخصية "العبيط" في فيلم "الحرامي والعبيط" مع صديقه خالد الصاوي، ثم العالم الذي يكتشف أن العلماء لا حظ لهم في هذا البلد، وذلك من خلال فيلم "فبراير الأسود"، ويبحث في الطرق التي يمكن من خلالها استراد قيمة العلماء. آخر أعمال صالح كان مسلسل "حلاوة الروح" الذي تم عرضه بشكل حصري على قنوات مشفرة، وتسبب العرض الحصري له عليها في ألا يحصل على نسبة مشاهدة مرتفعة خلال شهر رمضان الماضي، لاسيما في ظل الزخم الدرامي. آخر ظهور لصالح ياتي في فيلم "الجزيرة 2" المقرر عرضه في موسم عيد الأضحى القادم، والذي يشارك في بطولته إلى جانب أحمد السقا، وخالد الصاوي، وهند صبري، وأروى جودة، وهو من تأليف الإخوة محمد وخالد وشيرين دياب، وإخراج شريف عرفة. خالد صالح في سطور * اسمه بالكامل خالد سيد محمود صالح. * ولد في أبو النمرس، محافظة الجيزة، في 23 يناير 1964. * تخرج في كلية الحقوق عام 1987. * عمل بالمحاماة في بداية حياته وهو ما يبرر تأخره في العمل بالتمثيل. * شارك في أول مسلسل له عام 1999، وجسّد دور مأمون الشناوي في مسلسل «أم كلثوم». * تفرّغ للعمل بالتمثيل عام 2000. * قام بالأداء الصوتي في النسخة المدبلجة من فيلم «نيمو»، الحاصل على جائزة أوسكار لأفضل فيلم صور متحركة، عام 2003. * ذاع صيته بعد تقديمه دور الضابط في فيلم «تيتو»، عام 2004. * حصل على جائزة أفضل دور ثان في فيلم «تيتو» من المهرجان القومي ال11 للسينما عام 2005. * حصل على جائزة أفضل ممثل لعام 2005، عن دوره في فيلم «ملاكي إسكندرية»، من إخراج ساندرا نشأت. * حصل على جائزة أفضل ممثل دور ثان عن فيلم «أحلى الأوقات». * في عام 2007 قدم أول بطولاته المطلقة في مسلسل «سلطان الغرام». * كان عام 2007 ثري فنيا بالنسبة ل«صالح»، حيث قدم أول بطولاته في مسلسل تليفزيوني، وقدم الدور الرئيسي في فيلم «هيّ فوضى»، ودور آخر في فيلم «حين ميسرة». * نال إشادة كبيرة من النقاد عن فيلمه مع يوسف شاهين، «هي فوضى». * في عام 2008 قدّم ثاني بطولاته في مسلسل «بعد الفراق»، أمام الفنانة هند صبري. * حصل علي جائزة التمثيل من مهرجان الأفلام وجائزة الإبداع الذهبية وشهادة تقدير لأحسن تمثيل من مهرجان الإعلام العربي عن دوره في مسلسل «تاجر السعادة»، عام 2009، وأهدى الجائزة لزوجتة هالة. * قدّم دور الصعيدي في عملين من أعماله، هما مسلسل «موعد مع الوحوش»، وفيلم «كف القمر». * شكّل مع الفنان أحمد السقا ثنائيًا مهما وقدما معا أفلام «تيتو وحرب أطاليا وعن العشق والهوى وابن القنصل والمصلحة». * معروف عنه حبه للأدوار الصعبة والمركبة، وهو ما قدمه في أفلام «هي فوضى» و«فبراير الأسود» و «الريس عمر حرب»، كما أنه أدى شخصية صعبة في مسلسل «تاجر السعادة». * له مايقرب من 70 عملًا، منهم حوالي 16 مسلسلا، 32 فيلما، 5 مسرحيات، إلى جانب عدد من المسلسلات الإذاعية. * آخر أعماله مسلسل «حلاوة الروح»، في رمضان 2014. * يشتهر وسط أصدقائه ب«التواضع والكرم وحب الخير». * يهتم بزيارة الجمعيات الخيرية ومراكز ذوي الاحتياجات الخاصة والمستشفيات. * ترك مهرجان الشرق الأوسط للسنيما، في أبوظبي لمدة 3 أيام، كي يشارك في حفل تدشين مستشفى السرطان للأطفال الجديد في السودان. * بدأت رحلته مع المرض بعدما تعرض لأزمة قلبية نتيجة الإجهاد الشديد، الذي بذله أثناء تصوير مسلسله «موعد مع الوحوش». * تعرض لآلام حادة في منطقة الصدر، أثناء تصوير مسلسله الأخير «حلاوة الروح». * حاول إخفاء تعرضه لبعض المتاعب الصحية التي دخل على إثرها مركز لأمراض القلب، لكن الأطباء أخبروه بضرورة خضوعه لعملية القلب المفتوح لتغيير شريان وصمام في القلب. * خضع في سبتمبر 2014، إلى عملية تغيير صمام بالقلب، أجريت له في مركز القلب بأسوان، وأجراها له جراح القلب العالمي، الدكتور مجدي يعقوب، حيث غادر منها إلى مثواه الأخير بعد معاناة كبيرة مع المرض ليفقد الوطن واحدًا من الفنانيين الكبار.